قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Wednesday, July 29, 2015

أبــاحة


عندما كان ابناي صغيري السن، كانت هناك قناة مختصة بعرض أفلام الرعب، وهي من تلك القنوات التي ما أنزل الله بها من سلطان. صورة خشنة رديئة وأفلام مسروقة وشريط إعلانات لا يتوقف طيلة العرض، وهي إعلانات عن كريم بيض النمل (لا أمزح) ومنع الحسد والعفاريت، وأرض للبيع في ميدان التحرير سعر المتر عشرة جنيهات، واشتر مروحة صينية لا تعيش أكثر من خمس دقائق، ولسوف نعطيك ست مراوح أخرى هدية .. إلخ ..


هنا ظهرت تلك الإعلانات الغريبة عن مناديل إطالة الوقت. وقد سألني الصغيران عن معنى هذا ولم أكن أعرف، لكن افترضت أنها (حاجة أبيحة)، وكان حماسهما شديدًا.. هذه لعبة مسلية بالتأكيد..  يكون موعد حلول الظلام بعد نصف ساعة فتجعله هذه المناديل بعد ثلاث ساعات، ويكون باقيًا على الامتحان ساعة فتصير ساعتين بفضل هذا الاختراع العبقري.

Tuesday, July 28, 2015

داعشيات - 5


[http://www.politico.com/magazine/story/2014/06/al-qaeda-iraq-syria-108214.html]

نستكمل المقال الشهير بالغ الأهمية لـ (رانيا أبو زيد)، والذى أفادنى كثيرا. كما قلنا: سيطرت داعش على الرقة ورفعت العلم الأسود، لكن التنظيم لم يتعرض لغارات النظام السورى العنيفة التى تهاجم باقى أجزاء سوريا، مما دعا المعارضة السورية إلى اتهام داعش بأنها صنيعة النظام. لا يوجد شيء يدعم هذه الفرضية، لكن (داعش) جعلت نظام الأسد يبدو –كما يزعم عن نفسه بالفعل– نظاما متمدينا يواجه قوى متطرفة وحشية، وحتى جبهة النصرة بدت رقيقة جدا بالمقارنة بداعش، وكما قال أحد القادة للصحفية: «داعش متوحشة، وتتصرف كمنشار يقطع من الناحيتين.. بينما النصرة أقرب للتعقل». وفى 3 يناير 2014 أعلنت القاعدة أن داعش لا تمثلها وتتصرف وحدها، وقالت داعش إن القاعدة فى عصر الظواهرى صارت أضعف وأقل التزاما من القاعدة فى عصر ابن لادن.

Friday, July 24, 2015

محمد محمد خميس


أهمية هذه القصة تنبع من كونها حدثت فعلًا، أما لو كانت مختلقة فهي تحوي الكثير من المبالغة والسخف. الحياة أكثر جرأة من الأديب، وتفعل أي شيء في أي وقت كما تريد. الأمثلة تفوق الحصر..


محمد محمد خميس..  يقف هناك أمامي في عيادة الجراحة المزدحمة.. في الستين من عمره.. الفلاح المصري التقليدي الفقير الذي ترعرعرت البلهارسيا وازدهرت من جسده.. الجلباب الممزق، والعينان اللتان غلفتهما سحابتان رماديتان.. القدمان المغلفتان بجورب سميك من (القشف) المتشقق.. نظرة البؤس المريرة والصبر من عهد أمنمحات الثالث. "محمد محمد خميس" هو الاسم مستعار طبعًا لكنه قريب من الأصل جدًا

Thursday, July 23, 2015

فتى الليمون


رئيس أوروجواي المحبوب خوزيه موخيكا نموذج للمناضل اليساري الشريف بالمعنى الحرفي للكلمة، فهو قد تولى الرئاسة عام 2010. ومنذ البداية أجرى إصلاحات اقتصادية كبيرة في أوروجواي، بعضها جريء، وبعضها غريب مثل إباحة الإتجار بالقنب الهندي – الحشيش عدم المؤاخذة –  وقد اشتهر بأنه أفقر رئيس جمهورية في العالم، لأنه يتبرع بتسعين في المئة من دخله الشهري للجمعيات الخيرية.  أي أنه يقبض 12 ألف دولار يحصل منها فعلًا على نحو ألف تقريبًا، وهذا وضعه فعليًا في طبقة الفقراء في بلده. سيارته فولكس متهالكة موديل 1987، ويعيش في بيت ريفي،  وبالطبع ليس له حساب مصرفي. هذا رجل يصعب علينا في العالم العربي أن نتصور وجود مثله، وهو يذكرك بقصص الخلفاء والحكام الصالحين المتقشفين في تاريخنا العربي.

