قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Saturday, December 29, 2012

يسقط عباس الشماشرجي !


الاحتجاج صار عادة وأي طرف يخسر الانتخابات يشعل الأرض نارا

كان الطريق خاليا ولا توجد ميليشيات لحسن الحظ.. هناك هدنة قصيرة اتفق عليها الطرفان، سوف تستمرّ ساعة أخرى

كان بوسع محمود أن يشقّ طريقه منحنيا جوار الجدار المزدان بالطلقات، حتى يبلغ بائع الخبز فيبتاع بعض أرغفة للأولاد.. يا لرائحة البارود هذه!! هل هذه رائحة الموت التي تحكي عنها القصص؟

المدارس متوقّفة منذ فترة بسبب سوء الأحوال الأمنية، والشرطة لم يعد لها وجود طبعا.. تحسس ما في جيبه من دولارات قليلة؛ فهو يعرف أن بائع الخبز لن يقبل سواها بعد ما صار سعر الدولار خمسين جنيها مصريا.. لم يعد لديه حساب في المصرف بعد ما أفلس المصرف منذ زمن

اليوم تستمرّ التظاهرات الملتهبة ضد الرئيس عباس الشماشرجي.. جهات عديدة خرجت إلى الميادين تطالب بإسقاطه وتقول إن الانتخابات مزوّرة، لا يوجد استفتاء واحد أو انتخاب واحد لم يقولوا إنه مزوّر منذ فاز الرئيس حمدين صباحي بالرئاسة

الرواية - 2


كان جيروم غارقًا في عمله مع الجمجمة الأولى، عندما دق جرس الباب.
صوت الأجراس اللعين هذا يتردد في أرجاء البيت ذي الطابقين.. وعندما أزاح ستار النافذة لينظر لأسفل رأى الفتاة ذات المعطف الأبيض والحذاء ذي العنق واقفة هناك.. شعرها يتطاير مع الريح، بينما الموج يضرب الشاطئ فتحلق النوارس.. هذه سامانتا طبعًا..

نظر إلى الجمجمة.. نظر إلى الفوضى والنجمة الخماسية.. نظر إلى بقع الدم على الجدران. نظر إلى رأس أخته الموضوع في طبق، والذي يبدو كأنه لقطة من لوحة رافائيلية مخيفة.. سيكون من الصعب جدًا أن يسمح لها بالدخول هنا، ولو فعل فلسوف تشك كثيرًا.
الأسوأ ألا يسمح لها بالدخول وهذا سوف يزيد الأمور تعقيدًا..

Monday, December 24, 2012

رامى وإسلام



وقعت إصابات عديدة تقترب من الستين فى مليونية الجمعة السابقة عند مسجد القائد إبراهيم. تذكرت ذلك الصحفى الأيرلندى ألستير بيتش الذى كان يسألنى منذ ستة أشهر عن توقعاتى للمستقبل وعن مصير الثورة ومصر كلها.. قلت للصحفى ضمن الكلام إنها ثورة خالية من الدماء، فقال بطريقة عابرة شبه ساخرة: «يجب أن تكفوا عن هذه المقولة.. لقد سالت دماء كثيرة فعلا، ويمكن القول إن ثورتكم من الثورات الدموية فى التاريخ». السمة الأخرى التى لاحظتها لدى كل الغربيين هى الدهشة. لقد كانت ثورتكم رائعة متحضرة فماذا حدث لها بالضبط؟.. وأين مكمن الخلل؟

مكمن الخلل؟.. رامى وإسلام يعرفان مكمن الخلل

Saturday, December 22, 2012

الرواية - 1


عندما جاء الظلام وعندما انتصر الأسود العظيم على سائر الألوان، وعندما أعلنت العاصفة عن مجدها القادم

عندها أغلق جيروم ماكبرايد النوافذ.. طبعا أخذ شهيقا عميقا قبل كل شيء، ثم أغلقها.. عاد إلى غرفة المكتب حيث كانت أماندا جالسة ملتفة بذلك الشال الصوفي ذي الشراشيب.. شعرها الأشيب وشفتاها المزمومتان النحيلتان الشبيهتان بكيس مصرور.. شفتان تشيان بربو طويل الأمد. نظرات كئيبة من عينين رماديتين غلفت سحابتان قرنيتيهما.. كل هذا يجعلها أقرب إلى ساحرة هندية عجوز تجلس أمام النار منها زوجة لمحاسب من أدنبره

