قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Monday, July 25, 2011

حكاية قاض



حيرنا القضاء كثيرا فى موضوع معاقبة رموز العهد البائد، وفى لحظات بعينها شعرنا أنه لا يريد أن يعاقبهم أو يسترد ما سرقوه من مال، وفى لحظات أخرى شعرنا بأن هؤلاء اللصوص كسبوا وقتا ممتازا، استطاعوا فيه أن يغسلوا أيديهم ويحسنوا دفن الجثة، ويمسحوا البصمات. كان آل كابونى زعيما من زعماء المافيا وكان كل طفل فى الولايات المتحدة يعرف ذلك، لكنه كان يجيد إخفاء آثار جرائمه، وكان يستعين بجيش من المحامين.. هل تعرف بأى تهمة قبضوا عليه فى النهاية؟.. تهمة التهرب من الضرائب!.. آل كابونى ملك الجريمة المنظمة الذى قتل وذبح وفجر، صار فى النهاية مجرد متهرب من الضرائب، وعلى كل حال مات فى السجن وانتهى شره

Tuesday, July 19, 2011

إعلام لا ينام - ٣



عندما استبد الشك بهاملت، راح يوجه الطعنات دون تفكير ومن وراء ستار.. كانت النتيجة هي أنه وجه طعنة لصديقه بولونيوس نفسه وقتله.. هذه هي مشكلة أن تمتلئ بالشكوك وتصير عصبيا.. عندها تخسر حلفاء حقيقيين

كلمة تكررت في أكثر من حوار بقناة الجزيرة، عندما يكون النقاش عن الثورات العربية، «لا نريد أن يحدث لنا ما حدث في مصر، حيث فقدت الثورة زخمها»، كلمة تضايقني فعلا. إن الثورة المصرية تنفرد بشيء غير معتاد هو أن من قاموا بها وتلقوا الرصاص ليسوا هم الذين يحكمون الآن، لكننا نحمد الله أن من يمسك الأمور أعلن مرارا أنه زاهد في السلطة، وأنه راغب في تسليمها لسلطة مدنية، ولا ننسى أبدا أنه أنقذ البلاد من أن تصير بركة دماء.. هناك نقاط إيجابية لا شك فيها فلستُ مع من يقول (الثورة لم تحقق أي هدف من أهدافها)ـ

هذه المرة سوف أسير عكس اتجاه سفينة «التحرير» أو «الدستور الأصلي»، وبصراحة اختلف جذريا مع كل من كتب عن الموضوع، وهم أبرع مني بكثير وأعمق نظرة

هناك اتجاه لا يريحني بتاتا يقود بقوة للصدام مع المجلس العسكري، والمجلس العسكري هو الجيش، حتى إن زعموا أن هذا غير ذاك

إعلام لا ينام - ٢



وما زالت تقاليع الإعلام تتوالى

ما تعلمناه هو أن الإعلام طوفان ثائر لم تعد السيطرة عليه ممكنة، و أن جوا من عدم المسؤولية يسيطر على قنوات إعلامية كثيرة، لا بد من ملء كل الصفحات البيضاء وكل مساحات الإنترنت وكل ساعات الإرسال هذه، لا بد من الإثارة، لا بد من اجتذاب القارئ والمشاهد بأي ثمن، ومهما كانت النتيجة النهائية بعد عام أو عامين، الأمر أقرب إلى عمارة ضخمة يحاول كل ساكن فيها أن يتخلص من قمامته بأي طريقة، وليذهب الباقون للجحيم

لا شك أن هناك جزءا هائلا من عدم المسؤولية، وجزءا من سوء النية أو الحرب الموجهة

Friday, July 15, 2011

نادي أعداء مصاصي الدماء - 5


رسوم: فواز

عندما نهض ذلك الشيء أدركوا أنه يبدو بشريًا

فقط كان أضخم من اللازم، وفي عينيه نظرة نارية مخيفة. وعندما نهض وسط الزجاج المهشم أدرك الرجال أنه ليس طبيعيًا، وأن فرصتهم في القضاء عليه واهية

ـ"الرصاص..! الطلقات الفضية..! لا تدخروا!"ـ
كذا صاح (ك) ولم يكن الرجال ينتظرون أوامره على كل حال


انهمرت الطلقات على هذا المسخ.. لكنه كان يتلوى وينهض ويتحرك بين الرجال بحرية تامة. ثم إنه وثب على حلق أحدهم فمزقه، ووثب على ظهر آخر فتعلق به، وأنشب أنيابه في قفاه.. بالطبع مزقت الطلقات هذا الحمال البائس

