قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Tuesday, August 31, 2010

قُرب الجبل امرأة مرحة


منذ طفولتي والمعلمون يقولون إن عندي استعداداً طبيعياً لتعلّم اللغات.. هذا كلام جميل بالتأكيد، ولعلي ورثت هذا من أبي الذي كان يجيد أربع لغات؛ بل إنه قَطَع شوطاً كبيراً في تعلّم لغة الاسبرانتو التي كان العزم معقوداً على أن يتكلمها العالم كله، أيام عُصبة الأمم والحلم بعالم واحد بلا حروب


لكن تعلّم اللغات ما زال يمثل لي عقبة شديدة التعقيد، ولا عجب إذا اعترفنا بأن المرء لا يجيد اللغة العربية نفسها حتى اليوم، ومن يزعم غير هذا مغرور حتماً

لأنني رجل محظوظ



كنا داخل الطائرة في مطار كوالا لامبور العاصمة الساحرة لماليزيا، التي تجمع ما بين سحر آسيا العريقة وتحضر أية دولة غربية حديثة، عندما لاحظنا أن الضباب كثيف أكثر من اللازم خارج المطار.. ثم عرفنا أن هناك حريق غابات هائلاً جعل الرؤية في العاصمة شبه معدومة، وأن هناك حالات اختناق لا بأس بها. لكن الطيار قدر أن الرؤية معقولة لأن الدخان لم يبلغ المطار بعد، وهكذا انطلق علي الممر وسرعان ما صرنا فوق السحاب، وصارت كوالا لامبور وحريق غاباتها ذكرى بعيدة. من حسن الحظ أنهم سيطروا علي الحريق سريعًا فلم تحدث كارثة كالتي حدثت في روسيا

كان هذا شعورًا ممتعًا وقاسيًا في آن.. أن تترك المشاكل علي الأرض وتفر.. صحيح أنه لا يخلو من النذالة، فأنت تخليت عن إخوانك في الإنسانية لمجرد أنك محظوظ وأن لديك مقعدًا في الطائرة.. لكن الحماسة لم تكن لتبلغ بي درجة أن أصرخ ليوقفوا الطائرة وأنزل

Wednesday, August 25, 2010

مصحة الدكتور أنطوان - 5


=================================


كاللصوص رحنا نركض في الرواق فارّيْن.. ثم خرجنا إلى الحديقة.. لم يتبعننا؛ لكنهن رأيننا.. لا شك في ذلك.. لا شك في ذلك

لا تصطادوا أبدًا


مات الرجل العظيم نورمان بورلوج في سبتمبر عام 2009 دون أن ننتفع بعلمه الغزير. الرجل الذي يعتبرونه أهم عالم في التاريخ، والذي يقال إنه أنقذ حياة بليون من البشر.. نعم.. الرقم صحيح.. بليون بالباء ولو كان بالميم لكفاه ذلك فخرًا

لا أحد يعرف نورمان بورلوج سوى قلة من المتخصصين، وحتي أنا كاتب هذا المقال عرفته منذ أربعة أعوام فقط، عندما تكلموا عنه في برنامج تليفزيوني أمريكي، فلا تحسب أنني ولدت عارفًا به. الرجل الذي يطلقون عليه (أبو الثورة الخضراء).. الرجل الذي حصد جائزة نوبل عام 1970 مع حشد من الجوائز العالمية التي تحتاج مقالاً خاصاً لذكرها، ومنها أرفع وسام هندي

الرجل باحث في الجينات.. وقد استطاع أن يطور سلالات جديدة من القمح عالي الإنتاجية مقاوم للأمراض، وقد قدم علمه هذا هدية للمكسيك وباكستان والهند والصين. صارت المكسيك مصدرة للقمح، بينما تضاعف إنتاج الهند وباكستان. نعم.. تضاعف

