قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Friday, May 31, 2013

زوزانكا - 4


تتذكر زوزانكا أن هناك مجموعة من المفاتيح في المطبخ معلقة إلى مسمار هناك فوق الموقد. مفاتيح غليظة كئيبة صدئة تعيد لذهنك كوابيس قديمة عن ذي اللحية الزرقاء والغولة.. إلخ
يجب أن تتصرف بسرعة

هرعت إلى المطبخ وتناولت مجموعة المفاتيح تلك والتي رُبطت بحبل.. ثقيلة غليظة.. ترى أيها المفتاح المقصود؟ من المؤكد أن ألكسنيس معه نسخة أخرى.. لا تعرف إن كانت هناك نسخة مع جاتيس زوجها. لقد فتشت غرفة النوم بعناية

تهرع إلى القبو وتولج المفتاح الأول في الثقب.. كروك كروك! لا يفتح
تجرب المفتاح الثاني.. ثم تذكرت لعبة النحس القديمة: لا بد أن آخر مفتاح هو الصحيح! انتقت آخر مفتاح وأولجته في القفل.. بالطبع لم يفتح لسبب بسيط هو أن آخر مفتاح صار هو الأول

تهرع زوزانكا إلى القبو وتولج المفتاح الأول في الثقب ـ (رسوم: فواز) ـ

في النهاية وبعد محاولات مرهقة انفتح الباب
باب خشبي عتيق هو.. مناسب هو جدا للرعب. كانت تحمل في يدها فانوسا صغيرا له ضوء خافت مقبض. هناك درجات تهبط لأسفل

Tuesday, May 28, 2013

عودة الظلمات



كل عام وأنت بخير. فى هذا الوقت منذ عام كنا نتكلم عن مشكلة السولار والكهرباء وكتبت أصف انتظارى عدة ساعات تحت الشمس الحارقة بانتظار وضع بنزين للسيارة، فقط لأجد أن البنزين انتهى قبل أن تدنو لحظة الوصال. وكتبت عن انقطاع الكهرباء الذى بلغ فى الغربية معدلات فلكية وقتها (ست مرات يوميًا والمرة ساعتان فى المتوسط). كتبت عن هذا منذ عام. واليوم ما زال كل شيء كما هو. نحن فى مايو والوقت مبكر جدًا، لكن مهرجان انقطاع الكهرباء قد بدأ بحماس. اليوم الجمعة انقطع التيار الكهربى ثمانى ساعات عن نصف المدينة. بالتأكيد فشلت الحكومة وفشل مرسى فى التغلب على هذه المشكلة على مدى عام كامل، والنفوس تغلى بسبب الغيظ وبسبب الحر. يقول صديقى المتحمس لأحمد شفيق: «وجهة نظرى الشخصية أن شفيقاً - مهما كان سيئًا - لم يكن ليقطع عنك الكهرباء ست ساعات يومياً فى عز جهنم الصيف». بينما طفلة فى الثانية عشرة من عمرها توصلت وحدها ودون مساعدة فلولية إلى أن تقول وهى تجفف عرقها: «كانت أيام حسنى مبارك أحسن.. صحيح كان بيسرق بس كانت فيه كهربا»ـ

لماذا كانت هنا كهرباء فى عهد مبارك؟.. مستحيل أن تكون المحطات قد انهارت بهذه السرعة. ولماذا توقف انقطاع التيار الكهربى عندما رحل المشير وسامى عنان؟.. ولماذا عاد اليوم؟.. كنت فى محل لبيع مولدات الكهرباء أمس ورأيت كيف تباع المولدات كالخبز الساخن، لدرجة أن مواطنًا اشترى خمسة مولدات وضعها على سيارة ورحل !. يبدو أن اقتصاد الصين يعتمد بالكامل على دولة واحدة هى مصر. طبقًا للتفكير التآمرى الذى تعلمناه من عهد مبارك، هل انقطاع الكهرباء مؤامرة من رجال الأعمال الذين يقومون على استيراد هذه المولدات؟.. هذا اللوبى الافتراضى قد كسب عدة مليارات فى الأسبوع الماضى

أهدى للرئيس مرسى من جديد هذا المقال الذى كتبته منذ عام، باسم (الكهرباء يا ملك الزمان):ـ

Friday, May 24, 2013

زوزانكا - 3


ظل سكان لاتفيا يمثّلون حالة وحدهم بالنسبة لأوروبا كلها. كانت أوروبا كلها تنبذ الوثنية وتعتنق المسيحية.. راحت حصون الوثنية تنهار أمام زحف الصليب، وكانت المسيحية تضم إليها معظم الأعياد الوثنية القديمة لتجعلها ذات طابع مسيحي

تذكر أن الهالوين كان ليلة لجميع الشياطين فصار ليلة جميع القديسين. و"بان" إله المراعي الذي يشبه التيس حوّلته المسيحية إلى الشيطان كما نتخيله ونراه في الرسوم. لكن المبشرين الذين وصلوا عبر النهر إلى لاتفيا كانت أمامهم مهمّة شاقة جدا

لم يكن أهل لاتفيا مستعدين لقبول المسيحية بسهولة. احتاج الأمر إلى جيش من الصليبيين الألمان ليرغموا اللاتفيين على اعتناق المسيحية
ترى هل اعتنقها الجميع حقا؟

**********

هناك في حانة البلدة القريبة تمدد الجسد
يقف حشد من الأهالي مطرقين وقد نزعوا قبعاتهم، وكانت هناك أكثر من امرأة عجوز تضرب صدرها بقبضتيها.. لقد كان المصاب فادحا

وقف حشد من الأهالي مطرقين أمام الجسد المُمدد ـ (رسوم: فواز) ـ

هناك على المنضدة تمددت الجثة.. جثة الشابة "إنجونا بروكا".. تبدو مثل حورية ماء ماتت وقذفها المد على الشط. صورة للجمال النائم.. يصعب أن تصدق أنها ميتة، والأسوأ أن ترى كيف تمزّق عنقها بشراسة

Monday, May 20, 2013

امرح مع الماتريكس



عالم افتراضى بالكامل لا توجد فيه حقائق. كل هذا العالم تم خلقه بالكمبيوتر ليعيش فيه المرء ولا يعرف أنه فى الحقيقة لم يعش قط... هذه هى الفكرة العبقرية لفيلم ماتريكس الذى قدمه الأخوان الأمريكيان واشوسكى، وهى فكرة تستحق الكثير من التأمل. لو أمعنت النظر لوجدت أننا نعيش حاليًا فى ماتريكس كبير من الأكاذيب.. والمشكلة أن الحقائق لا تتضح.. وأن من لفقوا الأكاذيب لا يلقون عقابهم أبدًا

تمر أيام وينسى الناس هذه الضربة المؤلمة ويبحثون عن كذبة أخرى، بينما مستوى الخداع قد بلغ آفاقًا كونية غير مسبوقة.. لا يختلف الأمر كثيرًا عن تلقى صفعات على قفاك أربعًا وعشرين ساعة

