قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Friday, October 30, 2009

قرأت مؤخرا - زغازيغ

نتكلم هنا عن كتاب قرأته مؤخرا ... عندما لم تعد الديناصورات تجوب المستنقعات المغطاة بالسراخس... نتابع فى هذه السلسلة كتابات الرائع كالعادة د أحمد خالد توفيق

و لكن على عكس المعتاد لن نجد هنا رابطا لتحميل نسخة من الكتاب... لئلا نضيع حقوق الملكية... و لما يسببه ذلك من ضرر للكاتب و للناشر و بالتالى لنا نحن... القارئ

* الترتيب هنا هو فقط ترتيب قراءتى أنا لتلك الكتب و الروايات لا أكثر و لا أقل *

===========================



مقالات ساخرة

دار ليلى

من متجر علاج الاكتئاب، أردنا أن نأتيك بدعابات ظريفة.. أو نكات مضحكة.. أو طرائف مسلية.. أو مُلح مقرظة، فلم نجد للأسف.. لهذا ابتعنا لك نصف كيلو
زغازيغ
===========================

مجموعة من المقالات الساخرة... وعنها يقول "توفيق" إنها بعيدة عن الأحوال المصرية، فهى مقالات ساخرة فى العموم ولا تخص الواقع المصرى بعينه، مؤكدا أن فى ذلك بعض الصعوبة فكيف لا يسخر المرء من طوابير العيش وغيرها من المعالم المصرية الأصيلة

و قال إنه يسخر من نفسه باختياره لهذا العنوان، موضحا "قديما عندما كان أحد يقول نكتة بايخة نقول له المرة الجاية هنجيب معانا زغازيغ علشان نضحك"، وقال عن الكتاب إنها مجموعة من المقالات الساخرة التى أراد أن يجمعها، وكذلك الآن أفهم فهى مجموعة قصصية نشرت كلها على الإنترنت، وقمت بتجميع المقالات فى كتاب والمجموعة فى كتاب لاعتقادى أن هذا هو مآل أى عمل منشور سواء أكان مقالا أو قصة، الطبيعى أن يجتمع مع نظيره ليكون كتابا

فى هذا الكتاب تجمعت 29 منها مما شكل 1/2 كيلو زغازيغ... ستمتعك و تضحكك إلى حد كبير

Thursday, October 29, 2009

قرأت مؤخرا - 7 وجوه للحب

نتكلم هنا عن كتاب قرأته مؤخرا ... عندما لم تعد الديناصورات تجوب المستنقعات المغطاة بالسراخس... نتابع فى هذه السلسلة كتابات الرائع كالعادة د أحمد خالد توفيق

و لكن على عكس المعتاد لن نجد هنا رابطا لتحميل نسخة من الكتاب... لئلا نضيع حقوق الملكية... و لما يسببه ذلك من ضرر للكاتب و للناشر و بالتالى لنا نحن... القارئ

* الترتيب هنا هو فقط ترتيب قراءتى أنا لتلك الكتب و الروايات لا أكثر و لا أقل *

===========================



د نبيل فاروق - د أحمد خالد توفيق
د تامر إبراهيم - د تامر أحمد - محمد فتحى
م سند راشد خليل - محمد سامى

دار ليلى و دايموند بوك

ما إن طلب مني الصديق العزيز (محمد سامي) صاحب "دار ليلى" أن أكتب مقالاً عن (الدب والرعب)، حتى وجدت الأمر سهلاً.. كلنا نخاف الدببة.. تصور أن يجلس عاشقان يتهامسان في حديقة الحيوان ليكتشفا أن من يصغي لهما في استمتاع ليس مخبرًا وإنما هو دب أشهب ضخم. الأجمل أن تهيم الفتاة حبًا بهذا الدب وتتخلى عن حبيبها

كتبت مقالاً ممتازًا عن هذا وأرسلته لـ (محمد سامي)، فوجدته يتصل بي.. كان مُحرَجًا لكنه حازم. قال لي ما معناه إنني سمعت موضوع المقال خطأ.. موضوع المقال هو (الطب والرعب)ـ
الطب والرعب؟.. فهمت.. إن الطب مرعب بما يكفي.. من جهة الطبيب فهناك رعب لا يوصف اسمه الامتحان الشفوي، عندما تقف خارج اللجنة تراقب الجثث الممزقة الدامية التي يُلقى بها خارج غرفة الامتحان وأنت تعرف أن دورك آت حتمًا.. لا مفر.. هناك رعب المريض من الطبيب بنظرته الباردة الصامتة التي تكتم قلقًا لا شك فيه.. و

هكذا كتبت مقالاً ممتازًا وأرسلته لـ (محمد سامي). منذ صار محمد ناشرًا محترفًا طرأت عليه تغيرات مهمة: صارت عيناه تبعثان الشرر ونما له كرش صغير، وأحيانًا ما يقضم حناجر المؤلفين لكن هذا ليس تصرفًا معتادًا لحسن الحظ. الخلاصة إنه تحول إلى ناشر من الذين تقرأ عنهم في القصص، لكنه اتصل بي وكان مهذبًا بتلك الطريقة التي تقول بلا كلمات:" حضرتك عجوز مخرف"، وشرح لي أن موضوع المقال هو (الحب والرعب). قال لي إن المقال الذي أرسلته ممتاز برغم هذا، وعرفت من صوت خشخشة الأوراق أنه يقول ما يقول وهو يلقي به في الزبالة

===========================

مقال ساخر شيق كالعادة ... و مجموعة من المقالات و القصص الجيدة... و دراسة تفصيلية و افية قام بها د نبيل فاروق

قرأت مؤخرا - الآن أفهم

نتكلم هنا عن كتاب قرأته مؤخرا ... عندما لم تعد الديناصورات تجوب المستنقعات المغطاة بالسراخس... نتابع فى هذه السلسلة كتابات الرائع كالعادة د أحمد خالد توفيق

و لكن على عكس المعتاد لن نجد هنا رابطا لتحميل نسخة من الكتاب... لئلا نضيع حقوق الملكية... و لما يسببه ذلك من ضرر للكاتب و للناشر و بالتالى لنا نحن... القارئ

* الترتيب هنا هو فقط ترتيب قراءتى أنا لتلك الكتب و الروايات لا أكثر و لا أقل *

===========================



مجموعة قصص

دار ليلى

لقد وافقت يا صغيرتى.. و مشيت معى بين الأطلال.. بين الشواهد.. لا ترين شيئا تقريبا لكنك تثقين بى.. نهبط من هنا و نصعد من هنا.. تمسكين يدى بيد راجفة خائفة.. تلهثين انبهارا و نشوة.. تقولين أنك تثقين بى
ليتك لم تفعلى.. ليتك أنذرتنى

===========================

هى 13 قصة قصيرة ... بينها كلها عامل مشترك... هو وضوح الفكرة فى النهاية... تنساق القصة فى انسيابية و سلاسة حتى تدرك من الجانى.. ما السبب.. و كيف حدث ما حدث... فى النهاية
وقتها فقط تدرك الحقيقة ... و تقول
"الآن أفهم"
و هو أيضا عنوان واحدة من تلك القصص

كالعادة مجموعة من القصص الشيقة الممتعة بأسلوب رائع جذاب

قرأت مؤخرا - يوتوبيا

نتكلم هنا عن كتاب قرأته مؤخرا ... عندما لم تعد الديناصورات تجوب المستنقعات المغطاة بالسراخس... نتابع فى هذه السلسلة كتابات الرائع كالعادة د أحمد خالد توفيق

و لكن على عكس المعتاد لن نجد هنا رابطا لتحميل نسخة من الكتاب... لئلا نضيع حقوق الملكية... و لما يسببه ذلك من ضرر للكاتب و للناشر و بالتالى لنا نحن... القارئ

* الترتيب هنا هو فقط ترتيب قراءتى أنا لتلك الكتب و الروايات لا أكثر و لا أقل *

===========================



رواية

دار ميريت

كنت أقول لهم
هأنتم أولاء يا كلاب قد انحدر بكم الحال حتى صرتم تأكلون الكلاب !.. لقد أنذرتكم ألف مرة ..حكيت لكم نظريات مالتوس وجمال حمدان ونبوءات أورويل وهـ .ج. ويلز.. لكنكم في كل مرة تنتشون بالحشيش والخمر الرخيصة وتنامون
الآن أنا أتأرجح بين الحزن على حالكم الذي هو حالي، وبين الشماتة فيكم لأنكم الآن فقط تعرفون .. غضبتي عليكم كغضبة أنبياء العهد القديم على قومهم، فمنهم من راح يهلل ويغني عندما حاصر البابليون مدينته .. لقد شعر بأن اعتباره قد تم استرداده أخيرًا حتى لو كانت هذه آخر نشوة له .. إنني ألعنكم يا بلهاء ألعنكم
 لكن ما أثار رعبي أنهم لا يبالون على الإطلاق .. لا يهتمون البتة
إنهم يبحثون عن المرأة التالية ولفافة التبغ التالية والوجبة التالية ولا يشعرون بما وصلوا إليه

