قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Saturday, April 30, 2016

خواطر سطحية سخيفة عن الحياة والبشر



  • كقاعدة: كل شيء في مصر سامّ وضارّ بالصحة ما عدا المبيدات الحشرية. البعوض في غرفة نومي يعرف هذا الدرس جيدًا.
  • متلازمة ستندال تصف الشخص الذي يصاب بدوار وضيق تنفس وتسارع في ضربات القلب عندما يرى عملاً فنيًا كلاسيًا. بالتأكيد لن يُصاب أي من معارفي بهذا المرض أبدًا.
  • لو استطاع الإنسان يومًا أن يعود للماضي، لكان معنى هذا أن السياح القادمين من الغد يحيطون بنا الآن !

سفاح المستنقعات - 5



الكل يتساءل عن مصدر هذا العكاز، لكنني وعامر وعائشة تبادلنا نظرة فهم. هذا العكاز مألوف جدًا .. وابتعدنا عن الزحام والقوم الذين لا يفهمون شيئًا. قال عامر:
ـ«العجوز التي كانت تتوكأ على عكاز ثلاثي».

قلت بصوت مبحوح:
ـ«يمكن بسهولة استنتاج ما حدث، العجوز التي زارت صفوت كانت لمياء، وكانت تدفعه للشك من ثم الارتماء في أحضانها.. أعتقد أن لاميا كانت تملك القدرة على تغيير الشكل shape shifter ..».

كنا نفكر وابتعدنا شاعرين بأن رؤوسنا تزن عدة أطنان ..

سفاح المستنقعات - 4



يبدو أننا انتقلنا إلى لعبة (أنا رأيت هذا لكنه اختفى) الشهيرة، وهي الطريقة المثلى لقضاء باقي عمرك في مصحة عقلية. كنت أقلب ذاكرة الهاتف الجوال في جنون، حتى أنني أوشكت على أن أقرعه بالمنضدة لأفرغ ما فيه من صور كأنها نخاع بقرة.. بدأت أقسم في هستيريا أنني…..

-«أنا أصدقك».

Friday, April 29, 2016

سفاح المستنقعات - 3



كان هذا جنونًا بالتأكيد ..

لماذا فكرت في هذا؟ وما تلك الفكرة الطفولية التي خطرت لي؟

لكن المشاهد راحت تتتابع في ذهني وأنا متجه لموقع الحادث.. 

Monday, April 18, 2016

لا مكان للملل


يمكنك أن تقول أي شيء عن مصر، لكن لا يمكنك أن تتهمها بالإملال أو الرتابة أبدًا. في كل أسبوع هناك مفاجأة شائقة لم نتوقعها، وفيض لا ينتهي من الكلام في الفضائيات والصحف والوسائط الاجتماعية. يمكنك أن تعد مفاجأة كل أسبوع .. جنينة.. ريجيني... تيران... حتى إن بعض النشطاء صاروا يطلقون عليها (مدينة البط). أنا أتطلع في شوق لمفاجأة الأسبوع القادم، فقد انتهى الكلام عن تيران وصنافير، وكوّن كل واحد رأيه، وقيل كل شيء ممكن. سأكتفي فقط بذكر بعض النقاط:
  1. لست متخصصًا في ترسيم الخرائط ولست ذا خلفية سياسية. أنا فقط صاحب انفعالات. وما أستطيع قوله هو ان إعلان إعطاء الجزيرتين للسعودية بهذه الطريقة صادم فعلاً، ومن دون تمهيد إعلامي أو تحكيم دولي، أو عرض شامل للوثائق. نفس الطريقة الأبوية التي وصفتها من قبل: "اجتماعات ومحادثات وجلسات مغلقة ومكالمات هاتفية تخبرنا بها الصحف .. لا تعرف أبدًا ما دار فيها.. المهم أن هناك من اجتمع ومن تكلم هاتفيًا.. والنتيجة هي أنك تمر بحالة أبوية فريدة.. أنت مجرد طفل يلهو في الصالة بينما أبوك يجلس في الصالون مع أصدقائه الكبار يقولون كلامًا لا تفهمه أنت ومن العيب أن تحاول أن تعرفه..". كان هذا في مقال قديم اسمه (بلدهم يا عم) كتبته أيام مبارك وتجده هنا. لكن الأمر ليس مزاحًا هذه المرة.. نحن نتكلم عن أرض مقدسة شربت دماء آبائنا. ليس من يتساءل خائنًا لوطنه كما يزعمون. بل هو وطني أصيل حريص على كل ذرة تراب مصرية.
  2.  لست متخصصًا في ترسيم الخرائط ولست ذا خلفية سياسية، وقد شعرت بحيرة بالغة بين آراء أشخاص أحترمهم مثل عمرو حمزاوي الذي قال:


