قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Wednesday, July 7, 2021

إنهم يأتون ليلًا - 2

 دززززززززززززز!

للمنبه صوت كهربائي غريب خافت لكنه يهز النخاع في العظام. هذه مزية مهمة، فهو يوقظك لكن أحدا سواك لا يسمعه.

هكذا نهضت بعقل مخدر مبلبل، وتناولت من على الكومود تلك المطرقة الثقيلة التي وضعتها جواري. الحقيقة أنني أضعها هناك منذ فترة. ثم إنني نهضت ماشيا على أطراف أصابعي نحو غرفة الجلوس. وقفت خلف الباب لحظة ثم.. لحظة.. إن قلبي يوشك على التوقف.

هوب!

رسوم فواز

لا يوجد أحد هنا.. الغرفة خالية لكن النور مضاء والدخان في الجو.. هناك مطفأة وهناك لفافة تبغ لم تمت بعد.. ما زالت ساخنة.. لقد كانوا هنا.

هرعت أبحث عنهم.. الشرفة مغلقة من الداخل.. لم يرحلوا منها.. رحت أفتش الشقة وأنا في قمة التوتر.. لا شيء.

شيء ركض على قدمي، فهويت عليه بالمطرقة دون تفكير.. تعرف حالة الذعر هذه حينما يستعيد المرء انعكاسات الوحوش التي فقدها.. كنت سريعا جدا وقد فوجئت عندما وجدت أنني صرعت فأرا.. فأرا تسلل للشقة في ظروف غامضة وكان تعس الحظ فعلا. في لحظاتي العادية لا يمكن أن أتمكن من اقتناص فأر.. دعك من أنني سأصرخ وأثب على مقعد.. لكني الآن شخص آخر ولو برز لي إنسان لهشمت وجهه بنفس البساطة.

أخيرا دخلت إلى الحمام فغسلت يدي وساقي.. أنا وحدي في الشقة ولا شك في هذا. هؤلاء سمعوا صوت المنبه ففروا، ولكن كيف ما دام كل شيء مغلقا من الداخل؟

يعلم الله كيف نمت.

وفي الصباح اتخذت قراري: أنا مجنون أو على أقل تقدير لا يعمل عقلي كما يجب. كل شيء يقول إنني من يفعل هذا ليلا.

هناك تفسير آخر لا يروق لي هو أن هؤلاء جان أو شياطين أو عفاريت.. أي شيء من الكائنات الخارقة للطبيعة، لكن ما الذي تفيده من الإقامة في بيتي؟ الأطباء النفسيون سيقولون إن الوحدة تجعلني أرى ضلالات.. المشعوذون سيقولون إن الوحدة تجلب الشياطين، خاصة لو كنت أتأمل نفسي في المرأة كثيرا وأمضي وقتا أطول من اللازم في الحمام.

لا توجد حلول سوى أن أستجلب صديقا أو زوجة ليعيش معي هنا.. أو أن أبيع الشقة وأنتقل لمكان آخر.

على كل حال لم يبق سوى التصوير.. هكذا قمت بتوصيل دائرة ممتازة.. هناك كاميرا فيديو موضوعة في الغرفة، وقد توارت تحت منشفة وثياب قديمة فلا تظهر منها سوى العدسة. في الواحدة صباحا سوف أبدأ تشغيل كاميرا الفيديو وأنا في غرفتي.. الكاميرا تتصل بكابل AV طويل جدا يبلغ غرفتي. هذا التلفزيون الصغير سيجعلني أتابع ما يحدث هناك.. ثم أغلق الكاميرا متی شئت.

هكذا تناولت عشاء خفيفا يعلم الله كيف تقبلته معدتي، ثم دخلت إلى الفراش في منتصف الليل.. رحت أطالع كتابا صغيرا وأنا لا أكف عن شرب القهوة.. هؤلاء استفادوا كثيرا من ثقل جفوني وسهولة تسرب النعاس لوعيي.. يجب أن أسهر.

الواحدة صباحا.. جالسا في الفراش قمت بتشغيل الكاميرا ونظرت إلى شاشة التلفزيون الصغير على الكومود.. ممتاز.. أرى الغرفة بشكل لا بأس به، وإن كانت بعض قطع الثياب تغطي الكادر من أعلى لكنها رؤية كافية.

الغرفة خالية.. كل شيء كما تركته.

جرس الهاتف يدق.. الهاتف في الصالة.. اخرس يا أحمق.. لا أريد أن أجازف بالخروج وإفساد كل شيء.. الليلة أعرف إن كنت مجنونا أم ممسوسا.. اخرس.

فجأة تجمد الدم في عروقي..

رسوم فواز
هناك من رفع سماعة الهاتف ليرد!

إن هناك شخصا بالصالة الآن.. لا أعرف ما يقول بالضبط لكنه يتكلم.. ونظرت لشاشة التيليفزيون.. كلا.. رحماك يارب! لا اصدق ما أراه.. لا أريد أن أصدق ما أراه!

.......

يُتبع