قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Friday, September 30, 2011

نادي أعداء مصاصي الدماء - 12


قالت الفتاة وهي تشهق واللعاب يسيل من فمها:ـ
ـ"هلم! انتهِ من هذا كله.. إنك إن تقتلني تحررني"ـ

كانت تتكلم الإنجليزية؛ لأنها أدركت على الفور أنه ليس مصريًا، وأدرك هو القصة بلا جهد.. عذاب التحول.. إنها تنزلق في حفرة الشر لكنها لا تريد أن تنزلق أكثر، وبرغم هذا هناك هذه الحاجة الملحّة للدم.. الظمأ المستعر الذي لا يرتوي أبدًا

ظل يلهث لدقيقة وقد صوّب الفوهة إلى فؤادها، ثم حزم أمره.. أبعد الفوهة ونهض.. إن تحولها لم يكتمل بعد، لذا كان قتلها صعبًا بالفعل.. هذا ليس قتالاً بل هو قتل

هناك جلست على الأرض جوار كشاف عملاق مكسور من كشافات المعبد، وقد أحاط بها ابن آوى أو اثنان، فبدت كأنها شيطان خرج من الأرض

ـ"ما اسمك؟"ـ
ـ"منى"ـ
ـ"منذ متى بدأ تحولك؟"ـ
ـ"منذ شهر"ـ

ساد الصمت بعض لحظات.. كان يعرف القصة بالتقريب.. خطيب أو أخ أو زوج جعلها تجرب تلك الأقراص اللعينة.. والأقراص جاءت من الولايات المتحدة.. لكن لماذا؟

ـ"هل تعرفين آخرين؟"ـ

أدركت على الفور أنه يعرف ما يبحث عنه، فقالت وهي تبعد الشعر اللزج عن وجهها:ـ
ـ"خطيبي.. صديقتي.. عددهم يزداد"ـ

ـ"وكم منهم هنا هذه الليلة؟"ـ
كانت الإجابة سريعة جدًا ومفزعة

**************

كانوا يخرجون من وراء الأعمدة العملاقة

انكمش جيريمي وهو يراقب واحدًا تلو آخر يمشي هناك.. يمشي في تلك الفرجة في المعبد.. يمشي حول تلك الحفرة.. يعبر هذه البقعة ربع المضيئة.. عددهم لا يقل عن عشرين

حبس نفسه وراح يرتجف.. نظر للفتاة فأدرك أنها خائفة مثله. هذه علامة طيبة.. تحسس المسدس في عصبية

وهناك في قلب تلك الساحة الممتدة الخالية كان الشيء يقف.. الشيء الذي يبلغ ارتفاعه أربعة أمتار.. كان مسربلاً في الظلام واللون الأسود، لكن بوسعك أن تدرك أن رأسه عملاق ولا يمكن أن يكون بشريًا


جسد بشري فارع.. جسد أنثى على الأرجح لكن الرأس يختلف 
رائحة عطنة.. رائحة الدماء المسفوحة 
ثم دوى صوت الزئير الذي ارتجت له الجدران والأعمدة.. زئير أسد لا شك فيه
سخمت
نحن نتكلم عن سخمت

Thursday, September 29, 2011

الكوخ - 6



في حلقة اليوم
يحاول الدكتور رفعت إنقاذ محمود
وسط قلق وحيرة بسمة
وتتوالى الأحداث!ـ

اسمع كل الحلقات هنا

Tuesday, September 27, 2011

الكوخ - 5



د. رفعت راح بنفسه لمكان الكوخ، وبقى متأكد إن محمود زوج بسمة هناك
اسمع الحلقة واعرف الأحداث الجديدة في حلقة النهارده

