قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Sunday, February 28, 2010

الفتى الذي صنع القنبلة الذرية



في الثمانينيات قرأت ملخصًا لهذه القصة الغريبة في مجلة (المختار من الريدرز دايجست) القصة تحكي عن طالب الفيزياء الخمول (ديف دوبسون) -يبلغ من العمر 65 عامًا اليوم- الذي اكتشف طريقة صنع القنبلة الذرية وهو في العشرين من عمره. تعمل وكالة الأمن القومي الأمريكية على مراقبة الرجل حتى اليوم.. لقد ظل مراقبًا طيلة حياته في الواقع، كما أن كل ورقة كتبها محفوظة في وكالة الأمن القومي الأمريكي

كان الفتى طالبًا متوسط المستوى محدود الذكاء نوعًا، وكان يقضي وقتًا أكثر من اللازم في اللهو مع رفاقه، كما كان عضوًا في فريق مسرح الكلية، حيث يلبس كالراقصات ويطوح ساقيه المشعرتين في الهواء أثناء رقصة الكان كان، لذا كان التعليم بالنسبة له عملية مضيعة للوقت

ضارة بالصحة وتسبب الوفاة


رسوم: د أشرف حمدى

المسئول: يالله يا فناني مصر.. ورونا همتكم.. صممولنا شعار مرعب.. لو مريض قلب شافه يموت بالرعب من غير سجاير

Wednesday, February 24, 2010

رحيق العمر كتاب يذكر الحقيقة ولا شيء غيرها

بص و طل - 22 فبرايار 2010


مَن طالعوا الكتاب السابق الذي يحكي تجربة د. (جلال أمين)، قد يبدو لهم هذا الكتاب نسخة مكررة من الأول؛ لكن الكتابين (علمتني الحياة - رحيق العمر) تجربة متفردة حقًا؛ لأنها تتبع طريقة الرواية متعددة الرواة. تذكر رواية (الرجل الذي فقد ظله) لفتحي غانم التي صدرت في أجزاء، يحكي كل جزء الأحداث من وجهة نظر شخص مختلف؟ هذه أول مرة -حسب علمي- يحدث هذا مع سيرة ذاتية، والرواة هم د. جلال أمين نفسه يعيد تأمل حياته بنظرة طازجة مختلفة؛ فيتوقف أمام أشياء أهملها في الكتاب الأول، ويغفل أشياء أخرى اهتم بها من قبل

من جديد نجد العلامات المسجلة لـ د. جلال: الصراحة المطلقة.. إنه يذكر الحقيقة ولا شيء غيرها؛ لكنه قد يحتفظ لنفسه ببعض هذه الحقيقة، وهو تصرف مفهوم إنسانيًا. الصراحة المطلقة والتعامل مع العالم كطفل حكيم متسع العينين لا يفهم الزيف والادعاء ولا يطيقهما. يعترف بأن البعض وجد الكتاب الأول صريحًا أكثر من اللازم؛ بينما وجده البعض غير صريح فيما يتعلق بالجنس والمرأة؛ لكننا نعرف يقينًا أن الكتاب الأول أثار غضب كثيرين أو ذهولهم عندما تكلم عن مشاعر أبيه الحقيقية تجاه أمه لأنه لا يجدها جميلة، وعن كونه لم ير أباه يصوم قط أو يصلي وهو الكاتب الإسلامي الكبير

أشياء كثيرة قد يفضل المرء منا أن يعتزل الكتابة ولا يخطها على الورق؛ لكن الرجل تجاسر على ذلك؛ لأنه أدرك أنه لا قيمة لاعترافات مزورة أو مفبركة.. إما أن تتكلم بصراحة ووضوح أو تصمت؛ فلا حاجة لأرفف المكتبات إلى كتاب أكاذيب جديد

وهو في الكتاب الحالي يخترق المزيد من أسوار التابوو التي نحيط بها ذواتنا.. سوف تقابل د. جلال أمين وهو يتشاجر مع بلطجي من أمريكا اللاتينية حاول الاستيلاء على شقته في المعادي؛ فتجد أن الغضب أعماه تقريبًا وهو يحمل (الكوريك) ويهشم نوافذ البيت وكشافات سيارات الرجل، ويقتحم البيت غارقًا في الدماء فيفر المعتدي خوفًا، وهو مشهد لا يحب أستاذ جامعي أن يراه طلبته؛ لكن د.جلال أمين أرانا المشهد كاملاً.. سوف تقابله وهو مراهق يمضي سهرة حمراء مع أصدقاء الشباب، ويبحث عن سيجارة طلبتها منه بائعة الهوى قبل أن ينفرد بها

