عرفت (عادل) في الكلية شابًا طيب القلب وديعًا، أقرب لكتلة من العواطف المشتعلة التي غطوها بقشرة. إنه من الطراز الذي يحمل قلبه على يده ويحب بسهولة جدًا، و(يندلق) كما نقول في العامية. ظهرت لمياء في الدفعة كشمس واهجه حارقة. تلبس أحدث الموضات الباريسية وتضع أغلى العطور، ومن المعروف أنها من أسرة غنية جدًا تملك نصف المدينة.
قرر عادل المسكين أن يقع في الحب. هو من أسرة متوسطة الحال مكافحة تقطن في قرية جوار محافظتي. وقد حرص على أن يرتدي البول أوفر البرتقالي الذي يدخره للمناسبات الشامخة وأن يمشط شعره للوراء، كما حرص على أن يضع بعض العطر الذي ابتاعه بالجرام من كشك حمزة كلما ذهب للكلية. لكن لمياء لم تشعر به ولم تر ما طرأ عليه من تغيرات، ولم تر نظراته الحانية أو تشم رائحته.