قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Thursday, August 29, 2013

حزر.. فزر - 2


انتقلت الكاميرا إلى السيدة الشرسة نجوى الشربيني، وقد ارتسمت على وجهها مسحة امتعاض واضحة تقول بكل جلاء: "الوجود في هذا المكان لا يليق بي"ـ

ارتسمت على وجه نجوى مسحة امتعاض واضحة ـ (رسوم: فواز) ـ

ملأ وجهها المتنمر المغطى بالأصباغ الشاشة، وقد توقفت الموسيقى بانتظار سؤالها

قالت في تؤدة:ـ
ـ هل عملك له علاقة بالطب؟
ساد الصمت قليلا ثم قال الرجل خلف الستار ضاغطا على كلماته:ـ
ـ لا

واجه المذيع غسان الكاميرا والتمعت عيناه أكثر؛ هذا الرجل يجيد فن جعل العينين تلمعان كأن عنده زرا يضغط عليه عند الحاجة.. قال غسان بينما الموسيقى تتعالى:ـ
ـ لقد أتممنا دورتين لكن ما زالت إجابة اللغز مبهمة.. يجب أن أذكّر المتسابقين أننا نسمح فقط بخمس دورات، وبعدها نعلن فشلهم.. بعبارة أخرى: يفوز ضيفنا خلف الستار بلقب "أكثر الرجال غموضا"ـ

Friday, August 23, 2013

طلاق مضحك



دعابات كثيرة قيلت عن الطلاق، فهو موضوع محبب للأفلام العربية. هذا من المواضيع التي يصعب أن تجد فيها دعابة - مثل الحانوتي - لكنهم فعلوا، وأنت تعرف أن المأذون والطلاق ضيفان دائمان في تلك الأفلام، وتعرف كم من قصة نسجت حول دور (المحلل) بعد الطلقة الثالثة، منها (الواد سيد الشغال) مسرحية عادل إمام الشهيرة.. هناك كذلك أشهر جملة قصيرة للممثل الأميركي أرنولد شوارزنجر عندما أطلق الرصاص على رأس زوجته في فيلم (استعادة كلية)، فقال لها: «اعتبري هذا طلاقًا»

وصلني هذا الخطاب الطريف بالبريد الإلكتروني، وهو عبارة عن خطاب من زوجة لزوجها أترجمه لك. تقول فيه:

Thursday, August 22, 2013

حزر.. فزر - 1


أضواء تتوهج.. الكشافات تصوّب نحو المنصة العالية التي يجلس إليها المتسابقون.. موسيقى.. يشير مساعد المخرج الشاب العصبي للشباب الذين جاءوا ليلعبوا دور الجمهور كي يصفقوا، وينظر لهم نظرة نارية

يضيء شعار القناة نوفا مع بروفايل أنيق شامخ للمذيع غسان يوسف
يتحرك "الكرين" كوحش أسطوري يهبط من علٍ

تقترب الكاميرا الأولى من وجوه الضيوف، وعلى الشاشة العملاقة في ركن الاستوديو يظهر وجه مي العصبي المتوتر قليلا.. هذه مرتها الأولى على الشاشة كما هو واضح، عندما تكتشف الحقيقة المروّعة أن الكاميرا مسلطة على وجهها والجمهور يرى كل حبة وكل قطرة عرق على بشرتها.. يرون عينيها العسليتيين ويرون ارتباكها والكلمات المتعثرة على شفتيها.. هذا لا يجعل حالتها أفضل

على الشاشة العملاقة في ركن الاستوديو يظهر وجه مي العصبي

المذيع الشاب المتأنق الوسيم غسان يبدو كأنه دمية لامعة، يقف خلف منصته البعيدة ويطلب منها أن تعرّف نفسها.. فتقول:ـ
ـ م.. م.. يسين. م.. هسة.. كت.. محركات
قال ضاحكا مشجعا:ـ
ـ لو تكلمت بصوت أعلى لكان هذا لطفا منك

Monday, August 19, 2013

عزاء بالجملة



الدم المصرى كله حرام، وهذا مبدأ لا يتجزأ.. ليست هناك دماء أغلى من دماء. المبدأ الثانى هو أن العنف لا يحسم أى شئ ولا يولد إلا العنف. وما يحدث اليوم كابوس بكل المقاييس أعتقد أننى سأفيق منه لأجد أننا ما زلنا يوم 12 فبراير 2011 نحتفل بتنحى مبارك

وعدت بالصمت، لكن الصمت هذا الأسبوع جريمة. يجب أن أؤدى واجب العزاء ثم أصمت

عزاء حار لمصر التى تمر بلحظات من أقسى وأخطر لحظات تاريخها فى حرب شوارع حقيقية، وبلمحة بصر صار المشهد لا يختلف كثيرا عن لبنان والجزائر أيام الحرب الأهلية، وسوريا الآن. لقد مات الأمن والأمان وصارت الشوارع خطرة فعلا، وصار بوسعك أن تجلس فى بيتك وتسمع طلقات الرصاص فى الشارع تحت

Thursday, August 15, 2013

دبة النملة - اﻷخيرة


أعتقد أن قلبي كان موشكا على التوقف
هناك لحظة مخيفة بين التحديق في ذلك الوجه يحملق فيك، وإدراك الحقيقة المخيفة.. إنه يراك

