كان لابد للمرء أن يفتش في شبكة الإنترنت عن مصدر يروي ظمأه المتجدد إلى الكوميكس .. أو الفن التاسع .. أو الباند ديسينيه كما قلت. إن المواقع الغربية تعج بالكثير، لكنك لا تجد أي توثيق للإصدارات المعربة في هذا الصدد..
في هذا الوقت قابلت شابًَا يفيض بالحماسة ..اسمه (هاني الطرابيلي) ويعمل محاسبًا. لابد أنك لاحظت الاسم واستنتجت أنه ابن الكاتب الصحفي الكبير (عباس الطرابيلي). (الطرابيلي) لقب غريب وقد فتش الأب عن معناه كثيرًا بطريقته المولعة بالتدقيق في التراث وأصول الكلمات، حتى عرف أنها مهنة من يصنع أغطية (طرابيل) لسطوح المراكب، وهي مهنة دمياطية جدًا بالمناسبة.
 |
هاني الطرابيلي |
كان هاني لا يتكلم إلا عن الكوميكس، وقد وجدت أنه يعيش تقريبًا في سور الأزبكية والسيدة زينب، وينفق كل ما يملكه من مال لشراء المجلدات القديمة من تجار الكتب، الذين يحتفظون له بالكتب كأنهم يتعاملون مع (صنف) مطلوب في السوق. لم أزر منزله قط لكنهم يقولون إن منظر مكتبته ترتجف له انبهارًا أقسى القلوب !