قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Wednesday, December 7, 2016

وجع قلب



http://www.albetaqa.site/ar/?imagelinks=ebadat0526

في الفترة الأخيرة جاءت مفاجأة الأسبوع المعتادة في موعدها، لتتكلم هذه المرة عن شباب اغتصبوا كلبة ومزقوا جهازها التناسلي، لدرجة أن الطبيب اضطر لاستئصال الرحم. لا أعرف الكثير عن الكلاب أو طريقة اغتصابها، لكن هناك عددًا من المعلقين الخبراء الذين سخروا من الخبر وقالوا إن هذا مستحيل، لأن عضلات المهبل العاصرة لدى الكلبة قوية جدًا لا تسمح بالاقتحام.. إلخ. حتى شاعت عبارة (بحكم خبرتي مع الكلاب .. كذا كذا) وهي عبارة أثارت سخرية شديدة بالطبع. لكنني سألت أكثر من طبيب بيطري وقد قالوا إن هذا ممكن.

لا شك أن الزوفيليا أو ممارسة الجنس مع الحيوان انحراف جنسي معروف، وقد عرفت مريضًا نفسيًا في القرية التي كنت أعمل بها في الريف، اغتصب ماعزًا بقوة لدرجة أنها توفيت .. وأنقذه أهله بمعجزة من القتل على يد أصحاب الماعز. كما أعتقد ان الزوفيليا منتشرة في الريف أكثر مما نعتقد. في فيلم (الأرض) يلوم حمدي أحمد أخاه علي الشريف على ما يفعله مع الحمارة، وهي لقطة لم يلحظها كثيرون.
سواء كان ما حدث مع الكلبة اغتصابًا أم تعذيبًا ساديًا فاق الحد، فالحادث يقول عدة أشياء:

أولاً هناك حوادث مماثلة حدثت لبشر وذكور في سلخانات الداخلية، ومعظم هذه القصص موثق طبيًا. وهذا يعني أن الكلبة كانت أكثر حظًا من البشر. لقد وجدت طريقها للإعلام، بينما هؤلاء لا أحد يصدقهم سوى العاملين في منظمات حقوق الإنسان.

ثانيًا لا يمكن أن يكون الحرمان الجنسي هو السبب الوحيد، بل هي طاقة العنف المتوحش في النفوس التي عبرت عن نفسها في شكل سلوك جنسي. لا شك أن العنف يتزايد في النفوس بشكل مقلق.

ثالثًا : أقولها للمرة الألف مع ما في ذلك من ملل. المصري من أقسى خلق الله على الحيوان ويستمتع بعذابه جدًا.

هناك عدة مجموعات على الفيس بوك تعنى بالحيوانات المعذبة أو المريضة أو التي لا مأوى لها. ولو كانت أعصابك قوية ودخلت لرأيت مشاهد عجيبة لا تصدق .. الصور موجودة على كل حال..

من ضمن نماذج القسوة المذهلة، ذلك الرجل الذي أغرق كلبين في برميل مليء بالزفت.. انتشل الناس الكلبين لكن تنظيفهما كان مستحيلاً، وبالطبع استعملوا الكيروسين في محاولة يائسة .. في النهاية ماتا.

من ضمن النماذج القط الشيرازي الذي تركه أصحابه في الصحراء ليموت جوعًا وعطشًا، ولو كانوا أكثر رحمة لقتلوه فورًا بدلاً من هذا الموت البطيء. بالصدفة مشى حتى بلغ الطريق السريع فأنقذته أسرة في سيارة.

أما عن القط الذي وضع صاحب المقهى رأسه في مرطبان، وأطلقه يحاول التنفس أو التحرر بلا جدوى، فقد قال رواد القهوة إن هذه هواية محببة لدى الرجل. وقد اضطروا لتحطيم المرطبان فجرح القط بقطع الزجاج.

تكسير عظام الكلب بالمطرقة هواية محببة أخرى، ليرقد على الأرض عاجزًا عن التنفس نفسه. هناك متخصصون في هذا. وصلتني صور حفل كامل ورقص حول جثة كلب مشنوق لأن نباحه أزعج القوم ليلاً.

الحق أنك تحتاج لأعصاب قوية لتدخل هذه المجموعات. وما يثير جنوني هو الأخوة من حزب (الإنسان أولى بالاهتمام – حرام. لكم إخوة يموتون جوعًا) الذين يدخلون ليسخروا من رقة قلب هؤلاء المترفين..

كأن من قواعد الإيمان أن تعذب الحيوانات وتهملها حتى يستقيم دينك. كل مشاكلنا سببها العناية بالحيوان لكن الله هدانا أخيرًا بفضل هؤلاء الإخوة.

يجب أن يتذكر هؤلاء أن أحدًا لم يطلب شراء فرشاة كلاب أو طعام مستورد أو شامبو للقطط. نحن نطالب بأن نلقي للحيوانات أرجل الدجاج، وألا نلقي بالكلاب في براميل الزفت، أو نضع رءوس القطط في مرطبانات، وحبذا لو كففنا عن اغتصاب الكلاب. هذا ليس مطلبًا مترفًا أو مستحيلاً.

ثم أن القاعدة لا تتغير. من يقس على الحيوان يقس بنفس القدر على البشر، ولم أر في حياتي رجلاً فاضلاً يجمع أطفال الشوارع ليطعمهم وينظفهم، وفي الوقت ذاته يشنق القطط مثلاً، كما لم أر من يجمع الطعام المتعفن من أمام الكلاب ليطعم به الأسر الجائعة. على العكس تجد آيات الشفقة والرحمة كثيرًا لدى الفقراء المعدمين، كأنهم أدرى خلق الله بالشقاء. عندي صورة رائعة لمتسول ممزق الثياب يسقي كلبًا ظامئًا من زجاجة الماء التي يحملها، وقد وحّد الشقاء بين الرأسين.

ليست قسوة المصري على الحيوانات مستجدة، فقد حكيت في عدة مواضع عن الصبية في المدرسة زملائي الذين فقئوا - لمجرد المرح  - عين حمار يلتهم الطعام، وكان هذا في أوائل السبعينيات حيث لا تلعب الظروف الاقتصادية دورًا مهمًا. أوتاجر الدجاج الذي سكب الكيروسين على الكتاكيت الحية وأشعل فيها النار في فترة انفلونزا الطيور (رأيت الفيلم بعيني)، والعامل الذي يحكي لي بلذة شبه جنسية عن تجربة وضع كلاب صغيرة في جوال مغلق وإغراقها في الترعة. دعك طبعًا من مهرحان الذبح للجميع في عيد الأضحى، حيث يتلذذ الأطفال بقذف الحيوانات بالحجارة ورؤية فزعها وهي ترى ذبح إخوتها.

وللمرة الألف أيضًا أقول إنني حضرت الكثير من المواعظ والخطب، فلم أسمع داعية أو واعظًا قط يدعو الناس للرحمة بالحيوان، برغم أن عنده تراثًا دينيًا هائلاً. هذه اشياء تُحفر منذ الصغر، وأعتقد ان معظم ما أعرفه عن هذا الموضوع تعلمته في المدرسة الابتدائية. 

من لا يَرحم لا يُرحم. ولا شك أن قسطًا هائلاً من تردي أحوالنا هو عقاب نستحقه على قسوتنا على هذه الأكباد الرطبة. هذا عقاب عادل.