قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Thursday, December 26, 2013

سهل التركيب



بالطبع لن أتكلم في السياسة كما وعدتك برغم أن هناك ألف شيء يُقال. في وقت ما سوف يصير هذا الصمت قرينة على موقف المرء.. هل تذكر مسرحية رجل لكل العصور عندما قال المدعي العام لتوماس مور: (سير توماس .. أنت مصر على الصمت. لكن الصمت قد يتكلم أحيانًا)؟. والنتيجة هي أنهم قطعوا رأس توماس مور عقابًا على صمته الفاضح!. لا أحد يقبل الصمت لكنهم يريدون الصراخ!. لسان حال الناس جميعًا يقول: "قل إنني على صواب فقط .. أما لو ناقشتني فوقعة أبوك سودا".

فلنتكلم في موضوع آخر إذن..

Tuesday, December 17, 2013

تخيـّـلْ



«قال أحد الحكماء:ذهبت إلى الغرب فوجدت إسلاما ولم أجد مسلمين، وعدت إلى الشرق فوجدت أناسا ولاد جزمة !!». من تويتات الساخر الجميل أسامة غريب، وهى محاكاة ساخرة Parody لمقولة محمد عبده الشهير.

الآن اغمض عينك معى وتخيل.. أنا لم أخض تلك التجربة لكن بوسعى ان أتخيل.. هناك أغنية اسمها تخيل للخواجة جون لينون، لكن معانيها تختلف تماما!

أنت تقود سيارة ومعك ابنتك ووالدك المسن الذى يستجمع وعيه بصعوبة ويقاوم النعاس.. اليوم هو 12 ديسمبر عام 2013. تخرج من المعادى مثلاَ قاصدا طنطا. يوم الخميس صعب دائما لهذا بدأتم التحرك منذ الثالثة عصرا. البرد قارس فعلا لكنه محتمل. هناك الزحام المعتاد على الطريق.. هذه أشياء صارت فى خلاياك منذ زمن لأنك مصرى. الزحام شيء كالهواء من حولنا.. لا نلاحظه أبدا.

Monday, December 9, 2013

عم أحمد مانديلا ونلسون نجم


صفحة الدكتور أحمد خالد توفيق على الفيسبوك

خبطتان في الرأس تلقتهما كتيبة الشرفاء في أسبوع واحد؛ خبطة دولية هي فقدان الزعيم العظيم مانديلا، وخبطة عربية هي فقدان عم أحمد فؤاد نجم. بالتأكيد هناك تشابه قوي بين الرجلين، وكلاهما كان رمزا بصريا وسمعيا يملأ الحواس، وصار جزءا مهما من تاريخ القرن العشرين وأوائل هذا القرن، كما أن كليهما لعب دورا مهما في إلهام الشباب، وكليهما لم يحن رأسه قط، ولاقى عنتا كثيرا بسبب دفاعه عن الحرية، وبالتأكيد صارت الحياة أكثر جهامة بعد رحيلهما.. الطريف أن كلا من الرجلين يحمل اسم الفاجومي أو المشاغب العنيد الذى يضرب الجدار برأسه.

Thursday, December 5, 2013

اضطهاد واغتيال جان بول مارا كما قدمته فرقة تمثيل مصحة شارنتون تحت إشراف السيد دى ساد!



هذا مقال قديم كتبته فى مجلة الشباب بعد ثورة 25 يناير، أعيد نشره مع بعض التغييرات.

عندما كنت فى الكلية كانت هذه المسرحية رائجة جدا ومفضلة لدى كل أندية المسرح الطلابية، والحقيقة أن الأخ بيتر فايس له شعبية خاصة عند الطلبة بهذا النوع من المسرح التسجيلى الذى يقدمه، وهو شبيه نوعا بمسرح بريخت.. هناك إصرار شديد على التغريب. بعبارة أخرى: جعل المشاهد لا يندمج مع المسرحية بأى ثمن.. لابد من أن يعرف المشاهد يقينا أنه يشاهد مسرحية.. لابد أن يعرف أن هذا البكاء غير حقيقى وهذه الضحكات غير حقيقية.. ربما وضع الممثلون الماكياج أمامه أو خرج مهندس الديكور ليضع قطعة أثاث مكان أخرى.. الغرض هو أن تفكر ولا تنفعل. أما عن موضوع المسرح التسجيلى هذا فهو موضة غريبة نوعا، حيث كان الممثلون فى (غول لوزيتانيا) يقرءون تقارير كاملة للأمم المتحدة وصفحات كاملة من الجرائد. الاسم الحقيقى للمسرحية هو (اضطهاد واغتيال جان بول مارا كما قدمته فرقة تمثيل مصحة شارنتون تحت إشراف السيد دى ساد)، وهو بالطبع عنوان مرعب، لهذا يفضل الجميع تسميتها مارا- صاد. الموضوع هو أن الماركيز دى ساد الأرستقراطى فيلسوف الألم، والذى قضى حياته يبشر بأن أروع شيء فى العالم هو أن تضرب حبيبتك وتدميها وتجلدها وتلسعها بالنار. هذا الدى ساد كان قد اتهم بالجنون وسجنوه فى مصحة شارنتون، حيث لم يكف عن الكتابة

Wednesday, December 4, 2013

استقالة شاعر



طنطا في مايو 1989:

«السادة المحترمون هواة الشعر:
أتقدم لكم بهذه الاستقالة المسببة، أقر فيها أننى قد قررت ألا أكتب الشعر أبدًا إلا في ظروف معينة، كأن يكون هذا الشعر على لسان أحد أبطال قصصي أو يظهر عجزه عن كتابة شعر جيد. سبب هذه الاستقالة لا يعود لسوء معاملة، فأنتم قد أحسنتم استقبالي والاحتفاء بكل ما أكتبه، ولكنه بسبب عثوري على شاعر حقيقي. شاعر يحترق من أجل الكلمة، ويشيخ بضعة أعوام كلما كتب بيتين من الشعر، وهذا الشاعر الذي علمني معنى لفظة شاعر فعلاً، هو (أمل دنقل). لا يمكن أن نطالب الجميع بأن يرسموا مثل بيكار، أو يكتبوا الموسيقا مثل موتسارت، أو يلعبوا الكرة مثل مارادونا. لابد أن يكون هناك أناس أقل شانًا وموهبة لتستمر الحياة، ولهذا كان بوسعي أن أستمر في كتابة الشعر وأتناسى هذا الوحش المرعب القادم من الصعيد، لكن لنقل بصراحة: إن أمل دنقل قال كل ما أردت قوله بشكل أعمق وأشجع وأروع. 
لهذا أتقدم باستقالتي وأرجو أن تقبلوها مع جزيل الشكر. مقدمه لسيادتكم .....»

