قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Saturday, December 31, 2011

سنوبيزم وهاشم وأشياء أخرى



نحن بالتأكيد نخوض حربا أهلية فكرية كاملة، ويمكن لمن يتابع الإنترنت أن يدرك هذا بسهولة. يقولون عن الحرب الذرية إن الحركة الوحيدة الصحيحة هى أن لا تلعب، ويبدو أن الصمت صار خير سياسة فعلا

لكن هناك كلمتى حق لا بد من قولهما، ولنعتبر أن لا علاقة لهما بالسياسة بل بالمجتمع نفسه

Wednesday, December 21, 2011

المدية الفضية - 1


رسوم: فواز

تمت السرقة في الثانية عشرة مساء
لقد فقدنا المدية الفضية يا سادة وعلينا أن نقبل هذه الحقيقة. حاولي أن تمسحي دموعك يا إيرين وأن تتماسكي قليلاً.. لو كان البكاء يعيد المدي الضائعة لجلسنا جميعًا نبكي

ربي! إنها منهارة تماما.. هلم يا كارل قدم لها بعض البراندي.. اجلسي

إيرين منهارة تماما.. قدم لها بعض البراندي

ترى أن نبلغ الشرطة؟ لا جدوى من هذا يا ألفونس.. الشرطة ليست مجموعة من السحرة. أنت تعرف كما أعرف أن من حطم هذه الواجهة الزجاجية كان يلبس قفازًا.. الشرطة لن تجد بصمات.. هذا شيء محتم. سوف يبحثون عن شخص يحاول تهريبها خارج البلاد.. لا جدوى طبعًا لأن من سرق المدية أذكى من هذا..سوف يبتاعها أحد الأثرياء داخل البلاد ويضعها في قبو داره إلى أن يموت.. نفس ما كنا سنفعله نحن على كل حال

Monday, December 19, 2011

في حقل ألغام لآخر مرة


يجب أن نرحم هذا الوطن

يمكنك أن تقرأ هذا المقال ثم تنهال علي بالشتائم وتقول إنني عميل وفلول و.. و...  لكنها كلمة حق يجب أن أقولها

يعرف قارئي جيدًا أنني رجل لا يطمع في منصب، وقد عُرضت علي جائزة أدبية مهمة فاعتذرت عنها لأنني لا أستحقها، ويعرف أصدقائي أنني مهمل جدًا في تحصيل مستحقاتي المالية، دعك من أن قلبي توقف مرتين عن العمل في يوم واحد، وحياتي خاضعة لمزاج جهاز قد يعمل أو لا يعمل في اللحظة المصيرية.. أي أنني جرّبت الموت ولم أعد أخاف شيئًا أو أطمع في شيء.  كل هذه المقدمة الطويلة لأذكرك بأنني صادق تمامًا، وأنني أتكلم لأن (دماغي كده)ـ

دعني أذكرك كذلك أن أصدقاء كثيرين كتبوا لي بعد خطاب مبارك العاطفي الثاني يقولون: "الرجل الكبير سيرحل .. كفانا ما حصلنا عليه"، فقلت في أكثر من مقال إن الثورة يجب أن تستمر، وتوقفها الآن سوف يؤدي إلى انفراد أمن الدولة بكل منظمي 25 يناير، ولسوف (يقزقزهم) كما (نقزقر) اللب، دعك من أن (مبارك) لن يصدق ولن يرحل.. سوف يجتمع مجلس الشعب ويبكي ويتوسل له كي يبقى.. لقد كذب الرجل في كل وعد قطعه  من قبل

عندما اندلعت أحداث شارع محمد محمود كتبت في "بص وطل" مقالاً أقول فيه إنني كنت ضد الاعتصام، لكن بعد كل هذا الدم وكل هذا العنف لم يعد مناص من التمادي والانتقام.. اسم المقال هو (فليحفظ الله مصر).. وأعتقد أن السيناريو يتكرر هذه المرة حرفيًا

إذن يمكنك أن تتهمني بقصر النظر أو الغباء عندما أقول إن مصر تفلت مننا وإن كل الأطراف مخطئة: الجيش والمعتصمون والصحافة

اصعد للطابق الخامس واصرخ!



على رأى عمنا الكبير طه حسين: «هذه قصة ليس فيها شىء من الخيال». تخيل أنه يقولها بصوته الفخم المهيب الذى يعامل الحروف العربية كأنها مجوهرات. صحيح أن القصة مرعبة فعلا، لكن هذه هى الحقيقة. وما الجديد؟.. كل طفل يعرف أن هذا يحدث.. الجديد هو أن هذه القصة تحدث لطبيب وزوجته، كليهما مدرس فى كلية الطب التى يتعاملان مع مستشفاها

د.وليد، ود.دينا زوجته، قضيا فترة لا بأس بها فى بعثة خارجية بكندا، وهناك تعلما اكتشافا غريبا هو أن الإنسان له قيمة، وحياته ليست كحياة صرصور. لما عادا دفعهما الحظ العاثر إلى قيادة السيارة فى تلك المنطقة بطنطا التى يطلقون عليها (الكورنيش) أو المرشحة -بتشديد الشين- ليريا مشهدا يصعب نسيانه. من الطابق الرابع لإحدى البنايات سقط ذلك الصبى الصغير صارخا جوار السيارة بالضبط

أصيب الاثنان بهلع شديد.. كانا على يقين من أن الصبى مات، لكنه كان حيا بمعجزة ما. وهكذا وقفا مع مجموعة من أهله وأبيه المصدوم، وبدأ الاتصال بالإسعاف.. تكرر النداء عدة مرات فلم يستجب أحد. جربوا الاتصال بشرطة النجدة لكن الخط مشغول للأبد