ليس هذا موضوع المقال على كل حال..

Tuesday, July 21, 2015

داعشيات - 4


المقال التالى هو مقال طويل شهير جدا لمراسلة استرالية حسناء من أصل لبنانى، ولها أعصاب فولاذية أقوى من ألف رجل. أتكلم عن «رانيا أبو زيد» طبعا.
تقول رانيا -وهذا عرض مختصر وليس ترجمة لمقالها: إن القصة بدأت فى مارس من العام 2011 عندما بدأت الثورة السورية بالشكل المعروف لها، وحاول الأسد عمل بعض الإصلاحات الشكلية فى الوقت الذى سمح فيه لرجاله بقتل المتظاهرين. تم الإفراج عن مئات الإسلاميين كما قلنا من قبل. أدرك الإسلاميون منذ البداية لعبة النظام.. لقد أطلق النظام السورى سراح مئات الجهاديين من السجون، وهى خطوة أراد الأسد بها أن يظهر الثورة السورية كأنها مؤامرة لقوى التطرف.. يريد أن يقول للعالم كله: «انظروا إلى الإرهابيين.. أنا مضطر!» لقد كانت القوة الإسلامية الوحيدة قبل ذلك هى الإخوان المسلمون، الذين أبادهم حافظ الأسد فى حماة وذبح 20 ألفا منهم. أما اليوم فكل شىء سيتغير بينما ثمانية رجال مدججون بالسلاح والمتفجرات، يعبرون الحدود العراقية السورية فى ليلة من ليالى رمضان أو أغسطس 2011. ينتظرهم جهاديون من الذين أفرج عنهم الأسد. يدخلون عبر طرق التهريب إلى الحسكة، بينما سوريا فى شهرها الخامس من الثورة السلمية على بشار الأسد. قائد الثمانية رجل جاء من القاعدة يسمى نفسه محمد الجولانى، وهذا يشى طبعا بأنه سورى من الجولان، أما مساعده الشاب فاسمه أبو بكر البغدادى الذى لا نعرف عنه إلا القليل.

Wednesday, July 15, 2015

رامز للأبد


لا أتابع التلفزيون في رمضان أبدًا، كنوع من الاحتجاج الصامت على سيل المسلسلات المتدفق الرهيب. لكني أرغم في ساعة الإفطار على مشاهدة رامز جلال في برنامجه لأن الأولاد –مع كل مصر– يشاهدونه.


رامز جلال قصة حب عتيدة في حياتي منذ كان يخيف النجوم بالأسود ومطاردات قطاع الطرق، إلخ. وكتبت عن ذلك وأنا في حالة بالغة من الغيظ، قائلاً إن برامج استفزاز الناس وترويعهم بلغت درجة ألعن من كل ما شوهد من قبل، فإذا كانت الحلقة ملفقة فما جدوى ما يفعله؟  فقط يخدعنا بشكل مقزز سخيف، وإن كانت حقيقية فهو يروّع الناس بدرجة مستهترة شبه إجرامية. برامج هذا العام تلعب كلها حول السقوط من طائرة. في أثناء تصوير فيلم (منطقة الشفق -1983) سقطت طائرة هليوكوبتر بطريق الخطأ فأطارت مروحتها عنق بطل الفيلم (فيك مورو) وطفلين كان يحملهما، وهو دليل على أن (الهزار بيقلب بجد) حتى لدى الأمريكان. وفي اعتقادي أنه ستحدث كارثة يومًا ما مع أحد هذه البرامج -ليس هذا العام بالضرورة- من ثم تتوقف نهائيًا.