Sunday, August 22, 2010

هل مات "كرومويل"؟ فلنشنقه إذن! - 2


==============================


ظفر هذا الموضوع بعدد لا بأس به من الردود، كما تلقيت خطابات عديدة على بريدي الخاص تناقشه، وأشهد أن كل ما تلقيته من آراء مؤيدة أو مخالفة كان يتسم بالتهذيب والموضوعية، حتى تمنيت لو أن الجدل الدائر على الساحة السياسية كان بهذا القدر من الرقيّ، لكن هيهات. على أن هناك نغمة تكررت عدة مرات في بعض الردود هي: ما جدوى هذا الجدل الذي لا ينتهي حول عبد الناصر والسادات؟ إنه جدل أبدي بين الأهلاوية والزملكاوية لا جدوى منه سوى جعلنا نعيش في الماضي للأبد، وفي النهاية لم نرَ أهلاويًا يغيّر انتماءه في نهاية النقاش فيعلن أنه صار زملكاويًا منذ اللحظة، والعكس صحيح. الحقيقة أنني أختلف معهم.. أنا أرى أن مشاكل الحاضر هي حصاد أخطاء أحد الرجلين، ومن المهم أن نفهم من هو؛ لأنه ما زال حيًا حتى اليوم يحرّك كل شيء.. النقطة الثانية هي أن تتكون ذاكرة الأمم بشكل صحيح، وأن يعرف من قدّم حياته للوطن أن ذكراه ستُحترم على الأقل، وأن يتوقف مهرجان الأكاذيب؛ حيث الكل يكذب بوحشية وقسوة ولا يعنيه الشباب الذين لا يعرفون هذا ولا ذاك

Saturday, August 21, 2010

الاتجاه المشاكس

ـ(قعدة أصحاب) هو لقاء يقيمه د.أحمد خالد فى طنطا بشكل دورى
و تم عمل مسابقة لرسم قصة بعنوان "الاتجاه المشاكس" و هذه هي الأعمال الفائزة

=================================
المركز الأول - محمد على
رجاءا الضغط على الصور لرؤيتها بالحجم الكامل


=================================

المركز الثاني -  د.خالد عبدالحميد
و الذي أشكره للتنويه عن هذه القصة

Wednesday, August 18, 2010

مصحة الدكتور أنطوان - 4


===============================


ليست على ما يرام...؟.. وماذا نعرفه نحن عن الطب النفسي؟... لربما كانت هذه الأساليب حديثة فعلاً.. أحياناً يتصرف الأطباء بطريقة تبدو لك قاسية جداً

أما الغرفة التالية فقد كانت أغرب من هذا كله.. هناك كلبان شديدا الهياج والضخامة مربوطان بحبلين واهيين متآكلين إلى الجدار، وهما يحاولان جاهدين الوصول إلى مريض عرفْتُه على الفور.. إنه المدعو "سامي" المحاسب لاعب الشطرنج إياه... كان عارياً تماماً إلا مما يستر العورة، يلتصق بالجدار ويصرخ.. محاولاً أن يبتعد قدر الإمكان عن أنياب ومخالب الكلبين.. لو استطاع الدخول في الجدار لفعل.. الحق أن صراخه ونباح الكلبين جعلا المكان جديراً بجحيم "دانتي"ـ


Tuesday, August 17, 2010

عودة إلى سيد حبارة


هذا المقال نشر لي منذ أعوام.. لعله المقال الثالث لي في الدستور اليومي، لكنني أتذكره بقوة هذه الأيام وأنا أقرأ كلام د. علي الدين هلال عن قدرة الحكومة علي جمع خمسة ملايين توقيع تطالب بعدم تغيير الدستور.. وبالمنطق نفسه تخرج المظاهرات دامعة تتوسل لجمال مبارك أن يحكمنا.. إلخ.. عندها عاد لذهني اسم سيد حبارة.. الاسم وهمي طبعًا لكنك سوف تعرفه بالتأكيد.. تراه في كل مكان.. تعرفه من شاربه والنظرة الخبيثة علي وجهه، والطاقية البيضاء التي لا ينزعها عن رأسه أبدًا لأنها (من الحجاز).. تعرفه من الدراجة التي يصر علي أن يركبها عكس اتجاه المرور.. ينظر راكب السيارة لليسار، متحينًا بكل حواسه فرصة يخطفها كالقط وسط سيل السيارات المنهمر.. عندما تحين الفرصة يثب بالسيارة، ليفاجأ بسيد حبارة مندفعًا كالسهم علي دراجته قادمًا من اليمين.. فليجرب أحد راكبي السيارات أن يلمس حبارة في هذه اللحظة، ولسوف تنهمر عليه قائمة فريدة من الشتائم تتعلق بنشاطات أمه الجنسية. إن حبارة يحمل حقدًا هائلاً نحو راكبي السيارات، وفي أول ثورة أو انتفاضة أو شغب سوف يحرق سيارتين أو ثلاثًا قبل أن يعرف سبب الشغب

