المذيع: مروان.. مروان!!!!
مروان: أي!... اصبر يا أخي.. هذه المرة أنا في مأزق حقيقي.. أنا هنا في أسفل الدرج.. أي.. لقد تهشّمت ساقي فعلاً.. العظمة في اتجاه آخر تمامًا.. كاد الهاتف يتهشّم لكني وجدته جواري بمعجزة.. إن المشعل هناك.. لكنه انطفأ..
المذيع: إذن أنت الآن أسفل الدرج....
مروان: نعم.. نعم.. القاعة التي فيها منضدة حجرية... هذه منضدة تقدمات على ما يبدو، ويبدو أنني صرت فريسة ممتازة...
المذيع: كفّ عن هذا الكلام.. سوف يصل رجال الجيش حالاً... (صوت انفجار).. هل تسمع هذا الصوت؟ الديناميت! لقد فجّروا الصخور التي تسدّ مدخل الكهف... الفرج قريب....
مروان: عرفت هذا لأن الحصى والحجارة تتساقط بغزارة فوق رأسي.. اهتزّ المكان بقوة.. قل لهم أن يسرعوا...
المذيع: حاضر.. كفّ أنت عن استهلاك الأكسجين...
مروان: ما زلت تعتقد أنني أهذي... لكن.. أنا أسمع أصواتهم.. أنظر لأعلى فأرى هذا الوطواط اللعين يطل عليّ من أعلى الدرج.. هناك كائنات تتشاور وتطل علي من فوق.. يبدو أنهم ينتوون النزول..
المذيع: ماذا أقول لك؟ اصبر يا أخي...
مروان: إنهم قادمون.. لكني أؤكد لك.. سوف أموت وأنا أقاتل.. سأحطّم رءوسهم بهذه العظمة... لو كانت لهم رءوس...
المذيع: (صوت أحدهم يتكلم) اصبر يا مراد.. ماذا تريد؟
مراد: (يهمس)
المذيع: لقد أغلقت الخط.. ماذا تريد يا مراد؟. هذا ليس بالوقت المناسب..
مراد: لقد تمكّن رجال الجيش من فتح ثغرة ودخلوا الكهف.. إنهم بالداخل الآن..
المذيع: رائع.. سيداتي سادتي.. إن هذا الفتى لمجدود الحظ.. وجدناه في ذات اللحظة التي بلغ فيها النهاية فعلاً.. لا بد أن طائرة هليوكوبتر طبية سوف....
مراد: لقد وجدوه فعلاً جوار المدخل..
المذيع: جميل.. إذن لماذا لا نفتح الاتصال؟
مراد: إنه ميت.. الفتى ميت وقد هشمته الصخور تمامًا.. لقد مات لحظة الانهيار الأول بالضبط.. يحاولون إخراج أشلائه الآن! لم تكن عنده فرصة للمشي أو الاتصال بك.. قلت لك إنه تهشّم لحظة الانهيار!
المذيع: يا سلام! إذن مع من كنت أتكلم لمدة ساعتين؟
مراد: لا نعرف... آ.. بالمناسبة.. أمّه متوفاة وأخته لا تُدعى (مروة).. عرفنا هذا عندما اتصلت أسرته بنا!
المذيع: كفّ عن السخف.. هل تسمعني يا مروان؟ المفروض أن رجال الجيش عندك الآن..
مروان (يضحك بوحشية): أعتقد أنك عرفت الحقيقة الآن... لكنك أحمق.. كلكم حمقى.. كيف تتصور يا جاهل أن تخترق موجات المحمول كل هذه الطبقات من الصخور؟ إنه يعمل بصعوبة في الخلاء في هذه البقعة، فكيف يكون الاتصال بهذا الوضوح من كهف منهار؟
المذيع: وكل هذا الكلام عن الغيلان وآثار الخطوات و... و...؟
مروان: لو كانت هناك حقيقة فهي أن هذا الكهف شيطاني.. كل الشياطين تحبّ العبث.. لقد أثرت خيالكم لفترة لا بأس بها، لكن الحفل قد انتهى للأسف.. فقط أتمنى لو جاء المزيد من الفضوليين هنا ليروا بأنفسهم. سوف نمرح كثيرًا جدًا... هاهاها....! (ضحكات شيطانية عديدة)
(صوت صفير طويل)
المذيع: (صمت طويل) في الواقع.. لا أعرف ما يجب أن يُقال.. لا أعرف شيئًا على الإطلاق.. سوف يعكف الخبراء على فهم هذه المكالمة وتحليلها.. لقد اعتدنا المزاح والدعابات العملية، لكننا لم نعتد أن تأتي التسلية من شيطان.. شيطان وجد جهاز محمول للمرة الأولى وقرر أن يعبث به. والسؤال الأهم هو هل هذا الشيطان تقمّص شخصية مروان، أم أن مروان نفسه صار كذلك بعد.. بعد...؟ إنني صرت مخرفًا..... أعرف شيئًا واحدًا هو أن هذا الكهف يحوي سرًا مخيفًا، ولو كنت أملك السلطة لقمت بتدميره بحيث لا يدخله أحد بعد اليوم.
مراد: ثمة سؤال أخطر: كم من كلام الفتى كان صحيحًا وكم منه كان خداعًا؟
المذيع: إن الرجال سوف يفتّشون الكهف بالتأكيد.. سوف نخبركم بكل ما يرد إلينا بهذا الصدد.. تعازينا الحارة لأسرة الفقيد، أما الآن فلسوف نعود إلى الاستوديو.. كان معكم (عمر الأسيوطي) مراسل قناة (الشرارة).
---------------------------------------------------------
تمت