Monday, November 18, 2013

الاكتشاف العجيب



قبل أى محاولة لإساءة فهم كلامى، فأنا لا أهاجم ولا أشكك فيما فعله هذان الشابان، ولكنى أطالب بإعطاء الخبر حجمه الحقيقى.. يعنى لو كان صحيحًا فهما عبقريان لا مثيل لهما، ويجب أن يكون خبر هذا الكشف مدويًا وينالا جائزة الدولة التشجيعية، أما لو كان أكذوبة فعلى الناس أن تعرف هذا. الفكرة هى أن صديقًا عزيزًا طلب منى رأيى فى كليب معين على يوتيوب، بعدها وصلنى نفس الكليب من أصدقاء عديدين. هنا شابان مصريان فى سن المراهقة يتكلمان إنجليزية ممتازة، ويقولان إنهما قاما بدراسة موجات المخ الكهربية واستطاعا تحليلها، وبالتالى عرفا الموجات التى يمكنها تحريك الأشياء عن بعد.. هكذا يمكنهما حل مشاكل المشلولين. يضع أحد الشابين سماعتين على رأسه ويفكر فتتحرك سيارة صغيرة يمينًا ويسارًا حسب موجات أفكاره. يبدو أنهما نالا جائزة عن هذا الكشف فى مسابقة للمخترعين الصغار. هذه الفكرة ليست جديدة، وهناك علماء كثيرون فى اليابان وأمريكا وألمانيا يحاولون تنفيذها الآن، وقد رأيت تجربة أولى فى التلفزيون. لكن هنا تبرز لنا مشاكل عدة: تمييز موجات الدماغ التى تتعلق بأوامر التحريك وهى مهمة معقدة جدًا تحتاج لعالم فى وظائف الأعضاء.. تكبيرها.. ثم كيف يقرأ الشاب موجات دماغه بمجرد وضع سماعة (هيدفون) عادية؟.. قياس موجات الدماغ يتم عبر عدة أقطاب مثبتة حول الرأس. يتحدث الشابان كذلك عن فتح فى (الميتافيزكس) أو ماوراء الطبيعة وعن (التليكنزس) أو التحريك عن بعد. هنا الكثير من الخلط، فهما لا يعملان فى مجال الخوارق بل تفسيرهما فيزيائى وما نراه ليس تحريكًا عن بعد. كل هذا غمره الشابان فى بحر من الإنجليزية الجيدة فلم يعد أحد يراه.

Tuesday, November 12, 2013

أعنف أنواع الرقابة



هذا التعبير لبرنارد شو يقول فيه: «الاغتيال هو أعنف أنواع الرقابة». أسهل طريقة للخلاص من معارض سياسى أو منافس هى الاغتيال، وهى طريقة عنيفة لكنها فى النهاية تندرج تحت مصطلح الرقابة. تذكرت هذا عندما قرأت الأخبار التى تؤكد أن عرفات تم قتله بالسم، وهى الحقيقة التى يعرفها الجميع منذ استشهد الرجل، ولكنهم لم يستطيعوا إثباتها. وقالها هيكل فى وقت مبكر جدًا بعد وفاة عرفات مباشرة.

الحقيقة أنه مع كل هذا التقدم فى الكيمياء والعلوم الجنائية، نكتشف أن العالم ما زال يحتاج إلى تسع سنوات حتى يثبت أن فلانًا قد قتل، ثم الطريقة التى قتل بها. بعد هذا ربما يحتاج لمئة عام كى يعرف من القاتل. من قال إن الجريمة الكاملة لا وجود لها ؟ عشرات ومئات الأمثلة فى كل صوب تؤكد أن الجريمة الكاملة موجودة وناجحة جدًا، دعك من مئات الجرائم التى لا نعرف أنها كاملة.. لماذا؟.. لأنها كاملة طبعًا.

الحقيقة إن اطمئنان المرء للعدالة والانتصار النهائى للحقيقة يتضاءل عامًا بعد عام.

Tuesday, November 5, 2013

ليلة السكاكين الطويلة



ليلة السكاكين الطويلة اسم يعرفه الغربيون جيدا، ويتعلق بعملية تطهير جذرية قامت بها النازية فى ألمانيا فى 30 يونيو عام 1934. هكذا انطلقت فرق القتل لتغتال كل اليساريين وكل من لم يتحمسوا للنازية أو ينضموا للحزب، وبالطبع اليهود. فى ليلة واحدة مات 85 معارضا لهتلر.. أو هذا هو العدد الذى تم حصره رسميا...

كانت القوات التى تقتل هى قوات الصاعقة SS أو الجستابو.. لكن انضم لهم عدد كبير من المواطنين الذين أعماهم التعصب والاعتقاد أنهم يحمون ألمانيا. وكانت كلمة السر هى (الطائر الطنان) التى كانت تستعمل لنقل الأوامر للقوات. أعد هملر ملفات ملفقة تثبت أن المعارضين قد تلقوا رشوة تقدر بملايين الماركات من فرنسا لتخريب النظام النازى. وحدد هملر قوائم بالشخصيات التى يجب قتلها. وفى الرابعة والنصف من صباح اليوم المختار عام 1934 بدأت العملية. عشرات المعارضين وجدوهم فى الغابات مذبوحين أو تم تهشيم رءوسهم بالفئوس، وكانوا يشنقون كل من يختلف معهم بأسلاك البيانو، ويعلقونهم إلى أعمدة النور فى الشوارع. لقد كان التطهير قاسيا وبلا رحمة. على أن النازيين أكدوا كذا مرة أن هذه كانت إجراءات أمنية طبيعية، وتكفلت دعاية جوبلز بجعل هذه الليلة أفضل شيء حدث لألمانيا.

Monday, October 28, 2013

داءان لن يزولا



أبدأ هذا المقال بأن أقتبس فقرات لى من مقالين قديمين كتبتهما فى عهد مبارك:

«لست أذكر المناسبة بالضبط، لأننى كنت مراهقًا فى المدرسة الثانوية أجلس أمام جهاز التلفزيون، أتابع ما أذكر أنه حفل تكريم أو عيد للعلم .. شيء من هذا القبيل .. على المنصة يجلس الرئيس الراحل (أنور السادات)، واللحظة هى تكريم أحد أساتذته السابقين فى المدرسة.. كان الرئيس الراحل يحب هذه المواقف لما فيها من مسحة درامية.. (هل تذكر الحطاب الفقير الذى آويته فى دارك وأطعمته فى تلك الليلة؟.. لقد كان هو الخليفة متنكرًا!.. وقد خلع عليك قصرًا وزكيبة من الذهب).. وقد سبق هذا تكريم مماثل لمن يدعى (سائق دمرو) الذى ساعد السادات فى ظروف مماثلة. المهم أن الأستاذ المسن الذى تصلبت شرايين مخه، والذى عاش عصور النفاق منذ أيام مولانا ولى النعم، اعتلى المنبر فقال بالحرف الواحد: «الله يقول: إن فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب.. أما نحن فنقول: إن فى خلق السادات والأرض .. كذا ..». أقسم بالله أن هذا قيل حرفيًا، وسوف أُسأل عنه يوم القيامة.. لقد أصابنى الهلع من هذه الدرجة العبقرية المفزعة التى يمكن أن يبلغها النفاق.. والأغرب هو أن أحدًا لم يعترض.»

Monday, October 21, 2013

ثرثرة فوق «المرشّحة» من جديد



أذكرك مرة أخرى بالمرشّحة – بتشديد الشين – فهى نيل طنطا الذي يثرثرون فوقه. يصر أهل طنطا على أنه (كورنيش)، لكنه فى الحقيقة مصرف لمياه الرى. لا أطيق الجو المغلق الصناعى لكافيهات الشباب، لذا أفضل هذا المكان المفتوح جيد التهوية.. مكان ممتاز وشاعرى لو كنت ممن يتحملون لدغات البعوض والهاموش.

دعانى صاحبى لجلسة هناك، وطلب لنفسه شيشة ولى شايًا، وبدا فى غاية القلق وهو يضرب مفاتيح اللاب توب الذى يحمله بحثًا عن شيء ما.. أطلق سحابة كثيفة من الدخان العطر ثم قال:
ـ"الوضع ما زال مقلقًا.. الجمهوريون ما زالوا مصرين على عدم رفع سقف الدين"

عرفت أنه يتكلم عن الولايات المتحدة.. بدا لى هذا خطرًا فعلاً.. لماذا لا يرفعون سقف الدين؟.. هذا سهل على ما أعتقد.. لكن عن أى شيء يتكلم؟. وضع مبسم الشيشة على المنضدة وقال:
ـ"حزب الشاى كان سيقود الولايات المتحدة لكارثة بسبب تصلب رأيه الشديد"

Monday, October 14, 2013

تشى من جديد

14 أكتوبر 2013


فى التاسع من هذا الشهر (أكتوبر) عام 1967 قتل التشى العظيم..