Monday, September 26, 2011

ذلك الرجل



النقطة الأولى التى يرددونها بلا توقف هى أننا نكرم الموتى أكثر من اللازم، وأنه يكفى أى واحد أن يموت ليصير ملاكا نبيلا، كان ينثر الأزهار من حوله ويزفر المسك والعنبر. هذا صحيح إلى حد ما، لكن الرد على ذلك يأتى فى عبارة واحدة: الموت يجيد الانتقاء فعلا.. الموت يعرف كيف يختار ضحاياه. لهذا من النادر فعلا أن يموت أحد الأوغاد وأنت حى. لا بد أن يتمتع بصحة ممتازة ويجثم على روحك إلى أن تموت أنت. الموت ينتقى الفرسان، ويختار ضحاياه من بين كتيبة الشرفاء.. أين ذهب المسيرى والعم خيرى شلبى وصلاح جاهين واللباد وآخرون فروا من ذاكرتى فى هذه اللحظة بالذات؟ ولنفس الأسباب أحاول أن أتذكر عيوب حمدى مصطفى فلا أستطيع.. هذه حالة أخرى من الحالات التى يمارس الموت فيها هواية الانتقاء، وذوقه راق وعال جدا كالعادة. النقطة الثانية هى أننى عجزت عن كتابة حرف عندما توفى أبى. تصور!.. لم أكتب حرفا عن وفاة أبى رغم أننى لم أكف عن الثرثرة منذ تعلمت الكلام حتى هذه اللحظة.. السبب طبعا هو أنه كلما كبُرت الكارثة صار من العسير -وربما من المبتذل- أن تصبغها بالحبر وتضعها على الورق، وكما قال تشيكوف: «أعظم الخطب وأبلغها تلك التى تقال عند قبور الموتى، ليس لها أدنى تأثير على اليتامى والأرامل وأهل الفقيد الأصليين الذين يفضلون الصمت» لهذا أجد من الصعب جدا أن أكتب عن حمدى مصطفى. ما سأفعله ببساطة هو أن أخبرك من هو

Sunday, September 25, 2011

الكوخ - 4



كائنات غريبة تظهر في القضية
ودكتور رفعت إسماعيل بدأ يركز في الموضوع
يا ترى إيه اللي ممكن يحصل؟؟

Saturday, September 24, 2011

الكوخ - 3



دكتور رفعت إسماعيل يظهر في محاولة لحل اللغز

Friday, September 23, 2011

الكوخ - 2



الشرطة تعثر على سيارة بسمة ومحمود في الطريق الصحراوي 
لكن يا ترى بسمة وزوجها بخير؟

Thursday, September 22, 2011

الكوخ - 1

بص و طل - 1 أغسطس 2011

مسلسل "الكوخ".. سباعية إذاعية من تأليف د أحمد خالد توفيق


تتعطل السيارة ببسمة وزوجها في الطريق الصحراوي
ويعجز معتز وهدى عن الوصول إليهما.. وتتوالى الأحداث

بلدنا بالمصري - د أحمد خالد توفيق

ـ 21 سبتمبر 2011 ـ ONTVـ

من ما وراء الطبيعة لحد يوتوبيا: عندنا رحلة طويلة مع الكاتب الدكتور أحمد خالد توفيق كاتب الشباب ورائد أدب الرعب فى الوطن العربى

Wednesday, September 21, 2011

نادي أعداء مصاصي الدماء - 11


رسوم فواز


قالت منى لنفسها وهي ترمق صورتها في المرآة
- "يا لهذه (السخمطة) التي أعيشها!".

وانفجرت تضحك؛ لأن الكلمة بدت لها مضحكة.. في الآن ذاته ثمة شيء مخيف هنا.. شيء يذكّرك بذكرى قديمة.. قديمة لا تعي ما هي.. الواقع أن منى لا تعرف أنها تلفظ اسم سخمت المعبودة مصاصة الدماء التي ظلت تخيف المصريين منذ عصر الفراعنة حتى اليوم.. إنها مصدر لفظة "سخمطة" الشهيرة

**************

Tuesday, September 20, 2011

ميدلوثيان وأقدام الجماهير


اقتلوا بورتيوس!ـ

بورتيوس اللعين!ـ


من اللحظات الدرامية الشهيرة في تاريخ أسكتلندا، ما حدث مع الضابط بورتيوس عام 1736

كان هناك إعدام وكانت هناك جماهير ترغب في منع هذا الإعدام، وإنقاذ حياة المتهم، وهو مهرّب اسمه ويلسون. السمنة تقتل.. هذا شيء معروف، وفي حالتنا هذه كانت المقولة صادقة جدًا؛ فويلسون كان على وشك الهرب من السجن لكنه فشل في عبور الفتحة بسبب بدانته 

تم الإعدام برغم كل شيء وبرغم اتجاه الشارع الميال للعفو، وتدلت الجثة من حبل المشنقة. هنا هاجت الجماهير وبدأ الشغب.. وكان قائد الحرس هو الكابتن بورتيوس، الذي أمر قواته بإطلاق النار في الهواء

