قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Wednesday, December 29, 2010

لست وحدك - 5


المذيع: مروان.. مروان!!!!

مروان: أي!... اصبر يا أخي.. هذه المرة أنا في مأزق حقيقي.. أنا هنا في أسفل الدرج.. أي.. لقد تهشّمت ساقي فعلاً.. العظمة في اتجاه آخر تمامًا..  كاد الهاتف يتهشّم لكني وجدته جواري بمعجزة.. إن المشعل هناك.. لكنه انطفأ.. 

المذيع: إذن أنت الآن أسفل الدرج.... 

مروان: نعم.. نعم.. القاعة التي فيها منضدة حجرية... هذه منضدة تقدمات على ما يبدو، ويبدو أنني صرت فريسة ممتازة... 


المذيع: كفّ عن هذا الكلام.. سوف يصل رجال الجيش حالاً... (صوت انفجار).. هل تسمع هذا الصوت؟ الديناميت! لقد فجّروا الصخور التي تسدّ مدخل الكهف... الفرج قريب.... 

Tuesday, December 28, 2010

لست وحدك - 4


المذيع: هل تسمعني يا مروان؟ هل تسلقت؟

مروان: صبرًا.. إن التسلق ليس سهلاً... سوف أصمت قليلاً لأنني لا أستطيع التسلق بيد واحدة.. إن الهاتف المحمول يضايق حركتي وليست لدي جيوب أضعه فيها..  آه ه ه!!

المذيع: مروان.. ماذا حدث؟

مروان: لقد.. لقد انزلقت قدمي وسقطت... أرجو ألا يكون كاحلي قد.. لا.. فيما عدا الألم أنا بخير.. خفت كذلك أن يكون الهاتف قد تهشّم لكنه بخير.. 

المذيع: أرجو أن تكون حذرًا.. لو أنك تعرضت لكسر لا سمح الله........

مروان: أعرف.. أعرف.. لو كنت محقًا بصدد هذه الكائنات فهي تملك ممصات قوية تثبتها في الصخور، لهذا تستطيع تسلق هذه الصخور الزلقة.. أنا لست مثلها.. سأحاول من جديد وبالطبع لن أتكلم..

(صمت طويل)

المذيع: هل تسمعني يا مروان؟ هذا الانتظار يحطم الأعصاب حقًا..

مروان: تسلقت... أنا الآن في مستوى أعلى من الكهف.. هناك ضوء أحمر غريب يغمر المكان ولا أعرف مصدره لكنه يسمح بالرؤية.. كأن الصخر ذاته مشع. مثل.. مثل الفحم عندما تستقر النيران بداخله ثابتة واثقة فيبدو كحجر كريم... هناك رسوم على الجدران. رسوم تشبه تلك التي تراها على جدران الكهوف الغامضة الأخرى.. 

المذيع: هل لك أن تصفها لنا؟

Saturday, December 25, 2010

تعليق في الصميم



نشر هذا الموقع على شبكة الإنترنت مقالي، الذي يطرح قضية سياسية مصيرية بالغة الأهمية.. إن رأيي المنشور غريب بل هو صادم، وأتوقع أن تنهال عليّ عبارات الهجوم.. ولكن هذا متوقع ومطلوب كي نبدأ نقاشًا ثريًا. تقريبًا أعرف ما سيقال وأعرف جيدًا كيف سأرد.

هكذا رحت أنتظر وأفتح صفحة الموقع كل ساعة لأرى إن كان أحدهم قد علق. كانت التعليقات في ذلك الموقع تراقب أولًا قبل نشرها.. لهذا تحتاج إلى وقت.

ثم جاء التعليق المنتظر:

Friday, December 17, 2010

روعة أن تكون.... رجلًا وأنثى



روعة أن تكون....

وصلتني هذه الرسالة بالبريد الإلكتروني على جزءين. الجزء الأول يذكر أسباب روعة أن تكون رجلًا، والجزء الثاني يذكر أسباب روعة أن تكون أنثى.

Wednesday, December 15, 2010

لست وحدك - 3


المذيع: لا تؤاخذني يا مروان.. بصراحة أعتقد أن نقص الأكسجين قد بدأ فعلاً يؤثّر على...