===========================


تدور أحداث الرواية في سنة 2023 حيث تحولت مصر إلي طبقتين، الأولي بالغة الثراء والرفاهية وهي (يوتوبيا) المدينة المحاطة بسور ويحرسها جنود المارينز التي تقع في الساحل الشمالي و الثانية فقر مدقع و تعيش في عشوائيات و يتقاتلون من أجل الطعام، والرواية تحكى قصة شاب غنى من يوتوبيا يريد أن يتسلى ويقوم بمغامرة لكسر ملل الحياة ورتابتها وهى صيد إنسان فقير من سكان شبرا واللعب به مع أصحابه للحصول على متعة ثم قتله والاحتفاظ بجزء من جسده على سبيل الفخر وهى من الهوايات الجديدة للأغنياء الذين يعيشون في الساحل الشمالي تحديدا في يوتوبيا التي تشكل عالم الأغنياء

فالرواية تحكى لنا هنا عن القادم الذي نحاول تجاهله.. لا تندهش هذا ماسوف يحدث في مصر خلال سنوات قادمة كما يؤكد لنا أحمد خالد توفيق في الرواية

ما أذكره جيدا الآن... لأنى قرأتها منذ عدة أشهر... هو أنى كرهت بطل الرواية كرها شديدا يضاهى كرهى لأعتى عتاة اليهود

هى رواية صادمة مُرة... و لكن شيقة و رائعة كما عودنا د أحمد دائما

شخص مهم - 1

لكي نفهم ما حدث، لابد أن نحكي القصة من بدايتها.. لا يمكن أن نبدأ باللقاء الأخير بين (ثروت) و(دافني) أو ما سمعه من (أدونيس). هذه أشياء سوف يأتي وقتها؛ لكن لا يمكن أن نبدأ بها.. ألا ترى أننا نضيع الوقت في الجدل بينما هو قصير أصلاً؟.. لو كنت تريد أن أحكي القصة بالأسلوب الذي يروق لك؛ فإنه لمما يسرني أن تجلس أنت وتحكي بينما أصغي أنا.. من فضلك دع لي هامشًا من الحرية في السرد، وأنا أعدك بأن تفهم كيف تطورت الأمور

أنت تعرف (ثروت البربري)... عينان ملونتان لهما لون البرسيم، وشعر بني مجعد، وقامة نحيلة. الطبيب الشاب المفعم بالأحلام، والذي يعرف يقينًا أنه سيكون رائعًا وسوف يبهر العالم.. ربما يحكمه كذلك

هنا يجب أن نقول إن نمط (ثروت) شائع نوعًا بين الأطباء؛ فهو من أصل ريفي..  ومنذ دخل كلية الطب نال احترامًا ووضعًا مرموقًا جدًا في قريته. إنه يفحص المرضى بقلب جريء ويكتب العلاج لهم منذ أول يوم له في الكلية، وبالطبع يرتكب أخطاء قاتلة، ثم مع الوقت بدأ يتكلم.. يتكلم في السياسة والدين والأدب والفلسفة،  وكان يتكلم بلا أية خلفية ثقافية أو قراءات يستند إليها؛ لكنه تعلّم أن الناس يصغون له باهتمام واحترام.. إن (الدكتور) يتكلم فانصتوا



إنه الخلط المعتاد في مجتمعنا؛ حينما يفترض أن المتفوق في دراسته مثقف حاد البصيرة كذلك. وهكذا كانت آراؤه تتخذ صيغة شبه مقدسة، ولكم من مرة جلس رجال واسعو الخبرة شابت شعورهم وشواربهم يتناقشون في قضية ما، ثم يلتفتون نحوه قائلين
 "فلنسمع رأي الدكتور في هذا .."

كان يتنحنح ويتكلم في وقار.. يقول أي شيء؛ فكانوا يوافقون على كلامه في احترام

مع الوقت ازداد جهلاً وضيق أفق.. وازداد غرورًا كذلك.. وبدأ يظهر تململاً كلما سمع مناقشة تدور أمامه في أي موضوع، كأن لسان حاله يقول
 "لم لا تصمتون وتصغون لصوت الحجا؟"

يجب أن يستنوا القوانين التي تجعله هو المتكلم الوحيد

كنت أنا طالبًا في كلية التجارة، وقد عرفته عن طريق مسكن للطلاب المغتربين؛ فأثار دهشتي أنه لا يعرف أي شيء على الإطلاق. ذات مرة عرض التلفزيون فيلماً أمريكياً عميقاً شديد الأهمية والتعقيد؛ فجلسنا نتكلم عنه.. هنا تدخل ليبدي رأيه.. كتمت ضحكتي بصعوبة، وأنا أسمع آراءه الساذجة في الفن، ورؤيته (العميقة) للفيلم

لكن أثار دهشتي أن رفاقي يصغون له باحترام، ويؤمّنون على كلامه

مهما قيل؛ فإن المصري يحمل احترامًا عميقًا تاريخيًا للطبيب والضابط والقاضي.. مع ترجيح كفة العقل بالنسبة للطبيب؛ لأنه لا يمكن أن ينال شخص كل هذه الدرجات في امتحان الثانوية العامة ما لم يكن حكيمًا.. وهو خلط واضح بين ملكة الحفظ وسعة الاطلاع والثقافة والذكاء

هكذا عرفت (ثروت).. وهكذا كانت بيننا صداقة سطحية؛ لأنني بصراحة لا أطيق الأغبياء.. قد أقبل الجهلة إذا كانوا أذكياء، وهذا نمط لقيته كثيرًا.. مثل بواب البناية التي أقيم بها، ومثل تلك البائعة في السوق التي تشع عيناها ذكاء وألمعية

تخرجنا وتفرقت السبل؛ فلم أعرف هذه التفاصيل إلا متأخرًا جدًا، ومن فمه شخصيًا

كانت البداية هي أنه عندما ينام يشعر بأنه ليس وحيدًا

كان طبيبًا مقيمًا للتحاليل الطبية (الباثولوجيا الإكلينيكية) في مستشفى تعليمي بالقاهرة، وكانت الظروف تضطره أحيانًا أن ينام وحده في الطابق كله

يقول إنه كان يشعر بأن هناك من يقفون حول فراشه. نهض أكثر من مرة مذعورًا وبسمل وحوقل، ونظر حوله فلم ير أحدًا. في بعض المرات سمع من يتكلمون.. والأغرب أنه سمع مرارًا صوت
كليك.. كليك.. كليك



أما عن اختفاء الأشياء فهذا موضوع آخر؛ السماعة الطبية التي سرقت منه على سبيل المثال، سرقت من جوار فراشه وهو نائم، لم يسرق منه شيء من قبل، وهو يعرف يقينًا أن الغرفة كانت مغلقة من الداخل؛ ولكنه صحا من النوم فلم يجدها. هذا لغز بلا حل
هناك كذلك فقدان المناديل والأقلام.. تقريبًا لم يعد يوم يمر من دون أن يكتشف نقصًا في مناديله أو أقلامه. الأقلام لا تعيش في أية مستشفى، ومن المستحيل أن تمضي اليوم بذات القلم؛ لكن الأمر كان يتجاوز الحدود المعروفة

هكذا بدأ يشعر بقلق عظيم

.......

يتبع

في مصر لا تكن .. المهم أن تبدو

بص و طل - 29 أكتوبر 2009



الآن  مرت أعوام منذ كان ابني في الصف السادس الابتدائي، عندما كتبت في جريدة شهيرة مبديًا الذهول والقرف الشديدين من كتاب الكمبيوتر المقرر عليه. قد مرت أعوام أربعة، وابنتي في الصف السادس الآن .. فلابد أن الوزارة تداركت أخطاء الكتاب القاتلة، ولابد أن العلم تطور، ولابد أن كل شيء صار رائعًا

تعالي يا ابنتي نستذكر هذا الدرس معًا .. هاتي الكتاب
هنا بدأت أدرك الحقيقة المرعبة: الكتاب لم يتغير فيه شيء .. حتى لأكاد أسمع الشاويش عطية وهو يتأمل إسماعيل يس في شك، ثم يقول وهو موشك على البكاء: "هو بعينه وغباوته وشكله الغلط !" فقد عرفه عبر الأفلام  وأدرك الكارثة القادمة

الغلاف – ذات الغلاف – عليه عشرة أسماء كأنهم مخترعو الكمبيوتر، أو كأن هذه أول ترجمة أمينة للأوديسة. على الغلاف نكتشف أن الأستاذ (مجدي حنين)  هو
Sinia inspector
 وطبعًا
Sinia
 هذه هي
Senior
  كما سمعها الأخ الذي كتب الغلاف فكتبها حرفيًا على طريقة محلات العصير. أما الأستاذة (نادية حجازي) فتعمل
Concellar of the minister's
هكذا .. مهنة لا نعرف ما هي، لكنها تخص شيئًا ما للوزير.. هل هي مستشار الوزير ؟.. إذن لماذا تضع حرف الملكية يا أخي ؟ وما هذا الهجاء الغريب لكلمة
councilor
 ؟

إخراج الكتاب بدائي وقبيح جدًا كأنه مخصص ليتلقى أولادنا درسهم الأول في القبح.  الأخطاء لا تنتهي .. مثلاً هناك إصرار جهنمي على
Row material
   بدلاً من
Raw Material
أي المواد التجديفية لا المواد الخام

تأمل هذه المعلومة: "الأقمار الصناعية تتجسس على أية أمة. وسائل الاتصال تنقل كل ما تريد من معلومات زائفة عن دولها. يتم التلصص على الأفكار والمعلومات، وليس بوسع أحد منعها. والغرض الرئيس هو الاقتصاد". فهمت حاجة ؟.. أما أمثلة عيوب المعلومات فهي : الإنترنت – الاختراق. هل الإنترنت من عيوب المعلومات ؟.. وهل تتساوى بالاختراق ؟.. مثلاً هل يتساوى البرتقال بسرطان المثانة ؟

