قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Thursday, January 28, 2016

لسلامهم النفسي

مجلة الشباب

http://internationalidolsagency.com/services

من الكليبات المألوفة التي أتلقاها في بريدي بشكل شبه دوري، تلك الكليبات التي تظهر مذيعة تقف في الشارع وتوجه أسئلة سهلة لمجموعة من الشباب، فنكتشف أنهم يجيبون إجابات بلهاء فعلاً أو لا يعرفون شيئًا عن أي شيء. هكذا ينفجر الناس في الضحك عما آل له حال التعليم، ويتصعبون على حال الأمة التي سيقودها هؤلاء، ويشعرون بالرضا التام عن أنفسهم والحياة وينامون سعداء.

هذه العادة ليست حديثة .. كتبت في مقال قديم عن برنامج جماهيري رأيته عام 1971 سألت فيه المذيعة أحد الشباب طويلي الشعر عن لون كلب البحر الأزرق الذي ينزل للسباحة في البحر الأحمر.. تساءلت أنا عما إذا كان هناك كلب بحر أزرق أصلاً فشخط فيّ أبي ليتابع. أجاب الشاب أن لون الكلب سيكون بنيًا. هكذا انفجر الناس ضحكًا وظلت الصحف تسخر من ذلك الشاب الرقيع عدة أسابيع، وكتب الأستاذ أحمد رجب عن (الكوتو موتو).

قرنا الثور


في ذكرى ثورة يناير

حكى لي صديقي عن مشهد رآه في قناة تلفزيونية، هو مسابقة في شارع إسباني من تلك المسابقات التي يركض فيها ثور هائج وسط الجماهير. ناشطة حقوق حيوان أشفقت على الثور التعس وركضت لتمنع الناس من تعذيبه. توقف الثور ونظر لها للحظة، ثم انقض ليغرس قرنه في بطنها... هل يبدو هذا الموقف مألوفًا؟

يحكي لي صديق ممن شاركوا في ثورة يناير 2011، وباتوا معظم لياليهم في التحرير. يحكي أنه كان متجهًا إلى الميدان في 30 يناير تقريبًا وهو يحمل علمًا ولافتة مطوية، واستقل (ميكروباص). هنا نظر له الناس في اشمئزاز وانطلقوا في الشتائم باعتباره من الشباب الرقيع المائع الذي يريد أن يخرب البلد. تلقى يومها قدرًا هائلاً من السباب والإهانات أصابه باكتئاب.

بعد هذا بأيام بدا واضحًا أن الثورة انتصرت وأن قوتها كاسحة لا يمكن احتواؤها، وهنا انطلق الناس إلى الميدان ملتفين بالعلم أو الكفن ليلتقطوا لأنفسهم صورًا تذكارية هناك .. لقد صارت الثورة عملاً مأمونًا بعد ما قام الشباب بالجزء الصعب من العملية.

Wednesday, January 20, 2016

اقتلوا حامل الرسالة (2)!


http://lite.almasryalyoum.com/lists/82941/

عنوان المقال مكرر لكن المقال جديد، والسبب هو أنه العنوان الأصلح لما يحدث للمستشار هشام جنينة اليوم. عندما سمعت أن لجنة تقصي الحقائق لم تنكر قط وجود فساد، بل أنكرت حجمه، تذكرت على الفور النكتة القديمة عن الرجل الذي قيل له إن زوجتك على علاقة بكهربائي الحي، فضحك وقال: "شوفوا الكدب!.. ده مش كهربائي ولا بيفهم حاجة في الكهربا!".  وجدت أن د. عمار على حسن سبقني لاستعمال نفس النكتة في مقاله الرائع المنشور بالمصري اليوم 14 يناير 2016. هذا هو بيت القصيد. لا أحد أنكر التهمة لكنهم أنكروا حجمها.

النقطة الثانية هي الهجوم المفترس على الرجل في وسائل الإعلام. لم يحدث هجوم على الفساد، وإنما تصرفوا بأسلوب (اقتلوا حامل الرسالة kill the messenger) كما يقول الغربيون.

في نعيم الجهل


للخال الأبنودي قصيدة شهيرة جدًا اسمها (أحزان عادية) يمكن سماعها هنا. لكن المقطع الذي أعنيه يقع عند 7:20 دقيقة. ويقول فيه المقطع العبقري: "ربنا مديه جهل غانيه عن كل العلم".


هذا هو باختصار شديد تأثير (دوننج - كروجر).

تم وصف هذا التفسير عام 1999 في دراسة قام بها عالمان نفسيان في جامعة كورنيل بنيويورك، وبرغم قصر الدراسة فإنهما نالا جائزة نوبل بعد ذلك. العالمان هما ديفيد دوننج وجوستين كروجر. وكان هذا بعد ما ضبط مجرم مصارف اسمه ويلر.. هذا اللص بلغ درجة خارقة من الغباء، إذ قام بسرقة المصرف بعد دهان وجهه بالليمون. الفكرة هنا – كما خطر له – أن الليمون يستخدم في الحبر السري، لذا فإن دهان الوجه به يجعلك شفافًا!.