مروان: قل ما تريد يا عمر... عندما أخرف فأنا أعرف بشكل ما أنني أخرف.. ثق أن حواسي مرهفة تمامًا وأعي كل شيء أراه وكل كلمة أقولها..

المذيع: لكن.. موضوع الكهف العامر بالغيلان هذا... يبدو لي سخيفًا..

مروان: أتمنى أن يكون سخيفًا وأن أكون أحمق.. لكن وددت لو كنت مكاني.. 


المذيع: هناك ورقة جاءتني من الإعداد الآن.. شيء لا يصدّق لكنه سيروق لك.. هناك ثلاث فتيات يتصلن بالبرنامج وهن يطلبن يدك!

Saturday, December 11, 2010

إنه التضخم



تمكن محمود عن طريق الامتناع عن التدخين وركوب سيارات الأجرة ومشاهدة السينما وأكل الشطائر خارج البيت والزواج.. تمكن من ادخار بضعة آلاف من الجنيهات في المصرف.

كان مبلغًا صغيرًا لكنه كذلك كبير في آن واحد. وقد بدأ يشعر بالرضا عن نفسه وعن مستقبله. حتى أنه بدأ يفكر في إمكانية الزواج.. لم لا؟ إنه في الخامسة والثلاثين وشكله غير منفر.

كان راضيًا كما قلت حتى جاء أحد العارفين ببواطن الأمور، ليقول له في ثقة:
«التضخم»!

ماذا عن التضخم؟

Thursday, December 9, 2010

لست وحدك - 2



المذيع: لا أعرف ما حدث لكن المكالمة قد انقطعت.. هناك شيء خطأ لا أعرف ما هو.. سوف أجرّب طلبه مرة أخرى.. لا أعرف ما رآه ولا سبب هذا التوتر في صوته.. صبرًا.. اطلبه لنا يا مراد من فضلك.. صوت جرس؟.. جميل.. إذن الموجات لم تنقطع.. هلم ردّ يا أخي...

مروان (همسًا): أنا في موضع آخر من الكهف.. انزلقت يدي فأغلقت المكالمة... أنا آسف.... للحظة سمعت صوت خطوات، ثم تهيأت لي رؤية شخص يمر عبر فتحة الممر.. لقد مر فعلاً هكذا جريت لألحق به.. أنا الآن في بداية ممر آخر، وطبعًا لا يعكس الهاتف الكثير من النور، لكن من الواضح أنه لا يوجد أحد هنا..

المذيع: وكيف كان يبدو (بفرض أنه ليس خيالاً)..؟

Monday, December 6, 2010

مقالات نشرت من قبل - عن مكدونالد والبطة دونالد

من الخصائص المهمة في الامبراطورية الأمريكية كونها تقدم – كما يقول الأستاذ هيكل – نمطًا معيشيًا وثقافيًا بالغ الجاذبية. إنها الامبراطورية الأولى في التاريخ التي تستعمل هذا النوع من السلاح. وفي الماضي كان من السهل أن تمقت الامبراطورية الرومانية بكل رموزها؛ فلم تكن كتابات ماركوس أوريليوس أو خطب بلليني الأكبر تتسرب إلى دارك، أما اليوم فأنت تشتم الولايات المتحدة ثم تقضي الليل كله مع فيلم أمريكي شائق. يذكر أبناء جيلي أيام الحرب الباردة حينما كان الماركسيون يعدونك بجنة البروليتاريا التي ستتحقق بعد الكثير من الدم والعرق والدموع، بينما كان الأمريكيون يقدمون لك بالفعل جنتهم الصناعية ذات اللون والطعم والرائحة، حيث تسبح الحسناوات الشقراوات في بحار البيبسي كولا بينما يرقص ميكي ماوس ويحلق سوبرمان في الجو. إنه (العالم الحر)... تلك اللفظة الأمريكية الاستعمارية التي سادت لتصف كل ما ينضوي تحت جناح الولايات المتحدة خارج الستار الحديدي، أما ما وراء الستار الحديدي فحفنة من الجنرالات الساديين المصابين بالشذوذ الجنسي والذين يتكلمون الإنجليزية (المكسرة)، ومواطنين لا يرغبون في شيء إلا الفرار إلى العالم الحر.