مخاطر أجهزة الكمبيوتر  عندما تتصل بالنت هي
1-Dangers that personal computers have when join to the internet.
هل هناك حقًا شيء اسمه
when join to
 ؟... هناك أربعة راجعوا وأربعة قاموا بالترجمة، ولا يمكن أن يخطئوا .. الحل الوحيد هو أنني أحمق. وهم يفاجئونني بتعبير عبقري آخر
2-Lack of experience when dialing with some programs
طبعًا يريدون قول
dealing
عليك أن تكون عبقريًا طيلة الوقت وتحاول استنتاج ما وقر في صدورهم. ثم هل هذا خطر يتعرض له الكمبيوتر أم هو نقطة ضعف تمهد لهذا الخطر ؟.. لا فارق فالكلام لا معنى له، وليس سرًا أن كل مدرسي الكمبيوتر للصف السادس يبدءون السنة بشتيمة الكتاب قليلاً والدعوة على مؤلفيه، ثم يعلنون
"دعوكم من هذا السخف، وسوف نكتفي بالنقاط التي ألخصها لكم"

أما عن اتقاء أخطار الإنترنت فله طريقة عبقرية
Using programs to discover and erase these programs.
أي أننا سوف نستعمل برامج لمسح البرامج ..جميل جدًا. ثم عليك كذلك أن تأخذ الحذر
Taking care in receiving E-mail messages that contain enclosed.
بس كده .. لم يقل ما هو المغلف .. يعني خذ بالك من البريد الإلكتروني الذي يحوي(....) مغلفة
When putting a program on the set from a site on the net.
هذه جملة تامة وليست مقتطعة. عندما تضع برنامجًا على الجهاز من موقع على النت................. تعمل ايه ؟.. ليس من حقك أن تعرف فالجملة انتهت، وأنت مصري لا تستحق أكثر

زهقت ؟.. تذكر أننا لم نتجاوز صفحة 14 بعد، بينما الكتاب 160 صفحة

الآن نعرف ما هي الملكية الفكرية
Mental property is protection private thinking of the program thing it made.
(الملكية الفكرية هي الحماية التفكير الفردي لشيء البرنامج الذي صنعه)
أي مدرس لغة إنجليزية سوف يسمم أولاده ثم يطلق الرصاص على رأسه لو قرأ هذه الجملة، وهذا الخلط الفاحش  في الأفعال والأسماء. وما معنى
program thing it made
 ؟

إضافة جميلة أخرى هي
May by
 بدلاً من
Maybe
الغبية التي يصر عليها الأجانب

Internet is join amory many nets and base in most countries
يبدو أن
Amory many
  تعبير عبقري آخر لا أعرفه لأنني رجل طنطاوي

أعتقد أنهم حذفوا أسماء الفيروسات العجيبة التي كانت في الكتاب القديم. كان هناك فيروس اسمه
trwada virus
وهي الترجمة الحرفية لاسم (فيروس خيول طروادة).. فالسادة الخبراء لم يعرفوا  أن طروادة ينسب لها في الإنجليزية بلفظة تروجان
trojan
  ،  وكلمة (تروجان) دخلت العربية ويستعملها الجميع ويعرفها أي طفل يلعب في ناد لألعاب الفيديو، ما عدا أربعة المترجمين الأعزاء الذين يترجمون على طريقة (دو يو سبيك لندن ؟).   فقط تخيل أن تنقش هذه الكلمات في صدر الأطفال، ويقف الفتى أمام العالم ليقول طروادة فيراس

هناك من سيقول لي إنها أخطاء غير قاتلة، و(لا تكن متحذلقًا).. الخ. لكن هل تجد هذه الأخطاء بسيطة فعلاً ؟.. إنها كافية لتجعل النص مستحيل الفهم. ثم ما نتيجة هذا الهراء والتفكك على عقول أطفالنا ؟. إنهم يتنفسون تصميمًا فنيًا رديئًا ولغة رديئة ومعلومات رديئة ومنطقًا رديئًا. وأنا أتكلم عن كتاب الكمبيوتر فقط، بينما لم أر الكوارث التي تنتظر في كتب اللغة العربية والتاريخ والعلوم. وكيف تمر أربعة أعوام والكتاب ما زال يحتفظ بذات الأخطاء ؟

في مصر لا يهم أن تكون بل أن تبدو .. تبدو مصرًا على أن يلحق أولادك بالعصر، وأن يجتازوا الفجوة العلمية، وأن يصير الكمبيوتر في دمهم، لكن ما يحدث فعلاً هو هذا السخف. سبوبة للحصول على بعض المال دون جدية من أي نوع. نفس سياسة سد الخانات التي نعرفها جيدًا. والمهم أن يبدو الأطفال جميلي المنظر وهم يحملون كتب الكمبيوتر، كأننا في اليابان يا اخواتي

أنت في مصر .. لا تكن .. المهم أن تبدو. والآن خذي الكتاب وابتعدي يا ابنتي .. أعترف بأنني لا أفهم شيئًا على الإطلاق، ولا أستطيع تقديم أي عون لك. لكن المهم أن أبدو لأمك كأنني أساعدك

Sunday, October 25, 2009

عن البنيوية العملياتية الفتحوية

أعرف من يرفض حقًا .. من لون الغربة والجوع بعينيه وأعرف أمراض التخمة .. لماذا أتذكر هذا المقطع من شعر (مظفر النواب) الآن وفي هذه الظروف ؟
من الجلي أن (مظفر النواب) كان يعتمد كثيرًا على انطباعه الشخصي، وهذا ما حدث معي بالضبط عندما كنت أشاهد شاشة الجزيرة منذ أعوام بعد ما فكت إسرائيل حصار عرفات أول مرة واجتاحت جنين يوم الجمعة 5 أبريل 2002. كنا نحن نحترق غمًا وألمًا بعد ما رأينا الجثث مكومة في الأكياس السوداء، والمسعفين يلبسون الكمامات وهم يملئون شاحنة كاملة ، ورأينا الرجل الذي قضى ثلاثة أيام حبيسًا مع جثث أمه وولديه وزوجته التي دب فيها العفن، عاجزًا عن دفنهم أو الخروج من البيت. فيما بعد رأيت موقعًا متخصصًا في الصور المرعبة اسمه (روتن دوت كوم) فيه فصل كامل عن مذبحة جنين، ترى فيه صورًا لا يصدقها عقل ولا يتحملها جهاز عصبي بشري، مع تعليق ساخر من صاحب الموقع الأمريكي يقول: ومستر أنان يصر على أنه لم تحدث مذبحة في جنين

رأينا كل هذا ثم رأينا عرفات يتصدر المائدة بينما من حوله رجال فتح يحتفلون (بالنصر المؤزر) الذي هو فك الحصار، كأن لهم من أمرهم شيئًا وكأن إسرائيل غير قادرة على إعادة الحصار في أية لحظة تريد. كان هناك جو عام من المرح أكثر مما يتحمله الموقف .. ضحكات .. قهقهة .. قفشات .. وتوقفت الكاميرا عند رجلين مكتنزين غليظي الشاربين والجسدين جالسين إلى المنضدة يتبادلان المزاح مع ذلك التعبير الفاحش الذي يوحي بأنهما يقولان نكتًا (أبيحة)، ثم لاحظ أحدهما الكاميرا فتقلص وجهه وهمس في أذن صاحبه كي يأخذ باله. كان انطباعي عن المشهد أن هذه وجوه تعاني (أمراض التخمة). هناك كعكة دسمة جدًا في الموضوع، وهم سعداء بأنها عادت لهم بصرف النظر عن الجثث المكدسة في أكياس. انطباع آخر شعرت به هو أن هذه ذئاب يسيطر عليها مدرب محنك يلعب بالبيضة والحجر هو (عرفات)، لكنه لو توارى لانقضوا على كل شيء . كان وضع عرفات مع الإضاءة يوحيان نوعًا بالمسيح في صورة العشاء الأخير الشهيرة لدافنتشي، وقلت لنفسي إن أحد هؤلاء سيكون يهوذا .. لا أعتقد أنني أخطأت كثيرًا لأن أحدهم هو من دس له السم قطعًا، غير أن عرفات لم يكن المسيح بالتأكيد

في هذا الوقت كانت هناك اتهامات عدة للعقيد جبريل الرجوب قائد الأمن الوقائي السابق في الضفة الغربية بتسليم 8 مقاومين فلسطينيين من فصائل مختلفة لقوات الاحتلال، منهم مقاتل من حركة فتح نفسها. وهي تهمة أنكرها بشدة وزعم أنهم تم اعتقالهم أثناء اجتياح بتونيا. قال الشهيد أحمد يس إنه تلقى مكالمة استغاثة منهم قبل اعتقالهم تؤكد أن الرجوب هو الفاعل

