قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Thursday, December 26, 2013

سهل التركيب



بالطبع لن أتكلم في السياسة كما وعدتك برغم أن هناك ألف شيء يُقال. في وقت ما سوف يصير هذا الصمت قرينة على موقف المرء.. هل تذكر مسرحية رجل لكل العصور عندما قال المدعي العام لتوماس مور: (سير توماس .. أنت مصر على الصمت. لكن الصمت قد يتكلم أحيانًا)؟. والنتيجة هي أنهم قطعوا رأس توماس مور عقابًا على صمته الفاضح!. لا أحد يقبل الصمت لكنهم يريدون الصراخ!. لسان حال الناس جميعًا يقول: "قل إنني على صواب فقط .. أما لو ناقشتني فوقعة أبوك سودا".

فلنتكلم في موضوع آخر إذن..

Tuesday, December 17, 2013

تخيـّـلْ



«قال أحد الحكماء:ذهبت إلى الغرب فوجدت إسلاما ولم أجد مسلمين، وعدت إلى الشرق فوجدت أناسا ولاد جزمة !!». من تويتات الساخر الجميل أسامة غريب، وهى محاكاة ساخرة Parody لمقولة محمد عبده الشهير.

الآن اغمض عينك معى وتخيل.. أنا لم أخض تلك التجربة لكن بوسعى ان أتخيل.. هناك أغنية اسمها تخيل للخواجة جون لينون، لكن معانيها تختلف تماما!

أنت تقود سيارة ومعك ابنتك ووالدك المسن الذى يستجمع وعيه بصعوبة ويقاوم النعاس.. اليوم هو 12 ديسمبر عام 2013. تخرج من المعادى مثلاَ قاصدا طنطا. يوم الخميس صعب دائما لهذا بدأتم التحرك منذ الثالثة عصرا. البرد قارس فعلا لكنه محتمل. هناك الزحام المعتاد على الطريق.. هذه أشياء صارت فى خلاياك منذ زمن لأنك مصرى. الزحام شيء كالهواء من حولنا.. لا نلاحظه أبدا.

Monday, December 9, 2013

عم أحمد مانديلا ونلسون نجم


صفحة الدكتور أحمد خالد توفيق على الفيسبوك

خبطتان في الرأس تلقتهما كتيبة الشرفاء في أسبوع واحد؛ خبطة دولية هي فقدان الزعيم العظيم مانديلا، وخبطة عربية هي فقدان عم أحمد فؤاد نجم. بالتأكيد هناك تشابه قوي بين الرجلين، وكلاهما كان رمزا بصريا وسمعيا يملأ الحواس، وصار جزءا مهما من تاريخ القرن العشرين وأوائل هذا القرن، كما أن كليهما لعب دورا مهما في إلهام الشباب، وكليهما لم يحن رأسه قط، ولاقى عنتا كثيرا بسبب دفاعه عن الحرية، وبالتأكيد صارت الحياة أكثر جهامة بعد رحيلهما.. الطريف أن كلا من الرجلين يحمل اسم الفاجومي أو المشاغب العنيد الذى يضرب الجدار برأسه.

Thursday, December 5, 2013

اضطهاد واغتيال جان بول مارا كما قدمته فرقة تمثيل مصحة شارنتون تحت إشراف السيد دى ساد!



هذا مقال قديم كتبته فى مجلة الشباب بعد ثورة 25 يناير، أعيد نشره مع بعض التغييرات.

عندما كنت فى الكلية كانت هذه المسرحية رائجة جدا ومفضلة لدى كل أندية المسرح الطلابية، والحقيقة أن الأخ بيتر فايس له شعبية خاصة عند الطلبة بهذا النوع من المسرح التسجيلى الذى يقدمه، وهو شبيه نوعا بمسرح بريخت.. هناك إصرار شديد على التغريب. بعبارة أخرى: جعل المشاهد لا يندمج مع المسرحية بأى ثمن.. لابد من أن يعرف المشاهد يقينا أنه يشاهد مسرحية.. لابد أن يعرف أن هذا البكاء غير حقيقى وهذه الضحكات غير حقيقية.. ربما وضع الممثلون الماكياج أمامه أو خرج مهندس الديكور ليضع قطعة أثاث مكان أخرى.. الغرض هو أن تفكر ولا تنفعل. أما عن موضوع المسرح التسجيلى هذا فهو موضة غريبة نوعا، حيث كان الممثلون فى (غول لوزيتانيا) يقرءون تقارير كاملة للأمم المتحدة وصفحات كاملة من الجرائد. الاسم الحقيقى للمسرحية هو (اضطهاد واغتيال جان بول مارا كما قدمته فرقة تمثيل مصحة شارنتون تحت إشراف السيد دى ساد)، وهو بالطبع عنوان مرعب، لهذا يفضل الجميع تسميتها مارا- صاد. الموضوع هو أن الماركيز دى ساد الأرستقراطى فيلسوف الألم، والذى قضى حياته يبشر بأن أروع شيء فى العالم هو أن تضرب حبيبتك وتدميها وتجلدها وتلسعها بالنار. هذا الدى ساد كان قد اتهم بالجنون وسجنوه فى مصحة شارنتون، حيث لم يكف عن الكتابة

Wednesday, December 4, 2013

استقالة شاعر



طنطا في مايو 1989:

«السادة المحترمون هواة الشعر:
أتقدم لكم بهذه الاستقالة المسببة، أقر فيها أننى قد قررت ألا أكتب الشعر أبدًا إلا في ظروف معينة، كأن يكون هذا الشعر على لسان أحد أبطال قصصي أو يظهر عجزه عن كتابة شعر جيد. سبب هذه الاستقالة لا يعود لسوء معاملة، فأنتم قد أحسنتم استقبالي والاحتفاء بكل ما أكتبه، ولكنه بسبب عثوري على شاعر حقيقي. شاعر يحترق من أجل الكلمة، ويشيخ بضعة أعوام كلما كتب بيتين من الشعر، وهذا الشاعر الذي علمني معنى لفظة شاعر فعلاً، هو (أمل دنقل). لا يمكن أن نطالب الجميع بأن يرسموا مثل بيكار، أو يكتبوا الموسيقا مثل موتسارت، أو يلعبوا الكرة مثل مارادونا. لابد أن يكون هناك أناس أقل شانًا وموهبة لتستمر الحياة، ولهذا كان بوسعي أن أستمر في كتابة الشعر وأتناسى هذا الوحش المرعب القادم من الصعيد، لكن لنقل بصراحة: إن أمل دنقل قال كل ما أردت قوله بشكل أعمق وأشجع وأروع. 
لهذا أتقدم باستقالتي وأرجو أن تقبلوها مع جزيل الشكر. مقدمه لسيادتكم .....»