جالسا فى مكتبى رأيت التقويم فعرفت أن الوقت قد حان لتذكر مصرع هذا الثائر العظيم. الثائر الذى ألهم كل شعوب الأرض، وتحول وجهه إلى أيقونة فى كل مكان.. يخيل لى أن جيفارا هو الوحيد الذى لم يكسب من بيع صورته الحالمة الشهيرة وهو ينظر للأفق. أنا سأكسب بفضل جيفارا مقالا جديدا.. بعبارة أدق: مات جيفارا خصيصا كى يلهمنى بهذا المقال، ولو لم يمت لما وجدت ما أقوله.

تشى (الجدع)... تشى جيفارا الطبيب الأرجنتينى الذى جاب أمريكا الجنوبية كلها، يعالج المجذومين ويطالع الكتب السياسية. وعرف أن عليه أن يثور ضد الامبريالية ومن أجل أن تصير أمريكا الجنوبية حرة موحدة.

يعرف الجميع قصته مع رفيق عمره فيدل كاسترو. وقصة الرحلة إلى كوبا لمواجهة الطاغية باتيستا، ثم جبال (سييرا مادري) ورفقاء الثورة، ثم النصر ودخول العاصمة..

Saturday, October 5, 2013

صديــــــــــق

بوابة الشباب - أكتوبر 2013

مع صديق طفولته أبهج أديب.. ومدرستهما أبلة منيرة العدوي.. في بيتها عام 2016

في ذلك اليوم المطير، قلت له:
"سوف أكتب عنك مقالاً رائعًا يوم يتوفاك الله.. سيكون مقالاً مؤثرًا يبكي كل من يقرؤه، وفي الوقت نفسه سيشعر الناس أنني حساس ومرهف"
فكان ينطلق بالسباب لي وهو يضحك.

أذكره ونحن مراهقان ننطلق بالدراجة في شوارع طنطا، وقد علق الكاسيت الصغير الذي يشبه علبة مسحوق التنظيف إلى جادون الدراجة، بينما دميس روسوس ينشد بصوته الرفيع:
"من ذكرى لذكرى أعيش"
وكانت أغنية طازجة  نسمعها لأول مرة في هذا الأسبوع. ننطلق ونرمق الفتيات الحسناوات يمشين في شارع البحر، ونحلم.

كان العمر ممتدًا والصحة مكتملة والأيام لا حصر لها. الأزهار كانت رائحتها أجمل.. الفتيات كن أروع.. الأغاني كانت أفضل.. الكتب كانت أمتع.

Monday, September 30, 2013

ملاحظات تعليمية



كان هذا الصيف صيفا داميا بحق.. داميا صاخبا مفعما بالأحداث، وأعتقد بلا جدال أنه أعنف صيف مر بمصر منذ عقود طويلة وربما قرون

صيف سمعنا فيه صوت الطلقات تحت بيوتنا، ورأينا فيه الجرافات تحمل الجثث كأنها حجارة. هناك الكثير مما يمكن قوله لكن المرء قرر أن يبتلع لسانه ويصمت، لأن أحدا لم يعد يسمح لك إلا بأن تقول ما هو فى رأسه بالضبط.. لو غيرت حرفا فعليك اللعنة. هذه من التغيرات الأخرى المهمة هذا الصيف: لم يعد أحد فى مصر يتحمل رأى أى واحد آخر. يكره المرء أن يصمت ويكتم شهادته فى وقت تمس فيه الحاجة إلى الكلمات، لكن القارئ نفسه يتمنى أن تخرس، ولسان حاله يقول: «حد طلب يسمع رأيك يا سى زفت؟». لم يعد عليك أن تواجه النظام كما فى الماضى السعيد فيطرى القارئ شجاعتك.. صار عليك أن تواجه النظام والقارئ معا !! هذه حرب يخسرها المرء قبل أن تبدأ، ولهذا هو بلدكم يا سيدى فقولوا ما تريدون وافعلوا ما تريدون، أما أنا فسعيد بأن أبتعد عن مستنقع السياسة لأتكلم فى أمور أخرى

بعد هذا الصيف الدامى، بدأت مظاهر العودة للمدرسة كأن شيئا لم يكن. برهن التعليم فى مصر على أنه أقوى من الرصاص والدبابات والمولوتوف والخرطوش وجيوش البلطجية. لكنه كذلك برهن على أنه لن يتغير أبدا

Wednesday, September 25, 2013

الرعب القاتل

كتبها د أحمد و عمره 21 عاما


لقد قررت أن أهواكِ
لا ماوى .. ولا مهربْ
ومهما صحتِ
من ينجيكِ
مني حينما أرغب ؟
ومهما قلتِ، أو قاومتِ، أو حاولتِ أن تنسي
فلن أنسى
ولا مهرب ْ

*****

Monday, September 23, 2013

لهذا الحد؟



هل لهذا الحد صرنا قساة حقا؟

وما زال المصرى يتكلم عن أنه مسالم ودود. هذا الكلام ليس سياسة بل هو كلام فى صميم المجتمع المصرى نفسه.. المجتمع الذى زالت عنه طبقة الجلد فظهرت أعصابه الحية الملتهبة. هذه الأعصاب الملتهبة يمكن أن تفتك به لو لم نعالجها

شاهدت كما شاهد الجميع المشاهد المفجعة لاستشهاد اللواء نبيل فراج مساعد مدير أمن الجيزة أثناء اقتحام كرداسة. كانت الكاميرا جاهزة متوثبة والتقطت اللقطات بوضوح تام وقسوة بالغة لا ترحم، بينما ذلك المجند يصرخ فى الهاتف فى هستيريا ولوعة، ثم نقل الجثمان الدامى إلى مدرعة واقفة. إن أبا عمر وأحمد وزياد لن يعود لهم ثانية ولن يحضر زفاف أى منهم.. المهندسة نضال عفت لن ترى شريك عمرها ثانية

Friday, September 20, 2013

وداعا "بص وطل"


أعتقد أن "بص وطل" صار أسلوب حياة لعدد كبير منا

حقا لم أتصور أن أكتب هذا المقال القصير يوما، لكنها الحقيقة. الشموس تغرب والبشر تموت والأنهار تجف، فلماذا لا تتوقف مواقع الإنترنت؟

Monday, September 16, 2013

البلد المثقوب



قرأت ككل المصريين تدوينة الفنان التشكيلى هانى المصرى التى انتشرت فى أرجاء فيس بوك، ثم جعلها بلال فضل موضوعا لمقال كامل. التدوينة مرعبة وتبعث الاكتئاب فى النفس بشدة.. الحقيقة أن مصر بلد مثقوب تتسرب منه الكنوز والثروات بلا توقف، والمعجزة الحقيقية فى مصر هى أن هناك شيئا ما باقيا

لو لم تكن قرأت التدوينة التى كتبها الفنان بقطرات دم يسيل من فؤاده، فأنا ألخصها لك فى كلمات. الفنان كان يهوى الفن الإسلامى جدا وكان يزور متحف الفن الإسلامى فى باب الخلق ليجد كنزا من التحف الإسلامية. كمية مقتنيات لا يمكن تصديق أنها حقيقية وأنها فى مكان واحد. ثم سافر إلى امريكا أعواما طويلة، وبعدها عاد فقرر أن يعود لمتحفه الحبيب.. لم يجد أى شيء تقريبا كأن الجراد أتى على المتحف.. جدران كاملة كانت مغطاة بالسيوف وفجأة صارت عارية تماما. أين ذهب هذا كله؟.. ثم اتصلت به صديقة تعمل فى بلد عربى خليجى، وقالت إنها ستزور المتحف الإسلامى هناك. أرسلت له صورا فأدرك أن أسوأ كوابيسه تحقق.. معظم القطع التى اختفت من متحفنا معروضة هناك. دعك طبعا من القطع التى صارت فى مجموعات خاصة ولن نراها أبدا. يقول الفنان: «اللى حكمونا اشتركوا فى المؤامرة دى لمصالحهم الشخصية وحساباتهم السرية فى البنوك السويسرية. هاتوا لى بقى حسنى وسوزان وزاهى وفاروق والشاطر والعياط وبديع وكل واحد نكتشف إنه مسؤول عن الجرايم دى... ورصوا لهم المشانق فى ميدان التحرير.. بلاش عك»ـ