فى السبعينيات قام مقدم البرامج الشهير طارق حبيب بالسفر لمهرجان كان محاولاً لقاء النجم جاك نيكلسون. اكتشف هناك أن نيكلسون (غلث) ومغرور جدًا ولا يجرى أى لقاءات صحفية من أى نوع. هكذا انتظر موعد جولته الصباحية وجرى ليمشى بجواره، بينما الكاميرا تصور من بعيد. لم نر جاك نيكسلون قد فتح فاه قط لكن الذى تكلم بلا توقف هو طارق حبيب. ظل النجم يمشى بسرعة كبيرة وطارق يلحق به لاهثًا، بينما هو يعلق صوتيًا على حواره مع جاك وكيف سأله عن فيلم كذا والممثلة كذا، فقال نيكلسون كذا وكذا.. وضحك وقال كذا. متى قال جاك نيكلسون هذا ونحن نرى كل شىء؟.. حتى قابلا مجموعة من المعجبين أحاطوا بالنجم، وصافحه طارق فمد يده له فى ضيق وهو ينظر لجهة أخرى وذاب وسط المعجبين. هذا اللقاء باعه طارق حبيب للتلفزيون المصرى ووصفه قائلاً: «شفت بعينى ما حدش قال لي». كان هذا مثيرًا للغيظ لأنه يزدرى أى ذكاء لدينا، وقد كتبت الصحفية اللامعة سكينة فؤاد مقالاً ملتهبًا عن هذه الخدعة وقتها

يصير الأمر اكثر استفزازًا عندما يدخل عالم السياسة

Friday, May 17, 2013

عدينــي

كتبها د أحمد وعمره 26 عاما


عدیني .. عدیني
إذا ما تبدلتُ أن تعرفیني
إذا ما تناءیتُ أن تذكریني
ومهما تلعثمت أن تفهمیني
وحتى إذا خنت ألا تخوني

*******

عدیني .. عدیني
إذا الروض ولى وجاء الیبابْ
إذا فر من راحتینا الشبابْ
إذا اختار شعرك لون الضبابْ
تحبین وجهي برغم الغضون 

*******

عدیني .. عدیني
إذا جفّ ینبوع شعري
أداري بلجة عینیك سري
..ومهما تعثرت أن تستمري
ومهما تقلبت أن تستكیني
عدیني .. عدیني

*******

ستمضي السنون علینا سویا
نذوق الحبور ونشقى سویا
ومادام كفاك في راحتیا
فلن یسمع الناس یوماً أنیني
عدیني .. عدیني

*******

سأزهو بحبك بین الورى
وأهواك في صحونا والكرى
وأمضى بهمسك مستبشرا
وثقت بعینیك
لكن عدیني

أحمد خالد توفیق
1988

Thursday, May 16, 2013

زوزانكا - 2


شجرة الصفصاف شهدت على قصة الحب الوليدة.. نقش قلب لا بد حُفر بسكين، ولا بد أنه وجد من قبل الكون. جاتيس والعزف على الهارمونيكا.. الليل الزاحف على الغابة، ولكنها تعرف أنها معه. يكتب الحب كلماته الأولى على العشب

جاتيس يطمئن على بذرة الحب الأولى.. يسقيها بكلمات ليست كأي كلمات.. هل أنت ساحر؟ من أين تأتي بعبارات كهذه؟ عبارات تشعرها بأنها ملكة وملاك في آن. ثم هاتان العينان.. اللعنة على هاتين العينين.. إنهما قادرتان على غزو قارات كاملة.. قادرتان على غزو الصين.. قادرتان على ترويض الذئاب في التايجا.. فكيف لا تقدران على قلب امرأة غض؟

زوزانكا صاحبة العينين العميقتين
زوزانكا ذات القدمين الدقيقتين
زوزانكا قد وقعت في حب جاتيس ابن هيلموتس

زوزانكا صاحبة العينين العميقتين  ـ (رسوم: فواز) ـ

وجاء اليوم الذي رأت فيه زوزانكا الفتى وقبعته في يده.. يقف على بابها ويبتسم لأمها في خجل. يقول إنه لا يقدر على العيش من غير زوزانكا.. إنه يريد الزواج

معه كانت أمه فانيا ترتدي ما خيّل لها أنه ثياب أنيقة.. النتيجة أنها بدت كساحرة شريرة في قصة أطفال

Monday, May 13, 2013

ذكريات مدرسة الإصلاح



مدرستى الابتدائية التى نشأت فيها شهيرة جدًا فى طنطا، ولعلها فى ذلك الوقت كانت الأفضل. حتى أعوام قريبة كان بوسعك أن ترى عند المدخل لوحة للفنان بيكار تمثل جنديًا مصريًا يهدئ من خاطر طفلة فلسطينية دامعة تقف جوار السلك الشائك، ويقول لها: "اذهبى لعودة"... أفخر أننى كنت أقف مع الأستاذ فؤاد مدرس الرسم الفنان العصبى وهو يضيف لهذه اللوحة لمساته الأخيرة.. وسمح لى بلمسة أو اثنتين لأننى كنت موهوبًا فى الرسم.. أذكر رائحة غرفة الرسم.. رائحة نشارة الخشب ورائحة الطلاء الطازج فى العلب المفتوحة.. رائحة الغراء.. رائحة الحياة فى سن العاشرة. فيما بعد انتزع أحدهم تلك اللوحة الجميلة، ونسى الجميع أن الفتاة لم تعد بعد برغم الوعد الذى قدمه الجندى المصرى لها منذ عام 1971 !.. لماذا تذكرت هذا الآن؟

كان هشام هو (الألفا) فى فصلنا.. هذا منصب قيادى يشبه الرئيس. إنه مسؤول عن كل شيء وهو يتقدم صفوفنا فى أى طابور، كما أنه مكلف بأن يراقبنا عندما تنصرف المعلمة وتترك الصف.. هنا يكون عليه أن يقف أمام لوح الكتابة ويدون عليه بالطبشور أسماء الأوغاد الذين يتكلمون. هؤلاء سوف يتم إعدامهم عندما تعود المعلمة. هو كذلك يراقب كراساتنا ويتأكد من أننا أنجزنا الواجبات، وبالطبع لم يكن أحد يتفقد كراساته هو. ساعد هشام على ذلك أنه ضخم الحجم وأن أمه (أبلة هدى) معلمة فى ذات المدرسة. لكن – بصراحة – لم يكن أكثر الناس أمانة فى تعامله معنا.. كان يصفح عمن يرضى عنه وعن حسناوات الصف، بينما يضطهد من ليس من شلته وأنا طبعًا لست منهم.. ومع الوقت تكون لوبى خاص من أصحاب الصفوة أصدقاء هشام

انتظرنى هشام ذات يوم بعد ساعات الدراسة ووجه لى عدة لكمات لم أستطع منعها.. سقطت على التراب فى الفناء، فراح يتسلى بأن يدس وجهى فيه، وأسوأ ما فى الأمر أنه لم يفعل هذا لسبب واضح.. كان يستعرض قوته الغاشمة لا أكثر مصداقًا لعبارة محمد عفيفى العبقرية:ـ
"لماذا تضربني؟"
"لأننى أقوى منك"