Monday, December 12, 2011

عزيزى محمد فتحى



عزيزى محمد فتحى يطل علىّ دائما على شمال مقالى، فى المربع اليومى الذى يكتبه. لا أستطيع أن أحرك ذراعى أكثر من اللازم وإلا اصطدمت به. ولا شك فى أنه شديد الذكاء بارع فى استعمال الكلمة الموجزة البليغة كالسوط، وهو فن قديم تعلمناه من أستاذنا أحمد رجب. لا تنس أن محمد فتحى صحفى جميل «جورنالجى» بالمعنى الحرفى للكلمة، وسيكون أستاذ إعلام قريبا إن شاء الله. لكننى كلما قرأت هذا المربع شعرت بأننى مسن جدا تقليدى جدا بطىء جدا. إما أننى شخت فعلا ولم أعد حار الدماء، وإما أن محمد فتحى مندفع ملتهب أكثر من فهمى، وهذا منطقى لأن محمد فى عمر أولادى فعلا. كلما فتحت الجريدة نظرت فى توجس إلى مقاله القصير لأرى أى مصيبة وقعنا فيها أخيرا.. أى خطأ ارتكبناه وغير قابل للتصحيح أبدا. أنظر إلى اليسار لأرى عينى محمد المشاكستين الذكيتين تنظران إلىّ من وراء عويناته، ولسان حاله يقول: «ليس الأمر بهذه البساطة». والحقيقة أننى بدأت أختلف كثيرا مع معظم كتاب «التحرير» الأعزاء. مثلا أنا لست متحمسا مؤيدا لكل المظاهرات على طول الخط.. أرى أنه لا بد من التقاط الأنفاس أحيانا وترك الفرصة للآخرين.. يجب أن تظل المظاهرات وسيلة ضغط فعالة فى لحظات بعينها، لكنها ليست طريقة حياة. لسان جريدة «التحرير» على الأرجح يقول:ـ
البلد راحت فى ستين داهية
كل خيارات المجلس العسكرى خطأ
الأسوأ قادم
قدوم الإخوان يعنى أن الشعب ليس على ما يرام
الجنزورى يصحو من نومه كل يوم ليدمر مصر ثم ينام سعيدا
الحرب الأهلية قادمة والأحمق من لا يعتقد هذا
كل من هو أكبر من أربعين عاما فلول غالبا، ووغد يتظاهر بأنه ليس كذلك

Monday, December 5, 2011

خواطر انتخابية



لملم جارى فى صلاة الجمعة أطراف جلبابه الممزق، وراح يتحسس بأنامله الشقوق العميقة فى كعب رجله.. ضم التلفيعة حول رأسه وتصعب. لا يجب أن تكون طبيبا لتدرك أنه مصاب بمرض عضال.. ربما هو الدرن أو السرطان. عن يمينى جلس رجل آخر يتمايل يمينا ويسارا وهو ينصت للخطبة.. جو عام من الفقر والبؤس واليأس يخيّم على المكان، حتى قلت لنفسى إن هذا المشهد وحده كفيل بمحاكمة مبارك. يحمد المرء الله على كونه لا يملك أى منصب تنفيذى، فما كنت لأتحمل فكرة أن أكون مسؤولا عن معاناة هؤلاء

بدأ الإمام يخطب.. وكانت خطبته غريبة جدا.. قال بالحرف إنه لا بد من أن يتم انتخاب الإسلاميين والسلفيين فى المرحلة القادمة، ولا بديلا عنهم، لأنهم ينفذون شرع الله، بينما الآخرون ينفذون شرع الشيطان أو القوانين العلمانية التى وضعها الغربيون

قال بالحرف إن الرزق آت لا محالة، ولسوف يصير كيلو اللحم بعشرة جنيهات، ويصير المسكن والعمل مكفولين للجميع، لكن فقط انتخبوا الإسلاميين وجربوا شرع الله ولو مرة.. ولعدة مرات تكرر الخلط المعتاد بين الإسلام والإسلاميين

راح جارى يمصمص شفتيه مؤيدا.. وكذا فعل جارى الآخر

Friday, December 2, 2011

أنا أتذكر - 5 - سديم


رسوم: فواز

برد .. برد .. برد
من القسوة أن يموت المرء بينما البرد يلتهم أطرافه.. كنت آمل في ميتة مشمسة دافئة نوعًا
نباح الكلاب من بعيد وأنا أركض مذعورًا

************

الكلاب لم تكن تنبح في تلك الليلة منذ أعوام، بل كانت تزوم.. وكانت سديم تتقدم المشهد.. الأسمال التي تلتف بها تتطاير في ضوء القمر الشاحب.. كانت تتقدمني بخطوات بطيئة. برغم كل شيء كانت فيها لمسة من فتاة صغيرة لعوب.. كأنها صورة ساحرة تم تشويهها وحرقها 

الكلاب كانت تحيط بنا في دوائر وهي تنبح.. ثم تتراجع للخلف دون أن تبعد عيونها وتنفتح الدائرة... سديم تصدر صوت هسيس غريبًا.. أعرف هذا لأنها تتقدمني لكن لا أنظر لها أبدًا.. أكتفي بالنظر إلى قدمي؛ لأني لو رفعت عيني لرأيت

وكنت أعرف أن الكلاب تراها جيدًا.. أنا أراها جيدًا.. الناس لا يرونها على الأرجح