Sunday, August 15, 2010

مصحة الدكتور أنطوان - 3


==================================


قال د. مراد وهو يخرج بنا من هذا القبو الرهيب
ـ"أردت أن أبدأ بالحالات الخطرة لأشد انتباهكما.. لكنكما ستقابلان الكثير من الحالات البسيطة كالعصاب والذهان غير الخطرة.."ـ

قالت نادية
ـ"بدوت لي للحظة كأنك طفل يستمتع بأن يخيف الفتيات بسحلية اصطادها!"ـ


نظر لها في غيظ.. هذه هي الحقيقة فعلاً؛ لكنها لا تُقال.. كل هؤلاء المحترفين لديهم نقطة ضعف صبيانية (فلْترَوْا كم نحن خطرون!).  هذه موهبة نادية الدائمة في عدم إشعار الآخرين بالراحة

الرجل الذي هدم الفجالة


أعتقد والله أعلم أن السيد الوزير أحمد زكي بدر سعيد جدًا بحملة الهجوم عليه في شتي الصحف، لأنه يؤمن أنه كلما كثر خصومه ازداد قوة، والأبطال يُقذفون بالطوب، أما الورود فتُلقي علي الموتي .. إلخ .. تلك العبارات التي برغم بلاغتها جعلت من المستحيل علي المخطئ أن يعترف بأنه كذلك .. هو لا يخطئ إنما الآخرون موتورون وحمقي. دعك من العبارة اللعينة الأخرى «حزب أعداء النجاح». ومن الواضح من أحاديثه الصحفية وصوره أنه رجل راض جدًا عن نفسه، ولن يتراجع أبدًا عن أي شيء يفعله .. والنتيجة أنه سيدخل التاريخ باعتباره الرجل الذي دمر عدة دور نشر كبري، وحول الفجالة كلها إلي معارض أدوات صحية أو ساحة انتظار سيارات

Thursday, August 5, 2010

مصحة الدكتور أنطوان - 2


==================================


اسمه "مصطفى الصاوي"ـ

في الأربعين من عمره، وقد بدأ الشعر يتراجع عن مقدمة رأسه.. له عينان جاحظتان اعتدت أن أربطهما بالجنون. هناك يجلس في تلك الغرفة الشبيهة بالزنزانة.. ليست مبطّنة كما توقّعت؛ لكنه مقيّد بسلسلة إلى الجدار، ويتربع على الفراش كقرد


هزني منظره.. فيه شيء غير إنساني يبعث القشعريرة في النفس، وأنا لم أرَ إنساناً مقيّداً بسلسلة من قبل

Wednesday, August 4, 2010

هل مات "كرومويل"؟ فلنشنقه إذن! - 1



طلب مني موقع "بص وطل" أن أشارك بقلمي في ملفات ذكرى ثورة يوليو؛ لكن ظروفي الخاصة لم تكن تسمح بالمشاركة، وقدّرت على كل حال أن معظم الملف سيكون مخصصًا للهجوم على "عبد الناصر"، وإثبات أننا صرنا أسوأ بعد ثورة يوليو.. لا يمكن أن يتم الأمر بشكل مختلف.. عندما رجعت للملف وجدت أن ما توقعته صحيح في أغلبه، ووجدت أن عليّ قول كلمتين حتى لا أختنق.. كلمتين ستجلبان على رأسي الكثير من الهجوم والسخط، مع التعليق المعتاد "لن أقرأ لك حرفًا بعد اليوم" والتعليق الأشهر "لقد صُدمت فيك وأخيرًا عرفت حقيقتك" والتعليق الأكثر شيوعًا "أنت مؤامرة على عقول شباب هذه الأمة" أو "خليك في القصص اللي إنت بتفهم فيها"؛ ليكن.. هم سيقولون رأيهم حتى لا يختنقوا وأنا سأفعل أيضًا، وإن كانت التعليقات المهذبة ستغريني بالنقاش

