قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Friday, February 24, 2012

الأرشيف - 4


عزيزتي راندا:ـ

كما يحدث في الأفلام السينمائية، أرى أنك أخطأت وقمت بتبديل خطابين.. كتبت خطاباً لذلك المدعو رائد وأرسلته لي، وهذا خلط يحدث كثيرًا. كما أرى يبدو أنك تحملين ودًا واضحًا لهذا الرجل.. لنقل إن هذا يتجاوز الاهتمام المهني نوعًا.. أنت بدأت تقعين في غرامه لو كان لي أن أقول هذا

أضيف لهذا نزعة الإنكار الواضحة والميل للكذب، عندما تؤكد الأنثى أن شيئًا لم يحدث يعرف الرجل بسهولة أن أشياء حدثت. ماذا تعرفين عنه يا راندا سوى أشعاره الرديئة التي نشرت مجلتنا بعضها؟ فعلاً هذا شيء غريب

هاني

************


عزيزي هاني:ـ

من جديد تمارس دور الرجل الشرقي الذي يعتقد أنه لا بد أن يأخذ الفتاة الشرقية كصفقة متكاملة، مشاعرها.. تفكيرها.. جسدها... لا يمكن أن يسمح لها بأفكار منفصلة أو تجارب منفصلة، لا شيء سوى الاهتمام المهني يربطني برائد.. كفّ عن هذا السخف الشرقي.. لا تترك نفسك تنزلق للفخ الشهير ونتشاجر ونتجافى... أنت بدأت التنفيذ فعلاً

هذا هو إنذاري الأخير يا هاني.. كفّ عن التدخل في شئوني من فضلك.. أرجوك أنا لا أريد أن أكرهك

راندا

************

عزيزتي راندا:ـ

أما والأمور كذلك فأنا أفضّل الصمت

هاني

************

صفحة طبيبك الخاص:ـ

مروة سلامة - القليوبية:ـ

هذا فقر دم واضح.. تقولين إنه حدث في ليلة واحدة. لو كان هذا صحيحًا -وأنا أشكّ فيه- فهو لا يحدث إلا نتيجة لنزف شديد أو لتكسير عام في الخلايا الحمراء بالدم. لا بد من رأي مختص بأمراض الدم، كما أقترح أن تجري فحصًا لنخاع العظام

************

مستشارك القانوني:ـ

م. ع. هـ.  قليوب:ـ

لا حل لهذا الساكن المزعج سوى أن تحرر له محضرًا في حالة تلبّس.. لا بد من إبلاغ النيابة لترتب مراقبة لمنزله، أرى كذلك أن تحاول مقابلته لتنذره بشكل واضح وصريح ومتحضر. أرجو ألا تندفع أو تفقد رباطة جأشك؛ فالقانون في صفك

************

صفحة الحوادث:ـ

العثور على جثة ممزقة في المجاري في (.....) مركز قليوب. وجد أحد الأهالي الجثة عندما حاول أن يعرف سبب انسداد "طرنش الصرف" الواقع جوار منزله، وعندها تبيّن وجود الجثة التي لم يستطع أحد التعرف عليها

العثور على جثة ممزقة في المجاري بمركز قليوب

وكما يقول الشهود بدا كأن القاتل كان يتدرب على استعمال السكين على هذه الجثة. انتقل لمكان الحادث العقيد (...) والرائد (...) وقد قاما بمعاينة الجثة، واستطاعا تحديد شخصية المتوفى، وهو تاجر يدعى (محمد عطية هيبة)، ولا يُعرف سبب الجريمة ولا الملابسات التي أدت للقتل. أمرت النيابة بتشريح الجثة ومواصلة التحقيق

************

عزيزتي راندا:ـ

الآن نحن نعرف بعضنا جيدًا وإنني لأصبو فعلاً إلى اللقاء الأول. أقترح أن نتقابل بعيدًا عن المجلة التي تعملين فيها منعًا للقيل والقال.. سوف تعرفين عني أكثر وأعدك أن أكون مسليًا كقطة في ليلة صيف. ما رأيك في نزهة في المقطم بالسيارة؟ سيارتي ستكون تحت أمرك في أي وقت تطلبين. لو لم يرق لك موضوع المقطم فلا مشكلة.. اختاري أنت المكان

