قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Monday, June 6, 2022

بعد الثانية صباحا - 3

من كتاب "الآن أفهم" - رسوم فواز

نعم يا أستاذ "مراد".

أنا أتصل بك من المول.


الساعة الآن الثانية والنصف وأنا متوارٍ هنا في غرفة المراقبة. واضح أن هذه الظاهرة خجول ولا تتم أبدا أمام عيون المشاهدين.. آمل أن أرى شيئًا يؤكّد ما رأيناه أمس.. لهذا السبب طلبت منك أن تصرف رجل الأمن الليلة.

أنا متحمس فعلًا.. هذا ليس عملي ولا مجال اهتمامي، لكنني أكره أن أرى ظاهرة بلا تفسير.. دعك من أنني أريد التأكد من عدم وجود ألاعيب لا أعرفها. الشريط سليم ولم يمسّ لكن هذا لا يستبعد قيام شخص ما بألعاب ضوئية أمام العدسة.. لا أعرف كنهها لكن لو كانت موجودة فمن الضروري أن أرى وأن أفهم.

الفتاة اسمها (عزة) إذن؟ فتاة فقيرة حاصلة على شهادة متوسطة، وكانت تعمل بائعة في المول وقت افتتاحه.. لقد اختفت ولم يستطع رجال الشرطة العثور عليها، لكن زميلاتها يقلن همسًا إنها ماتت هنا.

أنت تعتقد أن شبحها يحوم في المول ليلًا.. لكن ما الذي تجنيه من تحريك المانيكانات؟ الأشباح تظهر لتخيف لكنها لا تتسلى، دعك من أنها لا تخفي آثار عبثها.. ما قيمة التخويف الذي لا يراه إلا أقوياء الملاحظة؟

ما هذا؟ هناك من يفتح الباب! النجدة!

صبرا.. إن.......

لا عليك.. هف هف! الحمد لله.. إن هناك قطا حبيسا هنا والباب كان مواربًا.. لقد نظر لي للحظة ثم توارى.. مخيفة هذه القطط فعلًا.. عيونها تنطق بالكثير.
 
أنت تعرف أنني أمقت جلستي هذه، وبالتأكيد أفضّل أن أذهب لأمضي الليلة في داري. لكن ما قيمة هذه السهرة إذن إن لم أر ما يحدث؟

أنا أراقب الشاشات.. لو رأيت شيئًا غريبًا سأتصل بك.. سأسجّل ما يحدث طبعًا.. في هذا الضوء الخافت الواهن أرى قاعات العرض وأرى المانيكانات.. مفزعة حقًا ولو أطلت النظر لشعرت بأنها تتحرك لكن هذا وهم طبعًا.

ما هذا؟ فعلًا هذا المانيكان يتحرك.. الضوء خافت واهن، والصورة تهتز قليلًا، لكنه يتحرك.. الآن أرى هذا الضوء يتجسد... بقعة تتجسد ببطء على شكل فتاة ترفع يديها صارخة.


أنا لا أهذي صدقني.. كل شيء على الشاشات أمامي.

سوف أتركك الآن.. يجب أن أرى بنفسي.. لم أعد أريد أن أصدق.. سوف أجد الوقت الكافي لأرى كل شيء رأي العين قبل أن تكف الأجسام عن الحركة.

رحمتك يا رب! لقد دبت الحياة في كل شيء.. ما أراه هو رقصة بطيئة بلا هدف محدد تدور في الضوء الخافت حول مركز تتجسد فيه بقعة الضوء هذه.. إن التماثيل تتراجع ثم تتقدم.. وداعًا.. سوف أخرج لألقي نظرة وأعود إليك.

.........................................
.........................................
.........................................

نعم يا أستاذ "مراد".

لقد عدت.. هذا أنا.

لقد فهمت كل شيء الآن وعرفت سبب هذه الظاهرة.. اسمع.. هل يمكنك أن تلحق بي هنا؟ نصف ساعة من الآن؟ سوف أشرح لك كل شيء.. فقط أحضِر معك "رفشا" واستعد للمفاجأة.. لا تضيع الوقت فلا يمكن الشرح على الهاتف.. تعالَ حالًا.

.......

يُتبع