ما حدث هو أن مفهوم الهواء عند بعض الجنود كان ملتبسًا نوعًا، وقاموا بالتصويب على مستوى منخفض.. مما أدى لقتل الكثيرين

هكذا دارت الأمور، وعندما انقشع الغبار وجفت الدماء وزالت رائحة البارود، كان الكابتن بورتيوس نفسه في سجن تولبوث بتهمة قتل المتظاهرين (نحن في إدنبره فلا تخلط الأمور!)ـ

Monday, September 19, 2011

ملحمة الشقة



عندما قمنا بتجديد الشقة، قررت أنا وزوجتى أن نبدأ بداية جديدة تماما، وأن نتخلص من كل شىء لا لزوم له أو قبيح أو عتيق الطراز. بالفعل كانت الشقة رائعة الجمال تبدو كأنها قد جاءت للوجود اليوم فقط. بعد يومين لاحظنا أننا بحاجة لساعة كبيرة فى الصالة، ولما لم يكن فى الوقت متسع فقد عدنا لتعليق الساعة العتيقة. اخترنا مكانا مختلفا بدا لنا غريبا، وبعد قليل وجدنا أن أفضل الأماكن هو المكان القديم فعلا. بعد يوم آخر قلت لها إننى مرتبط عاطفيا بتلك اللوحة الكبيرة التى كانت معلقة فى غرفة المكتب والتى كانت توشك على التخلص منها فى القمامة. هكذا عدنا لتعليقها وشعرت براحة لذلك. لاحظنا أن الأولاد لا يفتحون النوافذ بحذر، لذا ظهرت ذات الخدوش القديمة التى اختفت بعد الطلاء. بعد جولة أو اثنتين على معارض الموبيليا وجدنا أن أفضل أنتريه محتمل هو الأنتريه القديم الذى كنت أنوى بيعه لأول طارق

بعد أسبوعين شعرنا بشعور غريب. ألفة مزعجة.. ألفة تثير الجنون. لقد بدأت الشقة تعود بنجاح تام إلى ما كانت عليه، والأمر يحتاج إلى قوة ملاحظة بالغة كى تدرك أنها خضعت لتجديد شاق ومكلف، وبدأت زوجتى تتحدث عن فكرة الانتقال إلى شقة جديدة. هناك فقط يمكن أن تكون البداية ثورية ومختلفة فى كل شىء

لا أعرف لماذا خطر ببالى هذا المثال بالذات هذه الأيام

ماذا يحدث هنا؟



منذ طفولتي كانت فكرة الوحدة تثير رعبي؛ خاصة أن يموت المرء وهو وحيد ويتحلّل في شقته وحده؛ لذا كانت أخبار مثل "العثور على جثة عجوز متعفّنة في شقتها بكذا" تثير رعبي. الفكرة الأشنع كانت عندما أُصيب أبي بالشلل وبَقِي في الفراش، فكنت أخشى بشدّة أن يحدث شيء لي وأختي معا.. كنت أتخيّل أن يمرّ عليه الليل وهو وحيد جائع ظمآن، ومع الوقت يموت ويتحلّل.. الفكرة كانت قاتلة تثير جنوني، وأذكر أنني تعثّرت ذات مرة فهويت من فوق درج مرتفع.. كانت الفكرة المسيطرة عليّ أثناء السقوط هي: لن أموت.. لن أموت.. لن تُكسر ساقي.. سأعود للشيخ حبيس الفراش.. لا وقت للمزاح هنا. وبالفعل هبطت على قدمي! برغم هذا لم أعتبر نفسي ابنا طيبا قط، وهذه كما سنرى حالا مزية معرفة ما يمكن للشر في العالم أن يصل إليه، وما يمكن أن تنزلق له الأمور.. إنه يشعرك بأنك رائع؛ لولا الأنذال لما احترمنا أنفسنا أبدا! ـ

اليوم قرأت الخبر في جريدة اليوم السابع، ويبدو أن محرر الخبر استخرجه من أسوأ كوابيسي، لكن كوابيسي لم تبلغ هذه الدرجة من سعة الخيال
ابن يعثر على جثة أبيه بعد سبع سنوات من وفاته في شقته بالمحلة الكبرى!ـ