الآن أفهم سر توتر الزوجة وشحوبها.. أفهم لماذا ذهبت نورا عند جدتها. هل رأت الزوجة هذا المشهد؟ لا أظن وإلا ما ظلت حية.. على الأرجح هي خمنت أو شعرت بشيء ما خطأ. لكن لا تقل لي إنها رأت زوجها يمشي على الجدران وقبلت ذلك

رأيت ذلك الشيء الذي يمشي على السقف ينحدر نحوي.. يهبط الجدار بسرعة خاطفة مما تميز الزواحف.. سرعة خاطفة تقطعها وقفات متحفزة حذرة. صمت تام يجعلك تشعر أن أذنك مختلة. فجأة وجدت يدي تطبق على سكين الطعام الضخمة تلك.. شعرت بأمان شديد وانا أعتصرها

فجأة وجدت يدي تطبق على سكين الطعام الضخمة ـ (رسوم: فواز) ـ

هرعت إلى الباب فخرجت، ثم أغلقته خلفي في قوة وركضت إلى الصالة.. هنا رأيت مقبض الباب ينفتح. وفي اللحظة التالية كان شاكر يركض على قدميه متجها نحوي. لقد تبدل وجهه فعلا.. لم يعد وجه المهندس الظريف البارع صديقي القديم. هذا وجه.. وجه وَزَغَة

Tuesday, August 13, 2013

سوريا من جديد



سوريا... الألم العربى المزمن، والأخت الجريحة التى لا تستطيع أن تقدم لها أى شيء، لأنك غارق فى المشاكل بدورك. وعدت ألا أتكلم فى السياسة ثانية، لأن زمن ابتلاع المرء لآرائه قد جاء. لكنى كما هو واضح كنت أتكلم عن السياسة الداخلية. أما سوريا فموضوع يهم الجميع بلا شك. سوف أنقل لك كلمات صديق سورى عزيز، ثم أعرج على مقال مثير للجدل نشر فى مجلة جلوبال ريسيرش (أبحاث العولمة) فى مايو 2012.. أى منذ أكثر من عام

دبة النملة - 4


راح هاشم يتكلم وأنا شارد الذهن أفكر بعمق فيما وجدته. خطر لي نوع من الهاجس الذي لا يستند إلى أساس علمي أن عينيه تلمعان أكثر من اللازم.. ربما هما تضيئان

خطر لي هاجس أن عيني هاشم تلمعان أكثر من اللازم ـ (رسوم: فواز) ـ

ماذا يحدث هنا بالضبط؟
كان ما لمسته وتهشم تحت قدمي هو عظام.. عظام حيوان أو طائر صغير، ويبدو من ملمسها أنها هنا منذ زمن سحيق. هناك كمية هائلة منها

Wednesday, August 7, 2013

سؤال البطولة



سوف أقدم لك خدمة عظيمة؛ هى أن أكف عن الكلام عن السياسة من الآن فصاعدًا، وهو قرار اتخذته عدة مرات لكن الكلمات كانت تحتشد حتى لأوشك على الانفجار وأضطر إلى العودة لحقل الألغام فى كل مرة. لقد تغيرت أشياء كثيرة فى مصر بالفعل، وصار التطرف هو الأساس، سواء كان تطرفًا دينيًا او ليبراليًا، وصار الاعتدال جريمة شنعاء. بصراحة الشعب المصرى صار شعبًا عنيفًا دمويًا لكنه مصر على أنه مسالم. أعتقد اننا نعيش ذات أجواء مباراة الجزائر القديمة لكن على نطاق واسع، وبعد أعوام عرف الجميع أنهم كانوا ذبابًا فى شبكة عنكبوت عملاق يحركهم كما يشاء

كنت ألوم نفسى دومًا عندما أصمت حيث لا ينبغى الصمت، وأتهم نفسى بالجبن.. على طريقة: « إن لم يكن الآن فمتي؟.. وإن لم يكن أنا فمن؟». كنت ككاتب تعرف أنك تواجه السلطة الغاشمة لكن القارئ فى صفك وأن من حقه عليك أن تتكلم. الوضع اليوم فريد هو أن القارئ هو غالبًا من يريدك أن تقول ما يريد فقط أو تصمت. على كل حال هذا بلدكم يا سيدى فافعلوا وقولوا ما تشاءون

مقال اليوم عن سنودن، وهو مقال يتكلم عن سنودن فعلاً بلا أى إسقاطات من أى نوع

Friday, August 2, 2013

دبّة النملة - 3



يمكنك أن تتخيل تعبير وجه شاكر عندما أخبرته بهذا الاقتراح
تصور هذا سهل على كل حال.. نحن لا نتحدث عن حاسة تُفقد أو قدرة تضيع.. نحن نتحدث عن طرف طار.. تمزق.. ذهب به نصل


المسكين
قال لي في أسى:ـ
ـ لقد انتهى زمن المعجزات.. أنا لا أفهم في الطب لكن ثق بأنني لن أحمل جثة مزقها القطار إلى عيادة طبيب
نظرت ليده المبتورة الملفوفة في الضمادات ثم قلت:ـ
ـ عدني بشيء.. أنا مخبول غير مستقر نفسيا.. اتفقنا؟
ـ أنت لست كذلك
ـ بل أنا مخبول من الطراز الذي يجري في الشوارع وكسرولة على رأسه.. اللعاب يسيل من فمه.. هذا المخبول لا يريد سوى شيء واحد هو أن تذهب لهذا الطبيب
ـ هذا مطلب عسير.. أنت تداعبني دعابة قاسية اسمها الأمل.. هذه الدعابة لن تفضي بي سوى لمزيد من الألم