    اقرأ الخبر كاملاً هنا. ولا شك أنه موقف شجاع، فقد قال رأيه المخالف للتيار السائد في الشارع، برغم أنه محسوب في معسكر المعارضة، لكنه قال ما يؤمن به وهو حر:”أسجل ذلك من موقع التمييز بين نهج المزايدين وبين رفضي للسلطوية الحاكمة ولسياساتها الفاشلة ومطالبتي بمحاسبتها على المظالم والانتهاكات، كانت شائعات التنازل عن حلايب وشلاتين وقت الرئيس السابق محمد مرسي ظالمة، وادعاءات التنازل عن السيادة المصرية على صنافير وتيران أيضا ظالمة“

مفقود كوستاجافراس



لا يحمل هذا المقال إسقاطات من أي نوع أو هجومًا على أي جهة، ما دامت التحقيقات لم تنته بعد في قضية الفتى الإيطالي ريجيني، ولا القتلى الذين اتهموهم بأنهم تشكيل عصابي لخطف الأجانب. إنما تشابه الموقفين في عدة نقاط – الكثير منها – هو ما ذكرني بهذا الفيلم الرائع الذي أخرجه كوستا جافراس عام 1982: مفقود. هناك شاب أجنبي يُفقد في بلد يمر بتوتر سياسي، ويظل السؤال معلقًا حول مصيره، وفي النهاية يعرفون أنه قُتل.

وقالوا أصبنا !


تلوا باطلاً وجلوا صارمًا .. وقالوا أصبنا فقلنا: نعم

هذا البيت للعبقري أبي العلاء المعري يلخص ما أريد قوله.

تكررت بين الشباب وفي مواقع التواصل الاجتماعي نغمة من الرفض أو استنكار معظم ما يحدث على الصعيد السياسي والاجتماعي والثقافي والأمني. هناك قارئ ذكي كتب على الفيس بوك:


Sunday, April 10, 2016

كان صبيًا في السبعينيات


كان صبيًا في السبعينيات، وكنت أنا مثله، لذا أحببت هذا الكتاب كثيرًا..

نغمة النوستالجيا أو الحنين للماضي محببة دائمًا، ولا تفشل في أن تمس شغاف القلب. هناك أكثر من برنامج مثل (صاحب السعادة) يعتمد على النوستالجيا بنجاح تام، وهناك كليبات مفضلة جدًا على يوتيوب، مثل هذا الكليب الذي يعيد لك ذكريات الصباح السمعية كلها. أحيانًا يبلغ الحنين بالمرء درجة أن يبتكر ذكريات عزيزة لم توجد قط، وقد سخر إعلان الاسكنشايزر الشهير بذكاء من هذا.

يظهر في معرض الكتاب عن دار الكرمة كتاب الأديب والناقد الفني (محمود عبد الشكور) ، ومعه طوفان كامل من كتبه الأخرى التي ظهرت كلها في وقت واحد. راق لي الكتاب كثيرًا هو وكتاب سينمانيا، فحرصت كالعادة على البحث عن رقم هاتف الكاتب واتصلت به – بعد جهد – لأهنئه. كانت هذه المرة الأولى التي أسمع صوته فيها.

محمود عبد الشكور ناقد سينمائي وأدبي ولد عام 1965. أي أنه أصغر مني بثلاثة أعوام. وقد نشر مقالاته في عدد كبير من الصحف والمجلات، مثل جريدة اليوم السابع الباريسية والقبس الكويتية وروز اليوسف والتحرير واليوم الجديد. وكان في لجان المشاهدة لمهرجان القاهرة، كما أن له سلسلة طويلة من المقالات النقدية جمعها في كتاب (سينمانيا) وحاليًا هو نائب رئيس تحرير مجلة أكتوبر.


هيــلاري تقول

في عصر السادات، اعتدنا أن نسمع اسم كتاب رجل المخابرات الأمريكي مايلز كوبلاند في كل مصيبة. كان عبارة عن سلة جاهزة تلقي فيها ما تريد وتضع فيها آراءك الشخصية. مايلز كوبلاند عرض خدماته على أكثر من شركة مصرية بعد الثورة وفشل، فتفرغ لشتيمة الثورة المصرية واتهامها بأنها مؤامرة مخابرات أمريكية، وكتب كتابًا اسمه لعبة الأمم. أحد الكُتّاب قال إنه قرأ في الكتاب أن خروشوف عندما جاء لمصر رفض مصافحة محمد حسنين هيكل، وسأله في خبث عن سعر الدولار حاليًا، ثم قال إن هيكل يلعب دورًا مرسومًا كجاسوس لأمريكا يتظاهر بكراهيتها، لكن المخابرات السوفييتية عرفت الحقيقة. هكذا صار كل صحفي في مصر يتحدث عما قاله كوبلاند.