Thursday, January 14, 2016

وقائع اختفائي الغامض !

مجلة الشباب
بعد أسبوعين من الذهاب إلى المدرسة في الصف الأول الابتدائي، قررت أنه لم يعد في قوس الصبر منزع وأن السيل قد بلغ الزبى وأي تعبير آخر يروق لك. لقد كرهت المدرسة كالجحيم وصممت على أن هذه نهاية قصتي مع التعليم.  لكن ماذا أفعل بالضبط؟

كنت أذهب إلى المدرسة صباحًا ، فكنت أنادي ابن البواب الصعيدي (سباعي)، وهو شاب وسيم نشيط في الثامنة عشرة من عمره، يبرز لي من داخل الغرفة ويلف التلفيعة حول عنقه ثم يمسك بيدي قاصدًا المدرسة وهو يلهث من البرد، والبخار الأبيض يتصاعد من فمه، ثم يتركني عند الباب مع توصية بألا أفعل كذا أو كذا.. وهكذا يبدأ يوم الجحيم حتى الظهيرة..

في ذلك اليوم قررت أن المدرسة انتهت بالنسبة لي. كان الوقت مبكرًا تمامًا وفناء مدرسة الإصلاح الابتدائية المبتل من أمطار البارحة شبه خال من التلاميذ. لا أعرف كيف ولا لماذا قررت أن الوقت قد حان..

بخطوات آلية توجهت إلى بناية الإدارة ومشيت حتى غرفة مديرة المدرسة.. نظرت من الباب فوجدت الغرفة الرهيبة خالية تمامًا. إضاءة خافتة أقرب للظلمة ورائحة عطرية خفيفة في الجو..

لا تتراجع.. اكذب!



طبيب امتياز قليل الخبرة، وحده تمامًا في استقبال الأمراض الباطنية في المستشفى البارد المظلم، والساعة الواحدة بعد منتصف الليل. هذا أنا منذ ثلاثين عامًا تقريبًا. استدعاء الطبيب المقيم، النائم في مسكن الأطباء الدافئ مستحيل، ما لم يكن المريض التالي هو حسني مبارك أو رئيس الوزراء نفسه.

في الخارج تصل سيارة الشرطة (البوكس) الكئيبة، ويهبط منها ثلاثة رجال أحدهم يتلوى ألمًا، وكلهم يرتدون ذلك السويتر الأسود "المزرر" الذي يزعق بأن صاحبه (داخلية). على فراش الفحص يرقد المخبر (صُبحي) يئنُّ ويتأوه.. أتحسس بطنه بيدٍ باردة (برغم أنني نفخت فيها مرارًا). علامات التهاب المرارة الحاد واضحة، وفي ذلك الوقت كانت الموجات الصوتية نوعًا من الترف العلمي الذي تحظى به الحوامل فقط، لذا كنا نعتمد على الحدس الإكلينيكي. طلبت من الرجلين – المخبرين – أن ينهيا له إجراءات دخول المستشفى، وبدأت إعطاءه بعض المحاليل والمسكنات والمضادات الحيوية. بعد ساعة جاء ضابط حديث السن على قدر من اللطف والإنسانية وقف جوار فراش صبحي، ثم سألني عن حالته فقلت إنها التهاب حاد في المرارة. سألتي في تعاطف: "هل هي حالة مؤلمة؟". أجبته بثقة وعلم: "جدًا".  لمحت دمعة تترقرق في عينيه وقال لمساعد شرطة معه: "لا حول ولا قوة إلا بالله.. لقد كلّفناه فوق ما يطيق، وكان يتعذب ونحن لا نعرف".

Wednesday, January 13, 2016

أحزان مضايا وتعز


منذ أيام وصلني هذا الخطاب من صديق يمني مثقف أرتاح له كثيرًا، وقد آلمني الخطاب كثيرًا بالطبع:

"قرأت مقالتك عن حلب .. وصدقني .. الحال لا يختلف عنه كثيرًا هنا، فنحن بين مطرقة الحوثيين و سندان المتطرفين (قاعدة، داعش و أنصار الشريعة) طبعا هذا غير الغارات الخليجية التي تدك البيوت يوميًا. تخيل أن البيت المجاور لنا يسكن فيه المتطرفون والمشكلة أنهم يشكون بأنني حوثي رافضي شيعي ..... إلخ و جيراني الحوثيون والذين يجب أن أمر في طريقهم إذا أردنا الخروج لشراء المواد الغذائية يعتقدون أنني داعشي لأنني أعيش في منطقتهم. تعرضت لأكثر من محاولة قتل نجوت منها بأعجوبة أيضًا. الماء مقطوع من 9 أشهر ونحن نعتمد على مياه الأمطار. الكهرباء مقطوعة ونحن نعتمد على ألواح الطاقة الشمسية التي حلت هذه المشكلة والحمد لله. أهلي في رعب شديد نتيجة الرصاص والقنابل والقذائف التي تلقى جوار نوافذ البيت التي تحطم الكثير منها والمشكلة أننا علقنا في داخل المنطقة ولا نعرف كيف نخرج منها الآن. صار أن نتحدث عما يجري للآخرين نوعًا من الترف. نرجو منكم الدعاء لنا.