لابد أنه كان يوم أربعاء أو خميس.. لا أذكر بالضبط.. فى هذا اليوم اجتمعنا نحن الصبية وحاصرنا (هشام) فى ركن الفناء عند الحمامات. كان غاضبًا هائجًا كنمر مسعور ولم يصدق أننا – الفئران – نتحداه هو، والأسوأ أن ميدو كان فى صفنا.. ميدو الفتى القوى.. الوحيد الذى يمكنه أن يصمد أمام هشام... وكان هشام يفترض أنه من الطبيعى ان يكون ميدو فى صفه ليكونا معًا (نادى الأقوياء). لكن ميدو اختار صفنا ولقن الصبى علقة لا بأس بها.. جعله يركع على الأرض وجعل كل واحد فينا يوجه ضربته.. هيا يا خالد. هات ما عندك.. هيا يا ياسر.. هات ما عندك

يوم السبت جاء هشام دامع العينين متورم الوجه إلى المدرسة وكان أول ما طلبه هو أن يتنازل عن موقعه ك (ألفا) الفصل.. لم يعد يستطيع القيام بهذا الدور بعد الآن

"إذن من يقوم بهذا الدور؟"

كان الاختيار بديهيًا.. ميدو سوف يصير الألفا

لقد بدأ عهد جديد.. أنا سعيد.. لن يضربنى أحد مرة أخرى، لكنى بحاجة إلى القصاص لما نالنى على يد هشام.. ذهبت إلى أبلة هدى وبكل ثقة وبراءة طلبت منها أن تعاقب هشام ابنها... لقد ضربنى بلا سبب ومرغ وجهى فى التراب. بدا لى منطقيًا أن تضرب ابنها.. لابد أن تبرهن لنا على أنها ليست منحازة. بدت مهتمة جدًا وأدهشها أن (هيشو) الوديع المهذب يمكن أن يعمل عملاً قذرًا كهذا.. مش معقول.. ثم وعدت بأنها ستتحقق وتكسر دماغه لو كان مخطئًا

قالوا لى إنه من المستحيل أن تعاقب ابنها، لكنى كنت واثقًا من عدالتها

ترى لماذا تذكرت هذا الآن ؟

صار ميدو هو المشرف على الفصل.. والحقيقة أنه كان سيئًا.. كنا نشعر نحوه بامتنان شديد لدوره فى قهر هشام، لكننا أدركنا أنه يفتقر للكفاءة اللازمة.. وجاء الوقت الذى طلبنا منه فيه أن يترك (الألفا) واخترنا تلميذًا جديدًا اسمه وائل

حاول وائل أن يكون (ألفا) مناسبًا لكن التمرد عليه كان قويًا... هناك تلاميذ كثيرون لم يختاروه، وكانوا يرون أن له شلة خاصة يدللها ويصطفى أفرادها... ومن جديد بدأت الهمهمة.. طلبوا من معلمة الصف أن تستبعد (وائل) لكنها صاحت فيهم :ـ
"مستحيل أن أغير (الألفا) كل بضعة أيام.. هذه فوضى لا أقبل بها"

عدد كبير منهم راح يقنع ميدو أنه هو الأفضل وعليه أن يضرب (وائل) ويرغمه على ترك قيادة الفصل.. كان ميدو مصرًا على ألا يعود.. لقد جرب وكانت تجربة مريرة.. قلت لهم فى دهشة: "ألم تكونوا أنتم من يشكو من زمن ميدو وقلة كفاءته؟.. ألم تطالبوا برحيله طيلة الوقت؟"ـ

لكنهم قالوا إن من يجرب (وائل) لابد أن يحن لأيام ميدو وربما أيام هشام

ترى لماذا أستعيد هذه الذكرى الآن؟

فى هذا الوقت كنت أقصد الأبلة هدى لأسألها عما فعلته بصدد شكواى.. لم تفعل شيئًا بتاتًا.. قالت لي:ـ
"لم ير أحد (هيشو) وهو يضربك.. لا يوجد أى دليل سوى كلامك وقد تكون كذابًا"

ثم لوحت بالعصا فى وجهى واحتقن وجهها:ـ
"لو ثبت لى أنك كذاب فلسوف أسلخك !.. هل فهمت؟"

كيف أثبت أن (هشام) كذاب؟.. كيف أثبت أننى ضحية؟ لا يوجد لدى شهود

وفطنت فى ذعر إلى أن السنة الدراسية انتهت تقريبًا دون أن أتمكن من عقاب هشام.. أبلة هدى برعت فى تطويل الأمر وتمييع التهمة لأن هذا ابنها.. أم هى صادقة لكنها فعلاً تريد دليلاً؟ ومن أين آتى بدليل؟ هل أحرص بعد هذا على أن آتى بكاميرا تصورنى كلما أراد أحدهم أن يضربني؟

جاء يوم دخلت فيه الصف فوجدت أن الواقف أمام لوح الكتابة هو (هشام) !. وجدت اسمى على اللوح باعتبارى أول تلميذ سيُعاقب فى الصف.. جلست لاهثًا جوار صديق لى وسألته:ـ
"ماذا أتى بهذا الوغد هنا؟"

قال لى إن أمه – أبلة هدى - جاءت به للصف وطلبت من المعلمة أن تعيده ليكون (ألفا).. وكان هناك عدد لا باس به من الطلبة رحبوا به لمجرد الخلاص من وائل.. قال كذلك إن المعلمة سوف تعاقبنى بشدة بعد الحصة لأننى افتريت على هشام، ولأننى جرؤت على ضربه يومًا ما عندما كبله ميدو

أما ما حدث بعد هذا فلا أذكره لأنها حكايات تعود إلى سبعينيات القرن الماضى... لماذا تذكرتها الآن؟... لا أعرف بصراحة.. أرجو أن تسامحني وتسامح تصلب شراييني

Saturday, May 11, 2013

زوزانكا - 1


يقع البيت في شارع جايزكالنس. يمكنك أن ترى نهر جاوجا على بُعد أمتار
ليس شارعا بالضبط، بل هو طريق مرصوف بالحجارة الصغيرة على غرار شوارع كثيرة في لاتفيا
المكان والوجوه والجو العام يذكّرك بالحرب العالمية الثانية، حتى تتوقع أن ترى دبابات البانزر الألمانية تبرز لك عند خط الأفق

الوجوه كالحة والابتسامة نادرة؛ هناك جو عام من الخشونة وافتقار لروح الدعابة، لكن لا ننكر أن النساء فاتنات، يخيّل لي أحيانا أن الصورة المثلى للنساء خلقت هنا، ثم ارتحل بعضهن للشرق فاصفرّ لونهن وارتحل بعضهن إلى إفريقيا حيث أحرقت الشمس بشرتهن فاسودت. بعضهن رحلن إلى أوروبا فازددن شحوبا، المهم أن الأنثى الحقيقية الجديرة بالمعاجم تعيش هنا

عند مدخل الدار، يمكنك ساعة الغروب أن ترى العجوز "هيلموت بولوديس" يجلس على كرسيه الهزّاز، وهو يتسلى بالسكين التي يحفر بها قطعة من الخشب. يمكنك أن تدرك من شحوب وجهه أنه لا يخرج كثيرا، الحاجبان الكثّان والعينان الغائرتان

