في بداية حياتي الطبية كنت أعمل في استقبال مستشفى (.....) بطنطا كطبيب امتياز. كان هناك حشد من الأدوية الناقصة التي يمكن أن تملأ مجلدات لو دونت أسماؤها. أما الاستقبال فكان غرفة رطبة ضيقة قذرة، وجوار الباب تجلس ممرضة جوار غلاية الحقن التي تعمل طيلة الوقت، وهي تعتقد واهمة أنها تتخلص من فيروس سي، الذي لم يكن العلم قد عرفه وقتها.
ولم يكن مع الممرضة سوى قرصين من الأسبيرين وقرصين من دواء المغص. وكان المرضى يصلون في حالات بعضها لا يستدعي الدخول.. أي هم محتاجون لعلاج حقيقي فعال، لكنهم أكثر صحة من دخول المستشفى، فكنا نكتب لهم العلاج الحقيقي والتحاليل الحقيقية في قصاصات ورق مع توصية بالتردد على العيادة بمجرد أن تبدأ العمل صباحًا.