أبدأ هذا المقال بأن أقتبس فقرات لى من مقالين قديمين كتبتهما فى عهد مبارك:
«لست أذكر المناسبة بالضبط، لأننى كنت مراهقًا فى المدرسة الثانوية أجلس أمام جهاز التلفزيون، أتابع ما أذكر أنه حفل تكريم أو عيد للعلم .. شيء من هذا القبيل .. على المنصة يجلس الرئيس الراحل (أنور السادات)، واللحظة هى تكريم أحد أساتذته السابقين فى المدرسة.. كان الرئيس الراحل يحب هذه المواقف لما فيها من مسحة درامية.. (هل تذكر الحطاب الفقير الذى آويته فى دارك وأطعمته فى تلك الليلة؟.. لقد كان هو الخليفة متنكرًا!.. وقد خلع عليك قصرًا وزكيبة من الذهب).. وقد سبق هذا تكريم مماثل لمن يدعى (سائق دمرو) الذى ساعد السادات فى ظروف مماثلة. المهم أن الأستاذ المسن الذى تصلبت شرايين مخه، والذى عاش عصور النفاق منذ أيام مولانا ولى النعم، اعتلى المنبر فقال بالحرف الواحد: «الله يقول: إن فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب.. أما نحن فنقول: إن فى خلق السادات والأرض .. كذا ..». أقسم بالله أن هذا قيل حرفيًا، وسوف أُسأل عنه يوم القيامة.. لقد أصابنى الهلع من هذه الدرجة العبقرية المفزعة التى يمكن أن يبلغها النفاق.. والأغرب هو أن أحدًا لم يعترض.»