هناك مقال شهير يتداوله الفلسطينيون كتبه طبيب فلسطيني اسمه ابراهيم حمامي يكشف معلومات عن محمد دحلان الذي ولد في أسرة فقيرة، وتنقل بين ليبيا وتونس، ويزعم المقال إنه تم تجنيده مع الرجوب من قبل المخابرات المركزية أثناء وجوده في تونس. أما خطة روما فهي اتفاق يقضي بأن يحتوي دحلان كمسئول للأمن الوقائي حركة حماس. هذه هي الفترة التي أطلق عليه فيها اسم (الكولونيل الوسيم) في الصحافة الغربية. امتلك فندقًا خمسة نجوم في غزة، وبدأت خلافاته مع عرفات. والمقال يوجه له عدة أسئلة مهمة: 1- من أين أتى بالملايين ليصرفها على أتباعه في فتح؟ 2- من أين له الأموال ليمتلك فندق الواحة وليشتري مؤخرا أكبر وأشهر منازل غزة 3- هل يستطيع أن يكشف عن مصدر ثروته المقدرة بـ 53 مليون دولار وهو القادم من عائلة معدمة؟ 4- من دفع فاتورة إقامته بفندق كارلتون تاور بكامبردج ليتعلم اللغة الإنجليزية على أيدي ثلاثة من المختصين في إحدى أكبر وأغلى الجامعات في العالم وتحت الحراسة الأمنية؟

لهذا عندما اقترحت أم العيال أن نتبرع للشعب الفلسطيني في المصرف، راقت لي الفكرة. ثم راجعتها مرارًا .. من قال لي إن التبرع سيصل فعلاً للفلسطينيين ؟.. يصل لأهل إيمان حجو وأهل محمد الدرة وذلك الذي حُبس ثلاثة أيام مع جثث أسرته ؟... من يضمن لي ألا آخذ المال من قوت عيالي كي أزيد من ثروة الأخ دحلان وسواه، وهو قطرة في بحر على كل حال ؟

عندما يظهر جبريل الرجوب على الشاشة بصلعته وصوته الفظ، ومصطلحاته : "البنوية العملياتية ، وترتيب البيت الفتحوي "، لابد أن تشعر بالاختناق .. كلهم يتكلمون بهذه الطريقة وأسلوب النسب إلى الجمع ليوحوا بأنهم من كبار المناضلين، تشعر بذات الجو القديم الذي صاحب اغتيال يوسف السباعي في 18 فبراير من عام 1979. ربما ترفض كامب ديفيد ومبادرة السادات لكنك كذلك ترفض من اصطلح إعلامنا على تسميتهم (مجاهدي الميكروفونات) . ما علاقة كاتب رومانسي مثل يوسف السباعي بالقصة ؟، وما الإضافة التي تقدمها باغتياله (منشان القضية) ؟. نفس جو اغتيال عصام السرطاوي في لشبونة يوم 10 إبريل عام 1983. أنت أدنته واعتبرته عميلاً، لكن لماذا تقتله وهو خارج من الفندق بينما على بعد متر واحد منه يمشي السفاح بيريز فتتركه.. لماذا لا تقتل الاثنين يا أخي ؟.. لماذا لا تبدأ بعدوك؟

لقد شاخ رجال فتح ما بعد أوسلو حقًا .. إنه (تعب المعادن) .. لم تعد هناك علاقة بينهم وبين فتح العقائدية الثورية التي عرفناها أيام خطف الطائرات إياها
قارن هذه العيون المنتفخة التي أغلقتها السلطة والنفوذ بالعينين الحساستين الذكيتين لخالد مشعل أو الرنتيسي أو المتحدث الرسمي لحماس  هذه عيون تشي بـ (لون الغربة والجوع).. عيون (ترفض حقًا)... ـ

قد تختلف مع حماس كثيرًا جدًا.. هناك ألف تحفظ على فكرة خلط الدين بالسياسة والإسلام السياسي، لكن لا تنكر لحظة أن هؤلاء قوم صادقون يؤمنون بما يفعلون وقد ضحوا بحياتهم فعلاً، وكان سلاحهم – حتى الأشهر الأخيرة – موجهًا نحو هدف واحد فقط هو الهدف الصحيح. أحمد يس القائد العجوز رأينا أجزاء مخه مبعثرة على الرصيف ساعة صلاة الفجر، والرنتيسي تمزق جسده، وخالد مشعل مات فعلا وعاد للحياة لأن الملك حسين لم يستطع قبول اغتياله على أرض الأردن. لا ننكر كذلك أن هناك شرفاء كثيرين في فتح ما بعد أوسلو، منهم على سبيل المثال الرائد سعيد الكرمي من قادة شهداء الأقصى الذي نسفه الإسرائيليون في 14 يناير عام 2002

حماس قد تم وضعها في مصيدة، وكان عليها أن تواجه تحدي جيفارا الشهير: الثائر الذي يجيد التفجير ودك الحصون عندما يطلب منه أن يبني ويشيد وأن يفهم تعقيدات السياسة. جندي المدفعية الذي يطلب منه أن يتحول إلى عامل بناء. ربما كانت حماس على استعداد للتعلم وبالتأكيد كانت قادرة عليه، لكن أحدًا لم يعطها فرصة .. تحالف العالم كله ضد تجربتها كي تفشل . وفي النهاية كانت الضباع المستفيدة في حركة فتح على استعداد للقتال حتى الموت من أجل مكاسبها، واشتعل الوضع في غزة. ربما أكون عاطفيًا أكثر من اللازم، لكني بالفعل أرى الصراع صراعًا بين (من يرفض حقًا) ومن يعاني (أمراض التخمة)ـ

Thursday, October 22, 2009

قصة هيام - الحلقة الرابعة - الأخيرة




====================================


ولد (أحمد) في ليلة من شهر ديسمبر.. ليلة باردة انهمر المطر فيها مدرارًا، وكان طفلاً جميلاً بلا تشوهات... لكنها لم تكن سعيدة به. ثمة شيء خطأ... (رامي) كذلك لم يكن سعيدًا به برغم أنه أطلق عليه هذا الاسم ليكون (أحمد رامي) على اسم الشاعر الكبير. كان (رامي) يتصرف بنوع من اللهفة والقلق كأنه كان ينتظر لحظة بعينها وقد جاءت
 
لاحظت (هيام) أن ابنها صموت.. لا يبكي مثل الصبية ولا يعوي.. بل إنه يكون أكثر راحة في الظلام... هذا أثار رعبها بشكل خاص
لم يكن يلعب مع رفاقه.. بالواقع لم يكن له رفاق أصلاً
 
قال (عباس) ضاحكًا
ـ "لقد انتهت عقدة روز ماري وبدأت عقدة (النذير).. داميان.. الطفل الشيطاني.. ربما مسحة من (لعنة المذءوب) كذلك؛ حيث يلمس الرضيع ماء العِماد فيغلي، لأنه يحمل بذور داء الاستذئاب.. فقط أنت جعلت الجو عربيًا"

قلت له في وقار وهدوء
 "لن يحدث هذا.. صدقني..."

هنا اتسعت عيناه رعبًا.. وطوى الورق كأنه عصا غليظة ونهض صائحًا
ـ"لحظة!.. الرعب الموجه لوجهة خطأ!... هذا هو!... أنت حاولت أن تجعلني أشك في (رامي) والطفل منذ بداية القصة.. هل تعرف ما أفكر فيه؟... هناك كائن شيطاني واحد هو (هيام)!.. سوف ندرك هذا في النهاية وينقلب كل شيء"



قلت في برود وأنا أضع ساقًا على ساق
 "لو فعلت هذا لقلت إنني أكرر نفسي.."
 "إذن ما الذي سيحدث؟... ماذا؟"
 "أكمل القصة"

الآن (أحمد) الصغير في العاشرة
تجلس (هيام) في الشرفة ترمقه وهو يلعب في حديقة الفيلا.  للمرة الأولى تنظر لنفسها من الخارج وتدرك أنها سعيدة.. لا تعرف الظروف السحرية التي جعلتها تغير خطة حياتها وتتزوج بدلاً من التسلية على الخطّاب.. لا تعرف كيف وثقت بشخص لا تعرف عنه شيئًا؛ لكنها اليوم تعرف عنه الكثير
 
ظلت طيلة هذه الفترة تتوقع الشر، لكن لم يحدث شيء.. تنتظر في كل يوم مصيبته القادمة، لكن لا مصائب.. اليوم تدرك أنها أضاعت عشر سنوات ثمينة من حياتها بانتظار انهيار كل شيء، وانكشاف السر الرهيب الذي يخفيه زوجها.. لكن لا سر هناك
 
الحياة لم تكن بهذا السوء.. سوف يكبر الصغير وتشيخ هي، وسوف تذهب معه لرؤية فتاة أخرى تتسلى برفض الخُطّاب.. وستقول له معزية وهما ينزلان الدرج
"انسها.. صدقني.. الموضوع لا يستحق.."

لكنه لن ينسى بسهولة.. هكذا دورة الحياة الأبدية
 
وابتسمت ورشفت رشفة أخرى من عصير البرتقال الذي أعده لها زوجها
 
هتف (عباس) في بلاهة
"ماذا ؟... تمّ؟... لم يحدث شيء!!"

قلت وأنا أضع الأوراق في ملف
"ألم  تفهم؟... بلى، لم يحدث شيء..  هذه قصة عن فتاة اسمها (هيام) تزوجت وأنجبت طفلاً وعاشت حياة سعيدة... هذا كل شيء.."