ملحوظة: إذا أردت استخدام أي جزء من أجزاء رسالتي فلا تذكر اسمي فسوف يعرضني هذا للخطر".

Sunday, January 3, 2016

وهم دائم الحركة


مؤخرًا حدثت ضوضاء من تلك التي صارت مناسبة دورية في حياتنا، عن اختراع وهمي آخر أطلق عليه مخترعه (الوحش المصري). وهو الذي عبر عنه الفنان أشرف حمدي باختصار في موقع مصراوي، بالصورة التالية:


الخبر الذي نشره صحفي غير مدقق كان يوحي كالعادة بأننا سنغير خارطة البحث العلمي في العالم، وكالعادة هناك دول أوروبية عرضت مليارات كي تأخذ الاختراع لكن المخترع رفض. وعندما ترى الفيلم ترى مجموعة من العيال – نفس الحشد الذي يحيط في فرحة بالقنابل الموقوتة بانتظار انفجارها – يدفعون شيئًا أبله هو خليط من أرجوحة مولد وعربة فول وتوك توك .. والمفترض أن هذا الشيء سوف يطير ويسبح في الماء وينطلق بسرعة هائلة. أي أنه سيارة من سيارات جيمس بوند، والمفترض كذلك أن عربة الفول هذه كلفت المخترع نصف مليون جنيه. وقد تمت التجربة وسط ضجيج إعلامي وأمني شديدين لابد أن الأخوين رايت لم يظفرا به، وفشلتْ طبعًا، فزعم المخترع أنه لم يستطع الطيران بسبب ازدحام ميدان التحرير. لماذا اختاره للتجرية إذن؟ شاهد كلام المخترع عن اختراعه العبثي هنا. وشاهد تجربة (ما تدي زوبة زقة) هنا.

«الجزيرة» التي لم تعد كذلك


تمر مصر بظروف عصيبة غاية في السوء، وأنا أكرر هذا في كل مقال، لكن قناة الجزيرة – وأكره أن أقولها – تمر بألعن فترة مرت بها منذ إنشائها.  

https://www.facebook.com/aljazeerachannel/

أنا من المتعصبين لقناة الجزيرة، أو كنت كذلك، باعتبارها كانت ثورة إعلامية حقيقية قضت على الإعلام الحكومي الرسمي، مقتدية منذ بدايتها بمدرسة قناة "بي بي سي" البريطانية، ومزودة بشبكة مراسلين من أرقى ما يمكن. وفي أكثر من مرة كتبت جملة: "عظيمة هي قناة الجزيرة".. "لولاها لقال إعلامنا أن ما يحدث في فلسطين (قلاقل) بينما تنقل لنا هي كل شيء".. وفي مقال آخر قلت: "اليوم هو السبت 27 ديسمبر، وقناة الجزيرة لا تتوقف عن بث الصور المحطمة للأعصاب من قطاع غزة. قاسية هي قناة الجزيرة.. رائعة هي قناة الجزيرة، ضرورية هي قناة الجزيرة.. إلخ، تشم البارود والدخان والدم الطازج المسفوح".

في انتظار العام 2000


من حين لآخر أبحث عن ذاتي التي تمزقت وبعثرتها الأحداث والأيام، فأجد شلوًا هنا وشلوًا هناك. من حين لآخر أرجع لموقع عرب كوميكس الرائع، الذي قام بأرشفة وتوثيق معظم تراث القصص المصورة الموشك على الاندثار، ليحوله إلى ملفات رقمية باقية للأبد. في هذا الموقع وجدت أعدادًا من مجلات قرأتها وأنا في الثامنة من عمري مثلاً ثم اندثرت، وحسبتها قد ضاعت للأبد فوجدتها هناك. هم بحثوا عنها بطرق أقرب للمعجزة وصوروها.

ليس هذا موضوعنا على كل حال، فقد كتبت مقالاً طويلاً عن ذلك الموقع من قبل هنا

الموضوع هو عن عدد طريف من مجلة ميكي صدر عام 1966، وهذا العدد يحلم بما سيكون في العام 2000. كان العام 2000 وقتها يبدو بعيدًا غامضًا على بعد 34 سنة .. نفس منطقنا عندما نتكلم عن عام 2050 اليوم. يمكنك تحميل هذا العدد الساحر من هنا (وإن كنت ستحتاج إلى التسجيل في الموقع وتحميل برنامج لقراءة ملفات cbr)، وبالطبع لا توجد قرصنة هنا.


لاحظ الغلاف الذي رسمته ريشة العبقري حجازي.