يجلس العجوز يتسلى بالسكين لحفر قطعة من الخشب ـ (رسوم: فواز) ـ

ـ"هيلموت" ليس ودودا على الإطلاق؛ ليس له أصدقاء ولا يرحّب بالزوار، لكنه يصنع نبيذا جيدا في قبو داره، ويبدو أن هذا هو دخله الوحيد
سوف ترى من بعيد زوجته "فانيا" وهي تحمل طبقا مليئا بالحبوب وتتجه إلى الفناء الخلفي لتطعم الدجاج، عجوز تضع على رأسها إيشاربا مزركشا، يمكنك أن تعرف هذا الوجه على الفور

هناك ذلك الشاب الخشن طويل اللحية، اسمه "ألكسيس"، ابن "هيلموت" الأكبر، إنه يقف مستندا إلى الجدار ويدخّن لفافة تبغ خبيثة الرائحة.. لا بد أن لاتفيا لا تنتج تبغا جيدا
الفتى النحيل الذي يحمل طعاما للخنازير في الفناء الخلفي هو "جاتيس" ابنه الأوسط، شاب وسيم كما ترى، ويروق للفتيات كثيرا

هناك فتى مراهق يمشي في الشارع قاصدا شراء خبز، إنه الابن الأصغر "أرتور"، أما الفتاة رائعة الجمال التي تظهر من حين لآخر فهي "ناتاليا" ابنة الرجل

إن الأسرة متماسكة جدا.. الشباب لهم بعض الأصدقاء، لكنهم أميل إلى الانطواء عموما. هذه الأسرة تزرع وتربي معظم طعامها، وعند المساء ربما يذهب اثنان من الإخوة في جولات غامضة ربما قرب النهر، وربما في البنايات الخربة الواقعة على بُعد
لا أحد يعرف من أين يأتي دخل أسرة "هيلموت بولوديس" العجوز، لكنهم كانوا هنا دوما وسوف يبقون

في الحقيقة لا يحب معظم القرويين هذه الأسرة.. السبب هو التطيّر طبعا، لكن القس قال لهم إنه لا ذنب لهؤلاء الأبرياء.. عندما يموت أخو "بولوديس" العجوز عم الأولاد.. بعد أيام حدث فيضان واضطر الناس إلى فتح المقابر لإخراج التوابيت، ما حدث هو أنهم وجدوا جثة العم وقد فتحت ساقها، هناك قدم تستقر في ركن التابوت.. هم يعرفون يقينا أنهم لم يدفنوها بهذا الشكل

القرويون تذكروا خرافاتهم وتذكروا أن العم كان السابع في سلسلة إخوته الذكور.. وهكذا ازدادوا قلقا فلم يطمئنوا إلا عندما وضعوا قطعتين من الفضة على عيني الميت وحشوا فمه بالثوم

المشكلة في هذه البلدان أن الصراع بين الكاثوليكية والأرثودكسية كان عنيفا، وهنا برزت مشكلة الجثث التي لا تتعفن تحت الثلج.. أتباع أحد المذاهب زعم أن الجثث لم تتعفن لأن أصحابها قديسون.. المذهب الآخر زعم أنهم لم يتعفنوا لأنهم مصاصو دماء

لكننا لسنا في زمن حرق الساحرات، لهذا لم يحدث شيء للأسرة.. لم يصل الخبل بأحد أن يفترض أنهم مصاصو دماء، لكن كان هناك جو من عدم الاستلطاف

لنفس السبب لم يتقدم أي شاب للحسناء "ناتاليا".. لا أحد يريد التورط بدخول هذه الأسرة. بالطبع حاول الكثير من الشبان أن يعبثوا، لكنهم تلقوا علقة ساخنة من أخيها الخشن ألكسيس، إنه يمسك بالشاب فيجندله ويحلق أهدابه وحاجبيه.. يمكنك عند الصباح أن تدرك أن هذا شاب تحرّش بـ"ناتاليا"ـ

هكذا تمضي الحياة بلا تغيّرات
إلى أن ظهرت "زوزانكا"ـ
ـ"زوزانكا" اسم محبب في لاتفيا كما لا بد أنك تعرف، وهو تنويع على اسم "سوزانا".. كان الجميع يعجبون بـ"زوزانكا"ـ

هي فتاة رقيقة لعوب قليلا وشديدة الذكاء. إن أمها فخورة بها لكنها قلقة عليها من دون جوانات البلدة، ولكن "زوزانكا" يقود خطاها غرور الصبا، وتعتقد أنها قادرة على أي خطر وأي شخص

الكل يحب "زوزانكا" ويتودد إليها، خصوصا عندما تمشي في سوق السمك متبخترة، وتسمع موسيقى تنبعث من مذياع ما فتأتي بحركات راقصة خفيفة رشيقة.. عندها يجن الشباب
ـ"زوزانكا" صاحبة العينين العميقتين
ـ"زوزانكا" ذات القدمين الدقيقتين

غرور الصبا والثقة بالنفس يقودانها، لهذا في تلك الليلة السوداء عادت من عند صديقتها "ليلى إزرجاليس" في ساعة متأخرة، ولأنها مغرورة فضّلت أن تمشي عبر الغابة التي تقع خلف البنايات، وهي منطقة لا يجرؤ شاب على المضي فيها ليلا

لا تعرف متى ولا كيف شعرت بأن هناك من يقفو أثرها؛ جدّت في المشي، ثم أدركت أن شابين يتبعانها في إصرار، التفتت للخلف فرأت الشابين "أندريه" و"ميخيلس".. هما معجبان بها جدا وقد أدركت أن وجودهما هنا في الظلام ليس بريئا

أطلقت بعض السُباب، والسُباب صار صراخا، ثم استغاثة صريحة، وقد أدركت ما ينويان.. خارت قواها، لقد تصرفت بحماقة فعلا؛ إنهما ثملان تماما

أطلقت "زوزانكا" بعض السُباب عندما رأت الشابين ـ (رسوم: فواز) ـ

المشكلة في هذا الظلام أنك لا ترى شيئا تقريبا، وهم بعيدون عن أسماع الناس
لا تعرف متى ولا كيف وجدت الشاب الأول يطير في الهواء، ارتطم ببعض الأشجار ثم سقط. ثم رأت الشاب الثاني يرتفع من عنقه ليسنده حامله إلى جذع شجرة، وكان الشاب مذعورا توشك عيناه على مغادرة المحجرين

سمعت الفتى يقول في الظلام:ـ
ـ أنزلني يا "جاتيس"؛ أنا أختنق
ثم سمعت صوت "جاتيس" الشاب ابن "هيلموت" الأوسط يقول:ـ
ـ بوسعي أن أفتك بك يا وغد ولن أدفع لك دية

ثم تركه يسقط أرضا ووجّه له ركلة أخيرة
لم تصدق ما حدث ولا المعجزة التي أنقذتها. بالنسبة إليها كادت ترى لـ"جاتيس" جناحي ملاك.. ولا تعرف كيف تركت يدها الصغيرة تنام كعصفور صغير في كفه وهو يقودها خارج تلك الغابة، إلى حيث بيتها

كانت هذه هي البذرة الأولى التي زرعت الحب في قلب "زوزانكا"ـ
لم تستطع قط أن تنسى هذه الليلة، وكيف حط كالنسر على الفأرين اللذين تحرّشا بها
لم تسأل نفسها عن سبب وجوده في الغابة في تلك الليلة.. لم تسأل نفسها عن الكيفية التي رأى بها في الظلام الدامس ولا كيف سمع صرختها.. لم تسأل نفسها عن القوة الكاسحة التي قهر بها شابين ضخمين
كان على "زوزانكا" أن تتعلم الكثير

.......

