قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Friday, July 15, 2011

نادي أعداء مصاصي الدماء - 5


رسوم: فواز

عندما نهض ذلك الشيء أدركوا أنه يبدو بشريًا

فقط كان أضخم من اللازم، وفي عينيه نظرة نارية مخيفة. وعندما نهض وسط الزجاج المهشم أدرك الرجال أنه ليس طبيعيًا، وأن فرصتهم في القضاء عليه واهية

ـ"الرصاص..! الطلقات الفضية..! لا تدخروا!"ـ
كذا صاح (ك) ولم يكن الرجال ينتظرون أوامره على كل حال


انهمرت الطلقات على هذا المسخ.. لكنه كان يتلوى وينهض ويتحرك بين الرجال بحرية تامة. ثم إنه وثب على حلق أحدهم فمزقه، ووثب على ظهر آخر فتعلق به، وأنشب أنيابه في قفاه.. بالطبع مزقت الطلقات هذا الحمال البائس

ـ(ك) -الذي اسمه كالفين اليوم- كان يراقب الموقف في توتر، حيث وقف في وضع متحفز خلف البار. في كل لحظة كان يدرك أن هناك تطورًا غير مسبوق.. لكنه على الأقل كان يختلف عن الرجال في أنه يعرف ما يدور حقًا ويعرف ما هذا

جانجريل.. لقد صار مصاصو الدماء يضمون بين ظهرانيهم جانجريل

*******************

بدأ عفيفي يرتاب في الأمر عندما دخل السينما مع خطيبته.. وقد ظلت خطيبته (منى) جالسة تقزقز اللب لمدة نصف ساعة

ثم اضطرت (منى) للذهاب إلى الحمام.. هكذا نهضت.. ولم يكن أخوها معهما في تلك الليلة؛ لأن الأهل بدأوا يعاملونهما كمتزوجين فعلاً.. تركت (عفيفي) في مقعده كما هو، ومضت تشق طريقها في الظلام إلى شارة
EXIT
الظاهرة بلون أحمر، ثم إلى الباب الذي رسمت عليه فتاة

عندما عادت ضلت طريقها بين المقاعد لأن أحداث الفيلم كانت في الليل فقط.. كاتب السيناريو الأحمق صمم أن يجعل اللقطة (ليل– خارجي) وهي في الحمام! مضت تشق طريقها وهي تحاول ألا تكسر ساقها.. دور السينما من هذا الطراز ليست بها أضواء أرضية.. هكذا راحت تتحسس طريقها وهي تسب وتلعن

فجأة رأت الجمرتين

كانتا جمرتين ملتهبتين فعلاً.. لكنهما على ارتفاع متر عن الأرض.. خيل لها للحظة أنهما عقبا سيجارتين، لكن من الغريب أن يشعل اثنان سيجارتين متقاربتين لهذه الدرجة.. ثم إنها لا ترى أي دخان

أخيرًا أشرق النهار في الفيلم وغمر الضوء الصالة

عندها انطفأت الجمرتان.. وأدركت (منى) أنها في مكان متقدم عن مكان (عفيفي)، وأنها كانت تنظر للخلف بحثًا عنه.. لقد انطفأت الجمرتان
وعندها فهمت أنهما عينا خطيبها

*******************

قالت (منى ) لأختها فيما بعد
ـ"لم يكن هناك أي انعكاس من الشاشة عندما حدث هذا.. من أين جاء ذلك الوهج في عينيه؟! أكاد أقسم أنهما كانتا تشعان النور ولا تعكسانه.."ـ

قالت أختها في ضيق
ـ"لو كان هذا ما تقصدين بغرابة الأطوار، فأنت تضيعين وقتك ووقتي.."ـ

ضمت أصابعها في شكل قمع بمعنى (اصبري).. وأردفت
ـ"انتظري قليلاً.. الأمور ليست بهذه البساطة.."ـ

*******************

ازدادت الأمور غرابة في ذلك اليوم الذي خرجت فيه معه؛ يشتريان بعض لوازم البيت.. هناك أشياء عجيبة تثب إلى ذهنك فجأة.. سلة المهملات.. أهم جزء في البيت لا تتذكره إلا بعد فوات الأوان.. ماذا عن الملاحات؟ 


كانا يمشيان في وسط المدينة وسط الزحام، ويبدو أنه كان منهمكا في الكلام حتى لم يرَ تلك الدراجة البخارية التي تندفع نحوه.. في اللحظة التالية تلقى ضربة قوية على مؤخرة ظهره.. ربما أسفل عنقه كذلك

صرخت (منى) ونظرت نحو راكب الدراجة.. كان ينطلق الآن بأقصى سرعة مبتعدا نحو نهاية الشارع ليغيب وسط الزحام

فيما بعد قال الشهود إن لوحة أرقام الدراجة البخارية كانت ممسوحة، ومن المستحيل قراءة ما عليها
لم تستغرق (منى) وقتًا مع هذه التفاصيل، لأنها ركعت جوار خطيبها صارخة.. تجمع الناس حولهما.. الفتى يئن ألما، وقد سقط على الأرض.. لقد انفتح زر قميصه وهذا شيء نادر.. يمكنها أن ترى بطنه

للحظة خيل لها أنها ترى فراء.. ليس شعرًا كثيفًا بل فراء

نعم.. دقيقة.. هي ليست طفلاً.. عرفت طفلاً يصر على أن ما يغطي القط هو ريش، لكنها لن ترتكب هذا الخطأ.. ما رأته هو بقعة صغيرة بحجم الكف ينمو فيها فراء بني اللون كثيف

في الثانية التالية امتدت يده لتغلق الزر وعاد يئن.. الغريب أنه كان سليما.. منهكا لكنه سليم.. نهض يتحسس عنقه وأطلق بعض عبارات السباب على هذا المجنون

ـ"الشوارع لم تعد آمنة. أولاد الحرام في كل مكان.."ـ
قالها أحد الواقفين متعصبا

سألته وهي تساعده على النهوض
ـ"هل أنت بخير؟"ـ

قال الرجل المتحمس
ـ"مستحيل.. لقد سمعت صوت الضربة.. لا بد أن شيئًا تهشم.."ـ

لكن (عفيفي) قال في حزم
ـ"أنا بخير.. لا تقلقوا.. لم تحقق الضربة هدفها."ـ

ثم نهض وقد بدا مذهولا من كل هذا الزحام وقال لها آمرا
ـ"فلنذهب.."ـ

وسرعان ما ابتعدا وسط ذهول الناس.. فقط سمعت الرجل إياه يكرر
ـ"سبحان الله! سمعت الضربة فحسبت أن عنقه طار عن كتفيه، وها هو ذا يمشي على قدميه!"ـ
ـ"الأعمار بيد الله."ـ

كانا قد ابتعدا بما يكفي فسألته في قلق
ـ"متأكد من أنك لا تحتاج للذهاب إلى المستشفى؟ يقولون إن إصابات الرأس هذه قد ينهض منها المصاب شاعرًا بأنه بخير، ثم يكون الارتجاج الذي يظهر بعد ساعات.."ـ

قال في ضيق
"أنت لست طبيبة وأنا كذلك.. دعينا نتصرف على أساس ما نراه.. أنا بخير"

.......

يُتبَع