قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Wednesday, May 5, 2021

نحس


الميادين

عندما تقرأ هذه الكلمات سوف يكون ذلك القمر الصناعي التالف قد هبط على كوكب الأرض فعلًا، في تمام الثامنة بتوقيت جرينتش مساء يوم الجمعة 23 سبتمبر. الطريف هو أن العلماء لم يحددوا بعد مكان سقوطه.. ربما يسقط فوق رأس ذلك اللورد البريطاني الذي يصطاد الثعالب، أو فوق رأس ذلك الهندي الذي يجمع أوراق الشاي في الحقل، أو فوق راعي البقر الأميركي في أحراش ويومنج، أو ربما يسقط فوق رأسي أنا!!

هناك متفائلون يؤمنون بضعف هذا الاحتمال جدًا، مثل ذلك العامل الفقير الذي كان يعيش في قلب القاهرة أيام الحرب العالمية الثانية، وكانت طائرات هتلر تقصف القاهرة بلا توقف.. قالوا للعامل: ألا تخاف الموت؟ فقال لهم: بالعكس.. أنا مطمئن تمامًا.. على الطائرة أن تحلق كل هذه المسافة من الساحل الشمالي حتى قلب القاهرة، وعليها أن تلقي القنبلة على البيت رقم 5 حارة المغربلين بالذات، وبعد هذا الجهد كله قد لا أكون موجودًا في البيت!!

هذا بالنسبة للمتفائلين، أما بالنسبة للمتشائمين أمثالي، فأنا أؤمن إنه ذلك المشهد الخالد في أفلام توم وجيري. هناك صخرة عملاقة تهوي من الفضاء قذفها الفأر غالبًا.. يراها القط فيركض مذعورًا ذات اليمين واليسار ثم يدرك الحقيقة: الصخرة سوف تصيبه أينما ذهب.. هذا فيلم رسوم متحركة يستحيل معه أن تسقط الصخرة بعيدًا عنه. هكذا يحفر لنفسه قبراً بسرعة وتستطيل لحيته في ثانية، ثم يقف يدخن سيجارًا وينتظر النهاية.. وعلى الفور تهوي الصخرة فوق رأسه هو.

نفس الشيء يحدث هنا تقريبًا.. سوف يفر المرء يمينًا ويسارًا.. لكن القمر التالف سوف يهوي فوق رأسه هو.

هناك قصص عجيبة فعلًا عن أشخاص بلغ بهم النحس درجة عبقرية؛ مثل ذلك الرجل البرازيلي الذي جلس في حديقة داره منذ عشرين عامًا يشرب العصير.. هنا سقط نيزك من الفضاء الخارجي.. نيزك بحجم الليمونة سقط على رأسه فقتله! الحادث حقيقي وذكر في الصحف وقتها. لو تأملت هذا الحادث لوجدت درجة عبقرية من النحس.. نيزك من الفضاء الخارجي اختاره هو من بين كل سكان الأرض.. هذا يشعرك بأنك محظوظ جدًا.

هناك قصص أقل خطرًا؛ مثل المتفرج الذي كان ينظف أذنه بعود ثقاب في مبارة بيسبول أميركية، فطارت الكرة من الملعب إلى المدرجات لتضرب يده ويثقب طبلة أذنه!

العكس صحيح كذلك.. هناك أناس محظوظون لدرجة لا تصدق، ومنهم جنود الحلفاء الذين كانوا يتناولون الطعام فسقطت قنبلة وسطهم وانفجرت.. لم يصب أحد بأذى.. وكان تفسيرهم الوحيد هو أن أجلهم لم يحن بعد.

هناك الطيار النازي الذي وجد ذبابة تطير معه في القمرة فأمسكها بأنامله ليكتشف أنها رصاصة! الفكرة هي أن الرصاصة دخلت القمرة وكانت سرعتها قد قلت، لذا صارت تطير بنفس سرعة الطائرة وصارت معلقة في الهواء!

وهناك السيارة التي سقطت من فوق جسر على ظهر قطار متحرك.. الصدمة جعلت القطار يقذفها للجسر من جديد!

كل هذه قصص حقيقية وليست من تأليفي.. هكذا ترى أن الحظ قد يكون عبقريًا، وكذلك النحس.. أما عن مكانك في هذين النقيضين فيمكن أن ننتظر حتى الثامنة مساء بتوقيت جرينتش ونرى ما سيحدث.. أما أنا فإن لم تر مقالي هنا في الأسبوع القادم، فإن بوسعك أن تخمن ما حدث بالتقريب!