يُتبع

هكذا تكلم الجوقي

بوابة الشباب - أبريل 2013

السريالية أسلوب فني غريب ابتكره مجموعة من الفنانين والرسامين في القرن العشرين، وقد كان الفنان أندريه بريتون هو مؤسس هذا الاتجاه، وهو الذي ابتكر اسم (دادية)  للتعبير عنه .. الفكرة أنهم طلبوا منه أن يسمي هذا الاتجاه الفني، فراح يقلب في قاموس بحثأ عن أول اسم يجده .. وقعت عيناه على حصان خشبي (دادا) فأعلن أن المذهب هو (الدادية)ـ

أندريه بريتون قائد الحركة السريالية

هناك كلام كثير عن السريالية، وما إذا كانت فنًا بالفعل أم مجرد علاج نفسي مرضي، أم تعمدًا للغرابة.  لهذا يعتبر البعض سلفادور دالي عبقريًا ويعتبره البعض مجرد نصاب يعشق الدولارات (أفيدا دولارا).  ليس هذا موضوعنا على كل حال

سلفادور دالي
سلفادور دالي

ما يحدث اليوم هو أننا نقابل عملاً سرياليًا من الطراز الأول على شبكة الإنترنت ..  صديق عزيز لي وجد هذا الموقع وأرسل يطلب رأيي، فأصابتني دهشة بالغة

هذا شخص يتكلم في إحدى غرف البال توك .. لا يتكلم مع أحد ولا يستجيب لأحد، إنما هو مستمر في كتابة كلام عجيب على غرار:ـ
ـ"آل بوجاج يتعمد الجلوس في نزل مهجور قريب من ساحة الجردل .. ليباغت الصلصيلة إذا عادت من مطبطب الجراح القيلوني .. تكت كت"ـ
هذا كلامه حرفيًا وبلا تدخل مني .. أقسم بالله
ـ"آلان جوبت المنفي ظهور يد الباقوق مرة أخرى .. من أسفل مدرسة الكونغ فو وظهور شهود عيان يقولون إن الصلصيلة كانت ترتاد هذه المدرسة.. تكت كت"ـ
الرجل يكتب هذا الكلام بلا توقف .. وكل مقطع ينتهي بعبارة (تكت كت). كأنها إشارات مورس

قلت لصديقي إن الكلام غير المترابط يذكرني بنتائج برامج الترجمة العربية.  حكيت من قبل عن مجلة أطفال شهيرة نشرت ترجمة مسلسلة لرواية (المفتاح السري للكون) التي كتبها أعجوبة العصر (ستيفن هوكنج)، هكذا ابتعت المجلة في حماس ممنيًا عقلي بمتعة لا توصف ..يا فرحة ما تمت ! .. الترجمة التي نشرت على ثلاث صفحات مستحيلة الفهم، وسوف أنقل لك مقطعًا منها بالحرف الواحد:ـ

ـ"الأولاد يسمونه جريبر الزحاف
Greeper the Creeper
وذلك لعادته الخفية بالظهور دون انذار في الأركان القصية بالمدرسة لن يسمع الا صرير خافت لحذاء سميك النعل ورائحة باهتة لتبغ قديم وقبل أن يدرك أحد يكون جريبر قد نال من أي خطة سرية تدبر للأذى. وهو
Creeper
تعني الزحاف والكلمتان جريبر وكريبر فيهما سبح يفرك في جذل يديه الخشنتين بندوبهما لا يعرف أحد كيف توصل إلى أن يغطي كلتا يديه بآثار قشور حمراء ذات قشور تبدو أليمة وما من أحد لديه الجرأة ليسأله عن ذلك"ـ

قشور حمراء ذات قشور ؟.. يا نهار اسود !..  فاهم حاجة ؟.. هذه الترجمة تمت بأحد برامج الترجمة مثل (الوافي) وتم لصقها كما هي دون إعادة قراءة النص أو وضع نقطة أو فاصلة توحد الله.  كلنا نعرف عربية برامج الترجمة هذه .. أحدها قام بترجمة
USB
وهو الموصل المتسلسل العام - إلى (الولايات المتحدة ب) وهو ما أثار سخرية مجلة (بي سي) التي حذرتنا من أن الولايات المتحدة (ب) أخطر بمراحل من الولايات المتحدة (أ) التي نعرفها

كل هذا جميل، غير أنني أخذت بعض المقاطع التي يمكن البحث عنها من كلام الأخ الغامض.. ترجمتها للإنجليزية ووضعتها في محرك جوجل .. لا نتيجة .. هذه العبارات الغريبة ليست ترجمة لعمل أدبي معروف

والآن تابع معي ما يقوله هذا الرجل الذي يطلق على نفسه اسم (وحش):ـ

ـ" خبير الثروات الصابوني يعّد مائدة ضخمه للذين نجحوا في اختبار المصفوفة  المختزلة في ساحة الجردل، والصلصيله تعود من منطقة ارض السخط تحمل معها  حجاره لتهديد الخبير الصابوني"ـ
هناك خطة عامة للكلام ومصطلحات تتردد
هناك قصة يمكنك أن تستخرج خطوطها .. واضح أن الصلصيلة هذه وحش يقوم ببطولة كل القصص.. ما فهمته أنا من الفقرة السابقة هو: "  هناك بلد اسمه ساحة الجردل  يحكمه خبير الثروات الصابوني.. أرسلوا رسولاً منهم  اسمه الصلصيلة لأرض السخط ليتجسس لكنهم جندوه هناك وعاد لاغتيال خبير الثروات  الصابوني .. السلاح المستخدم هو الحجارة ..سيتم الاغتيال أثناء احتفال سنوي  كبير يقيمه الخبير الصابوني لمن ينجحون في الاختبار المعقد الذي يعقده لهم .. اختبار اسمه المصفوفة المختزلة.."ـ

كانت المواجهة كارثية كما يحكي لنا الأخ وحش:ـ
ـ"عدد الناجحين الذين سقطوا اثناء رمي الصلصيله حجارتها بالعشرات، وصاحب الطلّه الفقيه قطب يضع يده اسفل الحجاره لإبعادها عن الجرحى الناجحين   تكت كت"ـ
هنا ظهرت شخصية جديدة هي الفقيه قطب

وهكذا تمتد هذه العبارات العجيبة لتملأ صفحات وصفحات
الصورة تتضح ويمكنك رسم لوحة

هناك كذلك مشهد ملحمي جدير بالأساطير الإغريقية: " آل بوجاج يسارع إلى حائط الباوريني ليقوم ليختم يومه بطباعة يده شمال الحائط، وفتاه ترمي بفلذّة كبدها إلى فوهة اختارون التي اعدّتها الصلصيله حينما كانت تقضي وقتها وحيده"ـ
لا تنكر أن هناك نوعًا من الانتظام الروائي الواضح .. هناك شخصيات تتكرر .. ما هي الصلصيلة ؟.. ما موضوع آل بوجاج هؤلاء؟..  ما هو اختبار المصفوفة المختزلة ؟... لماذا يكون المسئول عنه هو خبير الثروات الصابوني ؟ .. ثم أن هناك نوعًا معينًا من الجاذبية والسحر في هذا الكلام .. يفتح ثغرة لا شك فيها في عالم الخيال تنفذ منها أنت