كما قلنا يبدأ د. جلال أمين من نفس البداية ليصل لنفس النهاية، وإن كان يتوقف عند أشياء مختلفة هذه المرة. يحكي لنا عن علاقته بأمه وعلاقة أبيه بأبنائه، وعلاقة أمه بعمته.. إلخ

هناك عبارات كثيرة تتوقف عندها، مثل: وصفه للمناخ الثقافي التعليمي في الأربعينات قائلاً: إنه كان يجمع بين احترام الحضارة الغربية واحترام النماذج الرفيعة في التراث العربي والإسلامي؛ فقد كانت هناك هالة من الاحترام تحيط بأسماء النابغة الذبياني والمتنبي وسواهما؛ لكن في الوقت نفسه يستقر في ذهنك احترام فولتير وروسو، وتعرف من هو سقراط، وماذا قدمه ديكارت. ويعزو هذا إلى ثقة الطبقة الوسطى بنفسها واطمئنانها إلى المستقبل، وهذا أدى لإفراز مترجمين في غاية البراعة والتمكن من اللغة العربية قبل الأجنبية، كما يفسر هذا الانسجام الذي ساد علاقة المسلمين والمسيحيين وقتها. ويقارن د. جلال بين التعليم في ذلك الزمن والتعليم الحالي في أرقى صوره؛ فالتعليم الحالي لا يتضمن التمثيل في مسرحية أو تعلّم العزف على آلة موسيقية، أو القيام برحلة لمتحف، وعندما قررت المدرسة عمل معرض للأعمال الفنية؛ فإن كل الآباء كانوا يعرفون المحل الذي يشترون منه الأعمال الفنية جاهزة. هناك مدارس محدودة أفلتت من هذه الدائرة الجهنمية -مثل بعض مدارس المعادي- لكن على حساب مصاريف باهظة وتضحية شبه كاملة باللغة العربية

عندما بدأ الفتى يشارك في المظاهرات في أعوام الغليان السياسي تلك؛ فإنه يعترف بشيء ظل كامنًا فيه حتى اليوم هو "الرغبة في الاستعراض ولفت الأنظار". ثم تخرّج في كلية الحقوق بعد دراسة لم يحبها قط، وانضم لحزب البعث في تجربة ندم عليها كثيرًا فيما بعد عندما عرف أنه مغضوب عليه لدى أجهزة الدولة؛ مما كاد يمنعه من السفر

وقد ظفر ببعثة لدراسة الاقتصاد في إنجلترا أبعدته عن مصر في الفترة الذهبية من تاريخها (1955 – 1958). ذروة عدم الانحياز واستقلال القرار؛ لكن البيروقراطية كانت قادمة، وقد تناثر عليه رذاذ الدولة البوليسية عندما عاد لمصر عام 1964 ليكتشف أنه تحت الرقابة طيلة الوقت، أما أخوه (عبد الحميد) فقد فوجئ بمصادرة أجهزته في المركز القومي للبحوث ونقلها إلى أنشاص.. من ثم ترك التدريس في جامعة عين شمس وسافر للولايات المتحدة. ثم عاد منها ليعيش أربعين عامًا من البطالة حتى توفي عام 2006.  وفي العام 1966 أحيل أخوه محمد رئيس مجلس إدارة شركة إيديال للمعاش؛ لأن بعض العمال في المصنع اتهموه بعدم تعاطفه مع الاشتراكية!.. لقد بدأت سنوات التطهير

أهم أجزاء الكتاب في رأيي هي تلك المراسلات بينه وأخيه (حسين) الذي كان في لندن وقتها؛ حيث يتكلم الأخوان المثقفان عن الموسيقى الكلاسيكية والمسرح والفنون. وكذلك الأعوام التي قضاها جلال أمين في لندن وتجاربه مع أساتذته البريطانيين ومغامراته في استكشاف عالم المكتبة وخطواته الأولى في عالم الاقتصاد. أعوام ثرية جدًا تنتهي بأن قابل كذلك شريكة حياته البريطانية التي صارت زوجته