Thursday, September 15, 2011

نادي أعداء مصاصي الدماء - 10


رسوم فواز

ترجّل (جاك مكديمروت) -عضو الكونجرس- من السيارة، ولوّح بذراعه للسائق كي يأخذها إلى المرآب. كان في العقد الخامس من عمره، يضع نظارة سوداء ويلبس بذلة أنيقة غالية الثمن؛ باختصار: يبدو وغْدًا ومن الطراز المتورط في مئات الفضائح وقضايا الفساد.. على الأرجح لديه عشيقة في مكان ما كذلك؛ فالفساد يأتي في حزمة واحدة

توقف ليشعل سيجارًا غليظًا يضفي عليه ملامح التايكون التي يعشقها، ثم مشى في الممر الطويل بين البنايتين قاصدًا مكتب المحاماة

احترس من هؤلاء الرجال!.. قلت لك أن تحترس!ـ

تنهمر عليه الطلقات من مكان ما.. هناك خمسة رجال أحاطوا به في الممر، وأطلق اثنان الرصاص من الأمام وأطلق ثلاثة الرصاص من الخلف.. وكان يعرف جيدًا أنه لن يموت

تحركت الدودة العملاقة الظامئة في أحشائه.. الدودة التي تشبه شجيرة تتشعب في كل شيء وتغرس ممصاتها في كل أنسجته.. يعرفها ويشعر بها منذ زمن

لكن هناك شيئًا ليس على ما يرام. إن الرصاص قد مزق الدودة ذاتها.. هؤلاء القوم قد عرفوا كيف يفتكون به إذن..!ـ


تهاوى على الأرض على ركبتيه، وتساقطت الأوراق التي يحملها.. نادي أعداء مصاصي الدماء.. لا شك في هذا.. لقد ظفروا به.. سمع عنهم وعرف أساليبهم؛ لكنه لم يتخيل أن يعرفوا سره أو يجدوه

الرصاصة التالية أصابت رأسه.. وهكذا بدأ الظلام الأبدي العظيم، وكف عن الاستنتاج 

وسرعان ما كان الرجال يركبون سيارة سوداء انطلقت تنهب الأرض نهبًا

لقد صار مصاصو الدماء هم الطرف الأضعف والأقرب للانقراض في الفترة الأخيرة؛ السبب هو أن جيريمي -أو (ج)-  يجيد عمله فعلًا

Monday, September 12, 2011

طبيب من السويس - 2



وما زلنا مع خطابات صديقى الطبيب الذى يكتب من السويس، وكان يشرح لى الوضع الفريد الذى وجد نفسه فيه بين مطرقة البلطجية وأشباههم وسندان الجيش فى المستشفى الذى يعمل فيه. وقد تلقيت قبل ذلك خطابات عدة من أطباء يفضلون العمل من دون المعطف الأبيض، حماية لهم وتسهيلا للإفلات من الخطر. تذكرت ما فعله رجال الشرطة يوم 28 يناير عندما تخلصوا من ثيابهم.. لكن منذ متى صار الطبيب والشرطى فى سلة واحدة؟! تلقيت -بعد نشر المقال- مكالمة هاتفية من السيد وزير الصحة، يؤكد فيها أنه تأثر بالرسالة وأسلوب الطبيب السويسى البديع كثيرا، وأنه يتابع الموضوع باهتمام، وقد راق لى أن لدينا اليوم وزراء يهتمون بالصحف وما يقال فيها

نعود إلى خطابات صديقى الطبيب. كما قلت هو شاب مصرى جدا، شريف جدا، حساس جدا

هذا الخطاب أقدم نوعا، ويحكى فيه تجربته فى يوم جمعة الغضب.. وهو ينقلك إلى داخل الحدث بطريقة فريدة.. أنت تعرف أن السويس كانت دائما من أكثر المناطق التهابا فى كل صراعات وثورات مصر، ولم تخيب الظن فى ثورة يناير

Thursday, September 8, 2011

نادي أعداء مصاصي الدماء - 9


رسوم فواز

التغير في شخصية جيريمي أثار دهشة من يعرفه. هو نفسه لم يفهم قط كيف تحول من فتى مذعور خائف إلى شخصية قوية قادرة على قيادة عدة رجال أشداء. ثم أدرك أنها العناية الإلهية.. لا بد من شخص يقاوم هذا الوباء وقد اختاره الله لذلك