رحت مع صديقي نناقش هذا الذي رأيناه .. من الواضح من الأسلوب والكتابة أنه ليس مصريًا .. على الأرجح هو خليجي لأن معظم المقاطع التي يختارها من دراما خليجية. كانت لدينا عدة احتمالات:ـ

ـ1ـ  هذا رجل يمزح ... لكن الاحتمال بدا صعبًا وبعيدًا.  هناك حدود للمزاح بعدها يتعب المرء أو يمل وينفجر ضاحكًا. لكن هذا (الوحش) لا يمل أبدًا .. يمكن أن يستمر في حكاياته للأبد، والمزاح لا يكون بهذا التعقيد أبدًا

ـ2ـ  هذه ترجمة رديئة لقصة عالمية .. كما قلت يصعب أن توجد رواية كهذه .. دعك من أن البحث عن معظم المصطلحات لم يجد أي شيء

ـ3ـ  هذه شفرة ما ..  أذكر أيام المقاومة الفلسطينية في أوجها أن كانت منظمة فتح تذيع تعليماتها الشفرية إلى رجالها في الأرض المحتلة عن طريق إذاعة صوت فتح، وكنت تسمع عبارات غريبة جدًا مثل  (الويسكي في الطريق ... واصلوا الرقص .. الله معكم).. وطبعًا يسهل أن تدرك أن معناها (الذخيرة في الطريق .. اصمدوا .. الله معكم).. هذه الشفرة بالذات استخدمت كثيرًا في السخرية من فتح أيام كامب ديفيد التي قسمت الأمة، وقال كثيرون أنها ليست شفرة على الإطلاق بل معناها حرفي

إذن الأخ وحش يكتب عبارات شفرية لمنظمات إرهابية ما .. ربما كان هذا احتمالاً صحيحًا، لكن إرسال التعليمات يمكن أن يتم باختصار أكبر

ـ4ـ الأخ وحش مجنون تمامًا .. رأسه مفعم بصور وخيالات وعلاقات معقدة يعبر عنها على الورق

ـ5ـ نفس الاحتمال ينطبق على فكرة  النيولوجيزم .. ابتكار لغة جديدة يجدها هو مترابطة تمامُا ومفهومة، بينما لا أحد يفهم. أذكر مريض السكيزوفرنيا الذي رأيناه في الكلية وكان لا يكف عن تكرار عبارة : "مفتاش عادت شيت وبيروح لوحده" .. وكان يرى هذا الكلام منطقيًا متماسكًا.   يمكنك أن تدرك أنه يتكلم عن شيء (بيروح لوحده) لكن هذا كل شيء

ـ6ـ الأخ وحش كائن مريخي تخلى عنه قومه على طريقة إي تي، وهو يحاول الاتصال بهم بالشفرة كي يأتوا ويأخذوه إلى كوكبهم ثانية.. لماذا يكرر عبارة (تكت تك) في نهاية كل مقطع ؟ ألا يشبه هذا طريقة (روجر) أو (حول) في مصر ؟

ـ7ـ  الأخ فنان سريالي بارع .. هذه نقطة أعترف بها، وأعترف أنه خلق بالضبط لامنطقية الكوالبيس مع عالم متشابك معقد يذكرك بالأحلام، وبرغم هذا أنت شغوف برؤية المزيد منه

المشكلة في هذه الاحتمالات كلها أن كلاً منها لا يريحك تمامًا .. كل احتمال لا يصمد للأسئلة طويلاً

الاكتشاف الجديد الذي وجده صاحبي، هو أن للرجل حسابًا على تويتر .. وهو يكتب التويتات بلا توقف. يطلق على نفسه اسم حنضل بن ربيعة الجوقي،  ويضع صورة مضحكة زائفة لنفسه
ترى ما نوع التويتات التي يمكن أن يكتبها الجوقي؟... هل تنتمي لنفس العالم؟
تعال نقرأ بعضها معًا وثق أنني لا أمزح ولم أتدخل في حرف واحد:ـ

ـ"يسعد القلب حينما يرى الأورده تفسح مجالاً لشخص ما يريد الهيمنه به ليصوغ لنفسه عبقًا نادرًا ينجلي في مساحة أزهيت خصيصاً لكِ وحدكِ ياخبيرة المصفوفه"ـ

ـ" عالمٌ به الكثير من اشكال الحياة التي لطالما شاهدتها وتعوّدت عيناك على رؤيتها ولكن! سوف تندهش حينما تشاهد صخور الاور التي تسكنها الصلصيله!"ـ

ـ"يجب  أن تنظر حولك ولاتحاول استفزاز الصلصيله بطريقة نظرك إليها وإلا سوف تتوه في متاهات لا حصر لها . بادر إلى معرفة نفسك الان"ـ

يبدو أن هذه الصلصيلة قوية جدًا وتنغص حياته فعلاً

ـ"يتوه المرء احياناً في أفكاره الجليه تاره وتاره أخرى يتذكر بأنه مجرد أن يفكر بها سوف يبادر إلى وضع كل خياراته التي لديه للنيل من غضب الصلصيله"ـ

ـ" سوف نبحر إلى أرض زهور الكاث كبيرة الأوراق كي نتوه أنا وأنتِ بعيدين عن أنظار الخلائق.. سوف نغدو طائرين بلا أجنحه سوف نأكل العنّاب الحمضي"ـ
لمسة شاعرية أكيدة تتسلل إلى العبارات الأخيرة ..أنا شخصيا لا أمانع في الرحيل مع حبيبتي إلى أرض زهور الكاث كبيرة الأوراق ، وبالتأكيد يمكن أن أتعلم أكل العناب الحمضي

ـ"ضعي الصيصان الملوّنه في يدي أنا سوف أوصلها إلى أرض كوسوفا لكي ترعى هناك بعيداً عن أعين الناس "ـ

ـ"يقول العالم الكبير خرخس سراتون: حينما ينبغي رشق شجيرات العناب يجب النظر إلى سيقانها البطنيه تحسباً قبل الودأ . فيصبح العناب جوت الفم بالخطأ"ـ

ـ"أخبرني صديقي بأنه مصاب بمتلازمة كلاينفلتر وأنه يشعر باليأس ويريد أن يمحور ذاته بواسطتي وقلت له: بادر إلى خداع ذاتك الان وبدأ بالبكاء كالطفل"ـ

ـ" هل هذه سهام الهنود الحمر أخذتها عنوه وهم يزرعون التبغ ؟؟ ماذا تفعلين هل أنت بكامل قواك العقليه لكي تقومي بهذا العمل المشين؟ أعيدي السهام"ـ

ـ"نظرت بالخطأ إلى دولاب كان يضم الكثير من الثياب الرثّه التي أكلها الدهر! وخرج لي من جويت الدولاب شيء أشبه بالعنكب أو السرطعون لا اذكر ماهو!"ـ
السرطعون  هو الكابوريا . وهذا يدل بلا مناقشة على أن الأخ غير مصري

