 |
سئمت التشويه الذي نمارسه بلا توقف في ثورتنا العظيمة |
لا أحتاج إلى أن أخترق الجدران بعيني لأرى الابتسامة التي ترتسم على شفتي حسني مبارك الآن، وهو يرى نبوءته تتحقق.. إما أنا أو الفوضى، ولعله يقول لنفسه إن هذا هو حال المصريين بعدما فقدوا قيادته الحكيمة. أو يقول على طريقة النساء العجائز: "اللي ييجي عليّ ما يكسبش !"ـ
الحقيقة أننا نعمل جاهدين لإسعاد الرجل في ساعاته الأخيرة. هل تذكر الشاعر صفي الدين الحِلّي عندما يقول على لسان حبيبته:ـ
قالت سررت الأعداء؟ قلت لها... ذلك شيء لو شئت لم يكنِ
فعلاً بلغت روحي الحلقوم
فعلاً سئمت الصحف وشلال الكلام الذي لا يتوقف على كل القنوات ليلاً ونهارًا، والأخبار الخاطئة التي يتم نفيها بعد ساعات.. سئمت عدم الأمانة في نقل الأخبار حتى صار هذا هواية
سئمت التشويه الذي نمارسه بلا توقف في ثورتنا العظيمة، وكيف تحوّل العالم من منبهر بها إلى متشكك
سئمت كل هذا الهجوم على المجلس العسكري كأنه حكومة الاحتلال الإسرائيلي.. المجلس بطيء فعلاً، وهناك أسباب كثيرة للخلاف معه، لكن هذا لا يبرر فيض الكراهية والحقد اللذين يكتب بهما البعض. هذا الشحن ليلاً ونهارًا لا بد أن يفضي إلى صدام.. والصدام سيكون مع الجيش وليس أفراد المجلس