قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Saturday, March 19, 2022

هذا الجدار - 4 - الأخيرة

من كتاب "الآن أفهم" - رسوم فواز


عزيزي أستاذ عصام:

للمرة الأولى أكتب لك.. أنا مدام ثريا القماش التي بِعت لها تلك الشقة بالعجوزة.

أعتذر إن كنت أسبب لك أي إزعاج، لكن بصراحة لم أعد أطيق ترك ذلك الجدار الذي بنيته أنت في غرفة الصالون.. لقد كان طول الغرفة أربعة أمتار، فجعلها الجدار مترين ونصفًا.. أعرف أنني قبلت هذا الشرط منك، بل إننا ذهبنا للمحامي لتوقيع عقد الشقة، وبعد التوقيع جعلني المحامي أوقِّع على تعهد بعدم عمل أية تعديلات في الشقة.

لكن الأمر لا يطاق فعلًا.. أهم غرفة في شقتي التي هي ملكي ضيقة جدًا. ثم إنني بالفعل لا أعرف ما تضعه خلف هذا الجدار باستثناء ذكرياتك المزعومة.

Saturday, March 12, 2022

هذا الجدار - 3

من كتاب "الآن أفهم" - رسوم فواز


عزيزي عصام:

كيف يظل شيء حيًا كل هذه الأشهر؟ لا يوجد مدخل لهذه الغرفة المغلقة.. إن جدار البناية نفسه يحدها من الخلف، لكن من الوارد أن يلعب الصوت بعض الألعاب الغامضة.. أحيانًا في منتصف الليل كان الجيران يخرجون لنا من بالوعة المطبخ، وكنت أسمع مدام (عواطف) تتشاجر مع أستاذ (مصطفى)؛ لأنه لا يبدل جواربه إلا كل أسبوع.. ربما هم يخدشون جدران غرفتهم الآن.

قالت زوجتي في إصرار:
ـ "فلنهدم الجدار"
- "لا"