احمر وجهه كالطماطم وقال
ـ "رامي ليس شيطانًا ولا عابد شيطان؟.. ابنها ليس ابن الشيطان؟.. البرتقال لم يحو منومًا؟.. الجولات الليلية لا سر وراءها؟.. الأسرة ليست أسرة شيطانية؟"

قلت في ثقة
ـ "لا تنكر أنني خيّبت كل توقعاتك ولم يحدث شيء مما خمنته.. هذا هو سر قوة هذه القصة.. أول مؤلف يكتب قصة لا يحدث فيها شيء على الإطلاق، وبالطبع لن يزعم أحد أنه قرأ القصة من قبل أو خمن ما سيحدث فيها.. وإنني لأشكرك على الشيك الدسم الذي كتبته كأجر لي"

راح يفكر بعض الوقت، ثم نهض ليقتادني إلى باب الخروج... هناك صافحني وهو يبتلع ريقه، وقال في ارتباك
ـ "سامحني.. إن الصدمة كانت قوية.. والنهاية غير متوقعة فعلاً.. آخر نهاية يمكن لإنسان أن يخمنها مهما حاول.. أعتقد أنني سأنشرها.. إن القصص التي لا يحدث فيها شيء على الإطلاق ليست بدعة.. يسمونها اللا رواية
Antiroman
  وهناك نماذج قوية لدى فوكنر وفورستر؛ لكن البداية كانت توحي بشيء مثير كما تعلم وحسبت أننا.. (احم).. إنني مرتبك ولا أعرف ما أقول"

وفتح فمه ليعبر أو يقول أكثر؛ لكني ابتسمت لأريحه
 
واستدرت منصرفًا وهو ما زال ينظر لي في بلاهة باحثًا عن شيء يقال
 
تمت

Wednesday, October 21, 2009

الجنرال يفقد أعصابه


هذا ليس عنوان رواية لماركيز وإن كنت لا أستبعد أن تكون هناك رواية بهذا الاسم

القصة حدثت عام 1943 في ذروة الحرب العالمية الثانية، عندما كان الجنرال الأمريكي الصاخب ذائع الصيت (باتون) يجتاح صقلية .. يتقدم نحو العاصمة (باليرمو). (باتون) من جنرالات الحرب العالمية المهمين، وقد اشتهر بلسانه السليط واندفاعه، وبراعته الحربية حتى إنهم اعتبروه من آلهة الحرب

في ذلك اليوم كان باتون يتفقد الجرحي من الجنود في مستشفي عسكري بصقلية، وقد كان ينتشي كثيرًا كلما رأى جنديًا أمريكيًا فقد ذراعًا أو ساقًا أو في غيبوبة، فهؤلاء هم الجنود المحترمون الذين يريدهم ! هنا وجد جنديًا شابًا اسمه (تشارلز كول).. لا إصابات في جسده لكنه يبكي بلا توقف .. ما مشكلتك يا بني؟

هنا قال الجندي بين دموعه إنه مصاب بانهيار عصبي لأنه لا يتحمل الحرب والقصف. كان هذا أكثر مما يتحمله باتون الذي فقد أعصابه وأطلق سيلاً من الشتائم البذيئة في وجه الجندي، وكان باتون يملك حصيلة ممتازة منها، ثم صفعه علي عنقه مرتين .. نهض الجندي فركله باتون في مؤخرته، ومن ضمن ما قاله له

«أنت جبان .. لست جديرًا أن توجد هنا بين هؤلاء الأبطال. لو لم تغادر الفراش حالاً فلسوف أنسف رأسك»

كل هذا برغم احتجاج الطبيب الذي يعرف أن ذعر المعارك مرض كأي مرض آخر. وبالطبع ازدادت حالة الجندي سوءًا وراح يذرف الدمع وهو يرتجف

هكذا قامت الدنيا ولم تقعد .. عرف الجنرال أيزنهاور بالقصة، كما نشرها أحد الصحفيين الأمريكيين، وأرغم باتون علي أن يعتذر للجندي المسكين أمام مجموعة من الجنود، وهي ضربة قاسية جدًا لكبرياء الجنرال. وفكر أيزنهاور في أن يعزل باتون أو يجرده من نياشينه ثم قرر أن يكتفي بعدم إسناد أية مهام له، وهو عقاب أسوأ من القتل بالنسبة لإله الحرب الأمريكي. علي كل حال لم يقتنع الألمان بأن باتون معزول لأنه لا أحد يعزل جنرالاً بهذا الحجم، وحسبوا بقاءه في صقلية نذيرًا بغزو أمريكي يتم من ناحية جنوب فرنسا

هكذا … أهم جنرال أمريكي تقريبًا في أهم لحظات الحرب.. وحادث لا يستحق هذه الضوضاء، لكن القيادة الأمريكية لم تغفر له أنه استعمل القسوة مع جندي جريح. هو يرى أن الجندي (بيستهبل)، لكن من هو كي يحدد ؟.. الأطباء رأوا أن الجندي يستحق دخول المستشفي العسكري، فلا دور له هو

لماذا تذكرت هذه القصة الآن ؟

لأن هناك جنرالاً من نوع آخر عندنا، زار معهدًا أزهريًا تابعًا لوزارته هو (معهد فتيات أحمد الليبي ) وتصرف بغلظة مماثلة مع طفلة

في الحقيقة لا أثق بمعظم ما يكتب من أخبار هذه الأيام، لكن الرجل لم ينكر القصة أو يقل إنها ملفقة، لهذا سأفترض أنها حدثت فعلاً كما كتبت عنها الصحف. بصراحة لست مؤهلاً لإبداء الرأي في فرضية النقاب ولا أملك الخبرة الشرعية الكافية للحكم، وإن كنت أرتاح لرأي الشيخ الغزالي الذي يقول إن الإسلام يأمر بغض البصر .. فلماذا نغض البصر إذا كانت كل النسوة منتقبات ؟. المشكلة التي تدعوك للابتسام هي أن أعداء النقاب يعتبرونه سبب كل مشاكلنا، وأنصار النقاب يعتبرونه السبيل الأكيد لرفعتنا وعودة أمجاد العروبة. أحيانًا أشعر أن شيوع النقاب رد فعل هو نوع من التحدي للاتجاه الحكومي الرسمي، ونوع من ممارسة الحرية الشخصية. أي أن سبب شعبية النقاب هو الحرب التي يشنونها علي النقاب، أضف لهذا تراجع دور الأزهر وضعفه، مما جعل الناس غير واثقة فيه .. تشعر أن كل رأي هو مؤامرة تخطط في البنتاجون. إنها تضع ثقتها أكثر في ذلك الداعية السلفي الذي تراه في الفضائيات، فهو علي الأقل ليس موظفًا في الحكومة المصرية

لا أعلق علي موضوع النقاب هنا، ولكن أعلق علي سلوك شيخ الأزهر الذي روع طفلة بريئة وذكر أهلها بعبارة لا ترضيهم، وأخبرها بمعلومة طريفة هي أنها قبيحة، واعتبر نفسه أعلم من الجميع

يقول الصحفيون إن شيخ الأزهر يكون أقرب للصرامة والخشونة في التعامل معهم ومع من تحت يديه. لن أندهش لهذه المعلومة إذا تذكرنا تعامله مع التلميذة التي بالتأكيد انسحقت تمامًا، بينما الرجل بكل هيبته ومركزه والهيلمان من حوله يلومها ويرغمها علي نزع نقابها. قارن هذا الموقف بلطفه الزائد مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز أثناء مؤتمر حوار الأديان والحضارات والذي عقد في نيويورك في شهر نوفمبر الماضي، حيث كانت سماحته لا تصدق. قارن كذلك منظره وهو يرفع يديه للسماء مبتهلاً بحركة درامية عندما أصيب الرئيس مبارك بتوعك في اجتماع عام وانسحب لدقائق. ظل شيخ الأزهر يرفع يديه للسماء عالمًا أن الكاميرات تصور وأن هناك من سيرى هذا كله فيما بعد. الأجمل أنه تعامل كأن دعاءه له خاصية علاجية أكيدة بحكم منصبه. كان البابا شنودة، يجلس جواره، لكنه أذكي من أن يتورط في مشهد تمثيلي كهذا، لذا اكتفي بأن يطرق برأسه في وقار، والحقيقة أنني احترمته جدًا لهذا الموقف الخالي من المداهنة. حسناً .. الشيخ سمح .. فلماذا لم يحتفظ ببعض هذه السماحة للطفلة تعسة الحظ ؟.. وما دخل أهلها المحترمين في القصة ؟... ولماذا تعود الفتاة لبيتها تقول لنفسها: أنا قبيحة .. فضيلة شيخ الأزهر قال إنني قبيحة. ولماذا لم يكتف بتوبيخ المسئولين عن المدرسة والمسئولين في الإدارة التعليمية؟ . في تقديري الخاص أنه كان يستطيع فرض وجهة نظره بشكل أقل صدمة واستفزازًا ودرامية

تصرف كهذا - كتصرف باتون - لابد أن يفجر الكثير من الألغام التي لا قبل لأحد بها، ونحن منذ أعوام لا نرى أية مظاهرة عارمة أو غضبة ساخنة إلا بسبب الحجاب والنقاب. كان هناك عميد شهير لكلية طب قصر العيني، كلما أرادوا خروج مظاهرة ضده أعلنوا أنه انتزع النقاب من علي وجه طالبة، فكان الطلبة ينظمون مظاهرة هائلة غاضبة خلال عشر دقائق. هكذا انتزع الرجل حسب قصصهم النقاب عن وجه ألف طالبة تقريبًا. علي الفور يتلقي النائب حمدي حسن عضو كتلة الإخوان بمجلس الشعب الشعلة، ويطالب بعزل شيخ الأزهر. ويقول إن الشيخ طنطاوي أصبح يسيء إلي الحكومة وللمؤسسة الدينية التي ينتمي إليها. وتساءل : «بأي حق سيصدر شيخ الأزهر قرارا بمنع المنتقبات سواء كن معلمات أو طالبات من دخول المعاهد الأزهرية؟»، مبينًا أن فضيلته نسي أنه يزور معهدا دينيًا ولابد أن يجد فيه عددًا كبيرًا من المنتقبات، فإذا أراد أن يزور معهدًا بلا منتقبات ولا محجبات فعليه أن يزور معهدًا للرقص الشرقي وحينها لن يجد منتقبة واحدة

