قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Monday, April 29, 2013

عود الثقاب الأخیر

كتبها د أحمد وعمره 23 عاما


هذا آخر عود ثقاب في حافظتي
لا تتعجلْ...!
یعني آخر عود ثقاب
آخر دفءِ 
آخر دخان في صدري 
یعني آخر عود ثقاب
أن أتمهلْ 

*******

هذا آخر عود ثقاب في حافظتي 
لم یتفحمْ.. !
إن أحرق آخر أعوادي 
یفنیني برد لا یرحمْ 
یعني آخر عود ثقاب
أن ریاح اللیل الجوعى 
قد صارت تملك ناصیتي 
یعني 
بل كلا .. لا أدري 
ما جدوى حتى أن أعلمْ ؟

*******

أحرقت الأعواد الأخرى 
بالأول أشعلت شموعاً  في قصة حب لا تُحكى 
والعود الثاني .. لا أذكر 
لكني أحرقت الثالث 
أبحث في الظلمة عن ثغرك 
العود الرابع إذ قالوا أن العسكر جاءوا خلفي 
أحرقت بقایا أشعار تتغنى بوجود أحلى 
جاءوا والأشعار رماد 
سحقوا صلفي 
عرفوا أني أملك أنفاً
جدعوا أنفي 
ولأني أمسك قیثاراً كي یعزف ألحاناً سكرى 
كسروا كفي 
ولهذا 
في السجن المظلم 
أشعلت ثلاثة أعواد كي أعرف ما حل بذاتي 

*******

والعود الثامن كي أشعل سیجارة تبغ ملغومة 
أقنعني مسجون آخر أن أنشقها حتى أنسى 
حتى أنسى
العود التاسع والعاشر
كي أحرق صورتها عندي 
بعض البنزین على العینین سیعطي نیراناً أفضل 
تفنى روحي 
یصحو جسدي 
لم یشتعل العود التالي 
خمسة أعواد قد ضاعت كي أرسم لصدیق أحمق
لغزاً من ألغاز مجلة
قد كان بسیطاً في رأیي 
لكني لم أعرف حلا
نظفت بعود أسناني
ودسست بعود في أذني 
أسقطت ثلاثة أعواد في كف عجوز یتسول 
بضعة أعواد مبتلة 
فلأتمهل 
یعني آخر عود ثقاب أن قراري لن یتبدل 
قد أحظى بلفافة تبغ 
قد أحرق آخر أوراقي 
قد أشعل ناراً في نفسي 
قد أطهو شیئاً لرفاقي 

*******

تتساوى أفعال الدنیا في رأسي المحموم المنهكْ
أحیا
أو أفنى 
أو أعشقْ 
لا أعرف شیئاً في العالم یستأهل أن تقدح ذهنك 
لم أتردد 
لامست الصندوق الأغبر
بالرأس الأحمر في حزم 
هذا آخر عود ثقاب في حافظتي 
لم یتوهجْ !


أحمد خالد توفیق
1985