طبعا مقال مؤسف ترك طعما كالعلقم فى فم كل من قرأه

Sunday, September 15, 2013

الاقتــراب

كتبها د أحمد و عمره 21 عاما


ويقول رفاقي: لن تنجحْ
ويقول رفاقي: هل تفلح ؟
أن ترقى درجات المذبحْ
وتبث الكاهنة العظمى
ترنيمة شجوى لا تبرحْ ؟ 

****

Friday, September 13, 2013

لحظة يــأس

كتبها د أحمد و عمره 24 عاما


سئمت الجميعا
ومهما تفانيت ما عاد يجدي
ومهما تماديت فاليأس لحدي
لأن التمادي - مهما تمادى ـ
سيبقى على الأرض
غرًّا وضيعا
ويفنى مع الحزن في ذات قبري
كفانا افتعالاً
كفانا خداعا
ومهما تحديت
يفني التحدي
لأني - رفاقي -  سئمت الصراعا

*****

Thursday, September 12, 2013

حزر.. فزر - اﻷخيرة


لماذا فكرتِ في هذا يا مي؟ لماذا كنتِ أذكى من اللازم؟ هناك لحظات من الأفضل فيها للمرء أن يكون كفيفا أو أصم أو غبيا.. الفهم خطر ومخيف.. ألا ترين هذا؟ أسعد الناس حظا هم من ماتوا وهم لا يعرفون أنهم يموتون

كانت جالسة في ذات الوضع.. تفرك كفيها كأنها لم تسمع إجابة الرجل
كانت تبحث عن رد فعل مناسب
بدا كذلك أن الحضور جميعا قد أصابهم الخرس.. الحل الذي توصلت له بهذه السرعة قد صدم الجميع

كانت الصورة الآن قد صارت واضحة.. برنامج مزيف.. حيلة وكلام عن جائزة قيمة.. ناردين قد سلمتها لهم لأنها تعرف ظروفها، ولا شك أن كل واحد من الثلاثة قد جاء مخدوعا بدوره.. الحلقات التي رأتها على الكمبيوتر في بيتها مزورة وبريئة لخداع السذج

وحدي أحلم

كتبها د أحمد و عمره 20 عاما


كم كنت أرجو لو غدوتُ بلا مدى
بحرًا عميقًا غامضًا متجددا
لو أن أحلامي غدت ترنيمةً
من بعد ما تمضي يرددها الصدى
لو كنت أبصر في ضباب عواطفي
ضوءًا بسيطًا .. أو بصيصًا من هدى
لو كنت أنهض من فجاج كآبتي
لو كنت أنسى ان أيامي سدى
أرجو الكثير وفوق عرش مآربي
كم كنت أرجو لو غدوت سوى أنا

***********

Monday, September 9, 2013

يوم مطير فى سبتمبر



هناك أغنية أجنبية اسمها (يوم مطير فى سبتمبر) تحكى فيه المطربة عن كآبتها وتعاستها فى ذلك اليوم المطير فى سبتمبر وهى ترمق الغيوم المارة وتفتقد حبيبها. لم أستطع قط أن أحب الصيف كما يحبه هؤلاء، لكنى كذلك أحمل كراهية خاصة لسبتمبر بجوه الكئيب الموحى بكارثة قادمة. ربما يذكرنى كذلك بحزب أيلول الأسود، وهو حزب من حصلوا على ملحق للمادة وسوف يعيدون الامتحان فى سبتمبر. بالطبع لا بد كذلك أن تتذكر الاستعدادات الكئيبة لدخول المدرسة. ثياب المدرسة.. رائحة الجوافة اللعينة، لدرجة أننى لأشعر أن الجوافة تعمل لدى وزارة التربية والتعليم.. رائحة الكشاكيل الجديدة (لو كنت من جيلى فأنت تعرف كلمة كنظام المكتوبة على الغلاف الأخير). رائحة الممحاة.. الليل يأتى سريعا والبحث فى الشوارع عن جلد كراسة أزرق لكراس العلوم. لا يوجد جلاد أزرق فى البلد كلها.. سوف تتلقى عقابك غدا من أبلة عواطف

أغنية المباحث

كتبها د أحمد و عمره 26 عاما

#أخر_النهار | حصريا ولأول مرة الدكتور احمد خالد توفيق يلقى قصي...

#أخر_النهار | حصريا ولأول مرة الدكتور احمد خالد توفيق يلقى قصيدة فقط لتليفزيون النهار "أغنية المباحث"

Posted by Al Nahar on Thursday, January 21, 2016


ذكر المخبرْ
في صدر التقریر الثاني من أوراق ملفي الأغبرْ
أني أعشق!

*******

Friday, September 6, 2013

مكتب الزواج



قال عصام للسكرتيرة الصارمة مكفهرة الوجه:
«بعد تلك الأعوام مع زوجتي صفاء تم الطلاق أخيرًا.. على رأي الممثل وودي ألين، كانت هذه هي اللحظة الوحيدة التي شعرنا فيها بسعادة مشتركة.. لقد استبدت بنا النشوة حتى شعرت أنها أجمل مخلوقة في العالم. الطلاق! ما أروعه! أنا حر أخيرًا. لكني بعد عام من الوحدة بدأت أشعر بالحاجة إلى أنثى.. هل سمعت أغنية (يحتاج الأمر إلى امرأة.. حبيبة أو عشيقة أو زوجة)؟»

قالت السكرتيرة في برود:
«لا»

«حسن.. هناك أغنية تقول (يحتاج الأمر إلى امرأة.. حبيبة أو عشيقة أو ...)»
«لقد سمعت .. أكمل من فضلك»

حزر.. فزر - 3


الموجهة التعليمية قوية الشخصية إلى حد الشراسة، توجه سؤالها والشرر يطق من عينيها:ـ
ـ هل أنت لص؟
ـ لا

كان هذا سؤالا سخيفا لكنه منطقي جدا.. الرجل يدفعهم لحارة ضيقة لا يمكن التحرك فيها.. يعمل ليلا.. عمله له علاقة بالموت والحياة.. ليس طبيبا وليس حارسا ليليا وليس حانوتيا. ماذا يمكن أن تسأل عنه بعد ذلك؟
قال غسان في تهكم:ـ
ـ هل تتوقعين يا أستاذة نجوى أن يجيب بنعم لو كان لصا؟ 
في تحد وصلابة قالت:ـ
ـ اتفقنا على أنه لا يكذب.. قلت إن هذا يلغي معنى البرنامج أصلا

ـ هذا صحيح.. وعلى كل حال أضمن لك أنه ليس لصا إلا بشكل مجازي
مجازي؟ ما معنى لص مجازي؟ على كل حال قد جاء دور مي

Monday, September 2, 2013

فى نهر الزمن



لن أتكلم فى السياسة كما وعدت، وهو قرار ممتاز فى زمن كهذا، ومع حالة الفاشية التى تسود المجتمع، حيث عليك اللعنة إن لم تتعصب بوحشية. لكن سأعرض عليك هذه القصة المسلية من قصص الخيال العلمى الكلاسية، وتدعى (الدائرة). أعتقد أن المؤلف يدعى فكتور كوماروف، وهى قصة تذكرك نوعا بفيلم (يوم جرذ الأرض) الأمريكى أو (ألف مبروك) فيلم أحمد حلمى المقتبس منه، كما أنها تذكرك بحالنا كثيرا.