ـ"ملء البطون يؤدي إلى تشقق الأربطة الصليبيه وصومعتها مما يسرّع إعادة فرز صناديق الاقتراع أسفل البطن فيصبح الشريان الأبهر البطني ممغنطًا"ـ

ـ"لقد أستمتعت كثيراً حينما شاهدت أُنثى الأسد تضع بيضها أمام عيني! حقاً هذا المشهد لن يتكرر ووددت لو رأيت البيضه تفقس! لكن للأسف لا أعلم .عفواً"ـ

ـ"يااه شيء جميل حينما ارتدي معطفي المملوء بالألوان الاقحوانيه وحبات النمص منتشره على جسدي مشكّله نوعاً نادراً وكأنني حائط فسيفساء في معبد قديم"ـ

ـ"غضبت حينما قال لي صديقي بِأنه ذاهب إلى وادي المرج الجارف فقلت له لماذا تذهب وتتركني وحيداً وهمس لي : اريد أن اجلب بعضاً من الحشائش النفيسة"ـ

ما رأيك ؟
لو كان الأخ الجوقي أو (وحش) يكتب فنًا سرياليًا، فهو عبقري .  هذا إبداع حقيقي.  خاصة لو كان يعرف كيف يذهب لنهر الجنون .. يسبح فيه ثم يعود دون أن يجن. أما لو كان مجنونًا فقط - وهو احتمال عال جدًا -  فإنني أدعو له بالشفاء العاجل

لكن القصة كلها غامضة ومخيفة، وفيها ظل نفسي مروع.  لهذا أعتقد أنني سأدخل لفراشي ورأسي مفعم بالأسئلة .. وعندما أدخل سنة النوم سوف تطاردني الرؤى .. سوف أرى آل بوجاج و الصلصيلة المرعبة .. وماذا عن يد الباقوق؟

بيني وبينك .... أنا خائف

Wednesday, May 8, 2013

أربعة مواضيع



ـ1ـ برغم الاختلاف: كنت أطالع مجموعة من مقالات إبراهيم عيسى مؤخرًا، عندما خطر لى أننى أختلف معه كثيرًا لكنى أحترمه فعلاً. سوف أذكر دائمًا أنه فى الوقت الذى ابتلع الجميع فيه ألسنتهم حذرًا، فإن إبراهيم عيسى وعلاء الأسوانى وعبد الحميد قنديل وبلال فضل وعمرو سليم.. و..و.. تجاسروا على انتقاد مبارك بشراسة فى ذروة سطوته وبطشه. تكلموا عن التوريث وأكدوا أنهم لن يقبلوه. بلال فضل مثلاً هاجم مبارك وألهبه بسخريته لفترة طويلة جدًا، حتى أننى توقعت أنه سيلقى عقابه على طريقة عقاب قنديل أو ما هو أسوأ. كل هؤلاء تكلموا بلا خوف عندما كان للكلام ثمن باهظ، ولهذا أرى أن من حقهم أن يتكلموا كما يريدون اليوم ومهما اختلفت معهم. إنهم قدموا الدليل القوى على شجاعتهم

ما يضايقنى فعلاً هو حالة الشجاعة الزائفة التى ظهرت على الجميع خاصة من كانوا صامتين فى عصر مبارك. الكل صار ساخرًا وجريئًا جدًا. هناك من كان صامتًا تمامًا وهناك من كان منافقًا بالثلث، وهناك من تزعم مدرسة (طباخ الرئيس) مثل صحفى شهير عالى الصوت يرأس تحرير مجلة أسبوعية، وكانت طريقته فى النقد دومًا هي: «الحكومة فاشلة تتسبب فى تعطيل قرارات الرئيس مبارك وحكمته». وكانت هذه الطريقة تقنع رجل الشارع البسيط أن هذا رجل شريف شجاع لا يخشى فى الحق لومة لائم. اليوم هو معارض جريء يطالب الجيش بالاستيلاء على السلطة وسحق الإخوان. وهذا يقودنا للنقطة الثانية

ـ2ـ هذه مقاطع من مقال قديم لى نشر فى جريدة الدستور قبل اغتيالها، وكان هذا أيام مبارك. هذا المقال يتحدث عن القمح وعن نورمان بورلوج أبى الثورة الخضراء الذى استطاع أن يطور سلالات جديدة من القمح عالى الإنتاجية مقاوم للأمراض. يقول المقال: "ما تزال مصر هى أكبر مشتر للقمح فى العالم، وتعتمد على منطقة البحر الأسود لتدبير 63% من قمحها، وتسعى لاستيراد ستة ملايين طن. يقول وزير التجارة المصرى رشيد محمد رشيد إن مخزون مصر من القمح يكفى لأربعة أشهر. دائمًا مشكلة القمح ومنذ كنت فى المدرسة الابتدائية.. خطر القمح.. خطر القمح... سلاح الضغط الدائم على مصر والبعبع الذى يخبئونه لوقت الحاجة. الأزمة الراهنة رفعت بقوة فاتورة استيراد القمح. تقول الإيكونوميست فى مقالها الرهيب: « إذا وافقنا على التفسير القدرى للأزمات، يجب أن يحظى النظام المصرى بالكثير من سوء الطالع ليمكنه الجمع بين أزمات القمح واشتعال أسعار السلع الأساسية وتهديد مياه النيل وتفشى التهاب الكبد وانقطاع التيار الكهربائى وأزمة المرور وحوادث القطارات إلى آخر مسلسل الأزمات التى أصبح من الصعب إحصاؤها». يصعب القول إن أزمات القمح عارضة بل هى قديمة وتعرفها الحكومات المصرية جيدًا. الحكومة تعد بأن الرغيف المدعم لن يرتفع سعره وستتحمل هى الفارق.. ومن أين ستتحمله؟.. من أموال المعاشات أم عن طريق ضرائب جديدة؟.. سياسة (من دقنه وافتله) هذه لم تعد تناسب العصر ولا أى عصر.. الجزار الذى يقطع أصابعه ليكمل الميزان.... لقد فهم المصرى العادى الحقيقة منذ زمن بعيد. فهم أن من مهام الحكومة الأساسية ألا تصير مصر بلدًا مكتفيًا فى زراعة القمح أبدًا. أى أن اعتمادنا على الغرب فى الحصول على رغيف الخبز هدف استراتيجى لكل الحكومات المتعاقبة. ولعل هذه أنجح وأكفأ مهمة قامت بها الحكومات فى تاريخها.. لا تصطادوا أبدًا بل اشتروا السمك الذى تريدونه..."ـ

لماذا تذكرت هذا المقال؟.. لأن مصر توشك على الاكتفاء بما تزرعه من قمح لأول مرة فى تاريخها، لكن الفضائيات لا تذكر هذا أبدًا ولا أحد يكتب عنه. وهذا يقودنا إلى النقطة الثالثة

