قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Wednesday, July 29, 2009

نعم أنا مصطاف وعندي لوعة

الدستور - 28 يوليو 2009

عمرو عبد الله دلش -  The Venice of Egypt

كان أبي، يرحمه الله، يحمل للاصطياف ألف همّ، ويبدو أنني ورثت عنه هذا الاعتقاد حتى لو نحينا الأسباب الاقتصادية جانبًا.. إن الاصطياف عبء نفسي ومعنوي وجسدي لا يمكن تحمله.

لم أذهب إلى الإسكندرية هذا الصيف، لكن بعض أعمالي أرغمتني على أن أكون هناك في شهر يوليو، فمشيت وسط زحام مروع.. الرطوبة عالية جدًا.. حرارة الأنفاس تذيب نسيج ثيابي الصناعي.. لا توجد نسمة هواء.. لا يوجد موطئ قدم، حتى إنني جرؤت على أن أقارن هذا المشهد بميدان رمسيس ساعة الذروة، وكانت المقارنة – يا للعجب – في صالح ميدان رمسيس.

إسكندرية حارة جدًا.. حقيقة غريبة لكنها حقيقة.

Wednesday, July 22, 2009

سبوتنيك والجودة

الدستور - 21 يوليو 2009

Sputnik 1 - Wikipedia

منذ أيام عرضت إحدي الفضائيات فيلما اسمه (سماء أكتوبر) من إنتاج عام 1999، يحكي قصة حقيقية عن ابن عامل المناجم الأمريكي (هومير هيكام) الذي فوجئ بإطلاق السوفييت للصاروخ (سبوتنيك)، ومن ثم قرر أن يكرس حياته لدراسة علم الصواريخ وصار من علماء ناسا.

بصرف النظر عن قصة الفيلم، فالخلفية المهمة له هي ما عرفت باسم (أزمة سبوتنيك) إنها الصفعة التي تلقاها الأمريكان عندما حسبوا أنهم ملكوا كل شيء وعرفوا كل شيء، ليفاجأوا بأن السوفييت سبقوهم إلي الفضاء. كان هذا في الرابع .. من أكتوبر عام 1957.

لقد نجح السوفييت بينما فشلت أول تجربتين للأمريكان في الوصول للفضاء، وقال أحد أعضاء الكونجرس: «لقد افتضحت ادعاءاتنا وظننا أن طريقة الحياة الأمريكية هي سبب التفوق الأمريكي». المشكلة كذلك - في ذروة الحرب الباردة - أن من يرسل أقمارا صناعية للفضاء قادر علي إرسال أشياء أخري.. قذائف نووية مثلاً.

هناك شيء خطأ.. نظامنا التربوي ينتج أغبياء لا يقدرون علي غزو الفضاء.

Monday, July 20, 2009

المتذاكيات

الاتحاد - 20 يوليو 2009

howtodrawdat.com

منذ نعومة أظفاري أعرف هؤلاء المتذاكين، الذين يرون ويفهمون ما لا نراه نحن.. الفتيات من أهم أعضاء نادي المتذاكين، وأعتقد أن للمجلات النسائية دوراً في هذا.. فالفتاة تمضي وقتها في قراءة تلك المجلات، وتكون ثقافتها من معلومات على غرار: «عالمة أميركية تؤكد أن الرجل الذي يعبث في أذنه كثيراً بخيل».. «الرجل الذي يلبس سروالاً أحمر مصاب بالبارانويا». طبعاً رأيي في الرجل الذي يلبس سروالاً أحمر مختلف تماماً، لكن لا يمكنك عمل قواعد علمية اعتماداً على هذا السخف.. إنه مجرد أسلوب لملء الصفحات لا أكثر..