كانت أماندا جالسة ملتفة بذلك الشال الصوفي ذي الشراشيب

الحقيقة أنها كانت كذلك

Tuesday, December 18, 2012

الاختيار



يتقدم الطابور فتتقدم معه وأنت تشعر بأنك رأيت هذا الفيلم من قبل عدة مرات. سافرت قليلاً ثم عدت لأشعر بتلك الحالة من عدم التوازن والاغتراب، وأنا أحاول ان أعيد حشر نفسى فى الثوب المصرى من جديد. ضيق جدًا.. هل أنا ازددت بدانة أم أن الثوب قد ضاق فعلاً؟

عشت هذا الموقف عدة مرات منذ قامت الثورة.. ربما أرى نفس الجنود ونفس الوجوه وأرى ذات القطة التى تتبول على العشب جوار نفس الشجرة فى نفس المدرسة الثانوية. وكانت المرة الأولى فى استفتاء مارس 2011 المشئوم الذى بدأ ذلك الشرخ بين (نعم) و(لا).. ثم تطوع الأخوة الشيوخ وجعلوها غزوة الصناديق وجعلوا من قال (لا) عدوًا للإسلام كأن الاستفتاء كان حول إلغاء الإسلام أم إبقائه، ومنذ ذلك الحين ظل الشرخ واضحًا وازداد اتساعًا.. وبرغم مرور هذه الفترة الطويلة فما زال الصراع محتدمًا بين من سيقول لا ومن سيقول نعم.. صراع تعدى السياسة بمراحل ليصل إلى العقيدة ذاتها. طالما ظل الإخوان فى لعبة السلطة فلسوف تصطبغ كل انتخاباتنا بطابع دينى، كأنها الصراع بين معسكر الكفر ومعسكر الإيمان

نعم أم لا؟

Thursday, December 13, 2012

أكواريل - الأخيرة



وقف محمود في الغرفة التي بدأت الظلال تزحف عليها
كان يفكّر في عمق

القصة إذن واضحة جدا واللوحة تحاول أن تخبره بكل شيء.. الفتى لم يفر من البيت ولم يختفِ في ظروف غامضة.. الفتى قد قُتِل؛ قتله خال محمود في مشادة عنيفة، والسبب أن الفتى شيطاني غريب الأطوار.. كائن مخيف لا يمكن فهمه.. ربما هو شخصية سايكوباثية فعلا وربما هو ممسوس.. لقد فات أوان معرفة الحقيقة

لقد مات الفتى.. وما فعلته خالة محمود هو أنها أخفت حاجياته والأوراق في تلك الأريكة وفي الصندرة، لكن اللوحة تحمل طاقة غير عادية.. اللوحة تحاول أن تتكلّم.. اللوحة تحكي قصة

ماذا يوجد تحت هذه الأرضية الخشبية؟
من الظريف أن تحاول التخمين
كنز علي بابا؟ حذاء سندريلا؟ حذاء الطنبوري؟ طاقم أسنان هتلر؟ مجوهرات لوكريشيا بورجيا؟

هناك في المطبخ سكين عملاقة؛ رآها عندما كان هناك.. أعتقد أنها تصلح
هلمّ يا محمود.. إن الليل يتوغّل ولم يعد هناك الكثير من الوقت لتعرف فيه الحقيقة.. إن القصة توشك على الاكتمال؛ على الأرجح سوف ينفتح الباب تلقائيا إذا وجدت الحل

هكذا جلب السكين ثم عاد.. جثا على ركبتيه وراح يعالج الأرضية.. حاول جاهدا رفع قطعة الخشب.. صبرا.. في مثل هذه المواقف لا بد أن تنكسر السكين ويطير النصل في عينك.. هذا حادث ينتظر أن يحدث

جثا محمود على ركبتيه وراح يعالج الأرضية ـ (رسوم: فواز) ـ

يجب أن...ـ

Saturday, December 8, 2012

أكواريل - 4

ـ"باسيونيه!"ـ
هكذا راح يكرر النداء من النافذة
مع الوقت كان يدرك أكثر فأكثر أنه في مأزق.. هذه الشقة ليست على ما يرام، والأسوأ من الشقة هذه اللوحة المائية التي لا تكف عن التغيّر