رائد

راندا: نحن نعرف بعضنا جيدا وإنني أصبو للقائنا الأول

************

عزيزي رائد:ـ

ضحكت كثيرًا من موضوع المقطم هذا.. يبدو أنك تحمل بعض الشكوك بصددي. لا أعرف السبب لكن سماعي بموضوع لقاء عاطفي في المقطم يثير ريبتي، ولعل السبب كثرة ما تلقيت من خطابات المشاكل. لا بد من ذئب بشري يحاول التغرير بفتاة رقيقة أو ذئبة بشرية تدعي أنها ليست كذلك، المهم أن موضوع المقطم لا يناسبني.. ما رأيك في أي مقهى في وسط البلد؟

راندا

************

عزيزتي راندا:ـ

لا بأس.. سوف نلتقي ثم نذهب لأي مكان يروق لك، سيارتي من طراز رينو.. بيضاء صغيرة الحجم.. كنت أملك سيارة فولفو زرقاء ثم بعتها.. كبيرة جدًا بالنسبة لزحام القاهرة.. على فكرة أنا أملك عزبة صغيرة جوار قليوب.. قرية صغيرة هناك أذهب لها كلما أردت كتابة الشعر.. ربما نذهب هناك يومًا ما.. ليكن لقاؤنا إذن يوم الأربعاء الساعة 8 مساء في مقهى (....). لا تقلقي بصدد شكلي.. أنا أعرفك جيدًا من الصورة المنشورة جوار المقال

رائد

************

عزيزي رائد:ـ

أنت تحسن الظن بي.. صورة المقال؟ أنت تعرف صور المقالات هذه. وكما يقول الأديب الدكتور خالد منتصر: نحن نختار أصغر صورة ممكنة لنضعها جوار المقال، لدرجة أن أحد الأدباء قد يضع صورة السونار التي تظهره في رحم أمه! على كل حال أنا لست عجوزًا شمطاء تركب مكنسة.. سوف تعرفني بالتأكيد.. سلام

راندا

************

صفحة طبيبك الخاص:ـ

ر. ع. - القاهرة:ـ

هذا الجوع إلى الدم واللحم النيئ الذي تصفه ربما يحدث في بعض حالات مرض البورفيريا كما قد يحدث في الحمل لدى بعض النساء، بصراحة معلوماتك غريبة ومتناقضة، وأرى أن تطلب رأي طبيب بشكل مباشر؛ هناك مشاكل لا يمكن حلها بالمراسلة البريدية

************

عزيزتي راندا:ـ

هناك شكوك كثيرة تحيط بهذا الرائد ع. الذي تعرفينه. أنت تعرفين أن هناك اختراعًا مفيدًا اسمه جوجل.. لقد وضعت بعضًا من أشعاره في محرك البحث.. النتيجة هي أن هذا الشعر ليس شعره على الإطلاق.. إنه شعر تركي مترجم للعربية.. الخلاصة أن هذا الرجل نصّاب فعلاً ولا يمكن أن تثقي به. يبدو أن كلامي مصدره الحقد لكن أريد مزية الشك.. وما لا يمكن نفيه لا يمكن إثباته.. ماذا لو كان نصّابًا فعلاً وكنت أنا على حق؟ أليس هذا واردًا.. أرجو أن تأخذي الحذر

هاني

************

عزيزي هاني:ـ

في الحقيقة لا أنكر أنه إنسان جذاب وأنه قادر على أن يفقد الفتاة صوابها، لكن أرجو أن تثق بي.. الفكرة هي أنني ألقيت في مقالاتي طعمًا معينًا يقول: "بالطبع كانت خطابات الفتاة تتضمن أكثر مما كتبته هنا.. في الواقع هناك أسرار لا أجرؤ على التلميح لها، ولكنني أضعها ببساطة تحت يد من يهتم بالقصة وبهذه الفتاة البائسة". هذا كلام فارغ طبعًا لأنني لا أعرف عن الفتاة سوى ما قلته. لكن خطابات رائد هذا انهمرت عليّ بعدها.. فما السبب؟

راندا

.......

يُتبَع