من أهم الفصول كذلك هذا الفصل الذي يتلخص في كلمات أستاذ فرنسي لتلميذ مصري لديه: "أنتم معشر المصريين طلبة ممتازون وأذكياء ومبتكرون؛ لكن ما الذي يحدث لكم عندما تعودون لمصر؟"ـ

يحاول د.جلال الإجابة عن هذا السؤال؛ حيث يبدو أن شعلة ذكاء المصريين التي توهجت في الخارج تنطفئ عندما يعودون من البعثة. لعل السبب الأهم هو مصاعب الحياة اليومية والحاجة إلى البحث عن نشاطات غير علمية؛ لكنها تزيد الدخل، والتزامات الحياة العائلية في مصر التي تضيع الوقت وتشتت الذهن. ويحكي هنا قصصًا طريفة عن المقررات العلمية التي كلف بتدريسها لدى العودة، وبعضها في مواضيع لم يسمع عنها قط قبل موعد المحاضرة! وكذلك إرغامه على (التدريس السياسي)؛ بمعنى أن يضطر لشرح منهج كامل عن التعاون لمدة عام؛ بينما المنهج تكفيه محاضرتان لا أكثر

ويحكي في فصل كامل رحلة أوديسيوس الأسطورية لأربعة أشهر التي قام بها ليسمحوا له بحضور مؤتمر علمي في لندن؛ بينما الجهات الأمنية متشككة لمجرد الشك.. التظاهر بالخطورة والتحفظ بلا مبرر؛ حتى أنه حصل على توصيات من خالد محيي الدين وشعراوي جمعة؛ لكن لا يبدو أن هناك حلاً إلا قرب النهاية

هناك كذلك رحلاته إلى كوبا وإلى موسكو؛ حيث ينقل صورة غير مألوفة عن المجتمع الشيوعي، ويناقش الحراك الاجتماعي والعولمة وعقدة الخواجة التي سيطرت على مثقفي مصر الميّالين للغرب، كما يحكي قصته المؤسفة مع المرض بالوهم؛ حيث أقنعه الأطباء أنه مصاب بمرض بهجت
Behcet
 فقضى فترة من أسود فترات حياته لا هم له سوى مرضه، ولم ينجز أي شيء في تلك الفترة؛ حتى أنقذه طبيب تركي بعد عدة أعوام أخبره أن مرض "بهجت" لا يصيب هذه السن أصلاً

صراحة.. صراحة.. الكثير منها، ونظرة عميقة للحياة ازدادت تخمرًا مع السنين، مع رجل لم يعد يخشى أن يقول أي شيء بعد هذه السن. كل هذا يجعل الكتاب درة جديرة بأن تقرأ

Tuesday, February 23, 2010

إضراب

بناءا على طلب خاص من د أحمد خالد نقوم بنشر بعض قصص الستريبس القديمة التى نشرت من قبل على موقع بص و طل خوفا من ضياعها

==================================

رسوم: عبد الله أحمد

 

Monday, February 22, 2010

شباب و فضائيات

بناءا على طلب خاص من د أحمد خالد نقوم بنشر بعض قصص الستريبس القديمة التى نشرت من قبل على موقع بص و طل خوفا من ضياعها

==================================

رسوم: عبد الله أحمد

Sunday, February 21, 2010

أربعة - صفر


رسوم: فواز

مسئول 1: يعني رأيك نرفع الدعم دلوقتي؟ والماتش شغال؟
مسئول 2: طبعًا.. كفاية كده.. وكمان نلغي التأمينات والمعاشات

مسئول 1: قانون تهـريـــ.. أ... بيع الآثار مفيد جدا.. وما حدش اعترض عليه
مسئول 2: بسرعة قبل الماتش ما يخلص


Saturday, February 20, 2010

تنمية بشرية

بناءا على طلب خاص من د أحمد خالد نقوم بنشر بعض قصص الستريبس القديمة التى نشرت من قبل على موقع بص و طل خوفا من ضياعها