هذه اللوحة المائية لا تكف عن التغيّر

هل اللوحة تتغير فعلا؟ ربما يخيل له ذلك.. ربما كانت اللوحة تعبيرا عن حالته النفسية لا أكثر، هذا وارد
هناك غرفة الصالون.. كل شيء يقول إن اللوحة تحذّره من دخولها، وهذا سبب كافٍ كي يجرّب حظه، سوف يتوكل على الله ويأخذ نفسا عميقا ويتجه إلى هناك

Wednesday, December 5, 2012

أين ذهب الجميع؟




المنطقة 51 .. مخلوق روزويل .. دوائر المحاصيل .. الاختطاف .. الأطباق الطائرة .. مسدسات الليزر 

هذه هي مفردات ثقافة الفضاء التي يحملها كل منا في عقله منذ بداية القرن العشرين تقريبًا، وهي ثقافة صارت مجسدة جدًا وقوية جدًا. عام 1898 كتب هـ . ج. ويلز قصته (حرب العوالم) فصار الأمر مفروغًا منه، وصار الناس يرون الكائنات الفضائية في كل مكان. انتشرت مجلات الخيال العلمي وقصص الخيال العلمي، وسادت ثقافة الأطباق الطائرة .  سوف يأتون من المريخ بالذات .. سوف يكون لونهم أخضر ولهم ثلاث أعين وهوائي على رأسهم ومسدسات تطلق عصارة خضراء .. إنهم أوغاد يريدون احتلال الأرض لأن مواردنا ما زالت بكرًا بالنسبة لمواردهم ..ظهرت مجلات سوبرمان ومعها صار الكون يعج بالكواكب .. هذا كوكب زوس وهذا كوكب بلغور وهذا كوكب يوتان .. هذا كوكب سكانه غير مرئيين وهذا كوكب سكانه يطيرون .. وهذا كوكب سكانه يتنفسون النوشادر .. إلخ .. كل الكائنات الفضائية كانت تراقبنا بجهاز الراصد ولهذا كلهم يجيدون لغتنا (أي لغة ؟.. طبعاً هي الإنجليزية).. استكملت أفلام الخيال العلمي المهمة، ثم بدأ كثيرون يلتقطون صورًا لأطباق طائرة، وبدأ الفضائيون يخطفون البعض .. البعض الذين يعودون ليحكوا عن أجهزة غريبة وحقن عجيبة اخترقت أجسادهم .. في الوقت نفسه راح الفضائيون يرسمون دوائر محاصيل لا يعرف أحد الغرض منها 

Monday, December 3, 2012

ضد الجميع




أشهر عبارة يسمعها المرء اليوم من كل من عادى الثورة أو أعلن رفضها منذ قامت هى: «ألم نقل لكم؟..» أو «كنا بعيدى النظر». وهذا يثير جنونى لأننى راهنت على فوز الثورة منذ البداية، وأؤمن أن الثورة تفشل عندما يتكلم الناس عن فشلها كحقيقة واقعة، كما فعلت دير شبيجل فى ذلك الحوار المنحوس مع البرادعى حيث تقول: «هل يمكن القول إذن إن ثورة مصر هى بداية فشل الربيع العربى؟». منذ أعوام وفى أحد المنتديات افتتح أحد القراء الخبثاء موضوعا عن انهيار مستوى قصصى ومقالاتى. هذا جعل فشل القصص حقيقة واقعة يتم البناء فوقها ولا تحتمل الجدل

هذه أيام سوداء بحق، وما زال ذلك الخوف المزمن من نشوب الحرب الأهلية يلاحقنا..عام ونصف يلاحقنا وكلما بدا أنه تراجع لاح من جديد. المشكلة هى ذلك الجنون المزمن الذى يصيب الناس ويجعلهم يصممون على الانتحار بلا سبب واضح، أو لأسباب تبدو لهم منطقية. وفى الوقت ذاته تشعر أن الجميع لا يعبأ بمصر حقا.. هى مواقف مجانية من أجل الوصول للحكم لا أكثر. لا أحد يفهم الديمقراطية التى يلوكونها كاللادن فى فمهم.. شعارهم هو: أى ديمقراطية لا تقودنى للحكم لا تساوى مليما