كل من يبحث علي شبكة الإنترنت يكتشف أن الغضبة عارمة، وأن الرجل صار عدوًا لقطاع كبير من المصريين والعرب. الحقيقة أن الشيخ طنطاوي أراد أن يظهر أنه لا يخشي في الحق لومة لائم، لكنه بهذا داس علي القدم المتقرحة لعدد كبير من الناس، وقدم لخصومه السيف الذي يضربونه به. وفي رأيي أنه أساء للنظام؛ لأن الناس - للأسف - لا تصدق أن هذا القرار مستقل. هذا الجزء حساس ولا يحتمل الخطأ أو سوء التقدير، فعلي من يتعامل معه أن يكون حذرًا. لقد تعامل أيزنهاور بحزم مع أعظم جنرال أمريكي، لأنه جرح نفسية جندي، فماذا عن عالم أزهري جرح نفسية طفلة، وأحدث أذي كبيرًا في علاقة الناس بالحكومة، وهي علاقة سيئة أصلاً ؟

Wednesday, October 14, 2009

قصة هيام - الحلقة الثالثة



====================================


ليلة غريبة هي تلك التي قضتها مع أقاربه في الفيوم
لم يكن قد حكى لها عنهم قط، وهي تعرف يقينًا أنه بلا أقارب.. لكن الصورة تتغير، وهو يحدثها عن أقارب قدامى له.. مجموعة غريبة الأطوار من البشر، وأنا أعني ما أقول.. عندما لا تتكلم طانط (علياء) أبدًا وتظل ترمقك في ثبات، وطانط (ميرا) التي تضع الإيشارب ليحجب معظم وجهها لأنها لا تتحمل الشمس، فلا ترين سوى عينيها.. ثم ذلك الرجل الغريب المدعو (عزمي) الذي لا يكف عن شرب أشياء من زجاجات صغيرة، ويؤكد أنها دواء
عندما وضعت (نانسي) -قريبته- يدها على يد (هيام) شعرت بأنها باردة كالثلج.. قاسية.. صلبة.. يمكنها أن تنتزع قلب أسد من ضلوعه بلا جهد يذكر
الجو لم يكن ودودًا برغم أن (رامي) بالغ كثيرًا جدًا في التظرف والتمثيل.. كان يطوح رأسه للخلف ضاحكًا، ويثب في الهواء متظاهرًا بالحيوية



في نهاية اليوم قالت طانط (علياء) بصوتها الخشن الأنفي الذي يذكرك برجل عجوز يرتجف
"شد حيلك يا (رامي).. نحن نريد الذرية.. أنت تعرف هذا جيدًا.."
لم تكن دعوة طيبة.. كان هذا أمرًا صارمًا لا راد له، وتقسم (هيام) على أن (رامي) وقف في مكانه بشيء من الرهبة، واحمرت أذناه قليلاً
 "طبعًا يا طانط..."

كانت مندهشة من تأثير أقاربه عليه، ولماذا لم يظهروا في الصورة إلا بعد الزواج

عندما جاء المساء أعد لها (رامي) الطعام.. جلب الكثير من عصير البرتقال وجلس معها على ضوء الشموع.. كانت تفكر: أن هذا ليس عدلاً.. الفتاة تقبل المخاطرة وتتزوج رجلاً لا تعرف عنه إلا أقل القليل.. ثم يكون عليها أن تواجه هذا كله وحدها، وأن تدفع ثمن قرارها هذا. ماذا تعرف عن (رامي)؟.. لا شيء سوى اهتمامه بالطرود المرسلة لألمانيا، وأنه وسيم منمق
بالتأكيد كانت في وضع أفضل عندما كانت عزباء تملي شروطها، كقائد يستعرض صفوف الجنود من الخطاب
فجأة بدأ النعاس يلعب بعينيها.. تثاءبت ولم تعد تشعر إلا بـ (رامي) يقتادها للفراش وهي لا تكف عن التثاؤب.. الأرض عالية جدًا ولينة.. من قرر فرش الشقة بالمراتب الهوائية؟ لابد أنه مجنــ..................

هنا نهض (عباس) محنقًا وألقى بالورق على الأريكة وقال
ـ "ها نحن أولاء قد انتقلنا لقصة (طفل روزماري) مع أننا بدأنا بقصتك الخاصة.. الزوج يعمل مع عبدة الشيطان بغرض المجيء للكون بابن للشيطان من امرأة بشرية.. زوجها متواطئ يا أستاذ.. متواطئ..!.. هذا واضح وكذلك هو يدس لها المنوم في عصير البرتقال.. بل من الممكن أن تسوء الأمور أكثر ويكون زوجها هو الشيطان نفسه"
نهضت وبدأت أجمع أوراقي أمام عينيه المندهشتين، فسألني في غباء عما هنالك.. قلت له
 "أرى أن تقوم أنت بالتأليف.. فلديك موهبة ممتازة في هذا الصدد.."
جذبني من ذراعي وقال ملحًا
 "أنت لا تقبل النقد.."
 "وأنت لا تقبل الفن"
 "فقط عندما يكون جيدًا.."
ـ "أنا لا أؤمن بموضوع تذوق البيضة لمعرفة إن كانت فاسدة أم لا.. لابد من التهامها كاملة أولاً.. إن تسممت كانت فاسدة وإلا فهي جيدة.. فقط اخرس قليلاً ودعني أكمل"
هكذا جلس مغتاظًا وبحث عن الصفحة التي كان يطالعها...

هيام الآن حامل
إنها مندهشة من كل هذه المهانة التي تلاقيها أنوثتها؛ فهي عاجزة عن اعتبار الأنوثة مجدًا.. ليس لها سوى بطن منتفخة وقدمان متورمتان وأنفاس قصيرة متلاحقة وحجاب حاجز يوشك على أن يخرج من فمها.. الركلات... الركلات من الداخل لا من الخارج
الطبيب الذي فحص بطنها بالسونار اتسعت عيناه رعبًا
"هل هناك مشكلة ما؟"
تجمعت قطرات العرق على جبينه، برغم تكييف الغرفة القوي، وقال
ـ"أشياء غريبة في الصورة.. أعتقد أن هذا ناجم عن التزييغ.. أجسام في السائل الأمنيوسي تعطي صورًا غريبة.. ربما الغازات.. ربما.... فقط يجب أن نعيد هذا الفحص بعد شهر"



لكن (رامي) جن غيظًا عندما عرف أنها خضعت للفحص بالسونار، وقال لها
"أشياء كهذه لا تتم دون علمي.. ربما عرّض السونار الجنين للخطر"
"لكن السونار لا يؤذي.. إنه آمن تمامًا"
ـ"هكذا يقول الأطباء اليوم، وعما قريب سوف يعرفون أنه خطر داهم.. في طفولتي كانوا يفحصون الأجنة بالأشعة السينية ويحسبون لا خطر هنالك"
هكذا اضطرت لأن تصمت وتقبل ألا يفحصها طبيب طيلة فترة الحمل
والجواب عن مخاوفها كان قريبًا جدًا.. جدًا

.......

يتبع

دائرة الانتقام


رسوم: محمد عبد الله

دي بطيخة فرعونية يا خواجة .. سيتي الأول كان حياكلها لكن جاله ضيوف .. تمنها ما يقلش عن ألف دولار













رجل واحد أمين - 2



====================================


فنان كاريكاتور خليجي -لن أذكر اسمه لأن هذا ليس موضوعنا- ضُبط متلبسًا بسرقة رسومه من المجلات العالمية.. ليس اقتباسًا وليس تأثرًا؛ بل هو نقل مسطرة، مع فارق شاسع في المعالجة الجرافيكية طبعًا، يشي بقلة براعته
قام أحد المدونين المخلصين للحقيقة بوضع رسوم الفنان ملاصقة للمصادر التي سرق منها، مع ذكر التاريخ والمصدر الذي يؤكد من أخذ ممن. إدانة واضحة صارخة لا تحتاج إلى تعليق. هكذا انهمرت الشتائم والاتهامات.. على من؟.. على مكتشف السرقة طبعًا!. فهو مسطول تارة.. وهو شاذ تارة أخرى.. وهو يتعاطى المخدرات.. وهو عبد الغرب.. وهو لفق الرسوم الغربية بنفسه ليتهم الفنان في شرفه.  وأنهى أحدهم الصفحة صارخًا: "إلى الأمام يا (.....).. لأنك تسير في المقدمة قذفك أنصاف الرجال بالحجارة"...ممم