==================================

رسوم: فواز

Friday, February 19, 2010

دماء و رمال

بناءا على طلب خاص من د أحمد خالد نقوم بنشر بعض قصص الستريبس القديمة التى نشرت من قبل على موقع بص و طل خوفا من ضياعها

==================================

رسوم: محمد عبد الله

Thursday, February 18, 2010

ساعة الانتقام

بناءا على طلب خاص من د أحمد خالد نقوم بنشر بعض قصص الستريبس القديمة التى نشرت من قبل على موقع بص و طل خوفا من ضياعها

==================================

رسوم: عبد الله أحمد

Wednesday, February 17, 2010

كلمة من القلب

بناءا على طلب خاص من د أحمد خالد نقوم بنشر بعض قصص الستريبس القديمة التى نشرت من قبل على موقع بص و طل خوفا من ضياعها

==================================

رسوم: فواز

Tuesday, February 16, 2010

لماذا هاجر محمد - 4




نعم.. أعرف أنني أطلت الكلام عن أول أسباب هجرة محمد خارج مصر؛ فالاحتقان الطائفي ليس هو كل الأسباب، لكني تحمست لهذه النقطة حتي أعطيتها مساحة ضخمة ربما لأنها ذات شجون، ولأن كلمات كثيرة انحشرت في حلقي ووجدت فرصة إخراجها الآن. عندما قررت التوقف وصلني هذا الخطاب البليغ من طالب مسيحي بإحدي الكليات العملية، وقد أرغمني علي أن أطيل الكلام عن هذه النقطة أسبوعًا آخر لأنه من الخسارة ألا ينشر، ومن الخسارة أن نؤجله. أرجو أن تقرأ هذا الخطاب بحيادية تامة وتفكر فيه بعمق، وقد نقلته لك حرفيًا باستثناء حذف أي بيانات شخصية عن كاتبه كما طلب، وبعض الاختصار غير المخل كي أظل قرب حدود الألف كلمة

(1)

منذ أن كنت طالباً يدرس في المدرسة ولديّ الكثير من الأصدقاء المسلمين، بل كنت كثيراً ما أشعر بارتياح لبعض منهم أكثر من المسيحيين زملائي في الفصل، والسبب في ذلك أنني كنت أتعامل مع الشخص كاهتمامات مشتركة وأخلاق فقط ولم أكن أنظر للأمر من زاوية أخرى نهائياً، بعكس معظم الأطفال المسيحيين، الذين يحثهم أهلهم باستمرار علي مصادقة الأطفال المسيحيين «الكويسين» وبالطبع أنت خير من يعلم كيف يتعامل العقل الباطن مع هذه الجملة البسيطة، فهو يحوّل كل من هو غير مسيحي إلي «مش كويس»، وهذه الرسائل تتناقل لا شعورياً عبر أجيال فتجد تلك الأفكار تصل علي هيئة رسائل غير مباشرة للطفل من أهله، قد تكون في أغلب الأحيان علي هيئة نظرة خوف ظهرت في عين الأم للحظة عندما أخبرها ابنها «مينا» عن «محمود» صديقه الجديد في الفصل. بالطبع تتراكم تلك الرسائل في اللاوعي لتنتج عنها كتلة من الأفكار الخاطئة تترسخ في عقل الإنسان الباطن، وأزعم أنني أستطيع تلخيص تلك الأفكار في فكرة واحدة بشكل مباشر وهي «الآخر خائن بالفطرة ويمكنه أن يطعنك في ظهرك في أي لحظة دون أن يطرف له جفن»ـ

(2)