لقد صار حازمًا قاسيًا.. وفي أحيان كثيرة كان أشد قسوة من أعدائه 
ففي تلك الليلة تمددت ثلاث جثث... جثث اخترق الرصاص جباهها


بناء على تعليمات صارمة جلس الرجال ليضعوا حزمًا من الثوم في فم كل جثة.. بدا المنظر غريبًا كأنها التفاحة التي يضعونها بين شدقي الخنزير في مآدبهم. ثم بالمنشار ذي الصينية قطعوا الرءوس
وفي الخلاء سكبوا الكيروسين على الجثث وأشعلوا النار
الدخان يتصاعد لعنان السماء 

Wednesday, September 7, 2011

أين هي؟


حب الطفولة قاس حقا.. أعمال فنية نادرة نجحت في اقتناص هذا الخيط الموفق. وقصتنا اليوم تحكي عن حب طفولة مر به صاحبنا وهو في الصف الخامس الابتدائي .. كان حبا عاتيا شديد العنف والقسوة ولتذهب الهرمونات إلي الجحيم فلم يكن لها أي دور في هذه القصة


سمراء كانت .. نحيلة كانت .. لها عينا غزال يتلصص من وراء شجرة في الدغل . لا يعرف حقا إن كانت جميلة أم لا بمقاييس الجمال.. كانت تعجبه جدا وكفي . وكانت لها ضحكة خاصة تبرز أسنانها جميعا في آن واحد فمن حسن الحظ إذن أن كانت أسنانها نضيدة منمقة

حب من طرف واحد .. لم يعرف قط إن كانت تلميذة الصف الخامس الابتدائي تميل له أم لا ولم يهتم بشيء سوي بكونه يحبها جدا .. ومن الصعب ان تتخيل منظر الصبي ذي الأعوام العشرة وهو يصغي دامعا لكلمات (عبد الحليم حافظ) الحراقة وهو يغني  
ـ'تاني تاني تاني . راجعين للحيرة تاني .. ونضيع ونجري ورا الأماني'ـ
وكانت تلك الأغنية هي الموضة في ذلك العام .. كانت ساخنة خرجت من الفرن حالا

Monday, September 5, 2011

طبيب من السويس - 1



صديق عزيز من السويس، هو طبيب شاب متحمس مفعم بالأحلام والطموح والحماسة. وكان يكتب لى قبل الثورة وأيام الثورة وما زال.. وخطاباته تعطى صورة مليئة بالحيوية للسويس.. لم نلتق قط، لكنه قرأ لى كثيرا وقرأت له كثيرا، مما جعلنا نعرف بعضنا جيدا جدا، لن أذكر اسمه بناء على طلبه فى أحد خطاباته، لكننى أنقل لك ما قاله، وهو خطاب يدق أكثر من ناقوس خطر، وسوف أطلب الإذن منك بأن لا أعلق إلا بعد انتهاء كلامه، على أن خطابه هو فى الواقع نموذج ممتاز لما يحدث فى كل مستشفيات مصر منذ تراخت قبضة الأمن أو تلاشت

ـ «لقد أرعبنى مقالك فى «التحرير» 15 أغسطس، كما أرعب كثيرين غيرى عندما يجدون كل المقالات قبل الثورة صالحة لما بعد الثورة، ويتضاعف الرعب إذا علمنا، والأمر لا يحتاج إلى خبير سياسى، أن الوضع الحالى سيطول لفترة لا يعلم مداها سوى الله، ثم يتضاعف الرعب أكثر وأكثر بمقال الأستاذ إبراهيم عيسى (حرامية الجزم فى الجامع) الذى شرح فيه الوضع الحالى ببراعة يحسد عليها، وإن عجّلت بتشاؤمنا.. لن أزيد على ما قاله أو على ما قلته، لكننى سأحاول باختصار شديد أن أحكى حكاية صغيرة حدثت فى المستشفى العام الذى أعمل به، محاولا أن أكون مختصرا بقدر المستطاع، وربما توضح هذه الحكاية أشياء كثيرة عن مجمل الوضع العام فى مصر، الذى أفرز للأسف أسوأ ما فى المصريين من طباع مع كامل يقيننا أن النظام السابق يتحمل مسؤولية كبيرة عما وصل به الحال من طباع المصريين وأخلاقهم.. فى مستشفانا العام الكبير الذى يقع بإحدى مدن القناة (الثورية)، والذى يتعرض فيه زملاؤنا الأطباء وأيضا الممرضون والممرضات إلى اعتداءات لفظية وجسدية بصورة شبه يومية، وبنسبة تتجاوز النسب الطبيعية للاعتداءات على الأطباء فى بقية مستشفيات مصر!! فى مستشفانا أحيانا، بلا مبالغة، يبدأ أهالى المريض بضرب الطبيب المقيم، قبل أن يبدأ الكشف الفعلى!!ـ

