 |
رسوم الفنان طارق عزام |
اسمه إسماعيل
لو كانت هذه القصة بضمير المتكلم الأول، لبدا هذا كأنه أول سطر في رواية ملفيل «موبي ديك»: «سمّني إسماعيل»، لكنك بالطبع تعرف أن عم إسماعيل لا يملك القدرة على كتابة قصة، وهو يقرأ بصعوبة بالغة.
يمكنك بسهولة أن ترسم صورة ذهنية لعم إسماعيل، فهو نحيل.. أشيب الشعر.. له عين واحدة مغطاة بسحابة رمادية أتلفت القرنية.. له شارب كث يليق بطبقته التي تعتبر الشارب من علامات الفحولة. له طابع ريفي واضح، وبوسعك في أي لحظة أن تجرده في ذهنك من بذلته الميري لتتصوره بالجلباب والبُلغة في قريته، جالسًا على المصطبة يشرب الشاي الثقيل. الحقيقة أن هذه حقيقته طيلة اليوم باستثناء ساعات العمل في الحديقة. هل تحتاج للمسة أخرى؟ بالطبع. لن تكتمل الصورة بصريًا من دون لفافة تبغ خلف الأذن.
عم إسماعيل يقترب من سن التقاعد، وهو يتوق لذلك اليوم بعد عمر طويل حافل عانى فيه الكثير. لديه ابنتان تزوجت واحدة منهما، وعامة هو لا يحكي الكثير عن بيته. لا يحكي عن همومه ومشاكله.