Sunday, December 5, 2010

مقالات نشرت من قبل - عن شعبولا ومراد بك والجمالية وأشياء أخرى

كنت وزوجتي نشاهد (شعبان عبد الرحيم) في حلقة من برنامج (من يربح المليون).. وكان المذيع يسأله أسئلة تافهة لكن المطرب الشعبي لا يجيب عن شيء منها، وهكذا بدأ المذيع يلمح له بالأجوبة ويسمح له بالربح .. كل هذا مع ضحكات المشاهدين واسطوانات (شعبان) المعروفة عن ثيابه التي يشتريها من وكالة البلح ورغبته في العودة إلى المكوة لأن الطرب لم يعد كما كان ..الخ .. في النهاية استطاع أن يحصل على مائة وخمسين ألفًا من الجنيهات في بضع دقائق.. قالت زوجتي إن هذا الرجل محدود الذكاء بشكل غير مسبوق، لكن رأيي كان مختلفًا .. لقد خدع المشاهدين والمذيع الوسيم وسخر منهم بمنتهى الخبث ..نحن خرجنا بإحساس زائف بالتفوق والذكاء وهو خرج بمائة وخمسين ألفًا فمن الأذكى ؟..ومن الغبي الحقيقي هنا ؟

الأمر كله يذكرني بقصة المتسول الذي كان السياح يعرضون عليه أن يختار بين عشرة دولارات وربع جنيه، فكان يختار الربع في كل مرة .. إلى أن لامه أحدهم على غبائه الشديد .. كيف تختار يا أبله ربع جنيه وتترك عشرة دولارات ؟.. كانت إجابة المتسول المفحمة هي: لو اخترت عشرة الدولارات لكف السياح عن المجيء لرؤية بلاهتي، ولقطعت مصدر رزقي !

Friday, December 3, 2010

إعلانات حتي الممات


الآن تعال نشرب الشاي وننعم بنعمة الصمت .. نحن نتكلم طيلة اليوم ولا نعطي أنفسنا فرصة واحدة للسماع أو تكوين آراء . عندما ننصت فلأننا نرتب ما سنقول في الجملة التالية .. إن مسرحية ( الخراتيت ) ليونسكو تلخص كل شيء لكن ليس هذا موضوعنا علي كل حال ..

أحب الشاي الذي تعده .. رديء جدا لدرجة أنه جيد كما يقول الغربيون ..

يبدو أنني سأخرق الصمت الآن .. كنت أشاهد مجموعة من الإعلانات في التليفزيون منذ قليل فخطر لي أن فن الإعلان عندنا تطور جدا لكنه لم يتحرك خطوة واضحة في طريق فهم سيكولوجية المشتري نفسها .. بعض الإعلانات مستفز وبعضها مخجل وبعضها يحاول مجاراة العصر إلي درجة أنك لا تفهم حرفا مما يقال .. بعض الإعلانات جميلة فعلا لكن الإعلان ينتهي دون أن تعرف عن أي شيء يتحدث..

Wednesday, December 1, 2010

لست وحدك - 1


المذيع: لا تقلق يا مروان.. أعرف أنك تسمعني؛ لأن موجات الهاتف المحمول تخترق هذه الصخور بمعجزة ما.. أنا كذلك أسمعك؛ لكن يسمعك معي ملايين المستمعين بلا مبالغة، في كل الدول الناطقة بالعربية.. قلوبنا معك ونأمل أن تنجو.. نعرف أنك ستنجو..

مروان: يسرني أن أسمع صوتك يا عمر.. وبهذا الوضوح.. هذا يجعل موقفي أقلّ كآبة.. إن الظلام دامس لكن الضوء الأزرق القادم من شاشة المحمول يخففه قليلاً.. الهواء رائحته غريبة، والتنفس عسير نوعًا.. أضف لهذا أن الحر خانق هنا.. لحظة.. سوف أتحرر من هذا القميص.. في الواقع سوف أتحرر من معظم ثيابي ما دام لا أحد يراني.. إن العرق يغمر كل شيء.. قل لي بصراحة: ما هي فرصتي في النجاة؟