Friday, September 2, 2011

حقيقة ما حدث - 3 - الجريمة كما يرويها الضابط والزوج والزوجة



الزوجة

أنا أعرف حقيقة ما حدث

كل ما فات كلام فارغ… الحقيقة هنا فى صدرى

لا تصغ لشهادة ضابط فهم يكذبون بلا توقف.. لا تصغ لشهادة زوج فهم يهذون بلا توقف

أنا راوية عبد السميع… 29 سنة.. لم أستكمل معهد الخدمة العامة قط

ربما لم أكن متعلمة جدا أو مثقفة كما تفترضون من راوية قصة، لكن دعونى أؤكد لكم أننى أملك الغريزة.. الغريزة التى تملكها أى قطة وأى أنثى أرنب.. وبالتالى أعرف كيف أحمى أسرتى جيدا.. هذه أشياء لا يتعلمونها فى الجامعة

زوجى متوسط التعليم مثلى، لكنه يزيد من دخلنا عن طريق بعض أعمال النجارة الخفيفة، وقد ظفرنا بطفل جميل. أقصد كان جميلا

بدأ كل شىء عندما كنت أنتظر عودة زوجى من عمله، وكنت قد طهوت بعض المحشى وغطيت الحلة وأعددت الخبز والمخللات، عندما سمعت صوت عواء ونباح

Thursday, September 1, 2011

حقيقة ما حدث - 2 - الجريمة كما يرويها الضابط والزوج والزوجة



الزوج

أنا أعرف حقيقة ما حدث

دعكم من كل هذا السخف الذى سمعتموه.. أنتم تعرفون أن رجال الشرطة يلفقون كل شىء، ويكتبون الاعترافات كأنهم يكتبون قصائد حب، ثم يرغمونك على التوقيع فإن لم توقع علقوا زوجتك عارية من مروحة السقف وهددوك. الكل يوقع فى النهاية وتضيع الحقائق.. لكننى سوف أقدم لك الحقيقة

انس ما سمعته أمس.. واستمع إلىّ أنا

أنا عباس الزينى.. موظف صغير فى إدارة الكهرباء وأزيد من دخلى عن طريق ممارسة النجارة فى البيت.. لدى طاقم من المناشير والمبارد ولدى مثقاب وما يلزم من معدات.. صحيح أن هذا لم يجعلنى ثريا لكنه على الأقل يترك بعض المال فى جيبى دائما

أنا أكره ذلك الشىء الذى يعيش هنا وأخافه كثيرا.. مصطفى كذلك يكرهه

حقيقة ما حدث - 1 - الجريمة كما يرويها الضابط والزوج والزوجة



الضابط

أنا أعرف حقيقة ما حدث
المعتاد فى هذه الأمور أن تضيع الحقيقة بين عدة أطراف، وكل طرف يؤمن أنه يحتكرها.. لكنى أرجوك أن تعرف شيئا واحدا: هناك حقيقة وأنا من يملكها.. صحيح أن هناك نقاطا بالغة الغموض فى القصة، لكن هذا لن يدفعك لتركى وسماع الأطراف الأخرى. دعك من أننى أمثل القانون وسلطته ومن الطبيعى أن تصدقنى أنا ولا تمنح أذنك لهؤلاء المخابيل

عندما اتصل بى الجيران، كان علىّ أن أسرع

أنا (علاء السخاوى).. ملازم حديث التخرج صغير السن قليل التجارب، ومن يعرفوننى يقولون إننى مندفع.. ثم يضحك رئيسى الضابط المحنك حتى تهتز بطنه الكبيرة ويسعل، ويقول
ـ كلنا نبدأ بهذه الطريقة.. كلنا نتحمس أكثر من اللازم فى البداية، ثم نتعلم كيف نهدأ.. لعلها السينما.. ربما ـ
ربما كان الأمر كذلك.. على كل حال آمن الجميع أننى سأرتكب غلطة قاتلة ويضيع مستقبلى