Thursday, July 7, 2011

ولا‏ ‏تنسوا‏ ‏عم‏ ‏حجازي‏!‏


ما‏ ‏زال‏ ‏الوقت‏ ‏مبكرا‏ ‏للحكم‏ ‏علي‏ ‏مدي‏ ‏نجاح‏ ‏فيلم‏ ‏الفاجومي‏.. ‏هناك‏ ‏مشكلتان‏: ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏الفيلم‏ ‏جيدا‏ ‏وأن‏ ‏يستقبله‏ ‏الناس‏ ‏جيدا‏ ‏لو‏ ‏كان‏ ‏جيدا‏, ‏أنا‏ ‏لم‏ ‏أر‏ ‏الفيلم‏ ‏بعد‏ ‏وأتلهف‏ ‏لمعرفة‏ ‏ما‏ ‏تم‏ ‏صنعه‏, ‏غرابة‏ ‏وأهمية‏ ‏هذا‏ ‏الفيلم‏ ‏تنبعان‏ ‏من‏ ‏أنه‏ ‏الفيلم‏ ‏المصري‏ ‏الوحيد‏ ‏علي‏ ‏قدر‏ ‏علمي‏ ‏الذي‏ ‏يؤسس‏ ‏علي‏ ‏شخصية‏ ‏ما‏ ‏زالت‏ ‏بيننا‏ (‏أعطاه‏ ‏الله‏ ‏طول‏ ‏العمر‏ ‏والصحة‏) ‏وهو‏ ‏شرف‏ ‏لم‏ ‏ينله‏ ‏رؤساء‏ ‏مصر‏ ‏المتعاقبون‏ ‏ولم‏ ‏ينله‏ ‏أي‏ ‏نجم‏ ‏


عندما سمعت عن الفيلم تذكرت علي الفور فنان الكاريكاتير الرائع حجازي والسبب طبعا هو الدور الذي يعترف أحمد فؤاد نجم بأنه لعبه في حياته . كان معه طيلة الوقت في فترة من الفترات ويقول نجم إنه كان ( ينكشه ) كثيرا .. مثلا سأله عما إذا كان قد قرأ بيرم التونسي فرد نجم بطريقة الفاجومي : ( ما عجبنيش ) هنا قال حجازي : ( انت ابن .... كداب ) وأعطاه ديوانا لبيرم قرأه نجم فعلا . عندها أدرك أي شاعر مرعب هو بيرم , لقد تعلم نجم ـ بشهادته ـ كثيرا جدا من حجازي لكن بتلك الطريقة الساحرة .. فهو لم يشعر قط أن حجازي يعلمه أو يتعالي عليه بالمعلومة وأعتقد أن طبيعة نجم الجامحة تجعله ينفر علي الفور من كل من يلعب معه دور المعلم 

نادي أعداء مصاصي الدماء - 4


رسوم: فواز

يرى كثير من المهتمين بتاريخ مصاصي الدماء أن الأسطورة وُلِدت في مصر بالذات

كان المصريون يعبدون معبودة شنيعة اسمها "سخمت".. لا شك في أنك تعرفها.. المرأة ذات رأس الأسد والمزاج المتقلب.. وكانت المهمة الرئيسة لـ"سخمت" هي الحرب. إنها مارس إله الحرب الفرعوني.. لكن كانت لـ"سخمت" مهمة أخرى شديدة التعقيد؛ هي أنها المسئولة عن توزيع الصحاري في مصر بأنفاسها.. ظريف جدًا أن تتنفس فتولد الصحراء.. كما أنها كانت مسئولة عن طمث النساء

في الوقت ذاته كانت "سخمت" مولعة بشرب الدماء.  الدماء البشرية طبعًا 

تحكي إحدى الأساطير عن قيام الناس بتوزيع آلاف الأوعية التي تحوي مزيجًا من المخدرات والبيرة والدم في طريقها.. وقد قامت بشرب كل هذه الكميات فبدأت تهدأ قليلاً.. ورقصت وانتشت

الخلاصة على ما يبدو هي أن أول مصاص دماء يوصف بدقة في التاريخ البشري هو "سخمت"، والأسطورة تقول إن من جعلها كذلك هي "ليليث".. "ليليث" مصاصة الدماء العبرية الشهيرة، لكن المرء يميل بشدة إلى أن هذا نوع من التلفيق اليهودي المعتاد؛ حيث يحشر اليهود تاريخهم في كل شيء 

*******************

لم يكن أحد من الرجال يفكر في هذا عندما مضوا في شوارع القرية الخالية

كانت القرية مهجورة منذ عقود، فلا يدخلها سوى العواصف الرملية.. وكانت العقارب تمرح بحرية تامة، كما أن هناك الكثير من الأعشاب الصحراوية الجافة التي تذروها الريح والصبار

لكن الجميع كانوا يعرفون أن مصاصي الدماء اختاروا هذه القرية للعودة بفرائسهم أو التخطيط لعملياتهم. فقط لا يوجد أحد منهم الآن.. هذا مؤكد

ـ(ك) كذلك كان يحب أن يلتقي برجاله في ذات القرية.. إنها خارج القانون وخارج التاريخ


يمكنك أن ترى هنا أو هناك جثة معلقة جففتها الشمس وتسلت عليها العقبان، فلا تعرف أبدًا إن كانت جثة مصاص دماء أو واحد من أعداء مصاصي الدماء

إعلام.. لا ينام



أخيرا نعود للكلمة المطبوعة من جديد، ويصير لنا بيت نكتب فيه بعد زمن من الكتابة على الأثير. الحق أن للورق سحرا أكيدا.. الورق الذي يحمل رائحة الحبر وينثني ويتجعد ويتسخ بالبقع، ويصلح لأن تلف فيه الخبز وأنت عائد لدارك. هذه هي الكلمة المطبوعة في ذروة مجدها، بينما الكتابة على الإنترنت سريعة البخر غير مريحة في القراءة. لكننا كنا قد قررنا أن نستمر مع «الدستور الأصلي» حيثما ذهب وكيفما صدر، ولهذا اضطر المرء إلى الكتابة على شبكة الإنترنت لفترة طويلة