 |
إيلي رامون رائد الفضاء الإسرائيلي، ولقطات من موقعة الجمل، وأحداث استاد بورسعيد |
تتزامن بداية فبراير/ شباط مع ثلاث مناسبات مهمة. لا أنكر بصراحة أنني أحسد إسرائيل بشدة؛ فهي دولة ديمقراطية أخذت بأسباب العلم وروح العصر، واستطاعت أن تصير بالضبط كما أرادت، وكما يقول هيكل: «استطاعوا تحويل أسطورة إلى حقيقة واقعة تعززها 300 قنبلة نووية، بينما نحن امتلكنا الحقيقة الواقعة والحق ولكننا حولناه إلى أسطورة». بالإضافة لهذا استطاعت إسرائيل أن تقاوم وتترعرع في بحر عربي معاد يريد لفظها.. استطاعت استغلال المصالح والروح القبلية لدى العرب وعمالة الحكام وازدادت قوة وبأسًا. كنت أقرأ عن رحلات جولدا مائير الرهيبة – وهي بعد شابة حسناء – على الجمل في ليل الجزيرة العربية للتحالف مع شيخ هذه القبيلة أو تلك، وقرأت مذكرات بن جوريون التي يحاسب فيها نفسه في كل ليلة على ما أنجزه لدولة إسرائيل اليوم. نعم.. لابد من أن تحسد إسرائيل وتنبهر بها وهذا لا يتعارض مع ذروة المقت والكراهية. ما أرشق البعوضة التي لدغتك فأصابتك بالملاريا.. ما أجملها من أداة قتل متقنة!
في 1 فبراير/ شباط نقابل مناسبة مهمة في إسرائيل؛ هي وفاة رائد الفضاء الإسرائيلي إيلي رامون على متن المكوك كولومبيا.. في مصر نقابل حادثين لم ينسهما أحد: في العام 2011 كان ذلك المشهد الأسطوري الذي لا يصدق: الجمال والخيول تجري في ميدان التحرير، وعليها رجال مدججون بالسلاح… كيف استطاع هؤلاء اختراق قوات الجيش للوصول لميدان التحرير؟ هل توقعوا أنهم قادرون على تنظيف الميدان من البحر البشري الكثيف؟
بعد هذا بعام واحد تجري حوادث مذبحة بورسعيد المروعة.. وهي مذبحة لم تتضح كل تفاصيلها بعد ككل ألاعيب الثورة المضادة في الواقع، وإن بدا واضحًا أنها انتقام من ألتراس الأهلي.
شعور بالغصة يغمرني عندما أقارن ما حدث في إسرائيل يوم 1 فبراير/ شباط، بما حدث في مصر في ذات اليوم. المقارنة بين تجربة فضاء فشلت، وبين حشد جيوش البلطجية للقضاء على ثورة تحالف ضدها عصر مبارك كله.