ـ3ـ المعارضة ضرورية جدًا: ونظام الحكم الحالى مليء بالعيوب. لكن العدل هو أن ترى المزايا كما ترى العيوب، وتمتدح المحاسن وتنتقد المثالب. لا أفهم طريقة التعامل مع الأطراف كـ
package
هذه. لكن بعض أطراف المعارضة تلبس نظارة سوداء لا ترى سوى السواد.. عندهم بقعة عمياء لا شك فيها. مثلاً من الجلى أن الحكومة عجزت عن حل مشكلة الأمن ومشكلة السولار ومشكلة انخفاض سعر الجنيه، وقراراتها متخبطة وقبضتها على البلاد واهية، لكن لا تنكر كذلك أن انقطاع الكهرباء صار نادرًا، وأن هناك تقدمًا فى مجال إنتاج القمح كما سبق، وأننا أنتجنا التابلت المصرى وأن هناك استثمارات لا شك فيها فى منطقة القناة.. يرد المعارضون بأن زراعة القمح تستهلك مياه النيل وتكلفنا أكثر من استيراده، وأن التابلت لا قيمة له لأن مكوناته غير مصرية وصناعته رديئة أكيد، حتى صارت قضية الساعة هى وقف زراعة القمح فى مصر، والخلاصة هي: لا تحاولوا ولا تبدءوا أبدًا فالنجاح مستحيل.. يقول الكاتب الشريف وائل قنديل: "ومن معايير الوطنية الجديدة الفاسدة أن تكون عنصرا نشطًا فى «مشتمة» مفتوحة على مدى 24 ساعة يوميا، أما الثورى النموذجى بالمعايير ذاتها فهو من يشتم رئيس الجمهورية قبل الأكل وبعده بفاحش العبارات، ويتهم كل من يؤيد الحوار بالكلمات وليس اللكمات بـ «التأخون» و«الأخونة»، ويعتبر كل المعترضين على المحرقة السياسية والأخلاقية المنصوبة قطيعًا من «الخرفان».. ويحرض الجيش على الانقلاب، وإذا رفضت المؤسسة العسكرية هذه الدعوات المجنونة لإشعال الجحيم فإنها تصبح فى دائرة الاتهام، وتأخذ نصيبها من السخائم والشتائم........... طبيعى والأمر على هذا النحو المخجل أن تقرأ تعليقا فى صحيفة ثورية (بمعايير الثورية المستحدثة) يقول فيه نصًا: «نفسى إسرائيل تقوم تدك غزة بالصواريخ علشان يكونوا عبرة عاللى عملوه فى مصر بمعاونة الخرفان»". بحثت فى النت فلم أجد هذا التعليق وإنما وجدت الكلام عنه، لكن لو كان صحيحًا فهذا مخيف... بصراحة الموضوع دخل فى دائرة القلق على عقلية هذه الأطراف.. وقد رأينا من القضاء من يطالب أمريكا بالتدخل، ومن يدعو الجيش لانقلاب عسكرى (متى نسوا يسقط يسقط حكم العسكر؟)، ومن يطالب بإقالة وزير التموين لأنه ناجح، كما رأينا قطر وغزة تتحولان لعدوين لدودين... ماذا يحدث بالضبط؟.. وإلى أى درجة بلغت الكراهية؟ ومن الذى يدمر مصر حقًا؟

ـ4ـ اعتذار ضروري: يجب أن أقدمه للإخوة الصوماليين، وللكاتبة الصومالية الشابة (سعدية عبد الله) التى كتبت مقالاً ترد فيه على فقرة ذكرتها فى مقالى السابق أقول فيها: « أذكر أيام مأساة البوسنة والهيرسك أن شاعت مقولة (استر أختًا مسلمة من البوسنة)... فما أسهل هذه التضحية إذ تتزوج حورية أوروبية بارعة الحسن وتأخذ ثوابًا، وقد تحمس كثيرون لهذه الدعوة، فلما قلنا لهم: (استروا أختًا صومالية) فر الجميع بجلدهم !». أحفظتها هذه العبارة وردّت عليها بمقال بليغ، مهذب لكنه حازم، وكنت أتمنى أن أنشره لكنه سيأخذ كل المساحة الأسبوعية الوحيدة التى أتكلم فيها، ومن ضمن ما قالته: "ما الذى يعرفه العرب عن الصوماليات لكى يتخذوهن مثلاً للقبح أو فى أفضل الأحوال لانعدام الجمال؟، لاشيء على الأرجح.. وهو تحديداً السبب الوحيد الذى جعل فكرة التشبيه منتشرة بكثرة فحين لا تعرف الشيء تُعمل خيالك فى رسم صورة له تتناسب مع مقاييسك الخاصة البعيدة عن الواقع..... الصومال التى لا تعرفونها ياسادة تنتظر أن تتعرفوا عليها بصدق". مع المقال نشرت صورة لها تخبرنا باختصار أنها جميلة جدًا جدًا

أنا مدين بالاعتذار للكاتبة الباسلة ولكل الصوماليات الجميلات، فهى تعرف أننى كنت أتحدث أساسًا عن المعايير المزدوجة لدى الناس وليس عن قبح الصوماليات غير الصحيح أصلاً، وخاننى التعبير لا أكثر. هى نفسها قالت إننى أسأت لهن عن دون قصد، ثم أنها - كما هو واضح - لم تقرأ سلسلة سافارى التى أكتبها للشباب منذ عشر سنوات ونيف، بنيت فيها صرحًا للجمال الأفريقى الأسمر، ولم أكف عن تكرار فكرة (الأسمر جميل).. قرائى يعرفون هذا، وقد سألنى كثيرون عن سبب امتداحى الدائم للسمرة إلى درجة العنصرية المضادة أحيانًا. هكذا يمكن القول إن تهمة الثرثرة قد وجهت لشخص أخرس، أو تهمة التلصص قد وجهت لشخص كفيف، وبرغم هذا أعتذر بشدة، وأنتظر مقالها التالى الذى تقبل فيه هذا الاعتذار

صدیقي

كتبها د أحمد وعمره 22 عاما


لأني لست مثل الناس
في حزني وفي مرحي
أتیت إلیك دون الناس
أطوي في یدي جرحي

*******

ولا تسأل لماذا أنت
في الأحزان أختارُ ؟
أولي عنك في مرحي
وأرجع حین أنھارُ ؟

*******

ولا تسأل علام الحزن
لا تسأل .. فلا جدوى
ولو أني عرفت الرد
ما صارحتك النجوى

*******

شعرت بوحدة رعناء
تسري في شراییني
وخوف ماله معنى
یجوب النفس .. یغزوني

*******

أجوب الدرب كالمأفون
أقتات الدجى وحدي
وأقرع كافة الأبواب
سحقًا !!.. لست أستجدي

*******

إذا بالكل
– كالأوھام –
في الآفاق قد ذھبوا
فلا یبقى سواك الیوم
یصغي حین أنتحبُ

*******

تعال إلي حدثني
ومازحنى لكي أنسى
نكاتك تقتل الأحزان
تحفر للردى رمسا

*******

تحدث عن ھراء الكون
في حب وإطراءِ
فأنت جنین ھذا الكون
لا من عالمي النائي

*******

تكلم دونما حرج
ولا تُعنى بألفاظك
فما من أجل سحر اللفظ
تعشق مھجتي بابك

*******

وناولني إذا أحببت
بعض لفائف التبغِ
سأسعل مثلما الأطفال
فاضحك !.. ذاك ما أبغي

*******

أرید الیوم أن أجتث
كل براثن الماضي
سأترك معول النسیان
كي یعنى بأنقاضي

*******

لأني لست مثل الناس
في قولي وفي فكري
أتیتك باحثًا عني
وعن بیتین من شعري


أحمد خالد توفیق
1984