مدرسة (الحق على المقتول) مدرسة عربية معروفة؛ لكني لم أتوقع أن تصل الأمور لهذا الحد في أمر واضح كالشمس. لقد لجأوا إلى الكثير من الصراخ ليخفوا الحقيقة، والنتيجة أن من يبصر الصفحة يجد مجموعة من الشتائم ضد المدوّن ولا يفهم الموضوع أصلاً. ومثل هذا كثير في برنامج "الاتجاه المعاكس" الذي يقدم على قناة الجزيرة؛ حيث ينفجر الطرفان في الصراخ قبل أن تبدأ الحلقة؛ فلا تسمع حرفًا، وتتطاير الاتهامات في شقتك؛ بينما المذيع (فيصل القاسم) يقف في الوسط صارخًا: "يا رجل!.. يا زلمة! سأعطيك المجال"، وتنتهي الحلقة دون أن نعرف شيئًا يتجاوز ما كنا نعرفه قبل بدء الحلقة

رجل واحد أمين.. سوف يزحف الشيب على رأسك دون أن تلقاه.. لا تنظر لمرآتك فهو ليس هناك.. صدقني
مثال آخر قوى وخطير جدًا هو حملة التشكيك في لقاح إنفلونزا الخنازير قبل أن يعرف صانعه نفسه آثاره الجانبية، إلى حد أن اللقاح لن يجد من يأخذه بالتأكيد. ومن جديد نرى على قناة الجزيرة ضيفًا قيل إنه خبير في الأوبئة ينصحنا بعدم أخذ اللقاح، وهنا يمارس الإعلام لعبة حجب تفاصيل معينة.. فنحن مثلاً لم نعرف أن الضيف طبيب أسنان ولا علاقة له بالأوبئة، وله كتب مليئة بالخزعبلات ونظرية المؤامرة.. هكذا تم حجب جزء من الحقيقة لتحقيق غاية معينة هي البحث عن أخبار مثيرة مهما كان الثمن النهائي لذلك، وهو عبث خطير لو فكرت في الأمر؛ لأنه يعني أن ملايين الناس لن يأخذوا اللقاح.. وهذا قد يعني وفاتهم لو توحش الفيروس أكثر. اليوم وجد العلم اللقاح لكن أحدًا لن يمسه بسبب العبث في الإعلام وبسبب ثقافة (الفوروورد) هذه، والأصوات عالية جدًا؛ بينما صوت منظمة الصحة العالمية بطبيعته خفيض عقلاني، وهكذا حسمت المعركة في عالم لا ينتصر فيه إلا الأعلى صوتًا، وما من رجل واحد أمين

كما قلت، هناك تدفق شديد للمعلومات ونقيضها، وهو تدفق لا يعرف التعقل ولا يعطي فرصة للتمحيص واتخاذ القرار، والمهم أن الجميع تقريبًا يكذبون.. يكذبون بوجه صلب وأعصاب باردة.  والنتيجة هي أن المرء يزداد جهلاً كلما عرف أكثر



بعض القضايا التي تثيرها الصحف وتحدث ضجيجًا، هي في الحقيقة تصفية خلافات بين رجال أعمال، والعاملون في كواليس الصحافة يعرفون هذا جيدًا.. أما رجل الشارع فيجري وراء عواطفه والأعلى صوتًا
قد تقول لي: إن اللون الأسود أو الأبيض لا وجود لهما، وإن كل الأشياء رمادية؛ لكن هناك أمورًا لا تقبل الجدل: هل فلان رجل وطني مخلص أم هو عميل؟

كنت أتكلم في جلسة خاصة عن أحد الوزراء السابقين الذي نعرف أنه المسئول عن تدمير الزراعة في مصر والمبيدات المسرطنة، وهو من فتح زراعة مصر لإسرائيل تعبث فيها كما تشاء.. هنا سمعني أحد أساتذة الزراعة الكبار  -وهو رجل محترم جدًا واسع العلم يمقت إسرائيل كالجحيم-  فقال لي: "لا تصدق الصحف.. الآن لا أحد يسمعنا، وأنت لن تنفعني أو تضرني، لهذا أقول شهادتي لله.. أنت بعيد عن الصورة تمامًا ولست مختصًا، ولا تعرف ما فعله هذا الرجل للزراعة في مصر.. لو كان عندنا اثنان منه لصرنا من أهم مصدري القمح في العالم. لقد كان مدمنًا للعمل شديد النشاط، والحقيقة أنه أُبعد لأنه كان أنجح من اللازم"
"يا سلام ؟!!... وماذا عما كتبته عنه الصحيفة الفلانية والجريدة العلانية؟ وكل هذه القضايا ضده؟"
 "تسوية حسابات لا أكثر.."
إديني عقلك!!  .. أحيانًا يؤدي سماع الرأي والرأي الآخر إلى أن تقترب من الجنون
أحد الطرفين كاذب أو مخدوع.. لكن أيهما؟.. بالطبع أميل إلى أن ما نعرفه من صحف المعارضة هو الحقيقة؛ لكن هل يمكنك تجاهل كلام يقوله أستاذ زراعة شريف واسع العلم والخبرة؟

ثمة مشكلة أخرى أعتقد أنها حقيقية، هي أن البخار يصدر من كل مكان.. مئات الثقوب في مجتمعنا يخرج منها البخار الغاضب، والكل ينفث عن كبته في الصحف.. على شبكة الإنترنت.. في المدونات.. أعتقد أن هذا أضعف قوة عزم البخار؛ فلم يعد قادرًا على رفع الغطاء. هذه الضغوط من قبل هزت الأرض في 18 و19 يناير لأنها كانت مركزة؛ لكن البخار اليوم يخرج بانتظام وشكل منهجي فلم يعد قادرًا على عمل شيء على الإطلاق، وكما ترى نحن نتكلم بغضب وصراحة منذ عام 1990 ولم يتغير أو يحدث شيء.. ومن الواضح أننا يمكن أن نتكلم ثلاثين عامًا أخرى

لا يمكن أن يقيد أحد الإعلام من جديد، حتى لو أردنا هذا.. كل التجارب أثبتت أن هذا مستحيل في عصر الفضائيات والإنترنت، وأنت تعرف اختراع البروكسي وسواه
والحل؟.. هل ستبقى هذه الفوضى للأبد؟
ربما كان غيري أقدر على إيجاد الحلول؛ لكني أرى أنه يجب أن يبدأ المرء بنفسه أولاً.. يجب أن يتقي من ينقل الخبر الله فيمن يسمعونه، وأن يبعد أهواءه الشخصية وميوله الأيديولوجية، وينقل ما حدث بالضبط.. ما رآه بالضبط وليس ما يتصور أنه حدث أو ما يتصور أنه كان يجب أن يحدث

القصة التي تؤثر في الكثير هي قصة الرسول صلى الله عليه وسلم يوم مات ابنه (إبراهيم)، وحدث خسوف للشمس.. قال المسلمون: لقد خسفت الشمس حزناً على (إبراهيم).. عندها كان غضبه صلى الله عليه وسلم شديداً مخيفاً، وقال لهم: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا تخسفان لموت أحد ولا لحياته"؛ هذا درس في الموضوعية والدقة.. ما حدث حدث وما لم يحدث لم يحدث.. فقط

العدل.. العدل والحيادية؛ حيث لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا.. يجب تحري الدقة.. ثقافة التمرير يجب أن تكون لها فرامل.. يجب أن يقرأ المرء الرسالة بعين ناقدة قبل أن يمررها لسواه. أعتقد أن معظم مستعملي الإنترنت يمررون ما يصلهم قبل أن يروا محتواه
نفس الروح الناقدة المتشككة يجب أن يتحلى بها من يتابع الفضائيات. ليس كل ما يقال صحيح. أما عن الإعلاميين أنفسهم؛ فعليهم ألا يفرحوا باهتمام الجماهير المؤقت مع كل مقال أو خبر.. إن الفوضى هي نهاية هذا الطريق، ويوم تجتاح الجميع سوف يعضون على أناملهم ويقولون: ليت كان بيننا رجل واحد أمين

Tuesday, October 13, 2009

امرح مع إنفلونزا الخنازير - 3



======================================


انتظرت في شغف البرنامج الذي يقدمه الإعلامي (أحمد منصور) علي قناة الجزيرة، بعد ما عرفت أنهم سيلتقون مع خبير أمريكي في الأمراض المعدية اسمه (ليونارد هوروفيتز) للكلام عن إنفلونزا الخنازير. هذا رجل خواجة وبالتأكيد كلامه صح. خلال خمس دقائق كان الرجل قد ألقي قنابله كلها حتي ملأ الدخان شقتي: إنفلونزا الخنازير فيروس مُصنّع بالكامل كما سبق تصنيع الإيدز والإيبولا.. منظمة الصحة العالمية تقع بالكامل تحت سيطرة المؤسسات المالية الكبري وتأتمر بأمرها.. اللقاح قاتل وهو الذي سبب متلازمة حرب الخليج وأنا آمركم بألا تأخذوه.. بعض الليمون يقضي علي الفيروس بلا شك.. ثم هو شهيد أيضًا لا أبالي حتي لو قتلوني

قال الرجل باختصار كل ما يقال في الخطابات البريدية التي يصلني عشرون منها كل يوم، مع الأسئلة ذاتها المحيرة: متي عرفوا كل هذا عن آثار اللقاح الجانبية ؟... كيف يسهر العلماء الأشرار في مختبرات الحرب البيولوجية لصنع فيروس رهيب يدمر البشرية، ثم يقضي عليه الليمون؟.. ما داموا قادرين علي صنع الإيبولا فلماذا لم يكرروا هذا ؟.. أكره جدًا العبارات التي تناقض نفسها في نهاياتها

ظللت أستمع في احترام.. بدأ الاحترام يتحول لعدم ارتياح.. عدم الارتياح تحول إلي شك صريح.. الشك تحول إلي سخرية.. هذا الرجل آت من عالم الحكومات الخفية وأحجار علي رقعة الشطرنج ومنظمة النورانية وملفات إكس والمسيخ الدجال الذي أسقط برجي مانهاتن وظهرت صورته في الدخان.. لا شك في هذا.. هذه مواضيع شيقة جدًا، وأنا شخصيًا أستعملها في قصصي كثيرًا، لكن يجب أن يكون هناك فارق بين الخيال القصصي وبين كلام علمي مسئول يذاع علي الملأ

لكن كيف ؟..