ستانلى عالم فيزيائى يبتكر طريقة تعيد الزمن القهقرى.. بوسعك بجهاز الكرونوسكوب أن تعود للماضى لمدة ساعتين فقط.. وهاتين الساعتين تتيحان لك تصحيح ما اقترفت من أخطاء.

Thursday, August 29, 2013

حزر.. فزر - 2


انتقلت الكاميرا إلى السيدة الشرسة نجوى الشربيني، وقد ارتسمت على وجهها مسحة امتعاض واضحة تقول بكل جلاء: "الوجود في هذا المكان لا يليق بي"ـ

ارتسمت على وجه نجوى مسحة امتعاض واضحة ـ (رسوم: فواز) ـ

ملأ وجهها المتنمر المغطى بالأصباغ الشاشة، وقد توقفت الموسيقى بانتظار سؤالها

قالت في تؤدة:ـ
ـ هل عملك له علاقة بالطب؟
ساد الصمت قليلا ثم قال الرجل خلف الستار ضاغطا على كلماته:ـ
ـ لا

واجه المذيع غسان الكاميرا والتمعت عيناه أكثر؛ هذا الرجل يجيد فن جعل العينين تلمعان كأن عنده زرا يضغط عليه عند الحاجة.. قال غسان بينما الموسيقى تتعالى:ـ
ـ لقد أتممنا دورتين لكن ما زالت إجابة اللغز مبهمة.. يجب أن أذكّر المتسابقين أننا نسمح فقط بخمس دورات، وبعدها نعلن فشلهم.. بعبارة أخرى: يفوز ضيفنا خلف الستار بلقب "أكثر الرجال غموضا"ـ

Friday, August 23, 2013

طلاق مضحك



دعابات كثيرة قيلت عن الطلاق، فهو موضوع محبب للأفلام العربية. هذا من المواضيع التي يصعب أن تجد فيها دعابة - مثل الحانوتي - لكنهم فعلوا، وأنت تعرف أن المأذون والطلاق ضيفان دائمان في تلك الأفلام، وتعرف كم من قصة نسجت حول دور (المحلل) بعد الطلقة الثالثة، منها (الواد سيد الشغال) مسرحية عادل إمام الشهيرة.. هناك كذلك أشهر جملة قصيرة للممثل الأميركي أرنولد شوارزنجر عندما أطلق الرصاص على رأس زوجته في فيلم (استعادة كلية)، فقال لها: «اعتبري هذا طلاقًا»

وصلني هذا الخطاب الطريف بالبريد الإلكتروني، وهو عبارة عن خطاب من زوجة لزوجها أترجمه لك. تقول فيه:

Thursday, August 22, 2013

حزر.. فزر - 1


أضواء تتوهج.. الكشافات تصوّب نحو المنصة العالية التي يجلس إليها المتسابقون.. موسيقى.. يشير مساعد المخرج الشاب العصبي للشباب الذين جاءوا ليلعبوا دور الجمهور كي يصفقوا، وينظر لهم نظرة نارية

يضيء شعار القناة نوفا مع بروفايل أنيق شامخ للمذيع غسان يوسف
يتحرك "الكرين" كوحش أسطوري يهبط من علٍ

تقترب الكاميرا الأولى من وجوه الضيوف، وعلى الشاشة العملاقة في ركن الاستوديو يظهر وجه مي العصبي المتوتر قليلا.. هذه مرتها الأولى على الشاشة كما هو واضح، عندما تكتشف الحقيقة المروّعة أن الكاميرا مسلطة على وجهها والجمهور يرى كل حبة وكل قطرة عرق على بشرتها.. يرون عينيها العسليتيين ويرون ارتباكها والكلمات المتعثرة على شفتيها.. هذا لا يجعل حالتها أفضل

على الشاشة العملاقة في ركن الاستوديو يظهر وجه مي العصبي

المذيع الشاب المتأنق الوسيم غسان يبدو كأنه دمية لامعة، يقف خلف منصته البعيدة ويطلب منها أن تعرّف نفسها.. فتقول:ـ
ـ م.. م.. يسين. م.. هسة.. كت.. محركات
قال ضاحكا مشجعا:ـ
ـ لو تكلمت بصوت أعلى لكان هذا لطفا منك

Monday, August 19, 2013

عزاء بالجملة



الدم المصرى كله حرام، وهذا مبدأ لا يتجزأ.. ليست هناك دماء أغلى من دماء. المبدأ الثانى هو أن العنف لا يحسم أى شئ ولا يولد إلا العنف. وما يحدث اليوم كابوس بكل المقاييس أعتقد أننى سأفيق منه لأجد أننا ما زلنا يوم 12 فبراير 2011 نحتفل بتنحى مبارك

وعدت بالصمت، لكن الصمت هذا الأسبوع جريمة. يجب أن أؤدى واجب العزاء ثم أصمت

عزاء حار لمصر التى تمر بلحظات من أقسى وأخطر لحظات تاريخها فى حرب شوارع حقيقية، وبلمحة بصر صار المشهد لا يختلف كثيرا عن لبنان والجزائر أيام الحرب الأهلية، وسوريا الآن. لقد مات الأمن والأمان وصارت الشوارع خطرة فعلا، وصار بوسعك أن تجلس فى بيتك وتسمع طلقات الرصاص فى الشارع تحت

Thursday, August 15, 2013

دبة النملة - اﻷخيرة


أعتقد أن قلبي كان موشكا على التوقف
هناك لحظة مخيفة بين التحديق في ذلك الوجه يحملق فيك، وإدراك الحقيقة المخيفة.. إنه يراك

الآن أفهم سر توتر الزوجة وشحوبها.. أفهم لماذا ذهبت نورا عند جدتها. هل رأت الزوجة هذا المشهد؟ لا أظن وإلا ما ظلت حية.. على الأرجح هي خمنت أو شعرت بشيء ما خطأ. لكن لا تقل لي إنها رأت زوجها يمشي على الجدران وقبلت ذلك

رأيت ذلك الشيء الذي يمشي على السقف ينحدر نحوي.. يهبط الجدار بسرعة خاطفة مما تميز الزواحف.. سرعة خاطفة تقطعها وقفات متحفزة حذرة. صمت تام يجعلك تشعر أن أذنك مختلة. فجأة وجدت يدي تطبق على سكين الطعام الضخمة تلك.. شعرت بأمان شديد وانا أعتصرها

فجأة وجدت يدي تطبق على سكين الطعام الضخمة ـ (رسوم: فواز) ـ

هرعت إلى الباب فخرجت، ثم أغلقته خلفي في قوة وركضت إلى الصالة.. هنا رأيت مقبض الباب ينفتح. وفي اللحظة التالية كان شاكر يركض على قدميه متجها نحوي. لقد تبدل وجهه فعلا.. لم يعد وجه المهندس الظريف البارع صديقي القديم. هذا وجه.. وجه وَزَغَة

Tuesday, August 13, 2013

سوريا من جديد



سوريا... الألم العربى المزمن، والأخت الجريحة التى لا تستطيع أن تقدم لها أى شيء، لأنك غارق فى المشاكل بدورك. وعدت ألا أتكلم فى السياسة ثانية، لأن زمن ابتلاع المرء لآرائه قد جاء. لكنى كما هو واضح كنت أتكلم عن السياسة الداخلية. أما سوريا فموضوع يهم الجميع بلا شك. سوف أنقل لك كلمات صديق سورى عزيز، ثم أعرج على مقال مثير للجدل نشر فى مجلة جلوبال ريسيرش (أبحاث العولمة) فى مايو 2012.. أى منذ أكثر من عام

