قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Monday, February 24, 2014

حدث فى فرش الأرانب



كنت أنوى استكمال الكلام عن مسلسل النصب الطبى، ثم وقعت حادثة أليمة تستدعى أن يتوقف المرء لحظة ليتكلم عنها. إن النصب الطبى موجود ولن يبرح مكانه (يعنى حيروح فين؟). فلينتظر قليلاً إذن.

منذ فترة صرنا نسمع عن حادث مروع كل أسبوع تقريبًا، لكن الحادث الأخير الذى وقع فى سانت كاترين احتل الصدارة فى الصحف والشبكات الاجتماعية.

شباب كثيرون قاموا برحلات سافارى مماثلة من قبل، لهذا شعر كل واحد منهم بأنه قد لقى حتفه هناك فى الثلوج فى منطقة فرش الأرانب هذه، وهى منطقة تبعد عن (وادى الجمال) بمدينة سانت كاترين بحوالى كيلومترين. ميتة بشعة ولا شك، فنحن لم نعتد السماع عن شخص يموت متجمدًا فى مصر. يمكنك أن تعذب نفسك طويلاً بتخيل متاهة الفئران التى دخلوا فيها، حيث ظلوا يدورون على غير هدى فى مساحة لا تزيد على 500 متر. مصداقًا للقصص التى كنا نسمعها عن الغربيين فى العواصف الثلجية الذين يتجمدون ويموتون على بعد أمتار من خيمتهم. فى النهاية يسقط الشاب أرضًا ويتجمد وهو لا يدرك أنه يموت.. غيبوبة نقص الحرارة تزحف على مخه ببطء فيهذى. ثم يتحول إلى تمثال أزرق كأن ميدوسا من نوع خاص قد نظرت فى وجهه. يقال إن انعدام خبرة الدليل كانت هى السبب فيما حدث.

Monday, February 17, 2014

تعالوا ننخدع من جديد - 1


مازلنا إذن فى الجو الطبى العام الذى يضوع بروائح (السافلون) والمطهرات وانفلونزا الخنازير. فى البداية أقدم هذا التعليق القصير الذى أرسله أ. د (حمدى صدقى) أستاذ مساعد الجراحة بطب طنطا، وهو يعلق على أو يستكمل معلومات المقال السابق الذى تحدثت فيه عن مسلسل موت الأطباء بمرض تنفسى غامض، وهو هنا يناقش نقطة (إذا مرض الطبيب فأين يعالج ؟):

«قرأت مقالك (هبوط حاد) وهو ما أوحى لى بأن أكتب اليك. منذ خمس سنوات توفى زميل لنا مدرس بقسم الجراحة اسمه د.محمد الطباخ -رحمه الله- وصل المستشفى الجامعى فى حالة تعفن دموى لم نعرف مصدره، وطبعا لأن مستشفى الجامعة وطنطا كلها ما فيهاش عناية مركزة حقيقية تم تحويله لقصر العينى الفرنساوى وراح ما لقاش مكان فى العناية وطبعا رفضوا استقباله، وفي طريق عودته توفى مريض بعناية قصر العينى والمستشفى اتصلت بهم، فرجع القصر العينى ودخل العناية ليموت فى نفس الليلة. نفس المأساة تكررت يوم الخميس الماضى 6-2-2014 مع زميل آخر اسمه د. عمرو الشناوى -رحمه الله- مدرس م. بقسم الجراحة أيضًا كان عمل زرع نخاع من 4 شهور ونجح الزرع لكنه مات من نزف شديد فى القناة الهضمية والشرج. ولأن طنطا كلها برضه ما فيهاش عناية مركزة واحدة كويسة ولأننا فشلنا نجيب له لا دكتور أمراض دم ولا دكتور عناية ولا دكتور مناظير قناة هضمية ولا لاقيين منتجات دم كافية وطبعا ما فيش إمكانية لعمل حقن بالصبغة لشرايين المساريقا، نقلناه معهد ناصر اللى عمل فيه الزرع ورغم الترتيب مع المعهد لكنه راح ما لقاش مكان فى العناية فراحوا القصر الفرنساوى ما لقاش مكان، وفى الآخر توفى فى مستشفى خاص فى القاهرة»

Monday, February 10, 2014

هبوط حاد



علمونا فى الطب الشرعى أيام الكلية أن تقرير الوفاة -مهما تعددت الأسباب- ينتهى بعبارة أن هذا حدث نتيجة هبوط حاد فى الدورة الدموية والتنفسية. مهما كانت طريقة الموت سواء مزق قطاع الطرق الرجل بطلقات الآلى على الطريق الدائرى، أو داس عليه قطار، أو أصيب بالتهاب رئوى أو نوبة قلبية.. دائمًا هناك مصب واحد نهائى اسمه «هبوط حاد فى الدورة الدموية والتنفسية»، وهذا المصب يعتبر مخرجًا ممتازًا لمن لا يعرف سبب الوفاة أو يريد تجاهله. يموت السجين بعد ما تلقى علقة ساخنة بالأحذية والكهرباء، فتكتب الإدارة: «هبوط حاد فى الدورة الدموية والتنفسية». يموت المريض ولا يجد الطبيب تفسيرًا لوفاته فيكتب أن سبب الوفاة «هبوط حاد فى الدورة الدموية والتنفسية». مع عدم وجود تشريح يموت المصريون جميعًا بهبوط حاد فى الدورة الدموية والتنفسية فقط ولا يوجد سبب آخر.

Monday, February 3, 2014

تنصت



من يتنصت على مكالماتك يمكن أن يجد فى كل كلمة شيئًا مريبًا إذا أراد
هل تم إثبات أى شيء حقيقى ضد هذه الحركة على مدى ثلاثة أعوام؟

فى قصة (صانع الأمطار) لجون جريشام، ينجح المحامى الشاب فى أن يسجل مكالمات سرية لخصمه تؤكد بوضوح أن الخصم يحاول رشوة الشهود.. مكالمات خطرة جدًا لو وصلت إلى المحكمة، لكن البطل الشاب يعرف قبل أى واحد آخر أن هذه التسجيلات تمت بدون إذن المدعى العام، وتمت دون علم من يتم التسجيل له. هذه إذن أشياء لا قيمة لها قانونًا بل وتدينه هو بالذات. لهذا يبتلع هذه التسجيلات ولا يعرضها على أحد.

سبب فضيحة ووترجيت هو أن نيكسون الرئيس الأمريكى كان يقوم بالتنصت على الحزب الديمقراطى لمعرفة خططهم الانتخابية. كانت النتيجة هى غضبة عارمة فى أمريكا واستقالة الرئيس... لو كان هذا فى مصر لخرج أكثر من إعلامى يقول إن الحزب الديمقراطى مجموعة عملاء يتآمرون، والتنصت عليهم حلال. لكن الأمريكان لا يغفرون شيئًا كهذا أبدًا...

كنت أعتقد أن هذه بديهيات، لكن فى حالة السعار التى تعم المجتمع الآن لم تعد كذلك.