Tuesday, July 14, 2015

داعشيات - 3


أرسل لى د. طه بالى مقالا كتبه ياسين الحاج صالح، وهو مفكر سورى مهم. شقيقه خالد الحاج هو الذى أطلق اسم داعش على تنظيم الدولة. المقال رائع لكنه صعب ومتقعر وليست الصحف مكانه، لذا آثرت أن أنقل لك ملخصا لمقالين آخرين..



المقال الأول يتكلم عن اقتصاديات التنظيم، فلا يجب أن ننسى أن التحالف ينفق عشرة ملايين دولار يوميا فى حربه الخائبة على داعش، بينما يكسب التنظيم نفس المبلغ يوميا من بيع البترول والآثار. التنظيم سيطر على كل المحافظات السنية العراقية تقريبا وامتدت سيطرته إلى محافظتين فى شرق سوريا، بينما جاء 300 خبير أمريكى إلى بغداد لدراسة الموقف لمعرفة ما تستطيع أمريكا عمله. ويعكف خبراء معهد راند على دراسة عدد هائل من الوثائق المتعلقة باقتصاديات التنظيم، ولربما تصدر فى كتاب هذا العام. 

Tuesday, July 7, 2015

أكل زبالة - 2


عندما ظهرت مطاعم الوجبات السريعة، وعندما صار طفلاى واعيين للمكان والزمان، فإنهما اعتبرا هذه المطاعم جنة الأطفال. دخولها مكافأة والحرمان منها تنكيل، وعندما كانت الانتفاضة الفلسطينية فى ذروتها حرمت على نفسى وأسرتى بعض المطاعم الأمريكية الشهيرة، مع قائمة طويلة من المنتجات والمحلات والمشروبات.. لكن الطفلين لم يفهما مبرر هذا النوع القاسى جدًّا من العقاب. بعد فترة طويلة من المقاطعة فطنت إلى أننى العربى الوحيد الذى يطبقها، ورأيت زجاجات البيبسى كولا على موائد اجتماع القادة الفلسطينيين فى ذروة المذابح الإسرائيلية. هكذا تفككت المقاطعة ببطء وقد كنت من أكبر دعاتها. ليس هذا موضوعنا على العموم.. ما أردت قوله هو أن الأطفال منذ اللحظة الأولى وقعوا فى غرام تلك المطاعم، وكان ابنى يحكى لى وهو طفل عن (عمو ماكدونالد) الذى يحب الأطفال ويقدم لهم الشطائر والمشروبات الغازية، ولم يقتنع أن أباه الأحمق هو من يدفع ثمن هذا، وأنه لو مات جوعًا أمام (عمو ماكدونالد) فلن يعطيه لقمة مجانية واحدة.


داعشيات - 2



عن داعش، أستكمل خطاب صديقى السورى طه بالى استشارى الأمراض العصبية فى الولايات المتحدة:

«بالواقع، فإن فشل التحالف الدولى الذى يستخدم الطيران فقط فى محاربة داعش هو أمر ليس بالغريب. على مدى العقود الماضية، لم تنجح دول عظمى فى التغلب بسهولة، أو على الإطلاق، على ميليشيات مسلحة رغم توظيفها لقوات برية حتى. لاحظ تجارب الولايات المتحدة فى فيتنام وأفغانستان والعراق والاتحاد السوفيتى فى أفغانستان والشيشان.. إلخ. دون حل سياسى شامل فى كل من العراق وسوريا يوصل البلدين إلى مرحلة انتقالية ديموقراطية لن يمكن التغلب على داعش وتوابعها. فى الواقع، حضرتك تشير إلى ذلك فى مقالتك نفسها بشكل غير مباشر عند حديثك عن مصر، ولهذا أستغرب تلميحك لكون الموضوع مؤامرة أو مخططا شريرا، بينما أعتقد شخصيا أن المشكلة هى أولا وأخيرا مشكلتنا الخاصة فى كل من العراق وسوريا مع دور ثانوى يلعبه الغرب، إيجابا او سلبا. مشكلة داعش بالذات هى مشكلة معقدة، يختلط فيها القبلى مع السياسى مع الدينى مع الاقتصادى».