دبة النملة - 4


راح هاشم يتكلم وأنا شارد الذهن أفكر بعمق فيما وجدته. خطر لي نوع من الهاجس الذي لا يستند إلى أساس علمي أن عينيه تلمعان أكثر من اللازم.. ربما هما تضيئان

خطر لي هاجس أن عيني هاشم تلمعان أكثر من اللازم ـ (رسوم: فواز) ـ

ماذا يحدث هنا بالضبط؟
كان ما لمسته وتهشم تحت قدمي هو عظام.. عظام حيوان أو طائر صغير، ويبدو من ملمسها أنها هنا منذ زمن سحيق. هناك كمية هائلة منها

Wednesday, August 7, 2013

سؤال البطولة



سوف أقدم لك خدمة عظيمة؛ هى أن أكف عن الكلام عن السياسة من الآن فصاعدًا، وهو قرار اتخذته عدة مرات لكن الكلمات كانت تحتشد حتى لأوشك على الانفجار وأضطر إلى العودة لحقل الألغام فى كل مرة. لقد تغيرت أشياء كثيرة فى مصر بالفعل، وصار التطرف هو الأساس، سواء كان تطرفًا دينيًا او ليبراليًا، وصار الاعتدال جريمة شنعاء. بصراحة الشعب المصرى صار شعبًا عنيفًا دمويًا لكنه مصر على أنه مسالم. أعتقد اننا نعيش ذات أجواء مباراة الجزائر القديمة لكن على نطاق واسع، وبعد أعوام عرف الجميع أنهم كانوا ذبابًا فى شبكة عنكبوت عملاق يحركهم كما يشاء

كنت ألوم نفسى دومًا عندما أصمت حيث لا ينبغى الصمت، وأتهم نفسى بالجبن.. على طريقة: « إن لم يكن الآن فمتي؟.. وإن لم يكن أنا فمن؟». كنت ككاتب تعرف أنك تواجه السلطة الغاشمة لكن القارئ فى صفك وأن من حقه عليك أن تتكلم. الوضع اليوم فريد هو أن القارئ هو غالبًا من يريدك أن تقول ما يريد فقط أو تصمت. على كل حال هذا بلدكم يا سيدى فافعلوا وقولوا ما تشاءون

مقال اليوم عن سنودن، وهو مقال يتكلم عن سنودن فعلاً بلا أى إسقاطات من أى نوع

Friday, August 2, 2013

دبّة النملة - 3



يمكنك أن تتخيل تعبير وجه شاكر عندما أخبرته بهذا الاقتراح
تصور هذا سهل على كل حال.. نحن لا نتحدث عن حاسة تُفقد أو قدرة تضيع.. نحن نتحدث عن طرف طار.. تمزق.. ذهب به نصل


المسكين
قال لي في أسى:ـ
ـ لقد انتهى زمن المعجزات.. أنا لا أفهم في الطب لكن ثق بأنني لن أحمل جثة مزقها القطار إلى عيادة طبيب
نظرت ليده المبتورة الملفوفة في الضمادات ثم قلت:ـ
ـ عدني بشيء.. أنا مخبول غير مستقر نفسيا.. اتفقنا؟
ـ أنت لست كذلك
ـ بل أنا مخبول من الطراز الذي يجري في الشوارع وكسرولة على رأسه.. اللعاب يسيل من فمه.. هذا المخبول لا يريد سوى شيء واحد هو أن تذهب لهذا الطبيب
ـ هذا مطلب عسير.. أنت تداعبني دعابة قاسية اسمها الأمل.. هذه الدعابة لن تفضي بي سوى لمزيد من الألم

Monday, July 29, 2013

مقال قصير



فى المؤتمر الصحفى الذى عقده الجيش لشرح مجزرة الحرس الجمهورى، كاد المؤتمر يبدأ عندما ظهر شخصان عصبيان جدًا لدرجة السعار، وراحا يصرخان بشكل جنونى:ـ
ـ«الجزيرة بره.. الجزيرة بره»ـ

فشلت محاولات التهدئة، وبعد قليل دبت العدوى السادية فى القاعة فصفق بعض الجالسين.. وبالفعل تم طرد مراسلى الجزيرة من القاعة بدلاً من طردهما هما. هذان ببساطة يريان من الطبيعى حرمان الجزيرة من حق الحصول على الأخبار.. حالة فاشية غريبة تغمر المجتمع المصرى وتحتاج إلى محلل نفسى أكثر مما تحتاج لمحلل سياسى

تذكرت الأيام الأولى لثورة يناير عندما كتبت مقالاً طويلاً عن الثورة، وفى نهاية المقال قلت إن الجزيرة قامت بعمل عظيم لكنها لم تكن محايدة ولم تقدم الرأى الآخر (رأى رجال مبارك). أيامها ثار الجميع لأنهم لم يقبلوا أن أنتقد الجزيرة فى شيء، ولم يقبل أحد هذه النغمة الحيادية. أذكر كلمات نوارة نجم الدامعة تتردد بلا توقف بين برامج الجزيرة: «مفيش خوف تانى»، وكيف قالت لمحرر الجزيرة: «لولا هذه القناة العظيمة لفتك بنا رجال مبارك دون أن يشعر بنا أحد»ـ

Sunday, July 28, 2013

دبّة النملة - 2


كان جالسا في تلك الغرفة خافتة الإضاءة، وعلى عينيه ضمادات.. دخلت نورهان حاملة صحفة عليها مشروب بارد وجلست جوارنا ترمق زوجها في جلسته المتصلبة

بدا لي الأمر كأنه مر بجراحة معينة.. وانتظرت حتى يحكي لي ما حدث

كان ما زال قادرا على السمع لكن عليك أن تصيح بصوت جهير، وكان يتكلم بنبرة عالية كذلك لأنه لا يدرك مدى ارتفاع صوته

قال لي:ـ
ـ بالطبع لم أستطع رؤية ما يحدث جيدا.. كنت أرى بعض الأشباح، وعرفت أنها شقة في بناية شامخة في وسط البلد.. بناية ذات مصعد يتعطل أكثر الوقت. الشقة كانت نظيفة ورائحة المطهرات تملؤها لكنها قديمة. أما الرجل فكان له صوت عميق مريح كأنه أريكة تضع عليها توترك الخاص. لا توجد أي لكنة غربية في كلامه.. تشعر أنه مصري ابن مصري

كان كلام دكتور ويليام لا توجد به أي لكنة غربية ـ (رسوم: فواز) ـ

قال لي إنه يمارس ضربا غير تقليدي من العلاج، وهذا العلاج يتلخص في حقني بمجموعة من الحقن التي تحوي خلاصة خلوية.. أما عن محتوى هذه الحقن فهنا يكمن سر العلاج.. لا أسئلة من فضلك. لا يمكن إفشاء السر، ولو كنت مصرا فبوسعي دائما أن أنسحب. لن يخبرني... باختصار "ما بين البائع والمشتري يفتح الله"ـ

وافقت طبعا.. وقلت لنفسي إنني لن أخسر شيئا.. و"ضربوا الأعور على عينه قال خربانة خربانة".. هذا المثل ينطبق على حالتي حرفيا

Monday, July 22, 2013

ليس أنا



قرأت لدى عدد كبير من الناس مقالا واسع الانتشار كتبته أنا، أقول فيه إنني كنت من ألد أعداء الرئيس محمد مرسي، لكنني عدتُ إلى الصواب وعرفت أنني كنت في المعسكر الخطأ، وأرفض الانقلاب العسكري الذي حدث. كل هذا جميل.. لكنني لم أقل حرفًا منه

يعرف قرائي أن هذا لم يكن رأيي قط، فلم أكن من ألد أعداء مرسي، ولا أعتبر ما حدث انقلابًا عسكريا..  وبصرف النظر عن رأيي فلا أقبل أن يذكر أحدهم ما يريد، ثم يضع توقيعي في نهايته. حتى لو قال إن الشمس تأتي من الشرق فلن أقبل.. هذا تزوير لا شك فيه