يخرج الشخص المسيحي للحياة وهو مقسوم إلي جزءين، جزء منه يتصرف بالفطرة الطبيعية ويحب الجميع، وجزء آخر منه يدعوه باستمرار للخوف من الآخر، تجده يبتسم ويضحك ويمزح ويقدم المحبة قدر ما استطاع ولكنه بعد كل شيء يثق في شخص مسيحي قد لا يعرفه جيداً عن شخص مسلم يعرفه أكثر، لا عن فكر كراهية متطرف، ولكنه خوف وتوتر وعدم ثقة في الآخر ناتجين عن الأفكار والخبرات القديمة المتراكمة. وصدقني لا أعلم حقاً السبب في كوني خرجت مختلفاً وأتعامل بدون خوف، لو كانت تلك الأشياء وراثية لقلت إنني ورثتها عن والدي - رحمه الله - الذي كان موجهاً بالتعليم الثانوي وكان دائماً ما يعامل الجميع بنفس الحب والحزم بدون استثناءات حتي إن بعض المسيحيين من راغبي المصالح كانوا كثيراً ما يتضايقون منه لأنهم كانوا يظنون باستمرار أنه قد يعاملهم معاملة مختلفة ولكنه لم يكن يفعل هذا نهائياً وكان يؤدي عمله بأمانة بدون النظر لأي اعتبارات أخرى. أو ربما ورثتها عن والدتي المدرّسة بالتعليم الثانوي أيضاً التي تحب الجميع وتبتسم في وجههم باستمرار وتخدمهم قدر ما استطاعت، لدرجة أننا إلي الآن كلما عادت إحدى صديقاتها من الحج لابد أن تحضر لها ولي ولأختي الصغيرة الهدايا

لكن والدي ووالدتي رغم حبهم للجميع وحب الجميع لهم بقي بداخلهم ذلك الخوف المبهم من الآخر نتيجة الأفكار المتوارثة، والتي يتم من خلالها فلترة كل الأحداث التي تواجههم في حياتهم. باختصار...إذا تسبب لك المسيحي في كارثة فهذا لأنه «إنسان مش كويس» أما عندما يتسبب لك المسلم في مشكلة بسيطة فهذا «لأنهم مش كويسين». وربما لم تكن تصلني تلك الأفكار جيداً من والديّ بسبب محاولتهم لتغليب عقلهم علي مشاعرهم وموروثاتهم

(3)

نشأت وأنا مؤمن تماماً بالانفتاح علي الآخر من أوسع أبوابه، آمنت تماماً أن هذا هو الحل الوحيد للقضاء علي الطائفية لو كان الجميع يفعل مثلي، لهذا أعجبني كثيراً وصف الكائنات الفضائية في مقالك الأخير وهو أدق وصف يصف الحالة الآن، لأننا لو لم نكن كائنات فضائية وكنا نظهر للجميع بدون خوف وانغلاق لما صدق أحد كلام أحد الشيوخ بأننا نذبح الخنازير ونشرب دمها في الكنيسة، أو أن الكنيسة يحدث فيها زني جماعي كنوع من الطقوس، إلي آخر هذا الهراء، صدقني كل هذا يقال وأكثر، وهذا هو حالنا الآن، كائنات منغلقة علي نفسها تحاول تجنب الاختلاط بالآخر كلما استطاعت، وتحاول أن توجد لنفسها كل شيء بداخل الكنيسة، حتي إعلانات بيع وشراء الشقق والسيارات، والرحلات الترفيهية، وطلبات العمل، إلخ... هل تعلم يا سيدي أن بداخل معظم الكنائس الآن مكاتب توظيف؟؟ بل والأدهى، هل تعلم أن خلال فترة الهجرة العشوائية لأمريكا تقوم كل كنيسة تقريباً بتخصيص مكتب بداخلها لاستقبال طلبات الهجرة من الناس وإرسالها إلي موقع الإنترنت الخاص بذلك؟؟ رسالة أخرى غير مباشرة مفادها «اهربوا حال ما استطعتم فهذه لم تعد بلدنا»!!!!!ـ

(4)

يمضي الزمن لأقابل في حياتي العديد من المواقف الكافية لخلق الخوف والعداء حتي إن لم يكن موجوداً من الأصل. ها هو زميل كنت أتحدث معه لأكثر من نصف ساعة في المدرج ولم نكن نعرف بعضنا. لم أكن أعلم أن من الممكن فسيولوجياً لعضلات الوجه أن تنقلب في جزء من الثانية من ابتسامة عريضة لـ «تبويزة» كاملة، فهذا هو ما حدث لوجهه بمجرد أن عرف اسمي بعد نصف ساعة من المزاح والضحك المتواصل!! كلما حكيت هذا الموقف لأحد أقاربي كنوع من الفضفضة قام بفتح خزانة ذكرياته وإخراج كل ما فيها من تجارب مع الطائفية، الكثير والكثير من القصص والتي كانت تحوي رسالة واحدة لي وهي «أنت اللي غلطان أصلاً، هما كلهم كده واللي مش كده يبقي مش بيقرأ ومسيره في يوم هيقرأ ويعرف ويبقي كده»، هل يكون كل هؤلاء علي خطأ وأنا الذي علي صواب؟؟ ثم بصراحة شديدة ما الذي تتوقعه مني عندما أقرأ علي شبكة الإنترنت أن هناك من الأحاديث الصحيحة ما ينهي حتي عن إلقاء السلام عليَ؟؟ هنا أكتشف أن لا أحد من المتطرفين يتحدث بدون دليل، وحتي من يقتلون الأقباط لديهم بدل الدليل ألف دليل