بحثت عن الرجل علي شبكة الإنترنت، فعرفت أنه شهير جدًا هناك.. شهير بنظرية المؤامرة وله كتب كثيرة عنها، وقد زعم أنه اكتشف علاج مرض السارس وأثبتت الـ
FDA
 أنه كذاب، واكتشف علاج سرطان الجلد بالملينات كذلك !. إنه يهودي وطبيب أسنان سابق لا علاقة له بالمختبرات ولا الهندسة الوراثية ولا البيولوجيا الجزيئية، ولم ينشر ورقة علمية واحدة خارج طب الأسنان. برغم هذا هو يدلي بثقة برأيه في كل شيء، وعرف ما لم يعرفه كل علماء الأرض. تقول موسوعة ويكيبديا إن الرجل تخصص في سيناريوهات نهاية العالم وفي اتهام الحكومة الأمريكية بالتآمر الطبي. في كتبه يعتبر أن شركتي جلاكسو سميث كلاين ونوفارتس تابعتان للحكومة الأمريكية مهمتهما القضاء علي نصف البشرية، وهو ضد اللقاحات بشكل عام، حتي توفي صبي أمريكي لأن أبويه لم يعطياه لقاح السعال الديكي لأنهما مؤمنان بالطب الطبيعي الذي يدعو له هوروفيتز! . أنشأ في هاواي منتجعًا للمياه المعدنية قامت الحكومة بإغلاقه لأنه مخالف للشروط الصحية. نظرياته تدور غالبًا حول محاولة البيض للقضاء علي السود؛ لهذا نال حظوة هائلة لدي جماعة (أمة الإسلام) الأمريكية. والأهم أنه يعتبر نفسه مسيحًا يهوديًا جديدًا. باختصار: الرجل مجنون كقملة، ويحتاج للعلاج، فلماذا تفرضه علينا ساعة كاملة يا عم أحمد يا منصور وتخبرنا أن ما يقوله هو الحقائق؟ أنت تحضّر الدرس جيدًا ولا يمكن أن تكون جاهلاً أبدًا، بالتالي أنت تعرف حقيقته فلماذا لم تخبرنا بباقي التفاصيل ؟.. ولماذا تستضيف طبيب أسنان أمريكيًا ولم تستضف خبيرًا من هيئة
CDC
 أو منظمة الصحة العالمية؟ رجلاً يعرف ما يتكلم عنه ؟

أعتقد أنني أعرف الإجابة . الإجابة هي أن نظرية المؤامرة مغرية جدًا وتعد بحلقة ممتعة، وتناسب ما يريد الناس سماعه: إنهم يحاولون خداعنا لكننا لن نُخدع. الجميع يريدون سماع أن هناك مؤامرة قذرة ولسوف تخيب أملهم لو قلت إن اللقاح آمن ويجب تعاطيه. جزء كبير من هذا يعود لرغبة أحمد منصور شخصيًا في أن يكشف عن مؤامرة

أذكر حلقة أحمد منصور القديمة التي استضاف فيها عالمًا سوريًا هو أحد خبراء منظمة الصحة العالمية المهمين، للكلام عن إنفلونزا الطيور، وكانت مهمة الضيف محددة سلفًا: أن يتهم الحكومة المصرية بالتقصير وأن يؤكد أن إنفلونزا الطيور إشاعة مختلقة لمصلحة كبار المستوردين، لكن الضيف كان يري بعناد أن الحكومة المصرية تصرفت بحكمة - في هذا الموضوع بالذات وربما فيه فقط - وفي النهاية تحت الإلحاح قال لأحمد منصور: أنت لا تريد الحقيقة يا أحمد.. بل تريد من يهاجم الحكومة. احتد منصور ورد في عصبية بأنه لا يسمح له بذلك، وانتهت الحلقة قبل موعدها بربع ساعة كاملة

لم تتوخ قناة الجزيرة الدقة في اختيار ضيفها هذه المرة؛ فهو مجرد مشعوذ مثل الذين يملأون الفضائيات ويتحدثون عن البردقوش.. فقط هو يتكلم بالإنجليزية، وبالتالي لم تكن أمينة في الرسالة التي تصل للناس. والسؤال هنا: هل يتحمل ضميرهم ذنب من لن يتلقي اللقاح بكامل إرادته، وقد يتعرض للموت ؟.. هل تتحمل ضمائرهم مسئولية انتشار المرض وفتكه بالملايين مثل وباء 1918؟ وماذا عن حملة التحذير البريدي الجشعة؟. هل هي مجرد صدفة ؟.. يخيل لي أحيانًا أن هناك مؤامرة لكن بالعكس، بمعني تقليل سكان الكرة الأرضية ليس عن طريق تعاطي اللقاح، بل عن طريق عدم تعاطيه. وهي حملة ناجحة جدًا.. أشك في أن يتعاطي أي عربي اللقاح بكامل إرادته اليوم، وليس سرًا أن من ينوون الحج يفتشون الآن عن جهة تعطيهم شهادة مزورة تثبت أنهم أخذوا اللقاح

كما قلنا في المقال السابق، يتركز الخوف الرئيس من اللقاح حول احتوائه مادة السكوالين كمساعد للقاح
Adjuvant
حقن السكوالين الخارجي كما يؤكدون سوف يدفع الجسم لتكوين أجسام مضادة ضد السكوالين الداخلي، وهذا يؤدي لسلسلة أمراض كلها لن تظهر قبل سنة، فلا تقل إن جاري لم يصب بسوء بعد أخذ اللقاح منذ شهر. يتهمون السكوالين بأنه سبب متلازمة حرب الخليج لدي من تلقوا لقاح الأنثراكس، برغم أن الـ
CDC
 أثبتت أن اللقاح خال منه. أما عن مرض (جيان باريه) فلم يكن ظاهرة في لقاحات السبعينيات.. مجرد تفاعل حساسية وارد جدًا.. تذكر أن قرص الأسبيرين قد يكون قاتلاً مع مرضي معينين

عامة هناك حملة من الرفض المجنون للقاحات الإجبارية عند الأمريكيين غير الأطباء، باعتبارها تقحم أشياء صناعية علي الجهاز المناعي، وتعتدي علي حريتك في الاختيار . يقولون إن الأمراض التي يتلقي الطفل اللقاح ضدها صارت نادرة أصلاً، وهو تفكير شديد الغباء.. لقد صارت نادرة بسبب اللقاح طبعًا يا حمقي، ويكفي أن يتوقف الناس عن استعمال لقاح شلل الأطفال لبضعة أعوام ويروا النتيجة

يري بعض أصحاب نظرية المؤامرة أن القصة كلها قصة خيال علمي سخيفة، والحقيقة أن قصتهم أسخف عندما يفترضون خلق وباء بهدف تلقيح البشرية بلقاح قاتل.. ألا تشعر بأنها من حبكات (الملفات إكس ) و(روبين كوك) ؟

ها هي ذي الـ
CDC
 تؤكد من جديد أن إنفلونزا الخنازير مرض خطير وقد يكون قاتلاً، وتعلن أن اللقاح الذي يؤخذ بالأنف صار متوافرًا ولسوف يبدأ طرح اللقاح الذي يحقن، وكل تجارب اللقاح أثبتت أنه آمن تمامًا، ويتوقعون أن ينتجوا 20 مليون جرعة كل أسبوع قرب نهاية العام. برغم هذا نحو 30- 50% من المرضي والآباء هناك قلقون وقد يمتنعون عن إعطاء اللقاح. المركز يؤكد أن لقاح الإنفلونزا مركب بذات المكونات التي ركب منها اللقاح القديم الموسمي الذي يتزاحم الناس علي أخذه في المكاتب الصحية. نفس المكونات ونفس الصانع فما الذي استجد كخطر؟

عن نفسي سوف آخذ اللقاح لو عُرض علي، وأعطيه لأولادي، وأشكر الله علي أنني لست من البؤساء الذين أصيبوا بالإنفلونزا عام 1918 قبل أن يبلغ العلم هذه الدرجة من التقدم، وأحمده علي نعمة العقل البشري التي لولاها لهلك نصفنا مع أول التهاب لوزتين أو إصابة بالجديري في طفولتنا. فإذا مت خلال عام فلأن عمري كده وليس لأن كل قوى الشر ومنظمة الصحة العالمية تحالفوا لخداعي

Thursday, October 8, 2009

نكتة الموسم

بص و طل - 5 أكتوبر 2009

رسوم : فواز

كل النكت اللي عندي بقت سخيفة.. الناس ما بقتش بتضحك من أي حاجة أقولها.. عندهم اكتئاب شنيع..ولما يئست خالص، أولاد الحلال نصحوني آجي لسعادتك، وإنت هتديني نكتة تضحك مرضى الاكتئاب والأرامل والثكالى والأيتام

















من فات قديمه


رسوم : فواز

التلميذ بطل القصة في الصف السادس الابتدائي
لمض ومشاكس