Thursday, July 18, 2013

دبّة النملة - 1


اجلس يا محمود ولا تثِر توتري.. أنا أمقت الأشياء التي تتحرك في مجال نظري، وأمقت هؤلاء العصبيين كثيري الحركة؛ الذين ينقلون ساقا على ساق.. أنت تعرف أن التوتر العصبي معدٍ، وأن هناك ظاهرة تدعى (الإشعاع السيكو فيزيائي)ـ

اجلس وهات كوبا من الماء البارد من هذا الدورق. هل شغلت جهاز الكاسيت؟ لا بأس.. لكننا سوف نستمع إلى الشريط بالكامل بعد انتهاء قصتي.. هناك مقاطع لن أسمح لك بنشرها طبعا

صداقة طويلة جمعت بيني ورامز.. صداقة دامت 20 سنة على الأقل
كانت هذه الصداقة مثالية في كل شيء.. كنا صديقين مخلصين لبعضنا، وكان يعرف معظم أسراري وأنا أعرف كل أسراره.. لا مشكلة

بالنسبة لتوزيع المواهب كان التوزيع عادلا: أنا بلا أي موهبة من أي نوع.. هو يملك يدا وأذنا موسيقيتين بلا شك، وكان يتصدر أي احتفال للمدرسة

كنت قوي البنية محدود الذكاء قليل المواهب.. وكان هو ضعيف البنية شديد الحساسية والذكاء

Monday, July 15, 2013

عن الفتنة الجديدة



فتنة كبرى هى تلك التى نعيشها هذه الأيام.. فتنة جديرة بأن تُدرس فى كتب التاريخ للأجيال القادمة ويُطلق عليها اسم رنّان؛ على غرار (فتنة الشرعية) أو (فتنة مرسى والجيش). فلا ننكر أن المجتمع المصرى قد صار منقسمًا بالكامل، وأعرف خلافات عائلية حامية بسبب أن أحد الزوجين يؤيد مرسى والآخر ضده. أما عن الحياد فحدث ولا حرج.. أى واحد يعرض الرأى والرأى الآخر يتلقى اللعنات. يجب أن تعرض رأيًا واحدًا فقط هو رأى القارئ. الويل لك إن لم تتطرف

لا أعرف حقيقة ما حدث عند الحرس الجمهوري، فالقصة ضبابية يحكيها كل طرف بطريقته، وعلى المرء أن ينتظر نتيجة التحقيقات.. لكن هناك أطرافًا اتخذت قرارها وحاكمتْ وأصدرت الحكم بين:ـ

أ - أفراد مسلحين حاولوا اقتحام موقع عسكرى فلم يكن ممكنًا التعامل معهم بأى طريقة سوى إطلاق الرصاص، ولربما حركهم من يريد بحرًا من دم يجذب انتباه العالم

ب - وبين مذبحة قام بها الجيش بأعصاب باردة، لا تختلف عن مذبحة الحرم الإبراهيمى كثيرًا

نحن نذكر أن هذا الجدل دار أيام محمد محمود وأيام العباسية.. بل إن ناشطة وكاتبة شهيرة كتبت أيام أحداث العباسية أن رجال الجيش اقتحموا المسجد وذبحوا من فيه ذبح الشياه (وهو ما لم يثبت قط). وقتها ألصقوا بالجيش كل نقيصة

المشكلة هنا إن حالة التعصب الشديدة التى تجتاح المجتمع تجعل الناس اليوم إما مستعدين لشيطنة الجيش وتحويل ما قام به إلى دنشواى جديدة على نطاق واسع، أو تجاهل ما حدث تمامًا باعتبار من ماتوا من الإخوان، فمن الخير أن ينقرضوا

Monday, July 8, 2013

كنت أتمنى



كفت الكهرباء عن الانقطاع وصار البنزين متوفرًا وضخ المياه أقوى منذ 30 يونيو أو قبلها بيومين.. قال البعض إن هذا يعنى أن مرسى كان هو المسؤول وقد حلت هذه المشاكل برحيله، وهو رأى معوج.. فكيف يكون مسؤولاً عن الكارثة التى أطاحت به؟. وقال البعض إن من كانوا يسببون هذه المشاكل، ويدسون العصى فى عجلات العربة توقفوا عن عمل ذلك بعد ما رحل مرسى كما أرادوا. ما أعرفه هو أن الكهرباء انقطعت لحظيًا فى شارعنا أول من أمس.. جاء عامل من الشركة لإصلاح الخلل، فلما سأله الناس عما إذا كانت سياسة قطع الكهرباء ستعود، قال وهو يضحك: «لأ خلاص.. احنا كنا بنقطع عشان تثوروا على مرسي!». هذا ما قاله حرفيًا وصدّق أو لا تصدق. المشكلة هنا أن مرسى كان يعتقد أنه هو من يقطع الكهرباء ليخفض الأحمال. وهذا هو لب المشكلة.. الرجل لم يكن يعلم الكثير.. لم يكن يعرف شيئًا على الإطلاق

Monday, July 1, 2013

الغيوم تحتشد



كانت هناك أمس مظاهرات تطالب برحيل مرسى، قادمة لطنطا من القرى المحيطة بها، وتتوجه إلى المحافظة. رأيت تلك المواكب ورأيت الناس يلوحون من الشرفات لها ويشتمون الحكومة، والسيارات تتوقف لتضغط آلات التنبيه محيية، فشعرت للمرة الأولى أن الإخوان راحلون فعلاً.. الشارع صار ضدهم حقيقة. منذ عام ونصف رأيت السلسلة البشرية المؤيدة لمرسى تمتد من طنطا حتى القاهرة فى قيظ شمس العصر، فعرفت أن قوة الإخوان على الحشد غير عادية، وعرفت أن مرسى سيفوز لا محالة، وكتبت هذا برغم أننى كنت وقتها شديد الحماس لحمدين صباحى. هذه المرة يختلف يقينى 180 درجة

لاحظ أننى أكتب هذا المقال يوم 29 يونيو. لا أعرف ما سوف يسفر عنه الغد

Tuesday, June 25, 2013

حدث غدًا - 3



ـ14ـ تكررت فى برنامج باسم يوسف أغنية نظمت بالعربية على لحن أغنية غربية؛ هى (هل تسمع صوت الرجال؟) من مسرحية (البؤساء) قصة فكتور هوجو الشهيرة. أشعر أن هذا فأل سيئ؛ لأن الرواية تتحدث عن ثورة يونيو – هل ترى الصدفة؟ – التى نشبت فى باريس عام 1832، عندما شعر البؤساء بأن الثورة لم تحقق شيئًا وأن كل شيء عاد كما كان قبل الثورة أو ألعن.. عادت الفلول.. أقصد أمراء البوربون الذين كانوا فى المنفى ليعيدوا الملكية ثانية، وهكذا قرر بعض الشباب المتحمسين أن يثوروا ضد لوى فيليب.. لابد أن تشعر بقشعريرة عندما تسمع الأغنية الغاضبة تدوى خفيضة ثم تتعالي: «هل تسمع صوت الناس يغنون؟.. يغنون أغنية الرجال الغاضبين. هى أغنية القوم الذين لن يصيروا عبيدًا مرة أخرى». وقعت هذه الثورة فى 5 يونيو وقد سبقتها منذ عامين ثورة فاشلة اسمها (ثورة يوليو). سُحقت ثورة يونيو بدورها سريعًا، وقُتل هؤلاء الشباب الأنقياء المتحمسون جميعًا. أتشاءم كثيرًا كلما تذكرت هذه المشاهد وخاصة عندما ربطها باسم بأحداث يوم 30 القادم. أدعو الله ان أكون مخطئًا