عرفنا فيما بعد أن كوبلاند له كتابان فقط، وقد ذُكر هيكل في الكتابين مرة واحدة فقط، باعتباره صديق عبد الناصر. لا أحد يقرأ طبعًا. كما أن أحدًا لم يكلف نفسه بمعرفة ما قاله البرادعي عن تسليح العراق.

Thursday, April 7, 2016

إرهاب في مارس



نحمد الله أن خاطف الطائرة المصرية لم يؤذ أحدًا، وأن تنظيم الدولة لم يعلن مسئوليته عن الحادث. كلما سمعت عن حادث إرهابي في العالم، توقعت أن أسمع مسئولية تنظيم الدولة الذي تضخم وتوحش، مع أننا لم نكن قد سمعنا عنه حرفًا منذ عامين، فصار البغدادي أقوى رجل في العالم كما هو واضح، ما دام الغرب بأكمله وكل هذه الجيوش عاجزين عن قهره.

منذ اللحظة الأولى لسماع الخبر، لم أصدق وجود حزام ناسف وبدت لي لعبة سخيفة هيكلية من التي يستعملونها للتهويش كثًيرا. لربما استخرج بعض أشياء من حقيبته أو حمام الطائرة ولفها كشريط لاصق حول خصره، ثم خرج ليصرخ أن هذا حزام متفجر. وقد قام بنفس المناورة الخادعة أحد خاطفي الرحلة يونايتد 93 التي لم تصل لوجهتها قط ضمن طائرات سبتمبر 2001 الأربع. لا أحد يستطيع ركوب الطائرة بمفرقعات أو سلاح أو سائل في زجاجة، لكنك تتذكر أن هناك بالتأكيد ثغرة أمنية يجلس عليها بسطويسي بينما هو يلتهم إفطاره من الطعمية والباذنجان. لابد من لحظة ينهض فيها فتنفتح الثغرة، ويعود هو صارخًا: "يا سنة سوخة!!". حدث هذا مع الطائرة الروسية في شرم الشيخ فماذا عن هذه المرة كذلك؟ يتلاعب الشك في نفسك بين منطق يقيني، وبين معرفتك أنه لا منطق في مصر. الحمدلله أن أصابع الاتهام بالإهمال لم تتجه نحو أمن المطار.. على الأقل حتى اللحظة. وهنا نجد أنهم لو كانوا واثقين من عملهم فعلاً لسيطروا عليه منذ اللحظة الأولى في الطائرة، ما دام ضابط الأمن على متن الطائرة مسلحًا. على كل حال قد أحدث الأذى وقضى على ما تبقى من السياحة.

سفاح المستنقعات - 2


اللوحة للفنان: أنس أبو خليفة

اتصل بي صفوت يطلب لقائي.

كنت في مكتب الجريدة الصغير في شارع القومية، أحاول كتابة تعليقي على الحادث، عندما اتصل بي. رشفت رشفة من كوب الشاي الثقيل وسألته في ملل عما هنالك. صفوت أحمق ولا يفعل شيئًا سوى أن يضيع وقتي. 

جاء صوته القلق الملوث بالعرق (لا يوجد خطأ لغوي هنا) يقول:
ـ«جلال .. هل تعرف مقهى (…) قرب كوبري الصاغة؟.. سوف نلتقي هناك بعد العصر».

كالعادة .. بعد العصر .. هذا قد يكون بعد ربع ساعة، وقد يمتد حتى المغرب .. بل إن المغرب والعشاء ينطبق عليهما تعبير (بعد العصر) كذلك. قلت له في نفاد صبر:
ـ«في تمام الثالثة .. نفس المقهى».

سفاح المستنقعات - 1


اللوحة للفنان: أنس أبو خليفة

سبلاش .. سبلاش!

يمكنك سماع صوت القدمين وهما تبعثران الماء الموحل .. تتسع الدوائر ويضطرب السطح اللجيني النائم في ضوء القمر الفضي .. القمر فاتر شديد البرد واللامبالاة يرمق هذا المشهد .. قاسٍ كنصل السكين .. يطل من وراء أستار الغيوم فيبعثر بعضًا من نوره الفضي عليها قبل أن يتوارى.

سبلاش .. سبلاش!