كنا قد بدأنا الكلام عن الجراح النصاب الإيطالي سيرجيو كانافيرو، الذي يتحدث عن زراعة رأس إنسان لإنسان آخر، وقد فتح هذا شهيتنا للكلام عن الرءوس المقطوعة، فقررت الاستعانة بمقال قديم لي عن نفس الموضوع. وقد بدأنا بتوجيه بعض الأسئلة.
السؤال الثاني هو: هل يمكن للرأس المقطوع أن يظل حيًا؟
قلنا إن المعتقد الشائع وقت الثورة الفرنسية كان أن الرأس يرى لبضع ثوان، وكان الجمهور يرى تقلصات وتعبيرات على الوجه.. هذا دفع أحد العلماء إلى عمل دورة دم صناعية للرأس المقطوع، وقيل إن الرءوس التي جرب عليها هذه التجربة ظلت تحرك عيونها وتحاول الكلام!
هناك قصة شهيرة للأديب (روالد دال) عن رجل ثري قاس مع زوجته، عرف أنه موشك على الموت بسبب السرطان. هكذا اتفق مع جراح أعصاب صديق على أن يكون موجودًا وقت الوفاة. ينزع مخه في دقة ومعه العصب البصري المتصل به، ثم يوضع في وعاء خاص يكفل له دورة صناعية. هكذا يراقب العالم ويرى ويظل وعيه حيًا.. السبب هو أنه لا يطيق فكرة أن تتلاشى خبرات عقله التي تراكمت عبر عدة عقود لمجرد أن جسده الواهن أصيب بالسرطان. تم المطلوب ونجحت الجراحة ووجدت الزوجة نفسها تتسلم وعاء به محلول حافظ يسبح فيه مخ زوجها وعينه تحملق فيها.. انبهرت بهذا ووجدت أنها للمرة الأولى تجد زوجها صموتًا لطيفًا.. كانت أهم وصية أمرها بها هي ألا تدخن أبدًا بعد وفاته. هكذا أشعلت لفافة تبغ وراحت تنفخ الدخان في الوعاء!.. إن أيامًا رائعة تنتظرها مع زوجها العاجز عن عمل أي شيء والذي ستعذبه كما عذبّها!
كان هذا مخًا بشريًا لكن ماذا عن الرأس ذاته؟