Monday, June 17, 2013

حدث غدًا - 2



وما زلنا مع الخواطر المتناثرة والأسئلة التى تحتشد حول يوم 30 يونيو القادم:ـ

ـ7ـ عندما خرج الناس فى يناير ضد مبارك كان الهدف واضحًا، والنية صافية والنفوس موحدة. اليوم هناك صراع واضح على السلطة تلخصه قصة الناسك القديمة. الناسك الذى وجد شجرة يعبدها الناس من دون الله فصمم على قطعها. اتجه له الشيطان وحاول منعه لكنه غلب الشيطان وجندله. هنا عرض عليه الشيطان أن يترك الشجرة مقابل أن يجد تحت وسادته صرة مليئة بالذهب. وافق الناسك وانصرف.. فى بيته لم يجد تلك الصرة.. عاد فى اليوم التالى غاضبًا ليقطع الشجرة.. هنا تصدى له الشيطان وهذه المرة غلبه وصرعه أرضًا. بدا هذا غريبًا للناسك، فقال له الشيطان: «أمس كنت غاضبًا لله فلم يكن بوسع مخلوق قهرك، أما اليوم فأنت غاضب لنفسك ومن أجل الذهب، لهذا يسهل أن نهزمك !». هذا الموقف يلخص الحرب القادمة يوم 30 يونيو، كما تفسره آية من سورة البقرة: «قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ». لهذا لا أتوقع أن يكون هناك رابحون يوم 30 يونيو. سيخسر الجميع ما لم تصف النوايا، وتكون مصر هى الهدف من هذا كله

Tuesday, June 11, 2013

رجل "الراستا" يهدّد مصر


عندما تستمع إلى أغنية "النيل نجاشي" لعبد الوهاب؛ فأنت تبتسم تلقائيا؛ لأن الأغنية تُعيدك لزمن ساذج جميل، فيه الحياة أبسط مما يمكن وصفه.. هذه الأغنية التي غنّاها عبد الوهاب عام 1933 تبدو كأنها قادمة من كوكب آخر.. "النيل نجاشي" أغنية غزل في النيل الذي يبدو جميلا أسمر كأنه النجاشي ملك الحبشة. أرغوله في إيده (الأرغول نوع من الآلات النفخية)، وكان هناك في كل ديوان زجل قصائد يطلق عليها "على الأرغول".. إنها قصائد أقرب إلى الموال تتكوّن من 4 أشطار ذات قافية واحدة، وفي الشطر الأخير تجد شطرا خامسا أو شطرين من قافية مختلفة



في هذه الأغنية نقابل أوّل شعر عامي يكتبه أحمد شوقي بك، وهي عامية راقية جدا شبيهة بالفصحى، ونشعر بأن عبد الوهاب نفسه نيل آخر تفخر به مصر، وهو نيل لا توقفه السدود

Monday, June 10, 2013

حدث غدًا - 1



فى كتابه الممتع (محاوراتى مع السادات)، ذكر المفكر الراحل أحمد بهاء الدين أن بعض محاضر اجتماعات إحدى القمم العربية وقعت فى يده، وقد قرأها فى لهفة الصحفى المحترف ليرى القرارات العليا النورانية التى تدور فى هذه الجلسات المغلقة. هنا فوجئ بمدى هيافة وسطحية ما يقال فى هذه الجلسات.. لقد كان الكلام المدون أتفه بمراحل من الكلام العابر الذى يقولونه فى الأهرام وهم يرشفون قهوة الصباح

تذكرت هذه القصة عندما رأيت جلسة الأمن القومى عالية المستوى التى أجراها الرئيس مرسى على الهواء مباشرة، ليسمع العالم خططنا الساذجة لحماية ماء النيل.. كنز مصر الأهم والأوحد.. ومع هذه الجلسة لم تعد لدى أوهام بصدد الحكومة. تذكرت المشهد الساخر فى فيلم أوستن باورز عندما راح الجنرالات يتبادلون الاقتراحات للرد على د. إيفل، ومن ضمن اقتراحاتهم تفجير القمر بالقنابل الذرية ! لكن أقسم أن المشهد هنا فى مصر كان أظرف وأكثر أصالة. مصطفى بكرى قال إن الهدف كان كشف أن المعارضة لا تملك حلولاً، وأدعو الله أن يكون الأمر كذلك

Friday, June 7, 2013

زوزانكا - اﻷخيرة


متى عادوا؟
كيف لم تشعر بهم؟
كانت تتراجع بظهرها إلى الخلف وهي تدرك أنها قد فضحت.. لا يوجد تفسير واضح سوى الفضول، وهم لن يصدقوا موضوع الفضول هذا

كان حموها ينظر لها نظرة نارية ثابتة.. الوجه الشاحب والعينان الغائرتان كأنما لا وجود لهما. العينان اللتان تختلسان النظر من وراء حاجبين كثّين

كانت العينان تختلسان النظر من وراء حاجبين كثّين ـ (رسوم: فواز) ـ

ألكسيس هو الآخر كان يعقد ساعديه على صدره ويرمقها وثمة شبه ابتسامة خافتة على شفتيه. وجاتيس كان ينظر لها في حيرة، بينما ترمقها ناتاليا في توحش

Monday, June 3, 2013

تهويدة



نم يا طفلى الصغير.. نم

لابد أنك تشعر بالدفء والأمان الآن.. لقد تناولت وجبة دسمة وثقل جفناك، وهأنتذا تغفو فى سلام وتحلق فى عالم الأحلام. لابد أن هناك أكثر من غزالة وقطة شقية لعوب فى أحلامك.. ربما هناك أرنوب وخالة دجاجة وفأرة طباخة.. ربما هناك مرج متسع تجرى فيه

لا شك أنك سعيد بأنسام المروحة التى تطير خصلات شعرك الرقيقة على جبينك. هذه من نعم الكهرباء المهمة. فى مثل هذا الوقت منذ أسبوع كنت تبكى وقد تحول شعرك إلى عجينة من العرق. لم تكن هناك نسمة هواء واحدة وركعت أمك جوارك تحرك الهواء بالمروحة، وكنت أتمنى وقتها لو وضعت رأسك تحت المياه المتدفقة فى الحمام، لولا أنه لم تكن هناك قطرة ماء واحدة والمضخة متوقفة

Friday, May 31, 2013

زوزانكا - 4


تتذكر زوزانكا أن هناك مجموعة من المفاتيح في المطبخ معلقة إلى مسمار هناك فوق الموقد. مفاتيح غليظة كئيبة صدئة تعيد لذهنك كوابيس قديمة عن ذي اللحية الزرقاء والغولة.. إلخ
يجب أن تتصرف بسرعة

هرعت إلى المطبخ وتناولت مجموعة المفاتيح تلك والتي رُبطت بحبل.. ثقيلة غليظة.. ترى أيها المفتاح المقصود؟ من المؤكد أن ألكسنيس معه نسخة أخرى.. لا تعرف إن كانت هناك نسخة مع جاتيس زوجها. لقد فتشت غرفة النوم بعناية

تهرع إلى القبو وتولج المفتاح الأول في الثقب.. كروك كروك! لا يفتح
تجرب المفتاح الثاني.. ثم تذكرت لعبة النحس القديمة: لا بد أن آخر مفتاح هو الصحيح! انتقت آخر مفتاح وأولجته في القفل.. بالطبع لم يفتح لسبب بسيط هو أن آخر مفتاح صار هو الأول

تهرع زوزانكا إلى القبو وتولج المفتاح الأول في الثقب ـ (رسوم: فواز) ـ

في النهاية وبعد محاولات مرهقة انفتح الباب
باب خشبي عتيق هو.. مناسب هو جدا للرعب. كانت تحمل في يدها فانوسا صغيرا له ضوء خافت مقبض. هناك درجات تهبط لأسفل