Wednesday, July 15, 2009

مروة والتعصب

الدستور - 14 يوليو 2009

Alamy

برغم بشاعة المشهد، فإنني أضحي بأي شيء كي أكون موجودا لحظة الجريمة التي ارتكبها ذلك العنصري المريض، والتي مزق فيها الأم الرقيقة «مروة الشربيني» في قاعة المحكمة. السبب هو أنني لا أصدق ما كتبته الصحف ولا أفهم كيف تركه رجال الشرطة في المحكمة يسدد للشهيدة 18 طعنة، ثم ينبري إلي زوجها فيمزقه.. 18 طعنة؟ أنا أحضرت المشط ووسادة وجربت تسديد 18 ضربة للوسادة وحسبت الوقت.. نصف دقيقة.. لا يمكن أن يقل الوقت عن ذلك ما لم يكن الرجل قد تحول إلي منشار ترددي. نصف دقيقة وقت طويل جدا لو تابعته على عقارب الساعة، ويسمح باستدعاء الجيش الألماني كله لمنع الجريمة، لكن هذا الإبطاء كان يسمح للقاتل فعلًا بأن يسدد طعناته ويحلق ذقنه.. ويشرب كوبا من الشاي وسيجارة لو أراد.

Friday, July 10, 2009

لعبة لاثنين


pixabay.com

أحزنني بشدة حادث ذبح تلك الزوجة والأم المصرية المحجبة الوديعة على يد خنزير ألماني عنصري متعصب. أعتقد أنها من الحوادث القليلة التي أشعرت كل بيت في مصر بأنه فقد واحدة من بناته. أمقت التعصب بجنون.. بل إنني متعصب في كراهيتي للتعصب، وهذا الحادث يمثل كل شيء أمقته وأحتقره في الحياة.

هناك دائمًا طرف يحتكر الصواب، ويؤمن أن الطرف الآخر الذي لا يشبهه آثم، ووجوده على قيد الحياة جريمة في حد ذاتها، وما فعله ذلك الخنزير الألماني هو أنه رأى أن المرأة المحجبة لا حق لها في الحياة لأنها لا تشبهه، وهو ما نكرره نحن يوميًا على نطاق أضيق.

Tuesday, July 7, 2009

لا تكن ساذجًا

الدستور - 7 يوليو 2009 - نُشر أيضا في كتابي "شربة الحاج داود" و"الغث من القول"

Pixabay

عندما كنا طلابًا، مشيت مع صديقي هذا في الكلية نتبادل عبارات المزاح.. كان في حالة من الانبساط والرغبة الشيطانية في العبث، عندما دنا منا ذلك الطالب المذعور يسألنا عما إذا كانت نتيجة البكالوريوس قد علقت.. قال صديقي: «لم تعلق بعد.. إنهم يقومون بتغييرها!». نظر له الطالب في عدم فهم، فقال صديقي في غموض: «ألم تفهم بعد؟ ابنة العميد ضمن الطلبة.. لا تكن ساذجًا كطفل! افهم!». أطلق الطالب المذعور سبة على غرار «آه يا بلد الـ..».. وانصرف يجري كالمجنون، بينما انفجر صديقي ضاحكًا.. لقد ولدت إشاعة قوية سوف تحتاج لوقت طويل حتى تتلاشى، ولسوف يرددها الجميع ناسين أن العميد - وقتها - ليس له أولاد على الإطلاق!!

Wednesday, July 1, 2009

المأدبة

الدستور - 30 يونيو 2009

الوطن

هذه الليلة سوف أدعوك على العشاء.. صحيح أن الكثيرين سبقوك ولسوف تكون كالأيتام على مآدب اللئام، ولكن بوسعك دومًا أن تظفر بلقيمة ما.. هات معك سلاطة الطحينة ورغيفين من الخبز، ولا بأس بشوكة وسكين لو كنت ممن يحرصون علي الإتيكيت.

إن المأدبة فريدة وقد أقامها عدد من الكتاب منذ زمن بعيد، والطبق الرئيس هو كاتبنا الكبير (محمد حسنين هيكل). هناك حفل دائم منعقد لتمزيق الرجل وتشويه سمعته وتشكيك الأجيال الجديدة في قيمته.