لماذا عندما اتصلت بإحداهن لتعزيتها في وفاة أحد أقاربها وقلت لها «البقية في حياتك» أجابتني في منتهي السماجة «اسمها البقاء لله مش البقية في حياتك»؟؟ لقد أصبت تماماً في مقالك عندما قلت عنا «إنهم يعرفون ما يُقال عنهم جيدًا». بالمناسبة هل جربت من قبل أن تكون جالساً في منزلك آمنا تذاكر يوم عطلتك، فقط لتسمع سبابك والدعاء عليك بأذنك يتردد في كل مكان عبر مكبرات الصوت؟؟ ابتسم فهذه صلاة الجمعة في المسجد المواجه لبيتي!! هل جربت أن تكون خارجاً من دار عبادتك المواجهة لشريط الترام بعد أداء صلاتك، لتجد أطفالاً - لم يتخط أكبرهم الصف الثالث الابتدائي بأي حال - يسبّون دينك عبر نافذة الترام المتحركة مع الكثير من الضحك والقهقهة؟؟ كم ترعبني الصورة عندما أتخيل هؤلاء الأطفال حينما يكبرون

(5)

كل عام يتعجب جميع أصدقائي المسيحيين من رفضي لتقديم طلب للهجرة العشوائية ويستنكرون ذلك بشدة، أذكر صراخ أحدهم فيّ ذات مرة «انت أهبل يابني؟؟! إذا كنت لسه علي الأقل عارف تعيش فيها دلوقتي، كمان 10 سنين لما يمشوا يقتلونا في الشوارع هتضرب نفسك مليون جزمة»ـ

صدقني يا سيدي أنا من أشد أعداء تطرف بعض أقباط المهجر، ولك أن تتخيل مدي تقززي من فكرة أن أحدهم يطلب من شخص غريب أن يتسلط علينا ويتحكم في شئوننا الداخلية بحجة حمايتنا، ولكن رغم رسوخ معتقداتي تلك لدي خوف رهيب أن أتحول لواحد من مشجعي هؤلاء، بل ربما واحداً منهم في يوم من الأيام، ولا أريد أن يلومني أحد حينها فالضغط النفسي الذي أتعرض له في بلدي ليس بقليل، لا يلومني أحد حينها عندما أفقد منطقي بالكامل ويتحول إلي «أنا والغريب علي أخويا وابن عمي»، لا يلومني أحد فأنا أسمع الجميع يقولون إن الهندي المسلم أقرب لهم من المسيحي المصري. لا يلومني أحد فأنا شخصياً بدأت أشعر أنني غريب عن هذا البلد. هل كان أقباط المهجر يحاربون تلك الظواهر مثلي في يوم من الأيام وطفح بهم الكيل فقرروا أن يكونوا هكذا؟؟ لا أعتقد أنهم ولدوا من بطون أمهاتهم شياطين وخونة كما يتهمهم الجميع في كل مكان. علي كل حال أتمنى حقاً أن أموت قبل أن أرى نفسي أتحول لواحد منهم...»ـ

انتهي الخطاب.. لا تعليق.. وهذا آخر ما سأكتبه عن القضية في سلسلة المقالات هذه

Monday, February 15, 2010

شباب و فضائيات و أشياء أخرى

بناءا على طلب خاص من د أحمد خالد نقوم بنشر بعض قصص الستريبس القديمة التى نشرت من قبل على موقع بص و طل خوفا من ضياعها

==================================

رسوم: عبد الله أحمد