Tuesday, August 3, 2010

ـ"ثورو" و أشياء أخرى


أرجو ألا يتدخل المصحح ليضيف حرف الألف إلي لفظة «ثورو» في العنوان ليحولها إلي فعل أمر .. أنا أتكلم عن المفكر العالمي «هنري ديفيد ثورو»، الذي تتوافق ذكرى ميلاده مع شهر يوليو . هذا اسم علم وليس فعلاً.. خلاص؟

ثورو قد غير الكثير من المفاهيم في الفكر السياسي، وارتبط اسمه بمفهوم الفوضوية إلي حد ما، وسوف أتكلم عنه بالتفصيل حالاً، لكن يجب أولاً أن أذكر خبرًا نشره موقع «مصراوي» يقول: «صرح الدكتور علي الدين هلال- أمين الإعلام بالحزب الوطني الديمقراطي- بأن ما يطلبه «البرادعي» من تعديل للدستور إنما هو أمر غير منطقي وغير واقعي، ولا تعديل للدستور حاليا، حتي لو جمع مليون توقيع فسوف نتأكد من صحتها ، لأننا يمكن أن نرد عليه بجمع 5 ملايين توقيع ترفض إجراء تعديل للدستور»ـ

السلاموني يتكلم


نعم .. سوف أتكلم اليوم عن الناقد السينمائى الجميل سامى السلامونى  ( س . س ) الذى توفى فى مثل هذا الشهر عام 1991

أنا لم أقابل (س.س) قط، لكنى تبادلت معه مراسلات عدة فى خطابات مطولة كان يكتبها بخطه الأنيق ويرسلها مسجلة لعنوانى فى طنطا (وهو درس فى التواضع لن أنساه أبداً) أما عن سبب عدم لقائى معه فهو سبب رومانسى جداً يناسب فتى فى العشرينيات من عمره، ولايريد أن يعرف أن كاتبه المفضل من لحم ودم وله ظل على الأرض.. كان بوسعى دائماً أن أركب القطار إلى القاهرة، ثم أمشى لرقم 63 شارع شريف حيث نادى السينما.. لكنى لم أجد قط الشجاعة لعمل ذلك

تاهيا ميسر


رسوم: د أشرف حمدي

المدير: ده (شوانج – هن) .. الموظف الصيني الجديد اللي حيشتغل بدلك.. بياخد ملاليم وبييجي ستة الصبح ويشتغل 12 ساعة طول الأسبوع.. ومستعد يملا عشرين دفتر كل يوم 
الأب: يعني أنا مرفود ؟


لا تقرأ هذا المقال



في بداية عهدي بالقراءة كنت أؤمن إيمانًا لا يتزعزع بأن أي حرف مكتوب هو شيء محترم جدير بالقراءة.. كل شيء يجب أن يُقرأ حتى النعي في الصحف، والكتابة على طوابع البريد، وحتى إجابات التلاميذ في أوراق الكراريس التي يُلف فيها الترمس.. أحيانًا تؤتي هذه العادة أكلها؛ كما حكى لي أحد أصدقائي الأطباء النابهين عندما لفّ له البائع البطاطا الساخنة في ورقة كتاب الأحياء للصف الثالث الثانوي.. وجد في هذه الورقة شرحًا مبسطًا بالعربية لعملية نسخ الحمض النووي وحركة الريبوزوم وتخليق البروتين... إلخ. ولم يكن صاحبي من الطلبة المجتهدين أيام الكلية، لذا بدت له هذه المعلومات طازجة تمامًا وهدية من السماء، قرأها بعناية وهو يلتهم البطاطا الساخنة متأوهًا من حرارة البطاطا ومن نشوة المعرفة، وبفضلها وضع قدميه على بداية الطريق الصحيح، وراح يقرأ المراجع الكبرى والدوريات العالمية، حتى صار من أهم الملمّين بعلوم الهندسة الجزيئية والوراثة، وصرنا جميعًا نسأله عن أية ألغاز تقابلنا